أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - البعث الصدامي وبعث الأسد وجهان لعملة وجريمة واحدة!!!















المزيد.....

البعث الصدامي وبعث الأسد وجهان لعملة وجريمة واحدة!!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أرتكب حزب البعث العربي الاشتراكي بالعراق جرائم بشعة يندى لها جبين البشرية كلها وعلى امتداد عقود عدة ابتداءً من السياسات المناهضة لحقوق الإنسان والاستبداد والقسوة والقمع ومروراً بسياسات التعريب والتهجير القسري والتغيير الديموغرافي وتصعيداً إجرامياً باستخدام السلاح الكيماوي ومجازر الأنفال ضد الشعب الكردي التي كانت بمثابة جرائم إبادة جماعية وضد الإنسانية، وكذلك السياسات العنصرية ضد الكرد الفيلية وعرب الوسط والجنوب والحروب الدموية الداخلية، وانتهاءً بالحروب الخارجية المريرة التي كلفت الشعب العراقي مئات ألوف القتلى وأكثر منها من الجرحى والمعوقين والخسائر المادية والحضارية الهائلة.
وها نحن أما نظام بعثي آخر بسوريا لا يختلف عن شقيقه نظام حزب البعث العربي الاشتراكي المقيت بالعراق. فالبعث السوري بقيادة طبيب العيون بشار الأسد استخدم لعدة مرات خلال السنتين المنصرمتين أكثر من مرة السلاح الكيمياوي ضد الشعب السوري، ضد النساء الأبرياء في المناطق السكنية ليقتل المزيد من البشر ويجرح ويعوق أكثر. إنهما حزبا الجريمة اللذان رضعا الحليب من فكر قومي يميني شوفيني متطرف وعدواني. فما من إنسان يشعر بالحب والاحترام لشعبه يستخدم الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه إلا وكان مجرماً ومشبعاً بالحقد والكراهية.
إن هذا الحزب يجب أن لا يبقى في السلطة لا بسوريا ولا بأي بلد عربي آخر ويجب أن يحارب الفكر العدواني الذي يحمله والذي يسمح له باستخدام مثل هذه الأسلحة لقتل البشر من أجل أن يبقى في السلطة ولو على جثامين مئات ألوف القتلى والجرحى والمعوقين والدمار الشامل للبلاد.
والسؤال هو: من المسؤول عما وصل إليه الوضع بسوريا؟
اشعر بالغثيان حقاً حين أدرك بأن الجميع مسؤول عما يجري اليوم بسوريا. فالنظام السوري هو المسؤول الأول وهو الذي ارتكب ويرتكب الجرائم المباشرة ضد الشعب ويشددها ويزيد عليها دون توقف. وأشعر إن المعارضة تشاركه في ذلك لأنها لم تستطع أن توحد نفسها وشعاراتها وأساليب نضالها وفسحت، والنظام الدموي معها، في المجال بتطور وتفاقم دور قوى الإسلام السياسي المتطرفة, وخاصة "جبهة النُصرة" وجماعة الإخوان المسلمين، في النزاع المسلح الدائر بسوريا.
إيران وحزب الله والعراق من جهة، وقطر والسعودية من جهة أخرى يتحملون معاً وسوية ورغم التباين في الوجهة، مسؤولية كاملة وكبيرة عما يجري بسوريا لثلاثة أسباب هي:1) الدعم السياسي المتواصل بوجهتين مختلفتين ؛ 2) الدعم العسكري بالسلاح والذخيرة والمقاتلين؛ 3) وبالمال. وهي عوامل أطالت بعمر هذا النظام المقيت. ولهذه السياسة عواقب وخيمة على العلاقة بين الشعب السوري وبقية الشعوب التي تقدم نظمها السياسية الدعم غير المشروع للنظام السوري أو للقوى المتطرفة من المعارضة السورية.
الدول الكبرى, وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى, تتحمل مسؤولية كبرى في النزاع المسلح الجاري بسوريا بسبب صراعها حول مناطق النفوذ بالمنطقة والمصالح الضيقة لدولها والتي هي على حساب حياة ومصالح الشعب السوري.
واليوم يقترب الغرب من احتمال استخدام أسلوب الضربات العسكرية الواسعة على القوات العسكرية السورية وعلى مناطق نفوذ النظام السوري لشل قدراته العسكرية التي يواصل بها ضرب الشعب السوري. فهل ستكلف الكثير من المدنيين حياتهم، تماماً كما حصل بالعراق؟ وهل ستنفع هذه الضربات ستسقط النظام السوري المجرم؟ وهل ستساهم في حل النزاع المسلح الجاري بسوريا أم إنها ستحول سوريا إلى مزيد من الموت والدمار والخراب؟
كل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها في حالة قيام الغرب بتوجيه ضربات عسكرية لم تعد استباقية للقوات السورية، بل هي انتقامية بسبب استخدامه للأسلحة الكيمياوية التي تعتبر خطاً أحمر والذي تم تجاوزه فعلاً ومرات عدة. وفي كل هذه الاحتمالات يبقى الموت والخراب والدمار هو السائد بسوريا. إذ إن سقوط الدكتاتورية الراهنة غير مؤكد أولاً، كما سيبقي الصراع والنزاع المسلح بين القوى المتعددة الفاعلة بسوريا في الوقت الحاضر قائماً حتى لو سقط النظام السوري الراهن، وإنها ستُمد بالسلاح المتنوع من مختلف الجهات، خاصة وإن القوى المدنية ما تزال ضعيفة بسوريا بسبب المكافحة الهمجية التي تعرضت لها من قبل النظام السوري وسكوت الجميع عن هذه الجريمة البشعة التي تواصلت منذ أكثر أربعة عقود، أو منذ ما سمي بعملية التصحيح الغادرة.
لا نستطيع أن نوقف توجه الغرب بإنزال الضربات العسكرية القادمة من الغرب والتي يمكن أن تقع في كل لحظة وربما خلال أسبوع أو اقل، فالقرار ليس بأيدينا، ولكن كيف يمكن تجنيب الشعب السوري المزيد من الخسائر كما حصل وما يزال يحصل بالعراق، وكيف يمكن دعم القوى المدنية والديمقراطية السورية، لا كما حصل بالعراق، لكي لا تسمح لقوى الإرهاب الإسلامية السياسية، خاصة قوى القاعدة المحلية الفاشية، وتلك القوى النازحة إليها من العراق وبقية الدولة العربية وذات الأكثرية الإسلامية، أن تتسلم السلطة بسوريا أو أن تكون الأقوى في النزاع الجاري بسوريا وتمارس القتل والتدمير والمتفجرات على نطاق واسع لتحول سوريا إلى عراق آخر؟
لقد انتهى حزب البعث إلى قير وبئس المصير بسبب اتجاهاته الفكرية الشوفينية وأساليبه الفاشية في الحكم وخارجه وبسبب عدوانية سياساته ومواقفه على الصعد الداخلية والإقليمية والدولية، وبالتالي فالأسد وجلاوزته سيذهبون إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم في كل الأحوال. ولكن ماذا سيحصل بعد ذلك؟ هل سيواجه العلويون والمسيحيون سيف الإرهاب والانتقام بسبب وجودهم في الحكم بالنسبة للعلويين، وبسبب كونهم أقلية دينية غير مسلمة من جانب قوى جبهة النصرة أو الإخوان المسلمين أو أتباع المذهب السني المتطرفين؟ أتمنى أن لا يحصل كل ذلك، ولكن التمني رأس مال المفلس أحياناً غير قليلة.
المسألة مرتبطة بالقوى المدنية والديمقراطية بسوريا وبمدى قدرتها على تسلم الحكم وإدارته بعقلانية ومدنية وبروح ديمقراطية. كما إن على القوى الديمقراطية والعلمانية في المنطقة والعالم تقديم التضامن والدعم اللازمين لهذه القوى من أجل أن يسود السلام والتقدم بسوريا وكذلك من جانب الدول المحبة للسلام وليس تلك المتاجرة بالسلاح والحروب.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلوك السفير العراقي ببرلين كان الاحتجاج والهروب لا الإصغاء ل ...
- مرة أخرى من يجب أن يحاكم بالعراق: الدكتور مظهر محمد صالح أم ...
- هل سيقرأ الشعب المصري الفاتحة على حزب -جماعة الإخوان المسلمي ...
- نقاش مفتوح وصريح مع أفكار السيد عادل عبد المهدي في تصريحاته ...
- في الذكرى التسعين لميلاد الرفيق والصديق الأعز الفقيد صفاء ال ...
- الإرهابيون المجرمون يغوصون بدماء الشعب العراقي ورئيس الوزراء ...
- -أنا- النرجسية المرضية لدى رئيس وزراء العراق!!
- هل عاد القتل على الهوية الجمعية إلى العراق والعود أسوأ؟
- حالة التدهور الأمني نتيجة لحالة التدهور والارتداد الفكري وال ...
- لقاء صحفي حول الوضع في إقليم كردستان العراق
- هل رئيس الوزراء العراقي ... خراعة الخضرة أم ماذا؟
- هل تعلم سياسيو المرحلة الراهنة من تجارب العراق الغزيرة؟
- الإسلام دين للأفراد وليس نظاماً للدولة والمجتمع
- من أجل إيقاف عمليات التغيير الديمغرافي لمناطق مسيحيي العراق
- من يجب أن يُحاكم: د. مظهر محمد صالح أم نوري المالكي؟
- حصاد سبع سنوات عجاف من حكم نوري المالكي!
- أينما يرتقي الوعي الاجتماعي تنتفض الشعوب ضد مستبديها!!!
- قراءة في كتاب -غُصن مُطعَّم في شجرة غَريبة- (سيرة ذاتية) للد ...
- هل ضيع نظام المحاصصة الطائفية الهوية الوطنية للعراق؟
- هل يحق للشعب التفاؤل أم ما يزال العراق يواجه المربع الأول؟


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - البعث الصدامي وبعث الأسد وجهان لعملة وجريمة واحدة!!!