أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار شهيد الفدعم - أحلام ... رواية الجزء الاخير من الفصل الثالث















المزيد.....

أحلام ... رواية الجزء الاخير من الفصل الثالث


نزار شهيد الفدعم

الحوار المتمدن-العدد: 4224 - 2013 / 9 / 23 - 04:07
المحور: الادب والفن
    


بعد اكثر من اثنان وعشرين يوم خرجت أحلام من المستشفى لتذهب مباشرة الى بيت أبيها وخلال تلك الفترة رفضت استقبال زوجها واختصرت الزيارات على الاهل وبناتها ..لم تكن تشكو من ألم عضوي بل الم حقيقي كان بعدم قدرتها على النسيان ...الحبوب والمهدئات كانت كافيه كي تدفعها الى الاسترخاء والنوم واستقبال البنات والأهل وتبادل الحديث معهم لكن سرعان مايزول كل هذا الهدوء عندما تفقد الوصفات الطبية مفعولها ..تشعر بأن الحرائق تشتعل بقلبها ورأسها وإنها تحمل ساطور كبير وهي تركض وراء زوجها وأبو مشعل وعصام تريد تقطيعهم حتى تفقد أثرهم في الصحراء وينتابها التعب وسط رمال ليس لها قرار فتبدأ بشتمهم وأحدا واحد وهي ترفع الساطور وتضرب به الهواء حتى تسقط من الاعياء آنذاك يكونوا الممرضين قد احاطوا بها وغرزت احد الممرضات إبرة ذات مفعول مهدئه في ساعدها فتغط في نوم عميق يمتد لفترة طويلة وتحتاج لفترة أطول حتى تعيد قواها بشكل طبيعي ...
استمرت هذه الحالة عندها اكثر من تسعة أيام حتى فقدت الكثير من وزنها وقواها وخبت نار الحقد في قلبها ، ويبدو أنها بداءت تستلم لمصيرها وخلال تلك الفترة رفضت مقابلة زوجها واعتبرت ان الوقت قد حان للإعلان القطيعة النهائية ..لذلك عندما تحسنت حالتها طلبت نقلها الى بيت أهلها ريثما يغادر زوجها البيت لان البيت أصلا مسجل باسمها وقد قدمه والدها هدية لها بعدما عاد زوجها من البعثة الدراسية ولم يجدوا بيت فارغ يناسب حالهم فقام والدها على الفور بشراء بيت حديث لها في أرقى مناطق جدة الواقعة على البحر وقدمه هدية لها ...الزوج أصر على عدم مغادرة المنزل بحجة عدم ترك الاولاد خوفا" أن لايجد مكان بوئيه بمستوى بيت أحلام وهو ايضا لايريد ان يترك احلام إلا بعد ان يمتص شبابها وعمرها وهي فرصة له كي يعلن انها فاقدة الاهلية اذا تأزمت الامور بينهما حتى يخرج ببعض المكاسب على الاقل خصوصا وهي لم تعلن سبب عزوفها ورفضها للحياة معه تحت سقف واحد خوفا" على سمعة العائلة ومستقبل الاولاد وخوفها على والديها أن يصيبهم مكروه اذا سمعوا منها الذي حرم ان يحكى حتى بين جدران صماء .
في تلك الفترة الحرجة بدأت أحلام تكثر من اللوم والعتب على الذين من حولها عند اتفه الاسباب ..لم تستطع صبر على كظم مشاعرها تجاه أية فعل لايعجبها حتى لو كان صغير مثل طريقة تقديم صينية القهوة او الطعام أو صرير الباب عند فتحه وأصوت حركة ستائر الشباك عندما يتلاعب بها الهواء ..كان كل شيء يثيرها ويستفزها ولا يعجبهوعرفوا أنيلائم طريقتها وليس حسب طلبها الذي لم تعد تستقر فيه على رأي واحد ..الذين حولها تحملوا مثل هذه التصرفات وعرفوا أن أحلام المسالمة الوديعة خفيفة الظل ذات القلب الرحيم تعيش أيام عصيب ..والدتها أكثرت من الصلاة وقراءة القرآن والدعاء لها بالشفاء العاجل ..ووالدها طلب ان تكون كل طلباتها مستجابة وليس هناك اية مانع من تنفيذ رغباتها حتى لو كلفته كل الاموال التي يمتلكها ، شقيقها نواف وزوجته بدرية بدؤوا على غير عادتهم بالتردد على بيتها لتفقد الابناء ..هذه الزيارات باتت تأخذ منحى سهرات متأخرة يقضونها مع الاولاد والزوج الذي حاول أن يظهر أكثر مما يبطن بداخله ...ويبدو أنه من قناة خفيه كان يحاول استمالة بدرية لكن نواف جبل على غير طينة تلك التي نشأ عليها مالك السديري الذي سوف يفجر لأحقا أزمة كادت أن تطيح بحياة أحلام ومستقبلها ومستقبل العائلة !.
ويبدو ان الحياة بقدر الذي تأخذ منك فهي تعطيك ...وخلال فترة قصيرة تعافت أحلام وعادت الى حياتها الطبيعية لكنها اصرت على عدم العودة الى دارها إلا بخروج زوجها منه حتى تبقى مع الاولاد ... الاولاد توزع وقتهم بين الاثنين ..حاول فالح الابن الاكبر اقناع والدته بالرجوع للبيت وإسقاط كل الاسباب والأعذار التي تتعلل بها وعندما وجد إصرار أمه لايقاوم هددها بمقاطعتها والوقوف بجانب أبيه لأنه على حق وليس هناك من سبب يدعوها الى الانفصال عنه بل أنه حاول استمالة اخواته الاصغر منه حتى يضغطوا على والدتهم كي تعودا للبيت وترعاهم وهي أكيد سوف لن ترد لهم طلب ..ونتيجة الالحاح الزائد من الاولاد والاصدقاء والعائلة عادت أحلام ذات مساء الى بيتها وكان اول شرط لها وهي جالسه في الصالة مع مالك السديري ان تكون لها غرفة مستقلة ..في تلك الليلة غادر مالك السديري البيت ولم يعود إلا في ساعات الفجر الاولى ليجد ان اغراضه وملابسه قد انتقلت الى غرفة تقع في اقصى الطابق الثاني كانت مخصصه لرويده التي انتقلت مع اختها لمى بغرفة واحدة .
الصمت والانزواء حتى بعيد عن الاولاد من سمات هذه الفترة في حياة أحلام التي تفرغت فيها بدرية بتلبية طلباتهم واحتياجاتهم ومراقبة شؤون الخدم في المنزل وتوجيههم حتى أصبحت كلمتها تكون مسموعة عند الاولاد قبل العاملين في المنزل وشجع على ذلك توجيهات مالك السديري على تنفيذ أوامر بدرية التي راحت تتواجد في بيت احلام اكثر من تواجدها في بيت زوجها الذي يسكن مع اهله بقصر كبير يكفي لسكن نصف سكان أحد أزقة الكريمات في بغداد حيث تبلغ مساحة بعض البيوت 35 متر تسكنه أكثر من عائلة .نواف زوج بدرية شجع بدرية في البداية وكبر موقفها الانساني ووقوفها بجانب أولاد أحلام لكن عندما وجد نفسه في كثير من الليالي مهمل تجافي عيونه الكرى وهو ينظر شوقا" لبدريه التي غطت بنوم عميق بدأ يلوم نفسه لان زوجته تعمل اكثر من طاقتها لرعاية اولاد أخته وبيتهم ...وبمرور الوقت وجد ان الكثير من متطلباته التي كانت بدرية حريصة على تلبيتها اصبحت الخادمة الاندونيسية روضه تلبيها ...وفي احد الايام وجد هذه الخادمة تتسلسل الى غرفة المنزع في الحمام وتبدأ بخلع سرواله وفرك قدميه ثم صعدت الى اعلى تفريكا" وحضن لجسمه وعضوه وسط دهشته حتى بدأ الدم يصعد في رأسه بينما هي راحت تلتصق به وتسحب يده الى البانيو وتجلسه وتفتح له الدش ومع سقوط قطرات الماء على رأسه وجدها تأخذ شفتيه تقبيلا" وعصرا" ومصا" وهي تحضنه وتلتصق به متفاديه اكثر من مره سقوطها على الارض الى ان وجد نواف نفسه بعد قليل معها بغرفة النوم عرايا وهي تمتص كل قطرة عرق منه ..ويبدو ان هذه الخادمة تحركت بأوامر سيدتها حتى يجد نواف مايشغل به نفسه في ظل غياب بدرية الطويل عن بيت زوجها .
وفي جلسات العائلة كانت بدرية تحصل على ثناء وتقدير عائلة أحلام وحتى من الاقرباء والأصدقاء على موقفها الانساني لرعايتها عائلة أخت زوجها مما كان يحفزها ويدفعها أن تتفانى أكثر في تقديم خدماتها للعائلة وتتفقد البنات والأولاد في الليل والنهار حتى تحولوا الى شاغلها الشاغل ، وكانت تخصص الى احلام وقت بعد الظهيرة تجلس معها وتقدم لها موجز اخبار العائلة والأولاد والأقرباء والأصدقاء وأحلام ساهمة وهي ترتشف القهوة وتنظر لها بنظرة حيادية كأنها تقول لها هذا لايعنينني في حالتي هذه ..وكالعادة تفض احلام هذه الجلسة عندما تتحرك صوب الشباك تغلق الستارة وتستلقي على سريرها لتنام على الجنب المعاكس للكرسي التي تجلس عليه بدرية التي سرعان ماتنهض خارجه من غرفة احلام وهي تغلق الباب بهدوء .
في تلك الفترة كان الاب توب انيس أحلام الحقيقي وكانت صداقتها على الفيس متنوعة وغزيرة مع الرجال وشحيحة مع النساء وكانت تكثر من ترديد الايات الدينية والأحاديث والأدعية طليا للمغفرة والعفو (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت ربُّ المستضعفين وأنت ربّي إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهَّمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علىِّ غضبُُ فلا أبالي، ولكنَّ عافَيَتَك أوسعُ لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلقبول.صلح عليه أمر الدنيا والآخر ه من أن تُنزل بي غضبك أو يَحِلَّ علىَّ سخطُك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك) ويبدو أنها تجد سكينة روحية في كتابة مثل هذه الادعية عندما توكل امرها الى الرحمن الرحيم رب الاعلين بقلب كلوم عسى ان تفتح لها طاقية السماء وتنتقم من كل الذين تسببوا بوضعها
كان هناك من يعلق بكلمة عابرة مثل قبول ..قبول الدعاء وهذا كان يثلج قلبها وهناك من يضع لأيك ويمضي وكانت حريصة على ان ترد على كل واحد يعلق بكلمة او بجملة مثل من ظن أن ذنبه لايغفر فقد ظن بالله سوء وكأنها تجد مخرج ومنفذ لكل الذنوب التي ارتكبتها او سوف ترتكبها بالمستقبل لان الله رحيم وغفور أو من يفوض امره كله لله يوقن بأن ما أراده لك الله سوف يكون لك ومالم يريده لك لن تناله مهما فعلت او فعلوا لك البشر,,, ..وكأنها كانت تةاسي نفسها بهذا الكلام حتى تخرج من المحنة التي هي فيها .
في تلك الفترة وضعت صورتها في اعلى صفحتها فجذبت اليها الطامعين بجمالها والمراهقين والنصابين والهواة ولا اعرف كيف كانت تتعامل معهم في البداية لكني من خلال مراجعتي ليوميات صفحتها وجدتها مره في قمة انشراحها وانبساطها كتبت (اني أرى الديليت يلوح أماميييييييييي @_@) وقامت بشطب الكثير من الاسماء والعناوين بعملية تنظيف لصفحتها من المراهقين والنصابين والمتطفلين وحبيبة الفيس بوك والذين اصبحوا ثقلاء على صفحتها وعليها بتعليقاتهم السمجة التي ترد عليها بقوة او تمسحها في احسن الاحوال ..
في تلك الفترة شبكة خيوطي معها وتعرفت عليها .......
الجزء الاخير من الفصل الاول من رواية أحلام






#نزار_شهيد_الفدعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام ...
- عين على الشاشة 4
- قناة الحرة / العراق ...ليست حرة في أحوال الدراما العراقية
- من بين الأنقاض ... القرية


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار شهيد الفدعم - أحلام ... رواية الجزء الاخير من الفصل الثالث