الى محمد عبد الرحيم*، الشاعر والصديق القتيل

عامر شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1197 - 2005 / 5 / 14 - 09:36
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

)آه لقد صار صاحبي الذي احببت تراباً ) كلكامش

قالوا : قتلنا مَن سبر الاغوار
قالوا : ومَن أمتطى ربوة بلدنا
وعدو الناسك والميثوبي
والداعي لشمس الحرية
والرافض لرداء العمة
والشاهر للأفضل سيفه
قالوا :هذا شاعر والشعراء...
قال الآخر : ولد عذق قتلته،السياسة.
وقال المعلم : الذنب ذنبه لم يحذر.

لَم يكتفوا بالقتل وتقطيع الجسد –على طريقة هند- حتى قادوا جريمتهم وكأن الارض خلت بايران، لمساسة فتوى القتل والأجر،او لان الاقدام أبت مفارقة ميدانها المشهود صوب بلاط كعبتهم . اوآه ياصديقي،اي جرم استحق قتلك. توزيع الصحف ام كتابة الشعر، ربما جزاءاً لذلك اليوم البطولي من عمرك القصير، اليوم الذي خرج به دعاة المدنية من كل حدب وصوب للتصدي للقتلة الملتفين حول نصب الحرية،حاملين عدد التفكيك كجزء من مسلسل راحت ضحيته سيدة الاهوار( العائلة العاملة في ساحة المظفر)، ورسم صور لشيوخ تمثل بغداد الحاضر والمستقبل وجواد سليم والعجوز ، نعم العجوز المتقدم معك بخطواته المرتجفة نحو فوهات بنادقهم القاسية. مقابل أن لا يرى انهيار النصب.( انسحب ياعم ستشهد الساعة المقبلة مواجهة نارية) – هو شظل من العمر – قالها بلهجته البغدادية التي طالما تثير حبورك الضاحك.
أية غليل لم يشفى بازهاق الارواح حتى مابرح بتقطيع جسدك الجميل ،لانه غرد كشحرور رغم نعيق قلوبهم الصارخ "رجس من عمل الشيطان" ألم يرأفوا ببراءتك المكللة بالقبعة والنظارة والمدخن الخشبي.
نَم ياصديقي فالاعداء يضرمون النار ويطلقون الرصاص قبالة بيتي، بعد ان مزقوا اللافتة المعلقة على الجدار كلائحة تحمل اسمك الخالد، ككابوس يطارد من صفعك
مثل شبح يتنزه معه في منتجعات اوربا بينما يحمل كاتب هذه الاسطر مكنسته وينظف شوارع بغداد من الاوساخ وبقايا التفجيرات، عَدواً لجمع المزيد من الاقراص اللامعة التي ستمهد الطريق للهروب من العراق يوماً والبتة.
واخيرا قال سيدي وسيدك وسيد من هو في اوربا: ان الشعور بالظلم اسوء من الظلم بعينه.



*شاعر عراقي واحد كوادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي قتل في تموز 2004 بعد ان اختطف من مدينة الكوت، حيث وجهت اصابع الاتهام للمجلس الاعلى في الوهلة الاولى وبعد مرور شهر اتضح ان الجريمة تمت على يد المجرم حسين الصباغ من مكتب الصدر (جيش المهدي).

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل