أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - يوسف بوقرة - الضربة المحتملة على سوريا: دفاعا عن الحق لا دفاعا عن النظام السوري














المزيد.....

الضربة المحتملة على سوريا: دفاعا عن الحق لا دفاعا عن النظام السوري


يوسف بوقرة

الحوار المتمدن-العدد: 4215 - 2013 / 9 / 14 - 23:52
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تشهد الساحة السورية في الآونة الأخيرة عدة أحداث لعل أبرزها ما حدث يوم 21 أوت أو ما بات يُعرف بالمجزرة التي استعمل فيها السلاح الكيمياوي. أولا لابد من التعامل مع هذا الحدث بكل حذر ذلك أنه لم يثبت إلى حدّ الآن نوعية السلاح الذي تم استعماله وما بثته القنوات التلفزيونية من مشاهد لعشرات الجثث العارية وشبة العارية أغلبهم من الأطفال ليس بالدليل الكافي لإدانة هذا الطرف أو ذاك. كما أن التقرير الفرنسي الصادر مؤخرا يشير إلى أن عدد الضحايا كان في حدود الثلاثمائة. وهو رقم أقل بكثير من الرقم المعلن خلال الساعات الأولى من العملية و الذي تجاوز الألف وثلاثمائة.
الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سارعت إلى إدانة النظام السوري وبدأت في الاستعداد سياسيا وعسكريا للتحرك ضد سوريا. عسكريا تحركت البوارج الحربية الأمريكية والفرنسية والطائرات البريطانية في اتجاه شرق المتوسط. أما سياسيا فقد بدأت هذه الدول في البحث عن تفويض محلي وآخر دولي، فمحليا خسر رئيس الوزراء البريطاني جولة التصويت لضرب سوريا في مجلس العموم في انتظار قرار الكونغرس الأمريكي. أما دوليا فمازالت هذه الدول تبذل قصارى جهدها لاستصدار قرار من مجلس الأمن يدين النظام السوري.
عربيا، ومن مفارقات هذا الزمن، لم يبحث بعض زعماء العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية عن أي تفويض بل كانوا من أكبر الداعين إلى الخيار العسكري ضد سوريا ولحسن الحظ لم تنعقد قمة عربية طارئة كما حدث صيف 1990 بل اقتصر التحرك العربي على اجتماع لوزراء الخارجية صوّت أغلب الحاضرين فيه على بيان يدين استعمال النظام السوري لأسلحة محرّمة دوليا في وقت كان فيه المحققون الدوليون مازالوا يجمعون الأدلة قصد تحليلها وهي عملية تحتاج إلى ثلاثة أسابيع على الأقل لإثبات استعمال السلاح الكيميائي.
ثم جاءت قمة سان «بترسبورغ» وظهر للعيان أن التحالف الدولي الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيله بات أمرا صعب المنال خاصة مع وضوح الموقف الروسي حيث أعلن الرئيس الروسي صراحة وقوفه ضد أي عمل عسكري ضد سوريا عندما قال «إن استخدام القوة العسكرية ضد دولة ذات سيادة ممنوع» وإن روسيا «ستساعد سوريا إذا تعرضت لضربة عسكرية كما تساعدها الآن من خلال إعطائها مساعدات عسكرية وإنسانية واقتصادية».
هذا الوضوح في الموقف الروسي إضافة إلى التطورات الحاصلة على الميدان داخل سوريا والنجاحات العديدة للقوات النظامية ساهمت في تغيير مجرى الأمور بشكل واضح. فالنظام الذي اختار الحل الأمني منذ بداية الأزمة لم يزده الموقف الروسي ونجاحه في عدة معارك أهمها القصير ومطار مانغ إلا إصرارا على المضي قدما في نفس النهج. صحيح أنه فقد السيطرة على عدة أجزاء من البلاد ولكنه في الآن ذاته يعدّ نفسه لحرب استنزاف طويلة وما الضربة العسكرية المحتملة إلا جزء من منها.
بشار الأسد ليس كل النظام السوري كما أن النظام السوري ليس كل سوريا. النظام قتل الآلاف ولكن العدوان الآتي لا محالة إن عاجلا أم آجلا سيقتل أضعاف هذا العدد كما أن عواقبه ستلقي بظلالها على المنطقة لعقود طويلة يكون العرب فيها الخاسر الأكبر والوحيد.
إلى كل العرب الذين يدعون إلى ضرب سوريا نقول: تذكروا ما حدث في الجارة العراق، تذكروا أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، تذكروا بول بريمر، تذكروا ملايين الضحايا والمشوهين، تذكروا الحروب الطائفية، تذكروا تقسيم العراق إلى أقاليم ومحافظات كل منها يغني على ليلاه.
سوريا الأمس ليست بأيّ حال من الأحوال سوريا اليوم، كما أن سوريا الموحدة لن تعود سواء بقي نظام الأسد أم سقط.
ساعة الصفر لضرب سوريا قد تكون خلال ساعات أو أيام أو أشهر، قد تكون في شكل ضربات صاروخية أو غارات جوية أو غيرهما من السيناريوهات، قد يسقط النظام وقد لا يسقط لكن عاصمة الأمويين هي حتما الهدف الأكبر تماما كما كانت عاصمة العباسيين منذ عشر سنوات...



#يوسف_بوقرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - يوسف بوقرة - الضربة المحتملة على سوريا: دفاعا عن الحق لا دفاعا عن النظام السوري