أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - نبيل رومايا - البيئة العراقية... الى اين؟














المزيد.....

البيئة العراقية... الى اين؟


نبيل رومايا

الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 23:13
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


عادت مسألة البيئة وتأثيراتها على الحياة والعلاقات الانسانية والدولية مرة اخرى الى الصدارة. فحسب العالم البيئي فرانشيسكو فيميا، احد مؤسسي مركز المناخ والأمن في واشنطن، بدأ الباحثون في الآونة الأخيرة بالاهتمام أكثر فأكثر بالآثار التي تتركها ظاهرة الاحتباس الحراري على العلاقات الدولية، وعلى النزاعات بين الدول المختلفة، أو ضمن الدول نفسها. وتقول إحدى الدراسات الحديثة إن التحولات في مناخ الأرض ارتبطت تاريخيًا بالصراعات العنيفة، وإن الاحتباس الحراري العالمي قد يفاقم النزاعات في أنحاء العالم من جراء انحسار الاراضي الزراعية وانتقال سكان الارياف للمدن وما ينتج عنه من تغيرات ديموغرافية. ونحن اذ اتفقنا مع هذا العالم البيئي ام لا، الا أن كل المؤشرات تشير الى ان تدني المستويات البيئية في العالم لن تخدم البشرية وشعوب العالم على المدى البعيد.

وبالإضافة الي الاحتباس الحراري الذي تسببه بالدرجة الاولى الاستغلال الغير مبرمج والجشع للطاقة العضوية، تشكل شحة المياه وظاهرة التصحر وتقلص المساحات الخضراء جزأ كبيرا من المشاكل البيئية التي تعاني منها البلدان المختلفة. وقد تقود الى صراعات بين الدول المجاورة للحفاظ على هذه الثروات كما نرى ما يحدث في حوض النيل بين مصر واثيوبيا والسودان وفي منابع دجلة والفرات بين تركيا وايران وسوريا والعراق.

اما بالنسبة للعراق، فإن مسألة تدويل مشكلة العراق المائية والطلب من المجتمع الدولي الضغط على دول الجوار للتوقيع على اتفاقية "المجاري المائية للأغراض غير الملاحية لعام 1997"، لكي تصبح إطاراً قانونيا دوليا، يلزم دول المنطقة تحديد الحصة المائية لكل بلد، قد اصبحت ضرورة لا يمكن السكوت عنها. فالكثير من دول العالم لا علم لديها بالصعوبات المائية التي تواجه العراق باعتباره بلد النهرين العظيمين.

ان الاستمرار في شرح معاناة العراق من شحة المياه، والتصحر والتغير المناخي بسبب إنشاء السدود التركية والسورية، وتغير مجاري الأنهار من قبل إيران وتركيا وسوريا والتجاوزات الكويتية على مياهنا الاقليمية، أدت الى انخفاض حصة العراق المائية الى اقل من النصف مما كانت عليه في السابق. هذه التجاوزات الاقليمية لها تأثير مدمر على العراق والامن الغذائي العراقي ومياه الشرب والصناعة والزراعة وباقي مرافق الحياة. وعلى العراق المشاركة الجادة وبمستويات رفيعة في المؤتمرات الدولية التي تناقش مسألة البيئة والمياه، كما على العراق اقامة مؤتمرات اقليمية ودولية في العراق لتسليط الاضواء على هذه الازمة.

ان الضغوط على دول الجوار لإعطاء العراق حقوقه المائية ممكن ان تكون حلولا انية لتخفيف شحة المياه، ولكن الحلول الطويلة الامد لن تكون كاملة بدون بناء مخازن وسدود على الانهار العراقية للحفاظ على المياه التي تصب في شط العرب وتحويلها الى المناطق الزراعية وتوسيع الرقعة الخضراء. بالإضافة الى ايجاد حلول اَنية ومستقبلية لمشكلة زيادة الملوحة في شط العرب والمسطحات والمخازن المائية الاخرى مثل منخفض الثرثار والحبانية والاستفادة منها في المجالات الاقتصادية والزراعية وليس فقط للاستيعاب والتصريف. وكذلك الاستفادة من المياه الجوفية وتحلية المياه بشكل مبرمج يحافظ على الموازنة البيئية.

ومن الناحية الامنية فأن أي خلل او كسر يمكن ان يصيب السدود العملاقة التي تبني على دجلة والفرات في دول الجوار، بفعل طبيعي او عسكري مقصود او غير مقصود، ممكن ان يدمر مساحات شاسعة ومدن اَهلة في العراق. فهل سنبقى تحت رحمة اهواء حكام دول الجوار؟ ان الاعتماد على نظام متكامل من السدود والخزانات ممكن ان يحفظ العراق من هذه الكوارث ويسعد شعبنا بتوفير الطاقة الكهرومائية والاراضي الصالحة للزراعة والبيئة الصحية لنعود مرة اخرى وبحق الى (بلاد الميسوبوتوميا) البلاد الخصبة الامنة ما بين النهرين.

اثار انتباهي هذه الايام خبران نشرا في المواقع الالكترونية، الاول من منظمة طبيعة العراق حول ابحار اسطول بحري مكون من قوارب صغيرة مصنوعة بالطرق البدائية القديمة من منابع نهر دجلة في تركيا الى مصبه في شط العرب العراقي وذلك لتسليط الاضواء على معاناة واهمال والتجاوزات على هذا النهر التاريخي الخالد الذي قال عنه الجواهري الكبير:
حيّيتُ سفحَكِ عن بُعــــدٍ فحيـِّيني يا دجلةَ الخيرِ يا امَّ البســــــاتينِ

والخبر الثاني يقول أعلنت وزارة الزراعة، عن استحداث محمية طبيعية بمساحة 3000 دونم لحماية الطيور والحيوانات النادرة، غربي محافظة النجف.

وفي الاشهر القليلة الماضية طالبت وزارة البيئة العراقية محافظة بابل بان يكون "هور السلطان" محمية طبيعية. وكان العراق قد اعد خططًا لبناء أول محمية وطنية أو حديقة طبيعية، في بقعة يُعتقد أنها كانت جنة عدن التاريخية. والمعروف أن الرقعة الواسعة من الأهوار في جنوب العراق هي موطن انواع عديدة من الحيوانات، مثل جاموس الماء وغريد القصب البصري وثرثار العراق، وهذان الأخيران نوعان من الطيور النادرة المهددة بالانقراض. وتضم مناطق الاهوار المئات من النباتات والطيور والاسماك المهددة جميعا بالاختفاء، فحبذا لو جرى الاهتمام بهذه المشاريع وليس على الورق فقط بل بفعل على الارض مدعوم بخبرات عراقية ودولية لنحول هذه الارض بالفعل الى جنة.

إن هذا الاهتمام بالبيئة والطبيعة العراقية، وعلى محدوديته، الا انه خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح. وإن تخصيص مبالغ من ميزانية الدولة العراقية النفطية الهائلة لتحقيق مشاريع تحسين البيئة العراقية والمائية وادامتها هو مطلب انساني وشعبي عراقي عاجل، ان الاوان ان يدرج في أوليات حكومتنا وبرلماننا المصون.



#نبيل_رومايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر والعراق او بالعكس
- ثلاثة وثلاثون عاما من العطاء
- أنا وعفيفة اسكندر
- الانتخابات الرئاسية الامريكية، صعوبات واختيارات
- عراق أخضر... أَم ... ترابي؟
- انتهاء التظاهرات في كل انحاء العالم ... شكرا للصيف العراقي ! ...


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - نبيل رومايا - البيئة العراقية... الى اين؟