كتاب جديد عن مملكة ماري في سورية

بشار خليف

الحوار المتمدن-العدد: 1207 - 2005 / 5 / 24 - 08:18
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

كتاب

مملكة ماري وفق أحدث الكشوفات الأثرية

عن دار الرائي بدمشق ، صدر كتاب الدكتور بشار خليف (( مملكة ماري وفق أحدث الكشوفات الأثرية )) .
وقد جاء في مقدمة المؤلف :
لعل مدينة ماري قد ظلمت في مجال الدراسات التاريخية السورية والعربية ، وما يدفع للاستغراب هو أنها منذ اكتشافها عام 1933 وحتى الآن ، لانجد كتابا" في اللغة العربية يعنى بدراسة ثقافة وحياة مدينة ومملكة ماري .
وان لم نخطئ فان الكتاب الوحيد الصادر عنها هو تعريب لكتاب مكتشف ماري البروفيسور أندره بارو Mari. Capital fabuleuse. وقد صدر عام 1979.
جاء الكتاب في 336 صفحة من القطع المتوسط وقد حوى على صور من لقى ماري وخرائط توضح حدود المملكة في العصور المختلفة وطرق التجارة في الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد بالإضافة إلى ثلاثة ملاحق من وثائق ماري تعنى بسلالاتها الحاكمة ووثائق / رسائل عن أول زواج دبلوماسي بالوكالة لملك ماري زمري ليم .
وقد اشتمل الكتاب على سبعة فصول ، ففي الفصل الأول تحدث الدكتور خليف عن الخلفية الحضارية والتاريخية لنشوء أو إنشاء مدينة ماري في مطلع الألف الثالث قبل الميلاد ، مستندا" على رؤيا بانورامية شاملة لحركة التاريخ في الهلا ل الخصيب وذلك منذ ابتكار الزراعة والتدجين مرورا" بالقرى الأولى والمدن الأولى . وقد رصد المؤلف أحوال البيئة الجغرافية الطبيعية لمنطقة الفرات الأوسط والتي شكلت ماري عاصمة لها منذ إنشائها .
وفي الفصل الثاني ناقش المؤلف وقائع إنشاء مدينة ماري في حوالي 2900 قبل الميلاد وذلك استنادا" إلى مخطط مسبق ورؤية معدة سابقا" ترافقت مع إنشاءات عمرانية ومائية / سدود، أقنية ملاحية وصحية ولمياه الشرب / ما يدل على عمق التفكير الهندسي والعمراني لدى السوريين ومنذ ذلك التاريخ المبكر .
وعلى هذا يقول البروفيسور الفرنسي جان كلود مارجرون والذي يرأس الآن البعثة الفرنسية العاملة في ماري :
(( عمرت ماري وفق مخطط وتنظيم هادفين ، حيث يشهد على ذلك منشآتها المائية وآثار السور الذي يحيط بها . وان منظر المدينة في الألف الثالث قبل الميلاد يدل على تفكير منطقي متجانس يمثل قوة الحضارة وتفتحها التي ظهرت في الألف الرابع قبل الميلاد ، وتوجت في بداية الألف الثالث عبر إنشاء هذه المدينة)) .
ويتجه الباحث إلى رصد الواقع الديمغرافي والاجتماعي في مملكة ماري ، بالإضافة إلى الواقع السياسي ثم الحياة الاعتقادية وأوجه النشاط التجاري – الاقتصادي ، كون أن ماري ارتبط إنشائها بوجود نهر الفرات والذي شكّل علة وجودها .
ويفرد المؤلف حيزا" مهما" لعلاقة مملكة ماري مع مملكة ابلا في الألف الثالث قبل الميلاد ولاسيما في نصفه الثاني ، كما ويقدم معلومات مهمة عن طبيعة الحياة اليومية في ماري في الألف الثالث قبل الميلاد والفنون والعمارة .
في الفصل الثالث يصل المؤلف إلى مناقشة مملكة ماري في الألف الثاني قبل الميلاد ضمن الإطار أو المنهج التاريخي المستوعب في حركة التاريخ للمشرق العربي ككل .
ويعرج للإضاءة على طبيعة العلاقات الاجتماعية في شقيها / البدوي – الحضري / في تلك الفترة عبر اكتمال الفاعلية الديمغرافية العمورية وبالتالي المضي في فاعليتها الحضارية التاريخية .
وكذلك أحوال المدينة آن وقوعها تحت الفاعلية الآشورية .
أما الفصل الرابع فيتحدث عن ماري في عهد ملكها زمري ليم ، بكافة أوجهها الفنية والعمرانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتجارية .
حيث نكتشف أننا أمام ملك شكّل نمط رجل دولة يجاري أهمية حمورابي البابلي وشاروكين الأكادي.
وفي الفصل الخامس يتحدث المؤلف عن الحياة الاعتقادية والمعبدية في المملكة إن كان في الطقوس أو المعابد أو أهمية هذا المنحى في حياة المدن السورية القديمة .
مع الإشارة إلى أن ماري شكّلت عبر تاريخها ظاهرة تجلت في وجود القصر –المعبد ، ما يعطي دلالة على تبعية المعبد عبر سلطته الاعتقادية للسلطة الزمنية وهذا يعتبر ظاهرة جديرة بالبحث في هذا الوقت المبكر .
الفصل السادس أفرده المؤلف للبحث في الحياة اليومية في مملكة ماري بحيث يجد المتابع أن جذور ما نحياه تمتد إلى ذلك الزمن سواء في بعض العادات أو التقاليد أو اللباس ، إلى ما هنالك .
ومع الفصل السابع نكون أمام تدمير مدينة ماري وإنهاء فاعليتها التاريخية بفعل الفاعلية المتنامية لبابل / حمورابي .
متذكرين أن صراع المصالح بين المدن / الممالك آنذاك ، كان يغلب وجود أي وعي اتحادي أو وحدوي على مدى الهلال الخصيب . وهذا ما كان سببا" في تعرضه للغزو الدائم .
الكتاب :
مملكة ماري وفق أحدث الكشوفات الأثرية
المؤلف : الدكتور بشار خليف
النشر : دار الرائي للطباعة والنشر/ دمشق
2005


www.postpoems.com/members/bachar

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل