أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وليد الميموني - أيتها الشعوب إذا كنت غير راضية بالموجود، فلتجربي البديل














المزيد.....

أيتها الشعوب إذا كنت غير راضية بالموجود، فلتجربي البديل


وليد الميموني

الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 19:20
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



أفضل من وصف زئبقية الشعوب غوستاف لوبون في كتابه "سيكولوجية الجماهير". وقد أثبتت الأيام أنه كان على حق عندما صورها على أنها مجرد قطيع يمكن أن تقوده ذات اليمين وذات الشمال. وعندما ننظر إلى تصرفات الشعوب في أكثر من مكان نجدها قابلة للتطويع كالعجينة، خاصة في ظل وجود وسائل إعلام شيطانية قادرة حتى على إقناع الشعوب بأن الأبيض أسود، والأسود أبيض.
صحيح أن حكم الشعوب يقوم بالدرجة الأولى على خداعها حتى في الديمقراطيات الغربية، لكن عملية الخداع الحاصلة في بلدان الربيع العربي لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء لم يسبق لها مثيل في التاريخ من حيث قذارتها وفجاجتها، خاصة على صعيد استخدام البعبع الإسلامي لإعادة الشعوب إلى حظيرة الطاعة القديمة.
فقد أثبتت الأيام أنه كانت هناك خطة أصبحت واضحة للعيان لإفشال الثورات العربية. وتتمثل الخطة في الدفع بالإسلاميين إلى الواجهة ليكونوا القوة البديلة للأنظمة الساقطة والمتساقطة. وبعد ذلك يبدأ العمل على شيطنتهم وإظهارهم بمظهر البديل الأسوأ للأنظمة القديمة، ناهيك عن أن الإسلاميين أنفسهم ساهموا في هذه الخطة بسبب فشلهم الذر يع في إدارة المراحل الانتقالية وتصرفات بعضهم التي نفرّت الشعوب منهم، مما جعل الناس تحن إلى العهود القديمة، أو ترضى بالموجود. الخطة التي أطلقها أعداء الثورات نجحت حتى الآن، وعنوانها الرئيسي: أيتها الشعوب إذا كنت غير راضية بالموجود، فلتجربي البديل.
فلو حاولت الجماعات الإسلامية في أي مكان الاتحاد تحت قيادة موحدة لعمل الآخرون على دق ألف إسفين وإسفين فيما بينها. تذكروا كيف راحوا يدقون الأسافين بين المجاهدين الأفغان بعد أن انتصروا على السوفيات، فقد كانت مهمتهم محصورة في المساعدة على طرد السوفيات من أفغانستان. وعندما أنجزوا المهمة كان لابد من تفريقهم وشق صفوفهم على أيدي نفس الجهات التي دعمتهم ضد السوفيات.
فلنلاحظ أن كل المداولات الدولية حول سوريا ليست مهتمة أبدا بوضع الشعب السوري وماذا يريد، فهي فقط تركز على ضمان مصالح روسيا وإيران وأمريكا في سوريا، وكأن الثورة السورية قامت من أجل تدمير الكيماوي من أجل إسرائيل، والتخلص من نووي إيران مقابل ضمان بقاء النظام السوري في السلطة خدمة للمصالح الإيرانية. هذا هو المطروح. وليعلم السوريون أنهم خارج اللعبة الدولية تماماً. فهل سيسمحون لهذا السيناريو القميء أن يمر؟ بكل الأحوال، الأرض ستكذّب المتآمرين على محنة الشعب السوري.
ادن لنكن واقعيين: هناك تحالف شيعي صلب يمتد من إيران عبر العراق فسوريا فلبنان. وهو حلف ذو كثافة وأكثرية سكانية هائلة، ناهيك عن أنه على قلب قيادة وأهداف واحدة. وهو أكثر تنظيماً وتعاضداً من غيره، خاصة وأنه أنجز حلماً راوده لمئات السنين بأن يصبح سيد المنطقة. وبناء على ذلك، فمن الصعب جداً أن يتنازل عن إنجازاته الرهيبة لأحد، ولا شك أنه سيتمسك بها بأسنانه. ومن الواضح أنه بات يحظى بمباركة أمريكية لا تخطئها عين. وما التقارب الأمريكي الإيراني إلا دليل على قوة الحلف وتصاعد نفوذه في المنطقة.

على العكس من ذلك نجد أن الأحزاب والجماعات السنية في المنطقة تتآمر على بعضها البعض بالغالي والرخيص. الأمثلة كثيرة أمامكم، فما أن تظهر جماعة أو حزب سني إلا وتبدأ الجماعات السنية الأخرى بضربه وإخراجه من الساحة حتى لو كان منتخبا شعبياً، بينما الحلف الشيعي يفرك يديه فرحاً بهذا الاشتباك السني السني القاتل. ولم يخطئ بعض الساخرين عندما علق قائلاً: إن أفضل من يخدم الحلف الشيعي في المنطقة هي الأحزاب والجماعات السنية المتناحرة.

ليس المقصود من الكلام أعلاه سوى إيضاح حقيقية إستراتيجية وجيوسياسية أصبحت واضحة كعين الشمس. ولا يسعنا أن نقول سوى: حلال على هدا، ولا عزاء للمتناحرين الذين يطلقون النار على أرجلهم، ثم يشتكون من تآمر الآخرين عليهم.



#وليد_الميموني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محتجون في الولايات المتحدة من مناهضي الحرب في غزة يحتلون مؤق ...
- برقية جبهة نضال الشعبي الفلسطيني الى المؤتمر السابع للحزب ال ...
- رسالة تضامن إلى المؤتمر السابع لحزب العمال الشيوعي العراقي
- رسالة من الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني الى المؤتمر السابع ...
- كلمة الافتتاحية للمؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي العراقي ...
- -الحزب الشيوعي الفيتنامي يرشّح وزير الأمن العام لرئاسة البلا ...
- الخارجية الروسية تدعو فرنسا إلى الامتناع عن استخدام القوة ضد ...
- إخلاء مخيم اعتصام في جامعة واشنطن بالاتفاق بين المتظاهرين وا ...
- -أعلى مراحل الرأسمالية-.. من الإمبريالية والاستيطان إلى الثو ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 مايو 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وليد الميموني - أيتها الشعوب إذا كنت غير راضية بالموجود، فلتجربي البديل