أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن سعدون - الانفتاح على الآخر و التعايش مع الواقع














المزيد.....

الانفتاح على الآخر و التعايش مع الواقع


حسن سعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1200 - 2005 / 5 / 17 - 10:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في ظل تدهور منظومة القيم القديمـــة و عملية البحث الجاد عن بدائل جديدة, يمكن أن تحل محلها يلحظ أن العنصر القديم في تكوين تلك القيم و التي تكرست من خلال مبدأ التقليد الذي أضفى عليها صبغة القداســـة وقد أدت إلــى تكبيل العقل وتراجع الإبـداع في أنماط فكرية جديدة يمكن أن تساعد في الخروج من أزمـة الأطر الجامـــدة حــول تنظيم المجتمع وإعـــادة هيكلة أشكال هيئاتـه بما يححق نموذجا جديدا وفريــدا يـؤدي إلى الانفتاح على الآخريــــــن بالحوار و التعايش إلى جانبهم بحكــم الواقع و الامتداد في أواصر المواطنة عبر التاريــخ .
وقد يرى البعض أن هذا الذي نطرحه يشكل حالـة مثالية بل خيالية و لكي نثبت أن ما نريد تاطيره في الفكر والواقـع هو:
تثبيت حريـــة الذات للجميــع أفرادا وجماعــات حيث يمارسون حياتهــم ويرون أنفسهـم في قوانين وطنهم وهم أحرار فيه . يتنافسون بمباراة ديمقراطية لتحقيق برامجهــم أو برامــــج غيرهم من اجل النهوض بالوطن واهم ما فيه تنمية مستوى حياة الناس نحو الأفضل حيث لا يرى المرء نفسه مقهورا و مظلوما وهو يحلم بلقمة شهيــة أو كل ما تتطلبـــه الحياة العصرية ويبقى محروما بحكم الفاقة والحاجة و الفقر ...وهذه القوانين الناظمة لتمثيل الناس يجب أن تنبع من المجتمع وبمشاركة الجميع في صياغتها.
ومقدمــة الانفتاح على الناس يأتـــي في معايشــة و اقعهم و الدخــول إلى سبر أعماق نفوسهم وتامين حياة كريمــــة لهم تؤدي بكل فرد منهـم أن يعتز بموقفـــه ورأيـــه في الحيـــاة والنظرة إليها ومحاولـة تغير القاتـــم فيها إلى الجميل والمشرق. ويتحقق ذلك بنزاهــة الفرد في تربيتـــه ونشأتــه وبالتأكيد أن الأفراد الذيـن يداهنون ويكــذبون في مواقفــهم وأعمالهم ويلبسون حلل الكفــاح والنضال من اجل الشعب في ظاهرهم فقط وعندما يصلون إلى مواقــــع السلطة التي يصبحون فيها ذوي شأن ولرأيهم تأثير في حياة النــاس يبدأ لديهم التسويف و إعطاء الذرائع والحجج .....
لم يعد ممكنا في عالم اليوم أن تكون أرضية التفكير لدينا قائمة على مبدأ الصراع و العداوة للآخريــن كما لا يمكن إلغــاء احـــد من خارطـــة الوجــود البشري و الفعل المجتمعي لان ارادات البعض قد تتمنى ذلك ...
قد يهمش البعض وقد يبقى آخرون في الظل لكن هذه العملية يجب أن تتم من خــلال المباراة الديمقراطية والتي قد تنتج في مراحلها الأولى واقعا أكثر قتامــة من الواقـع الحالــي لكنها لابد مـــع الزمن أن تــؤدي إلى تبلور الصــورة التي نرغب ونريـد وهـي :
اعتراف الجميع بالجميع وعيش الجميع مع الجميع وجعل المواقع الإدارية والسلطوية في خدمة الناس والمجتمع وليس لخدمــة الفرد فالفرد النزيــه يشرف الموقــع بمقدار خدمتـــه للنــاس , اعــرف أن نقدا سيوجــه لهـذا الرأي تحت ذرائع محــددة لكني أدافع عــن وجــه نظري بضرورة وجود المؤسسات التي ينتجها الشعب , ُيحجب عنها الثقة في حال أخفقت أو زاغت عن برامج خدمــة الشعب ورفع مستواه المعاشي و الثقافي و الحضاري الإنساني .
إن الواقع معقد وشائك وتترابط فيـــه جملــة من العلاقــات التي لم يستطــع الأفــراد التخلص منها لان هذه الأمــراض الاجتماعية التي تفتت بنية المجتمع تتراكم و تتزايد و تؤدي للتوتر في ظل غياب الخطط والبرامــــج الاقتصاديــــــــة الناظمــة لتطــور المجتمع وحاجاته وتزايد السكان والبطالة الزائدة وغياب المحاسبــة للفاسدين وشعور المواطن أن الآمال التي كان وضعها في أحزابـــه السياسيــــة ومبادئها لم تجدِ نفعا في تحسين حياتــــــــه وحيـــاة أطفالــه .
وبالتالي فمحق ذاك الذي يحجــم مبتعدا عـــن العمــل في الأحزاب السياسيـــة .
معايشة واقع الناس يتطلب العودة إليهم ولا يجوز الخوف من العــودة إلى الناس فهي لن تؤدي لخسارة كما يتوقع البعض بل ستعطي طعما جديدا للحياة .....إن هذا وطن يجب بناؤه بوعي وأن يساهــم في ذلك كل أبنائـــه حتى يتم الدفاع عنـه حال تعرضـه للخطر .
أهميــــة العودة إلى الناس تكون في رد الاعتبار لهم (انتم موجـــــودون وتفضلوا للتعبير عما تريدون و اختاروا مؤسساتكم التشريعية بكل حريـــة و مسؤوليــة .....)
إن تحديد مقومات العمل للمرحلـــة القادمـــة يجب أن يقوم على نظــام اقتصادي محدد المعالم و طبيعــــة الأفراد التي تؤمن به, تمثل الجانب الأهم في نجاحه , إذ سقطت الاشتراكية لعدم وجود أفراد يؤمنون بها. وكانت في تصورنا المنقذ والملاذ في مرحلــــة سابقة .
لندع المجتمع ينتج نظامه الاقتصادي المناسب بما يتلاءم ومستجدات الاقتصاد العالمي الجديد (اقتصاد السوق) .إلا أننا في سورية يجب أن نـــدرس الواقـــع الاقتصـادي بعنايــــة وذلك لما أفرزته قوى الفساد الطفيلية من تشابك في الأنماط الاقتصادية مما قد يؤدي في حال التزامنا بهذا النظـــــام الاقتصادي الحر إلى السؤال الكبير هل سيتحسن مستوى حياة الشعب الســــــوري أم سيزداد فقــــرا و حرمانا ومعاناة؟ ليعود من تضررت مصالحــهم إلى النضال مرة أخرى وليس مهما هنا النضـال أو عدمه .
المهم أن الشعب بلقمته وكرامته سيكون مرة أخرى إن لم يشارك في تحديد مصيره و تقريره هو الخاسر الوحيد.؟!!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأردن.. 36 حالة بين وفاة وإصابة في حادثة -التسمم الكحولي- و ...
- إيلون ماسك يطرق أبواب لبنان: هل تشكّل -ستارلينك- حلاً رقمياً ...
- القضاء البريطاني يرفض طلب منظمة غير حكومية وقف تصدير معدات ع ...
- باريس تبدي -أسفها الشديد- بعد الحكم على صحفي فرنسي بالسجن سب ...
- خامنئي وحقبة ما بعد الحرب.. كيف سيتعامل المرشد الإيراني مع ت ...
- إسرائيليون يعتدون على قاعدة عسكرية ومركز لقوات الأمن في الضف ...
- تحقيق استقصائي لرويترز.. كيف حصلت مجازر الساحل السوري وما دو ...
- -نراقب بدقة- - قلق ألماني لسقوط قتلى يوميا أثناء توزيع المسا ...
- إيران: الأضرار البيئية الناجمة عن الحرب لا تزال غير واضحة ال ...
- بعد -الأسد الصاعد-.. إيران أمام مراجعة شاملة لعقيدتها العسكر ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن سعدون - الانفتاح على الآخر و التعايش مع الواقع