أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - السيد موسى - مسـرحـية إنـتـخـابيـة لإجهاض الضغوط الشعبية















المزيد.....

مسـرحـية إنـتـخـابيـة لإجهاض الضغوط الشعبية


السيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 09:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


"الشرفاء فقط هم الذين لا يخافون من ذلك اليوم الذي يغادرون فيه مقاعد السلطة"


كان طلب مبارك تعديل المادة 76 من الدستور بمثابة المحاولة الأخيرة لإجهاض الضغوط الشعبية المتنامية داخل مصر ضد التمديد لمبارك ورفض توريث نجله و التعديل الذى طلبه مبارك لا يؤدى إلى أي إنفراج حقيقى وواقعى فى الأزمة المصرية فالحياة السياسية فى بلدنا لم يتغير فيها أى شئ فهناك غياب كامل للحرية السياسية الحقيقية .. و القمع المنظم لأي معارضة أو نقد مستمر بالإضافة إلى قانون الحكم العسكرى المسمى قانون الطوارئ أيضاً .
فالمتابع للتطورات على الساحة العربية يجد أن "مبارك" قد اتبع الديمقراطية على الطريقة التونسية التى عدل فيها "بن على" الدستور ليتمكن من الاستمرار فى الحكم لفترات جديدة فمبارك بهذا التعديل المطروح سيكون رئيساً بالانتخابات الصورية بين أكثر من مرشح حيث لم يكتف مبارك ببقائه فى السلطة من خلال الاستفتاء لمدة أربعة و عشرين عام .
الطريف أن مبارك الذى يحاول إضفاء التعددية الزائفة على الإنتخابات الرئاسية المزورة مقدماً بفعل جداول الناخبين المهترئة و رفض المطالب التى طالبت بها الأحزاب مثل تشكيل حكومة محايدة وتكليف هيئة قضائية بحتة بإدارة الانتخابات وإنهاء حالة الطوارئ فهو يسيطر علي المجالس النيابية و هو الذي يحتكر نسبة المنتخبين اللازمة لتزكية المرشح للرئاسة بحكم أن الأغلبية لحزبه حزب المنتفعين من نظامه وبذلك نتجه الي نظام الاستفتاء المقنع لضمان بقاءه فى السلطة ست سنوات أخرى و توريث نجله من بعده وذلك لتحقيق الهدف الأساسى و هو التغطية على الجرائم التى إرتكبها هو و أولاده و حاشيتهم فى حق مصر و شعب مصر .
مبارك أيضاً لم يتورع عن توجيه لطمة شديدة لأحزاب المعارضة الرسمية مجتمعة حيث قال رداً على سؤال حول خطوته بتعديل الدســتور وكيفية تعامل الأحزاب مع هذه الخطوة " اننى لا أعمل هذه الخطوة من أجل أحزاب المعارضة " و أضاف " يدخلوا.. مايدخلوش .. احنا الفترة اللى جاية لازم حد يدخل .. هم بقى مش جاهزين .. لكن لازم حد يدخل .. اذا كانوا حريصين على التجربة لازم حد يدخل". و لاحظ أن مبارك يشدد على أنه لابد من دخول أحد للترشح و القيام بدور الكومبارس أمامه و هذا يؤكد أن مبارك لا يحترم هذه المعارضة بعدما وافقت على تأجيل ملف تعديل الدستور إلى ما بعد الإستقتاء الذى كان من المقرر أن يتم فى سبتمبر القادم .
أيضاً التعديل الذى قدمه مبارك لم يتطرق إلى عدد الفترات التى من المفترض أن يظل الرئيس رئيساً و عندما تساءل الناس عن ذلك جاء الرد صريحاً وواضحاً من مبارك حيث قال – لا فض فوه - : " الشعب يختار رئيسه .. يقعد مرة واثنين وثلاثة ..الذى يحدد مرة .. اثنين .. ثلاثة هو الشعب .. واحد قال انا قعدت مرة واثنين لم انفع .. الشعب لن يعطى لى صوته .. العالم كله يتجه هذا الاتجاه ، لكن احنا قاعدين". و لكن الرئيس لم يحدد لنا أين يقع هذا العالم الذى يتحدث عنه فنحن نعرف أن أي دولة ديمقراطية تحدد عدد فترات الرئاسة بفترتين على الأكثر و ذلك لمنع تحوّل الرئاسة فى النظم الجمهورية إلى حكم ملكي مُقَنّع لا يكون فيه القانون فوق الجميع و هذا هو الفارق بين الجمهوريات الحقيقية و الجمهــوريات العــربية التى تتمتع بحكم فردى شــمولى لا يضمن أى حــــرية و لا احتراماً لسيادة الأمة و أنها مصدر السلطات كل السلطات بما فى ذلك سلطة الرئيس الفرد الذى يختاره الشعب بكامل حريته من بين المرشحين الذين يطرحون أنفسهم للترشيح بلا قيود مفصلة بحيث تنطبق فقط على الرئيس الأب فى المرحلة الحالية و تنطبق على الرئيس الابن فى المرحلة المستقبلية .
من هنا فإن محاولة الخداع التى يقوم بها مبارك بعد أن أيقن أن نهــــاية عصره قد حانت و أن الشعب المصري بدأ فعلاً فى التحرك و محاولاته تقنين هذا التعديل المفصل سينزع المشروعية عن الإنتخابات الرئاسية المزعومة و يجعلها صورة من صور الخداع التى أصبحت لا تنطلى على أحد و رغم ذلك يمارسها النظام المباركى يومياً .
و من المبررات و الحجج التى نسمعها من سدنة و منافقى النظام أن مبارك قد قدم العديد من الإنجازات و حقق ما لم يحققه أحد من قبله فى مصر حتى أن عاطف عبيد رئيس الوزراء السابق قال بالحرف الواحد : إن مبارك أعظم من حكم مصر منذ ايام رمـسيس!! و حتى لو سلمنا بصحة هذا الكلام الذى يكذبه الواقع الذى نعيشه فى مصر فإن هذا ليس مبرراً لتسليم مبارك الحكم مدى الحياة و توريث نجله من بعده سواء كان ذلك بإستفتاء أو استفتاء مقنع بصورة مسرحية إنتخابية يشارك فيها أى عدد من الكومبارس من أحزاب المعارضة الرسمية التى تمارس هذا الدور طمعاً فى عدد من مقاعد مجلس الشعب فى الدورة القادمة .
أيضاً كثيراً ما نسمع أنه لا يوجد من يستطيع تحمل هذه المسئولية الكبيرة المتمثلة فى رئاسة الجمهورية إلا حسنى مبارك و هذا ما يحلوا ترديده من جانب زبانية الحكم و هو مردود عليه فمصر و عدد سكانها الآن يزيد عن 72 مليوناً فيها من القادة و الشخصيات التى لو شعرت أن هناك إنتخابات حقيقية لتقدمت الصفوف و أعلنت طرح نفسها لخوض المعركة و الخضوع لإختيار و أختبار الشعب عبر إنتخابات حرة و نزيهة .. لكن لأن الجميع على يقين أن نظام مبارك القمعى البوليسى مازال يؤمن بحرمان الشعب المصرى من أى دور حقيقى فى إختيار من يُسير شؤونه و يؤمن بأن الانتخابات ما هى إلا عملية صورية يحدد نتائجها مقدماً و بالتالى تصبح المؤسسات التشريعية الناتجة عن هذه الانتخابات أدوات مستأنسة فى يده يوجهها كيفما يشاء ويلقى بالفتات للمعارضة الرسمية فى هذه الانتخابات و يحدد عدد المقاعد التى تحصل عليها لزوم الديكور الذى يحتاجه استكمالاً لصورة نظامه التعددى الزائف .
إن الشعب المصري ، لو كان يتمتع بالحرية السياسية ما كان أبداً ليسمح بإستمرار هذا النظام المخادع بل إن الشعب لو كان يملك حريته لما كان مبارك يستمر فى هذه الحلقات الديكتاتورية التى يعلم مبارك أنه بدولته البوليسية قادر على تنظيم مسرحية انتخابية تُغيب فيها الإرادة الشعبية و تحدد النتيجة التى يريدها مبارك وحده وذلك ليس جديداً عليه فعبر سنوات حكمه استمرتزوير إرادة مصر و شعب مصر .
إن الشعب المصري وجد نفسه بعد 24 عاماً من حكم مبارك .. محروماً من أبسط وسائل الحياة الكريمة .. مستبعداً من المشاركة فى الحياة السياسية .. يحيا حياة الرعايا لا المواطنين أصحاب الحق الأصيل فى إدارة شئون وطنهم من خلال من يختارونه بكامل إرادتهم الحرة التى استباح مبارك و زبانيته تزويرها و يستعدون الآن لإعادة مشاهد المسرحية الإنتخابية المملة التى يقوم ببطولتها – إذا جاز إستخدام تعبير البطولة – و إخراجها و تنفيذها منتج أفلام المقاولات الإنتخابية حسنى مبارك و سلملى على أزهى عصور الديمقراطية

- صحفى بجريدة الوفد المصرية - نيويورك – الولايات المتحدة



#السيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - السيد موسى - مسـرحـية إنـتـخـابيـة لإجهاض الضغوط الشعبية