أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عواد أحمد صالح - التحليل السياسي والطبقي لنظام صدام















المزيد.....

التحليل السياسي والطبقي لنظام صدام


عواد أحمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1212 - 2005 / 5 / 29 - 11:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التحليل السياسي والطبقي
لنظام البعث و صدام في العراق
1968 -1990
- عواد احمد صالح -
مقدمة :
لم تحاول القوى اليسارية والديمقراطية في العراق وخارجه تقديم تحليل ماركسي منهجي متكامل للطبيعة الطبقية والسياسية لنظام البعث الذي حكم العراق.. ( تموز 1968 نيسان 2003 ) وذلك لأسباب متعددة منها قصور ادواتها النظرية والمنهجية ومنها انخداع بعض تلك القوى بالطبيعة (( التقدمية )) لذلك النظام من خلال بعض شعاراته الاشتراكية والقومية وعلاقاته مع القوى التقدمية والديمقراطية على المستوى الدولي .سنقدم في هذا المقال تحليلا مقتضبا ولغرض فتح الطريق للآخرين لتقديم اسهاماتهم في هذا المجال ..
*****
وصل حزب البعث إلى الحكم عام1968 بواسطة انقلاب عسكري لا بواسطة حركة جماهيرية وبطريقة تآمرية مكشوفة ، وفي البداية تحالف مع النايف والداوود وهما من كبار قادة الجيش ثم انقلب عليهما ..
نقل انقلاب 17 تموز السلطة من شرائح الأرستقراطية العسكرية والبرجوازية الوسطى العاجزة والتي استنفذت كل امكانياتها على تطوير وسائل الأنتاج او المشاركة في الرد الفعال على العدو القومي للأمة العربية : الصهيونية المنتصرة في حرب عام 1967 .. إلى الشرائح الأكثر راديكالية : حزب البعث وما يمثله من تركيبة برجوازية صغيرة مشحونة بأيديولوجيا قومية ثورية ذات نزوع فاشي وقد روج البعثيون على ان ((ثورة 17 تموز جاءت ردا قوميا على هزيمة الخامس من حزيران 1967 )) كما فعلت النازية في ألمانيا اذ اعتبرت صعود هتلر إلى السلطة ردا على هزيمة المانيا في الحرب العالمية الأولى ..
والحقيقة فأن انقلاب البعث في 17 تموز بدوافعه الخفية كان يهدف من جملة ما كان يهدف اليه قطع الطريق امام تقدم اليسار الشيوعي الذي كان يعاني من مجموعة من المشكلات الداخلية والذي حاول الأقتراب من عملية الاستيلاء على السلطة لولا الصراعات والأنشقاقات التي كان يعاني منها – يجب التذكير هنا إلى ان الحزب الشبوعي العراقي لم يفكر جديا في موضوع الأستيلاء على السلطة طوال تاريخه رغم انه كان يتفوق أيديولوجيا وعدديا على حزب البعث - ( وهنا تكمن في رأينا معضلة ما تعرض له من تصفيات وملاحقات دموية في ظل جميع الحكومات التي تعاقبت على العراق ) ..
إن سلطة حزب البعث بعد انفراده بالحكم بعد 30 تموز 1968 مثلت ((حركة ثورية)) قوية تستند إلى أيديولوجيا قومية استعارت كثير من سمات حركة اليسار وطروحاته حتى أصبحت تبدوا أكثر ثورية من اليسار نفسه وذلك يعود إلى المناخ الذي ساد الساحة العربية بعد هزيمة حزيران عام 1967 في جو من رد فعل الجماهير العربية إزاء الهزيمة وتقدم الفكر الثوري واليساري وحركات التحرر الوطني بتأثير وجود الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي وتراجع النفوذ الإمبريالي.
إن صعود البعث إلى السلطة في عالم يتجه بقوة نحو مفاهيم اليسار والاشتراكية في بداية السبعينات مكن البعثيون حتى عام 1979 أن يصفوا كل القوى السياسية المعارضة في البلد بما في ذلك الشيوعيين وأن يستثيروا همة جميع الطبقات الاجتماعية بواسطة اللفظية الثورية وبواسطة مجموعة من الإجراءات التي وصفت في حينها بالاشتراكية وهي لم تكن في الواقع سوى نوع من رأسمالية الدولة وقد ساعدهم في ذلك تحالفهم مع الاتحاد السوفيتي واستخدامهم التضليل الإعلامي في إظهار أنفسهم كقوة ثورية قومية واشتراكية من الطراز الأول .
إن تأميم النفط وتكوين القطاع العام وتحديد ملكية الأرض الزراعية والسيطرة على التجارة هي إجراءات تمت بمباركة ودعم من الاتحاد السوفيتي ابتداءً من عام 1973 بعد عقد مجموعة من الصفقات والأتفاقات معه ومع بعض دول (المعسكر الأشتراكي) وقد تتوج ذلك بمعاهدة صداقة وقعت بين ( البكر وكوسيجين ) رئيس الحكومة السوفيتية آنذاك لمدة 51 سنة وصفت بأنها معاهدة صداقة دائمة لا تنفصم عراها .
إن الحدث الأهم في تاريخ نظام البعث هو تأميم البترول الذي أتاح وجود عوائد نفطية ضخمة أدت بعد مجموعة من الإجراءات (التنموية) إلى نمو (تشكيلة طبقية خاصة ) مشبعة بالنزعة الفاشية والعشائرية وذات ديناميكية خاصة وجدت في شخص صدام حسين بعد عام 1979 (رمزا وقائدا ) الذي سيحي بها كل أوهام المجد القومي الزائفة!
لقد تهيأت الأرضية المادية لصعود صدام حسين إلى السلطة في حقبة فقدت فيها الطبقات الاجتماعية أو ممثلوها النموذجيون القدرة على الإمساك بدفة الحكم فقد بدأ صدام منذ فترة طويلة في خلق شرائح متنفذة وبنية فوقية عسكرية ومخابراتية أصبحت تمثل فيما بعد طغمة فاشية متعالية على الشعب وحتى على حزب البعث نفسه ، هذه الطغمة التي أحاطها صدام بمجموعة لا تنتهي من الامتيازات والمناصب وارتكز إليها لتحقيق طموحاته الشخصية ودوره (التاريخي) ، لقد أصبح صدام ممثلاً نموذجياً للوعي الساذج والمبتذل القروي والبرجوازي الصغير المتخلف لجميع الفئات والشرائح الأجتماعية التي اعتمد عليها وصار وليا لنعمتها فقد لعب دور (بونابرت) من أول يوم لارتقائه سدة الحكم واحاط نفسه بطغمة مغلقة وجاهلة تنفذ جميع مآربه ونزواته وروج لفكرة التحليق فوق الطبقات والاتجاهات والميول بالتأكيد على وحدة الشعب وعلى أن الصراع الطبقي ليس العامل الفاعل في التطور التاريخي والاجتماعي ومارس تحت هذا الغطاء سياسة إرهاب سافر وتصفية ضد جميع القوى السياسية والطبقات الاجتماعية (قام بتصفية الجبهة التي كان قد تحالف بها مع الحزب الشيوعي والأكراد بدءا من عام 1975 وحتى وصوله إلى المنصب الأول في الدولة عام 1979 ) كما قام بإعدام 55 من رفاقه بحجة التآمر والحقيقة أنه أراد أن يتخلص من الحرس القديم في حزب البعث الذين لم يكن معظمهم راغباً في اعتلاء صدام قيادة الحزب والدولة وليتسنى له تحقيق مآربه وطموحاته الشخصية ومنذ عام 1980 أصبح صدام القائد الفذ والنموذج التاريخي نعمة من نعم السماء وفتح مبين في القيادة يحلم به الشعب العراقي منذ عصور !! هكذا صورت وسائل الإعلام وأيديولوجيو الحزب شخصيته في محاولة لربط كل شيء باسمه وإقران كل عمل سياسي واقتصادي بأنه فضل من أفضاله وبعد شنه الحرب على إيران أصبح بطلا وفارساً وأصبحت تصريفاته للأمور غير خاضعة للنقد أو المناقشة . لقد كانت الحرب مع أيران في حقيقتها استكمالا لما بدأه صدام من تصفيات لخصومه وتعبيرا عن النزوع الشوفيني للطبقة الجديدة التي كانت مرتبطة به في محاولة منها لنيل بعض المكاسب الاقتصادية أو صنع الأمجاد التاريخية المزعومة عن استعادة الأرض والمياه !!. إن دور صدام حسين التاريخي كان دوراً (واعياً) بمعنى أنه كان دوراً مرسوما مسبقاً من قبله شخصياً وبدفع من الطبقات والشرائح الاجتماعية المرتبطة بنظامه وكذلك بإيعاز من بعض القوى الخارجية ، وقد ساهم مثقفون وعلماء اجتماع وسياسيون وعلماء نفس واساتذة جامعات بصنع أيديولوجيا التضليل المرسومة حوله وحول دوره التاريخي بوعي تام ومقصود لغرض إعادة تشكيل الوعي الاجتماعي والسياسي والتاريخي لمجموع أفراد الشعب العراقي خاصة البسطاء والسذج والأجيال الشابة وبأن وجود صدام لا بديل له وهو ضرورة تاريخية ( جعلوا منه بمثابة الأنا الأعلى للوعي الجمعي ) وظلوا يفعلون ذلك حتى سقوط أسطورته الكاذبة وهزيمة نظامه المنكرة في الحرب الأمريكية يوم 9 نيسان 2003 .
لقد لعب صدام خلال فترة حكمة دوراً مأساوياً في حياة الشعب العراقي فقد دمر الاقتصاد وخرب النسيج الاجتماعي والأخلاقي وأحبط كل أهداف الشعب وطموحاته الحقيقية وكان نظامه يمثل الدكتاتورية والاستبداد الفردي المطلق والألفاظ الثورية والقومية الكاذبة فقد ظل حتى سقوطه يتاجر بالقضية الفلسطينية والقضية القومية عموماً وقدم الهبات والرشاوى لمجموعة كبيرة من الأبواق الإعلامية والانتهازية خارج العراق ومارس البهلوانية السياسية واستعراض العضلات والأغواء بالمال والقتل والإرهاب ومارس الحرب في الداخل والخارج. لقد افتتح صدام عهده المشين بإعدام مجموعة كبيرة من رفاقه في قيادة حزبه وبعد سنه من ذلك شن حرب دموية ضروس على إيران تحت أعذار واهية عن تحرير الأرض والمياه وإعادة الحقوق في شط العرب ثم تنازل لإيران عن كل ذلك بعد ثمان سنوات وعاد إلى معاهدة عام 1975 في الجزائر التي وقعها مع نظام الشاه كل ذلك حدث بعد تقديم التضحيات الهائلة البشرية والمادية (فقد العراق أكثر من مليون قتيل عسكري ومدني في الحرب) إضافة إلى تخريب توازن الشعب العراقي النفسي والاجتماعي والأقتصادي .
إن نظاما أفتتح عهده بالحروب والقتل لا يمكن أن يستمر في البقاء إلا على أساس الحروب وهكذا لم يكد يخرج من الحرب مع إيران حتى غزا الكويت الدولة العربية الصغيرة الآمنة بدوافع وذرائع واهية .
لقد خرج صدام من حرب إيران بقوة كبيرة وجيش عرمرم يعد من أكابر الجيوش في العالم .. إن شرائح البرجوازية القومية والطغمة الفاشية المتحلقة حول نظامه والمتمثلة بأجهزته الخاصة القمعية كانت تطمح بعد أن ارهقتها حرب ثمان سنوات مع أيران وعزلتها عن التطور العالمي بالتمتع بحياة مرفهة لتعويض سنوات الحرمان وكان مثلها الأعلى بلدان الخليج العربية التي استفادت من عوائدها البترولية في إيجاد نوع من الترف البرجوازي والحضاري المستعار من الغرب والممزوج بقيم العشيرة ، الزهو الفارغ والغطرسة واستهلاك المنجزات العصرية بروح بدوية متخلفة .
لقد أوجد صدام نتيجة حروبه وعلى أساس أيديولوجيته السياسية وسلوكه البونابرتي وبعد إنكاره الطبقات والصراع الطبقي وبدوافع الإكراه والضغط المادي والاقتصادي خلق ، شعباً يعاني جوعا استهلاكيا وهو معبئ على أساس نزوات القائد والقيادة وطموحاته الإمبراطورية.
إن اتجاه صدام حسين نحو ما سمي (بالتصنيع العسكري) بشكل مكثف بعد انتهاء الحرب مع إيران لم يكن بهدف تحقيق أهداف قومية أو محاربة إسرائيل بقدر ما كان الهدف منه إقامة المجد القومي الزائف للدكتاتور تحت مظاهر استعراض القوة والعسكرتاريا ، ذلك أن المليارات الهائلة التي صرفها في هذا الاتجاه قد أوشكت على النفاذ مما عزز النهم الموجود لديه ولدى لفيف الطبقات والشرائح التي تدعمه فهرع لأيجاد مصادر جديدة للحصول على المال والبضائع والسلب والنهب والاغتصاب والسرقة تلك الأخلاقيات الجديدة التي أوجدها النظام وعلمها للشعب خلال فترة حكمه ونتيجة الممارسات التي كان يقوم بها .. وكانت الكويت لقمة شهية وسائغة وسهلة الالتهام .
لقد كشفت عملية غزو الكويت واحتلالها في 2 آب 1992 وما حصل فيها من نهب وسلب وتخريب وتدمير عن أخلاقيات نظام الاستبداد الفردي وأجهزته الجائعة والطبقات والفئات والطغمة الملحقة به فلقد أصبحت الكويت مشروعاً للنهب والسلب وكشفت عن أخلاقيات اللصوص والقتلة والحرامية الذين لم تردعهم القيم الأخلاقية والدينية والروابط الأخوية والقومية وكأن الكويت بلد غريب ومن خرج الكرة الأرضية وقد تنكر صدام وأجهزته لكل وسائل الدعم المادية والمعنوية التي كانت تقدمها دولة الكويت أثناء الحرب العراقية الإيرانية .
لقد فشل الزعماء العرب وزعماء العالم وسياسيه ومنظماته في إقناع صدام بالإنسحاب من الكويت وكانت الحرب المعروفة مع دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والتي سميت بحرب الخليج الثانية .. لقد أصر صدام على الدخول فيها وأسماها (أم المعارك) التي ستغير وجه التاريخ وتقلب الكراسي والعروش وتحرر فلسطين وتوحد العرب كما كان يدعي!! وفي الحقيقة لم يكن إلا واهماً فقد كانت النتيجة عكسية وكانت تلك الحرب بمثابة أم الكوارث وقد أدت إلى تدمير العراق وإعادته إلى الوراء وفرض حصار اقتصادي وسياسي على شعبه وحطمت البنية الاقتصادية والاجتماعية ودمرت الطبقات الاجتماعية وسقطت الطبقات الكادحة والوسطى تحت مستوى الفقر .
لقد كشفت هزيمة صدام عن عيوب نظامه وزيف ادعاءاته وأوهامه عن نفسه وأباطيله وظل يعيش في عزلة سياسية واقتصادية عن المحيطين العربي والدولي ولقد كان سقوطه محتوما بفعل انتفاضة آذار 1991 والتي شملت 14 محافظة عراقية وعبرت عن رفض شعبنا لبقاء هذا النظام وما خلفه من الخراب والدمار والمجاعة وكان سقوطه محتوما لولا إن أمريكا وحلفاؤها وفروا له فرص البقاء والاستمرار وذلك لرغبتهم ربما بعدم السماح لقيام نظام إسلامي على الطريقة الإيرانية وكذلك لأنهم أرادوا إغراقه بالمزيد من المهانة والإذلال وتدمير اقتصاده ومصادر قوته العسكرية عن طريق ما سمي (بسياسة الاحتواء) .
تمثل مرحلة ما بعد عام 1991 حتى 2003 مرحلة قاسية على الشعب العراقي فقد اعاد النظام خلالها بناء حزبه وأجهزته القمعية بشكل لم يسبق له مثيل وكرس صدام قطيعته النهائية مع الشعب فقد عزله عن مجرى التطور في العالم ودمر وسائل الإنتاج والبنية الطبقية والاجتماعية بعملية عسكرة شاملة للحياة وانصرف إلى البذخ والإسراف وبناء القصور الشخصية له والجوامع التي تحمل اسمه وحاول ركوب الموجة الدينية التي بدأت بالنمو في عقد التسعينات فقام بحملات رجعية لتقييد الحريات وخاصة حرية المرأة وإجهاض المنجزات العصرية .ووضع الشعب في زنزانة كبيرة بحيث لم يعد بإمكان المواطن السفر إلى الخارج الا لمن يملكون الملايين .. وتكرست طبيعته النهائية كنظام فاشي مغلق ومضاد لكل ماهو إنساني وحضاري ..
لقد كانت فترة 1991-2003 عبارة عن فترة مليئة بالتقلبات السياسية والمواقف المتطرفة والمتشنجة خاصة في موضوع ( اسلحة الدمار الشامل ) والتي لم يستطع النظام تسوية قضيتها مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وكانت سببا في الحرب الأمريكية البريطانية في نيسان 2003 التي أسقطت صدام ونظامه بشكل نهائي . ان مرحلة التسعينات تحتاج إلى دراسة تحليلية شاملة وواسعة .

هوامش
1- لقد استخدم صدام طريقتان ضد خصومه السياسيين اما الاغواء بالمادة او التصفية الجسدية لمن لاينفع معه الاغواء . . كما سعى طيلة عهده إلى تعميق هوة اللامساواة الاجتماعية والطبقية باستخدام المال والسيارات لشراء ذمم العسكريين الكبار والحزبيين وموظفي الدولة والوزراء بما في ذلك بعض المعارضين لحكمه وحتى الاغنياء لم يجد بدا من الاسهام في توسيع وزيادة ثرواتهم .
2- الجدير بالتنويه هنا ان صدام حسين قتل ( الروح الثورية والاشتراكية ) لدا البعثيين وذلك بخلق مراتب ودرجات بين القادة والمرؤوسين والمراتب العليا والدنيا داخل حزب البعث وجعل منه حزبا بيروقراطيا فاشيا منضبطا انضباطا صارما لايملك فيه العضو أي حق من حقوق المناقشة او النقد لتصرفات قيادته وقائده الذي اصبح متنزها عن الخطأ ويأمر فيطاع . وعزز هذا التهشيم المتعمد للروح الحزبية بالامتيازات التي اعطاها للمراتب العليا من عضو شعبة فما فوق منحهم المكافئات الشهرية والسيارات ليضمن ولائهم المطلق وطاعتهم كما ليجعل منهم ادوات للضغط على القواعد الحزبية والشعب خلال حروبه العدوانية في ايران والكويت وحلال فترة التسعينات عندما تمادى في عسكرة البلد وتجييشه اثناء فترة الحصار الذي فرضته الامم المتحدة بعد حرب الكويت .
3- ان حزب البعث تحول على يد صدام من حزب قومي تقدمي ذو اهداف قومية عليا واشتراكية إلى حزب فاشي منضبط انضباطا شديدا ومطلق الولاء للطاغية والى عصابة للتجسس على الشعب والإمعان في اضطهاده وإذلاله وبذلك تحول إلى حزب ميت من الناحية السياسية والنظرية وقد تجلى ضعفه وهشاشة تركيبه القابل للانهيار السريع خلال انتفاضة اذار عام 1991 التي قام بها الشعب ضد النظام وتم فيها اعدام كثير من القادة الحزبيين والتمثيل بهم .
4- وخلال الحرب الامريكية الاخيرة التي اسقطت النظام بشكل نهائي فان حزب البعث كان حزبا انهزاميا لم يدافع عن السلطة التي كانت تمثله وهو لم يقدم كما تشير الوقائع تضحيات تذكر وذلك لادراك معظم المراتب الدنيا فيه بان نظام صدام ليس نظاما حزبيا وانما هو نظام لحكم العائلة الواحدة والمدينة الواحدة وانه يرتكز إلى طغمة عريضة من الاجهزة الامنية والمخابراتية التي كانت متعالية على جميع هيئات الدولة والحزب وتتمتع بالامتيازات الكبيرة وتمارس ابشع صور القمع ضد الشعب .



#عواد_أحمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...
- انعقاد قمة المؤسسة الإنمائية الدولية في نيروبي بحضور القادة ...
- واشنطن: خمس وحدات إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات- بالضفة الغربية ...
- السلطات الألمانية تدرس اتخاذ إجراءات عقب رفع شعار -الخلافة ه ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي ينتقد أردوغان بسبب موقفه من الحرب ع ...
- الأمير محمد بن سلمان يتحدث عن إنجاز حققته السعودية لأول مرة ...
- زاخاروفا تذكّر واشنطن بمنعها كييف من التفاوض مع روسيا
- الحوثيون: استهدفنا مدمرتين حربيتين أمريكيتين وسفينة بالبحر ا ...
- وفد من -حماس- يغادر القاهرة ليعود برد مكتوب على مقترح صفقة ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عواد أحمد صالح - التحليل السياسي والطبقي لنظام صدام