ضرورة التوافق بين PYD وبين الإتحاد السياسي الكورديين

جان آريان - ألمانيا

الحوار المتمدن-العدد: 4184 - 2013 / 8 / 14 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ضرورة التوافق بين PYD وبين الإتحاد السياسي الكورديين

كثيرا ما يعبر العديد من المهتمين الكورد عن دهشتهم ومسرتهم بقدوم هذه الفرصة الذهبية بالرغم من مآسيها أيضا وذلك بخصوص ثورة الشعوب السورية التحررية الجارية وما أودت حتى الآن بحياة العشرات الآلاف وبتشريد الملايين وبالتدميرالهائل للبنى والممتلكات هناك. هذه الفرصة التي أصبح فيه النظام البعثي الدكتاتوري الشوفيني يتهاوى شيئا فشيئا نحو الحضيض، إلى درجة أنه أخلى بسرعة ولو تكتيكيا أغلب مناطق كوردستان الغربية بإستثناء بقاء قوات محدودة جدا له في قامشلو والحسكة، ولتقوم قوات حماية الشعب YPG والأسايش الكوردية المجهزة عدة وتسليحا مسبقا بكونترول وإدارة تلك المناطق حتى الآن، وكأن ذلك يعتبر نوعا من الحلم يظهر في الواقع. غير أن ذلك أصبح على الفور تثير وتعيد الحقد الدفين لدى بعض السلطات الشوفينية الغاصبة لكوردستان وغيرها في المنطقة والمعادية لتطلعات الشعوب التحررية، حتى بدأت بتمويل وتسليح بعض المجموعات الإسلاموية والقوموية السياسية الإرهابية كجبهة النصرة وتنظيم دولة العراق والشام الإسلامية وتدفعها وتحرضها في الونة الأخيرة على مهاجمة العديد من مناطق غرب كوردستان ولتقتل الكورد وتعبث عشوائيا بممتلكاتهم المتنوعة. هنا كان لا بد من أن تبادر قوات YPG المناضلة والمضحية ووفق إمكانياتها المتاحة بالدفاع عن تلك المناطق وبمقاومة تلك المجموعات الدخيلة الإرهابية، مما أدى ذلك الى إستشهاد كوكبة نييرة من أولئك المناضلين الأشاوس الكورد حتى الآن. إزاء هذا الواقع الهام والحرج معا، ومع كل التقدير والتبجيل لمناضلي YPG والأسايش ولتضحياتهم وعزيمتهم التي لا تلين ورغم تشكل قواتهم المسلحة مبكرا، ونظرا إلى الكم الجماهيري وتوفر روح المبادرة والنضال التحرري لدى فصائل الإتحاد السياسي الديموقراطي الكوردي وبعض المجموعات المنشقة منها والتي كانت منذ الظروف والعقود الصعبة السابقة تقوم نسبيا بنشاطات احتجاجية وإعلامية معينة وكان يتعرض العديد من أعضائها للملاحقة والإعتقال والتعذيب من جانب، وكذلك لإحتياج مناطق كوردستان الغربية المديدة الى المزيد من تشكيلات القوات الكوردية المسلحة عددا وعدة وذلك لتغطية تلك المناطق بمهام الحماية والدفاع عنها في مواجهة هجمات تلك المجموعات الهمجية المذكورة بشكل أكثر من جانب آخر، يجدر التذكير بضرورة إجراء التوافق بين منظومة PYD وبين فصائل الإتحاد السياسي الكوردي هذا، وذلك بخصوص البرنامج القومي المشترك وكذلك بخصوص أن يتمكن هذا الاتحاد أيضا من تشكيل المزيد من القوات الكوردية المسلحة وتحت الأسماء والتعابير المناسبة والمراد إطلاقها على تلك القوات، وذلك على أن يتم وضعها لاحقا الى جانب قوات YPG تحت مظلة قيادة مشتركة ذات تسمية واحدة يتفق عليها معا.
في هذا السياق، وبتطبيق هذا التوافق المرتقب، يجب أن لا ينسى مدى أهمية تشجيع ودفع فصائل ذلك الاتحاد وغيره على القيام بالمزيد من التسخير العملي والكفاح المسلح التحرري من ناحية، وكذلك أن لا ينسى مدى تعزيز المعنويات لدى الجانب الكوردي من جراء ذلك التوافق وبالمقابل مدى خفض المعنويات لدى الجانب المعادي، من ناحية ثانية، هذا فضلا عن أن الغرب والمعارضة السورية الديموقراطية سوف لن تكرر القول سلبيا بهيمنة فصيل واحد فقط، PYD، على مناطق كوردستان الغربية، بل وسوف يضطر هؤلاء بإجراء تقييم إيجابي لهذا التوافق الإداري الكوردي المشترك لتلك المناطق حاليا وداخل سوريا اتحادية جديدة مستقبلا أيضا، هذا إذا علمنا أو تذكرنا خصوصا بمدى أهمية التقييم الغربي لهكذا أوضاع وإمور!
لذا يفترض بكلتا المنظومتين الكورديتين PYD والإتحاد السياسي وغيرهما من النخب والفصائل الكوردية الأخرى أن تعزز من استعدادها لتأمين ذلك التوافق الكوردي المشترك المعني سياسيا، قوميا، وتسليحيا، وذلك خدمة صادقة لتحقيق مصالح وأهداف الشعب الكوردي التحررية المشروعة هناك، وليس إصرار البعض على مصالح شخصية وحزبية ضيقة ومضرة أشد الضرر بتلك الأهداف النبيلة، ولئلا تمضي هذه الفرصة الذهبية مرة أخرى سدى.

جان آريان - ألمانيا

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات