أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سلامه ابو زعيتر - حقوق عمالية في مهب الريح














المزيد.....

حقوق عمالية في مهب الريح


سلامه ابو زعيتر

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 01:29
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


مليارات من الاموال العمالية التي استقطعت لصالح التأمينات الاجتماعية من رواتب العمال الذين عملوا داخل الاراضي المحتلة ، ولم تصرف منها شيئاً عليهم وفق القانون ، فإسرائيل تجبي هذه الاستقطاعات منذ عام 1970 و حتى الان ، وما زالت تحتجز تلك الأموال ، والتي كان من المفترض الاستفادة منها أثناء التقاعد والبطالة والإغلاق وأي ضرر يواجهه العمال ، وفق القانون الاسرائيلي المعمول به أسوة بالعامل الاسرائيلي ؛ خاصة أنه يستقطع منهم نفس الخصومات ويخضعون لنفس الاجراءات وفق قانون واتفاقيات عمل موحده ، وبعد توقيع اتفاقية أوسلو للسلام بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي ، وتوقيع بروتوكول باريس الاقتصادي الذي تضمن حقوق العمال الذين عملوا منذ عشرات السنوات داخل الخط الاخضر والتي لنا مأخذ عليها ...... ، إلا ان من أهم انجازاتها هو اعتراف إسرائيل بأن الأيدي العاملة الفلسطينية هي أيدي عاملة مهاجرة ، وتستحق كامل التعويضات والحقوق التي يضمنها قانون العمل الإسرائيلي واتفاقيات العمل الدولية بهذا الخصوص ، كما تم الاتفاق على أن يتم تأمين العمال الذين يعملون داخل الخط الاخضر في نظام التأمين الاجتماعي الإسرائيلي وفقاً لقانون التأمين الوطني ، على أن يتم تحويل هذه الاموال لمؤسسة الضمان الاجتماعي الفلسطينية ، والذي كان من المفترض ان تنشئها السلطة الفلسطينية عام 1994م ، حيث حاول المجلس التشريعي الفلسطيني تقديم مسودة قانون الضمان الاجتماعي إلا انها قوبلت بالتأجيل بقرار سياسي ، بسبب دراسة البنك الدولي والملاحظات الذي اعتبر من خلالها ان اقرار مشروع القانون سيؤدي لإفلاس السلطة في غضون سنوات قليلة ، وهذا ما دفع للتأخير ؛ برغم أن الحقيقة تفيد بأن تجربة الاردن في إنشاء مؤسسة الضمان الاجتماعي والتي تعتبر اليوم صرح اقتصادي بالأردن بدأت برصيد 45 الف دينار أردني ، في حين أن مستحقات العمال الفلسطينيين لدي الجانب الاسرائيلي تزيد عن 3 مليارات دولار على أقل تقدير، وهذا مبلغ لا يستهان به للبدء فعليا ، إذا ما توافرت النية الحقيقة والصادقة لأهمية ايجاد مؤسسة للضمان الاجتماعي تقدم خدمات وحماية اجتماعية للعمال ، ولكن التباطؤ بهذه الاجراءات وغياب المتابعة ساهم في تجميد هذه الاموال في البنوك الاسرائيلية ، وأوجد حالة من الفراغ مما أدى إلى ظهور شركات ومستثمرين يحاولوا الحصول على هذه الاموال ، واستدراج العمال لتفويضهم عبر محامين للمطالبة بشكل فردي بهذه الاموال ، والغريب أن الامر أصبح شبه ظاهرة حيث بدأ يتناقل بين العمال الذين يعيشون ظروف اقتصادية صعبة وهم بحاجة لأي دخل مادي ، واعتبروا هذه الحقوق فرصة للمطالبة بها ، برغم عدم وضوحها أمامهم فهم " كالغريق الذي يتعلق بقشة " فهذه الحقوق تحتاج لبعض التوضيحات من قبل وزارة العمل كجهة اختصاص ومن قبل الجهات المعنية ، فالكثير من حالات التحايل التي يتعرض لها العمال في ظل غياب الرقابة والمرجعيات ، فمثل هذه القضايا تحتاج لعمل دءوب وفعال ، فهذه الاموال العمالية هي حق للمجتمع الفلسطيني وللعمال وأسرهم ، وهم بأمس الحاجة للاستفادة منها ضمن برامج الرعاية والحماية الاجتماعية ، وهذا يحتاج الي خطة تدخل للشركاء الاجتماعيين ممثلة بالحكومة والعمال وأصحاب العمل ، تبدأ بضرورة حصر هذه الاموال ، والعمل على تحصيلها لصالح مؤسسة ضمان اجتماعي يتم إنشائها بقانون يحدد التأمينات وسبل الرعاية الاجتماعية للعمال الذين عملوا في الاراضي المحتلة واستقطعت منهم هذه الاموال ، ويكفل تقديمها لهم بما يضمن كرامتهم ويوفر لهم حماية اجتماعية ، وإن لم نستطيع انشاء مؤسسة ضمان اجتماعي ؛ يجب العمل لتحصيل هذه الحقوق لصالح العمال مباشرة من خلال مؤسساتهم النقابية مجانا وبدون أي تكاليف مادية على العمال ، فهذه القضية هي محط اهتمام كثير من العمال الذين يتساءلون حولها ، ويوجد تخوفات أن يتعرض العمال للتحايل من قبل محامين أو شركات قد تفقدهم هذه الحقوق أو يتم المتاجرة بها ، فكثير من القضايا العمالية التي حاول المحامين سابقا العمل عليها وجمعوا آلاف الملفات من العمال ورسوم مالية ، انتهت هذه الملفات في مكب النفايات ، والأموال في جيوب جابيها بدون أي متابعة ، في ظل غياب رقابة حقيقة أو جهات تتحمل مسئولية ما يحدث من تعدي صارخ على العمال ، وفي نهاية الامر العامل ضعيف تضيع حقوقه أو يتم التراضي معه على أي مبلغ لضمان سكوته .
انني في محاولتي هذه التي أثير بها هذه القضية أود أن أسلط الضوء عليها ، وأحمل أصحاب العلاقة المسئولية وأذكرهم بواجباتهم اتجاهها ، وبهدف أن نفكر بشكل جماعي لتحصيل أموال العمال من الجانب الاسرائيلي ، للاستفادة منها ورعاية مصالح العمال وتقديم خدمات لهم ، فتلك الاموال التي استقطعت من العمال على مدار عشرات السنين لخدمتهم في الظروف الصعبة ، كالبطالة والفقر وتقديم الرعاية الاجتماعية لهم لا تكديسها بالبنوك ليستفيد منها النظم الرأسمالية ، فهذا ما تنص عليه القوانين والمواثيق الدولية ، فيكفي تجاهل لقضايا العمال وخاصة الذين عملوا في داخل الخط الاخضر او ما زالوا يعملون ، فحكومة الاحتلال الاسرائيلي تتحايل على كثير من الحقوق العمالية وتساعد في إهدارها تحت مسمياتها الامنية التي من خلالها تنهب حقوقهم العمالية ، كما فعلت مع العمال من قطاع غزة حيث أعلنته كيان معادي مما ترتب عليه فقدان كثير من العمال لحقوقهم وعدم البت فيها امام المحاكم الاسرائيلية ، وعدم المقدرة على الحصول علي الاموال والمتأخرات ، والسؤال ما ذنب العمال في ذلك ؟! وقد ساهموا في تلك الاستقطاعات على مدار عملهم من أجورهم ، وهي حقوق أصيلة واجبة لا يمكن تجاهلها او القفز عنها ، وهذا يدعو للعمل الجدي من قبل كل جهات الاختصاص الفلسطينية والتعاون لصالح هذه الفئة المغلوب على أمرها ، ومحاولة لتحصيل حقوقها وحمايتها من الذين يحاولون استغلال ظروفهم والمتاجرة بهم .
• عضو الامانة العامة في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين



#سلامه_ابو_زعيتر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاجئون فلسطين خارج عمليات وكالة الغوث ورعاية اللاجئين ( الان ...
- قبل فوات الاوان ارحموا العمال
- تطبيق الحد أدنى للأجور وأثاره الاجتماعية
- رسالة حول الحد الادنى للاجور
- المرأة عضو أصيل بالمجتمع
- حول مصير الذين عملوا في المنطقة الصناعية ايرز والمستوطنات لد ...
- الربيع العربي هو امتداد للفكر الديمقراطي وهذا سيساهم في تعزي ...
- كلمة رثاء في الذكرى السابعة لااستشهاد القائد الفلسطيني ابو ع ...
- كلمة رثاء في ذكرى استشهاد القائد ابو عمار السابعة
- رؤية نقابي لإنشاء هيئة تشغيل فلسطينية فعالة
- دعوة لمشاركة الشباب في العمل النقابي
- الحد الادنى للاجور مطلب عمالي واجتماعي
- ارحموا عمال غزة في الاول من ايار 2011
- هل هناك أمل بالحياة ؟؟!!
- العمال حرموا من مخصصاتهم عن عجز الإصابة والتقاعد .... والمسئ ...
- تذكروا العمال ومن المسئول عنهم ؟؟؟
- الاول من ايار يبكي حال عمال غزة
- المرأة الفلسطينية بين الدور والإنصاف
- عمال غزة بين الحرمان والفقر والضياع
- حقوق العمال حسب قانون العمل الفلسطيني


المزيد.....




- قرارات جديدة لمجلس الوزراء.. تنظيم شؤون المتسولين ودعم المتق ...
- “بدوسة واحدة فقط” خطوات الاستعلام عن رواتب المتقاعدين بالعرا ...
- مصر تسجل زيادة قياسية في عدد العمالة الأجنبية
- المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تسرح ثلث عامليها لنقص التموي ...
- الاتحاد العام لنقابات عمال مصر: لن ينال أحد من وعي شعبنا وسو ...
- Italy: Saturday 21 June 2025 National demonstration in Rome. ...
- الفينيق يعقد جلسات توعوية بمادبا لعمال وأصحاب عمل بالقطاع ال ...
- Phenix Center Holds Awareness Sessions in Madaba for Agricul ...
- الفينيق يعقد جلسات توعوية بمادبا لعمال وأصحاب عمل بالقطاع ال ...
- -رحلات إنقاذ خاصة-.. وزارة الدفاع الإسرائيلية تستعد لإعادة ا ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سلامه ابو زعيتر - حقوق عمالية في مهب الريح