(رسالة من القاص الاب محسن الخفاجي الى القاص جورج بوش الابن (مسج

خضير فليح الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1214 - 2005 / 5 / 31 - 05:48
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

ايام قلائل بعد 9/4 /2003 ويدخل القاص محسن الخفاجي معسكرات الاعتقال الأمريكية التي انتشرت على مساحة واسعة من ارض العراق .. وبالتحديد لقد تم اعتقاله في متحف الناصرية عندما كان مقرا للقوات الأمريكية لحفظ ( النظام ) في الناصرية ..ثم ينقل بنفس اليوم إلى القاعدة الجوية خارج المدينة ليحشر _ حكواتي الجنوب النحيف مثل بردية الهور القصية ، يحشر مع المعتقلين بكل صنوفهم .. (سراق ، وقتلة محترفين ، ورجالات النظام اللا منقرض ،وجنرالات حرب بدون رتب او أنواط شجاعة ، وتهم أخرى غريبة الأطوار )وفي تلك الأيام كانت الفوضى تسود المدينة حالها حال المدن الأخرى .. إذ كانت الاعتقالات واحكام القتل المجاني في كل شارع او زقاق .. سيق القاص من القاعدة الجوية في الناصرية إلى معتقل اكثر تنظيما في البصرة ، ولا زالت التهمة غامضة ضده .. رغم بعض التسريبات الخبرية عن اعتقاله و التي كانت اقرب للخيال من الواقع .. فلا أسلحة الدمار الشامل ولا الأسرى الكويتيين تربط القاص محسن الخفاجي بأمور هي خارج اهتمامات الرجل ، ثم أن أمريكا اعترفت رسميا بخلو العراق من هذه الأسلحة التي أودع أسرارها الطاغية داخل قصص محسن الخفاجي .. وهذا يثبت إسقاط التهمة عن القاص الذي اعتقلته القوات الأمريكية وتناسته على طريقة سجون الطاغية .. ثم ان دولة الكويت عثرت في بادية السماوة على جثث ومعلومات عن أسراهم ونسي الموضوع تماما .، وبذلك قد أسقطت عنه التهمة الثانية.بحلحلة قضية الأسرى الكويتيين الذين يعرف عنهم القاص الشيء الكثير وكأنه سكرتير الرئيس المخلوع .. أنها المهزلة تتجلى بالنظام العالمي الجديد المستورد حديثا الى هذا البلد الذبيح .
عاد من المنفى الشاعر كمال سبتي في العام الماضي والتقى مع محبيه وأصدقاءه من الأدباء والفنانين والمثقفين وكانت علامات قلق وحيرة وضياع أبي الطيب واضحة عليه وهو الذي اعتاد مرافقة محسن الخفاجي في الناصرية ،، في مقاهيها وشوارعها وخرابها الرمادي.. فأطلق مقولته الرائعة بحق محسن الخفاجي ( الناصرية التي ليس فيها محسن الخفاجي ..لم تكن الناصرية أبدا ) ثم هرب الشاعر مرة أخرى إلى المنافي من غير حقيبة سفر يودع بها الخفاجي أحلامه الخرافية في النشر والترجمة وأحلام أخر..
ربما لا يعرف السيد جورج بوش عن اعتقال رمز من رموز الكلمة في هذه المدينة ،هل يعقل يا سيادة الرئيس ان تمنحنا بيد وتأخذ باليد الأخرى .. لقد أعطيتنا الأطباق اللاقطة لنرى زيف وعهر العالم .. والموبايل لنمارس التفجير عن طريق الاتصال بها .. ونصعد السيارات الحديثة لنموت على الطرقات في قسم منها والقسم الآخر لتفخيخها في الساحات المزدحمة .. وهبتنا كل ذلك وأخذت نجم الناصرية الضاحك من تاريخ المهزلة ..ولم تنفع الحملات الإعلامية والتعريفية والاحتجاجية التي أقامتها جهات مؤسساتية ومدنية وأشخاص لفك اسر القاص … وهنا نسجل شكرنا لكل الاخوة الذين تضامنوا مع قضية عراقية غاية في الأهمية مثل قضايا العراق الراهنة ولاتقل شأنا عنها .. وربما سيادة الرئيس لم يطلع بعد على الأدب العراقي ومعاصريه رغم شغفه بأجناس الأدب العالمي عامة ، ربما يقع التقصير في قضية محسن الخفاجي على وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي لم يبلغ الرئيس بقضية الأديب العراقي الذي ظل قابعا في الزنازين دون ذنبا يذكر ..
كانت مكتبة الصديق الخفاجي أثرى مكتبة عرفناها في المدينة .. وكنا ننهل منها ماأستطعنا ، وغدت من بعده نهبا للآخرين ولباعة الكرزات لتمزيق أوراقها هنا وهناك دون ان يعلم صاحبها بما حصل لأرثه الوحيد في ذلك الخراب الأسمنتي الصلب .
وحين عاد الأصدقاء من زيارته في معتقل البصرة قبل نقله إلى أبي غريب كانوا مخنوقين بنبرة البكاء على حال صديقنا وهو بتلك الهيئة التي تغيض العدو قبل الصديق .. وربما يأتي اليوم يا سيادة الرئيس وستفرجون عن القاص ( عدوكم الأول ) وصدام حسين معا بنفس اليوم وتسون القضية على طريقتكم الخاصة وتعتبروها –نيران صديقة - ، وماذا سيكتب الكاتب من مذكرات السجن وليال الاعتقال المغبرة .. عن حضارتكم ومشروعكم للشرق الأوسط الكبير .. انه أطلقها صراحة وهو في معتقله – سأخزي أمريكا وسأعري نظامها العالمي الجديد ، سأكتب مذكراتي كلها بما تبقى من العمر لأفضح صدق النوايا أقولها علنية أنها لم تكن نيران صديقة – فالنار لاتعرف الصداقة أبدا .. وليس هناك أمان يا سيادة الرئيس..
[email protected]

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل