أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله يوسف الجبوري - العرب وأمريكا اللاتينية .. الصحوة المنتظرة















المزيد.....

العرب وأمريكا اللاتينية .. الصحوة المنتظرة


عبدالله يوسف الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 1197 - 2005 / 5 / 14 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن العرب يأتون متأخرين إلى القضايا الحساسة ، وهذا ليس بجديد عليهم ، وبعد أن يجدوا أن الأمر قد فات عليهم ، يلومون الآخرين ويقرعونهم ، ويقولون أن العالم ضدنا . العرب أيها الإخوة ليسوا سوى حالة تستحق أن نتوقف أمامها كل يوم ونحاسب أنفسنا ونحاسب من هم قائمون علينا ، فلم يعد هناك سرا في العالم ، ولم يعد مجالا للشك أن العديد من شعوب الأرض تهتم بأمورنا وقضايانا ونحن لا زلنا لم نطل من نافذة واقعنا المؤلم على العالم وهو يقلب ما يمس مشاعرنا وما يمس أحاسيسنا ، وكلما وجدنا أنفسنا في مأزق ونستحق من يشفق علينا لذنا بتوسلاتنا المعروفة ، أن اللوبي الصهيوني مسيطرا على القرار الدولي وان أمريكا تلقي بكل ثقلها إلى جانب إسرائيل وان الفقر سببه السياسات الدولية وان التخلف سببه عدم كفاية ما هو مخصص من ميزانياتنا لقطاع التعليم ، وان النزيف المستمر في الجهد العربي والعقول العربية مرده إلى مؤامرة تقودها الدول الغنية ضد الدول الفقيرة وأخيرا تلبسنا بلباس الإسلام لنجعل منه شماعة نعلق عليها فشلنا الذريع ، متهمين الآخرين بأنهم ضد الإسلام بعد أن كانوا ضد العروبة ،، وهكذا .
ونحن لا نريد أن نصب غضبا على الحكام ، فهم سامحهم الله قبلوا بمسؤولية لم يقدر لهم أن يفوا بالتزاماتهم إزاءها لا قانونيا ولا سياسيا ، وبقينا نتوسم بهم الخير نتوسم بهم أنهم أولي الأمر ، فما ينتج عن ولي الأمر يحترم وهم وضعوا أنفسهم ظلما في موقع أولي الأمر وتنصلوا من ذلك ألف مرة ، منذ أن كان المد القومي والمد الأممي والمد والثوري وغيرها ، فلم يقدر لهم أن يفوا بشيء ،، واليوم يأتي من هو أظلم من أولئك ، ليحمل الأمانة وهو يقول أنا لها وأني مختار من قبل الشعب ، ولكنه لا يدرك أن من سبقه تلفظ بذات الكلمات والمعاني ، ولكن هيهات تجد في امتنا العربية من يخجل حين يقبل بالأمانة ولا يفيها قدرها .. فالعالم نراه يتوسل بنا وأمم أخرى تتوسم بنا خيرا ، وتدعونا وننفر منها وتفتح ذراعيها لأمة القرآن وأمة الكلمة التي نطق بها الحق ، فنحيد عن أحضان هذه الأمم المخلصة الصادقة ونذهب إلى أمريكا كي نستأذنها في أن نشارك في ملتقى أو في محفل يريد أن يقدم لنا شيئا ويعرف أننا لنا حق وهو مع هذا الحق ، وهو مستعد للتضحية من اجل أن نتبوأ مكانتنا الحقيقية بين الأمم والشعوب ،، وهكذا نخذل من يتوسم فينا خيرا .
ما نحن بصدده يتحدد في مشاركة العرب في المؤتمر الدولي لقادة ورؤساء الدول الأمريكية في أمريكا اللاتينية والزعماء والقادة العرب الذي كان حضورهم خجولا ومتواضعا ، ويدلل على أنهم لا يدركون معنى هكذا قمة تليق بزعماء قارة بكاملها تمتلك وزنا بشريا ودوليا ، وأمة تمتلك طاقات بشرية مدعومة بطاقات مادية هائلة وثروات يمكن أن تغير موازين العالم وتقلب كل شيء إلى ضده ، الفقر يصبح غنى ، والتذلل يصبح قوة وشموخا ، والتبعية تصبح استقلالا والتخلف الثقافي والفكري يصبح ينبوعا دافقا بالعلم والمعرفة ، والموقع الجغرافي يزداد رفعة كما هو اليوم وأكثر ، ولكن وللأسف مــــــدت أيد للعرب في مناســـــبات عديدة وهم كعادتهم ، يتأملون العالم ويهيمون على وجوهــــــهم لا يعرفون ماذا يفعلون ، وهذه كارثة حقيقية .
انعقد مؤتمر القمة العربي الأمريكي اللاتيني ، وهناك قضايا عربية ساخنة ، فلسطين في مقدمتها والعدوان الإسرائيلي يتفاقم ، وشارون يتجاهل نداءات السلام ، وخارطة الطريق معطلة بالكامل ، والشعب الفلسطيني يقتل وتهدم دياره ويقتلع زيتونه والقدس تدنس ، والعرب يلوذون بالصمت ، ويتوسلون لإسرائيل بأن تقبل بالسلام وهي رافضة لأنها هي الأقوى ليس بقوة السلاح بل بتمسكها بعقيدتها العدوانية وإخلاصها لهذا التمسك ، والسودان يواجه هجمة شرسة لتزيد الفقر فقرا والقتل قتلا ، والعراق محتل وبناه التحتية مدمرة ويطمع فيه القاصي والداني ، والشعب العراقي يمد يده لأخوته العرب فلا يجد سوى الخطب الرنانة ، ولا يجد إلا متطوعين عرب يشدهم الإيمان بأن احتلال العراق سوف يصبح اكثر قسوة من احتلال القدس وسلب أرض فلسطين ، فما يجد هؤلاء سوى أنهم متهمون بالإرهاب ، ويتمزق العراق ويتجاوز المحتل على قيمه ويهتك أعراض الحرائر في سجن أبو غريب ، وتدمر الفلوجة وكربلاء والنجف ، وتدنس المقدسات والكل يصمت في عراق محتل من اجل سواد عيون الديمقراطية التي تريدها كونداليزا رايس والسيد بوش (( رعاهم الله على الطريقة الرسمية العربية )) والخيرات العربية تنهب في مغرب الوطن وفي مشرقه ولا احد يحرك ساكن ، وتأتي أمريكا اللاتينية بثقلها البشري والاقتصادي والاستراتيجي تدعو العرب لكي يكون هناك عمل مشترك من اجل مستقبل شعوب هاتين القارتين ، بعيدا عن تأثير أمريكا منفردة في الشأن الدولي ، ولأن العرب لهم حضور يمتد إلى اكثر من قرنين في هذه القارة المتربعة على المحيطات ، فيحاول هؤلاء الأمريكيون أن تمتد العلاقات العربية معهم إلى أقصى ما يمكن ، فتجد القادة العرب يلفهم الصمت في حين ينادي قادة أمريكا اللاتينية بأعلى صوتهم أن أسرائيل معتدية وان الحق العربي واضح للعيان ،، فهل أستثمر العرب هذه المناسبة ؟؟ أم أنــــــهم وكما هو الحال في السابق وفي مؤتمراتهم خجلين لأنهم عربا ، وخجـــــــلين لأن لديهم قضية تمس مصالح أمريكا الشمالية ، وخجلين لأنهم لا يستطيع البعض منهم الذهاب إلى المـــــؤتمر لأنه لم يحصل على رخصة للذهاب إلى برازيليا ، وهكذا كالعادة ستــــــموت الرابطة التي انبت بذورها اللاتينيون ، ونسي العرب أن يـــغرفوا لها من بحر خيراتــــهم قطرات لكي تنبت متعافية .

من يصحوا إذا كانت القمة مخصصة للزعماء العرب ، وهاهم لا يستطيعون أن يذهبوا إلى هكذا ملتقى مهم ، كم شخصية علمية سوف توفد من دول عربية لكي تفعل المبادرة الأمريكية اللاتينية ، وماهي الملتقيات التي سيقترحها القادة العرب لتفعيل هكذا خطوة ، هل يبقى العرب بهدوئهم إزاء قضايا لا تحتمل كل هذا التأني والتداول الذي لا ينتج عنه سوى الموت البطيء لشعوبنا والشعوب الأخرى تتقدم نحو الأفق ،، إنها الصحوة الهادئة ولكن ليس الآن على ما نعتقد .
سوف يكون أقرباء السيد الرئيس وأفراد عائلته وحاشيته من يفعل هذه المبادرة ن وان هناك أنصاف الأميين ممن يحق لهم وحدهم أن يستثمروا هكذا عمل في ظل القادة الديمقراطيون ، هؤلاء تمتليء بهم الوزارات في الحكومات العربية ن هؤلاء هم السفراء الذين لا يهمهم سوى ترتيب الوضع المادي للسادة الكبار والتنسيق مع أمريكا والبيت الأبيض لكي يحق لهم أن يفعلوا القضية على طريقة رصد الموال لكي نستثمر التعاون مع أمريكا اللاتيــــــــــية والكل يعلم كم هو ثمن باهض أن تدفع بعدد من الأمـــــيين والحاشـــــية لكي يقودوا أمركم أمام شعوب تنتظر منك أن تكون فاعلا لا ســـــالبا لإرادة شعبك وثرواته !!



#عبدالله_يوسف_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله يوسف الجبوري - العرب وأمريكا اللاتينية .. الصحوة المنتظرة