"العدالة الأبدية" للولايات المتحدة هي المذابح
الأزلية والأبدية
رأى العالم
بالكامل الواقع؛ أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تضلل أي
أحد!
كان العالم
بالكامل يستمع منذ 11 أيلول لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية ومسؤوليها بمخاطباتهم
الهرائية، حيث كان يخطب الرئيس بوقاحة متكبرة ليس لدولة أو مجموعة فقط بل للعالم
بأكمله، ولا يخاف من الدوس على قوانين بلده وحتى القوانين الدولية، لكن لم يستطع
تخويف وغش أحد من العالم، وتبين بان هدف كل هذه الديماغوجيات والدعايات
والتذمر هو إنشاء إمبراطورية الولايات المتحدة الأمريكية الجميع باستثناء أولئك
الذين يعمون بغرامهم لأمريكا يرى هذا، ويناقش العالم منذ عشرة أيام جرائم
الولايات المتحدة الأمريكية أكثر مما يناقش عملية 11 أيلول... الحقوق
الأمريكية هي حقوق قطاعي الطرق، وسمت إدارة الولايات المتحدة الأمريكية
بازدواجية كاملة اعتدائها على شعوب الشرق الأوسط الذي لم تستطع أن تضعها ضمن إطار
حقوق قانون بـ"العدالة الأبدية". تبرز الولايات المتحدة
الأمريكية أحد المشكوكين فيهم ومن ثم تقول: "أطلبه حياً أو
ميتاً" والعالم يقول: "ابرزي دلائلك" فتجاوب: "سألقي القبض
عليه ميتاً أو حياً" وسأحرق بلد من أجل القبض عليه. ومن أجل القبض على شخص سأقتل
عشرات ومئات الآلاف من الناس. فإسمها
الـ"عدالة الأبدية"، أين هي العدالة الأبدية؟. تحاول أن تبرز
اللاعدالة الصارخة وكأنها عدالة، وتبرز الولايات المتحدة الأمريكية علناً بأن
إمبراطورية أمريكا هي اسم نظام لا يعمل فيه أي نوع من العدالة والحقوق
والقانون.
تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية هو تاريخ
"المجازر الأزلية"
هذه التصرفات العنجهية
ضربت الولايات المتحدة نفسها منذ أول يوم. فبينت شعوب العالم بأنها
تعرف "العدالة الأبدية الأمريكية" هي "المجازر الأزلية والأبدية"، ولم يناقش
العالم طرح الولايات المتحدة الأمريكية بل يناقش الحقيقة. لم يوجد على وجه الأرض
أي قارة لم تقم فيها الولايات المتحدة الأمريكية بمجازر ولم يوجد أي بلد إلا تضرر
بشكل مباشر أو غير مباشر من مجازر الولايات المتحدة الأمريكية،
ولذلك رغم كل جهود الأعلام الإمبريالي لم يستطيعوا أن يسيطروا على شعوب
العالم بأفكارهم.
بدأت مذابح أمريكا بمذابح
الأمريكيين الأصليين أولاً... وبعد ذلك قامت أمريكا باحتلال
المكسيك في عام 1898، فبعض الأماكن المعروفة في الولايات الأمريكية
منذ مئة سنة كانت أراضي مكسيكية في الأساس. قتلوا الشعب المكسيكي وأسكنوا الأمريكان
مكانهم... وفي 1921 كانت عملية "المجزرة
الأزلية" في نيكارغوا، ودمرت المجزرة الأزلية في قنبلة ذرية مدينتين في اليابان
هيروشيما وناغازاكي في عام 1945 وأضافت امبراطورية أمريكا إلى اضباراتها الجرمية
250 ألف قتيل جديد... فالمجزرة الأزلية كانت في كوريا بين
عام (1950 _ 1953) وفي غواتيمالا عام 1954 وفي اندونيسيا ولاوس وكمبوديا في
عام 1955 فقتلوا مئات الآلاف... ووصلت إلى السلطة الاحتكارات الأمريكية
باتيستا دمية أمريكا، قتل 60 ألف شخص في كوبا بين عام 1956_
1959، وقتل سوهارتو الذي وصل إلى السلطة نتيجة عملية المخابرات المركزية
الأمريكية مليون اندونيسي في عام 1965. وفي عام 1965 قتل المظليين الأمريكان 10
آلاف دومينيكي. وفي 1975 حاولت أمريكا أن تفرض إمبراطوريتها على الشعب الفيتنامي
بـ 638000 طن من القنابل. وقتلت الملايين من الفيتناميين. أراقت
"المجزرة الأزلية" الدماء لمئات الآلاف في كمبوديا ولاوس
بين عام 1970_1975 وفي تشيلي في عام 1973 وفي
الأرجنتين بين عام 1970-1980، واجتاحت لبنان
"المجزرة الأزلية" في عام 1983 قتلت 17 ألف من اللبنانيين.
واحتلت "المجزرة الأزلية" 1983 غرانادا، وقصفت ليبيا
1986 وقتلت ما يقارب 1000 ليبي، واحتلت بانما في 1989
وقتلت 5000 من الباناميين، واعتدت "المجزرة
الأزلية" بصرخات الحرب كما تقوم اليوم على العراق في
عام 1991 وقتل بمئات الآلاف من العراقيين، ولم تكف لنصر إمبراطورية
أمريكا القنابل التي أمطرتها من الجو، فاستمرت
"المجزرة الأزلية" وقامت بعملية "ثعلب الصحراء" ضد العراق
في عام 1998.
أمطرت قنابل إمبراطورية
أمريكا على يوغسلافيا في عام 1999، والآن يحلق طيران أمريكا ويتجول في السماء من أجل
أن تمطر قنابل على شعوب أخرى…
تعرف شعوب العالم هذا
التاريخ لأن الدم الذي هدر هو دم الشعوب، واسم أمريكا لا يذكر مع "العدالة" بل يذكر مع المجازر، وقامت أمريكا منذ 200 سنة بكل مجازرها
واحتلالاتها تحت ستار "نقل الحضارة" وباسم "السلام
والديمقراطيةط إلى أماكن أخرى.
واتهمت أمريكا كل القوى
المعادية لهيمنتها "بالعصر الحجري" و"بالبربرية" و"الديكتاتورية". إن الذي حول العالم إلى العصر الحجري يعيش فيه
المليارات من الناس جائعين وعطشانين ليس إلا الولايات المتحدة
الأمريكية، والذي خلق أكبر بربريات شهدتها الكرة الأرضية ليس أحداً إلا الولايات
المتحدة الأمريكية.
نعم سلطة طالبان هي
رجعية، وهي سلطة اغتصبت الحقوق والحريات، ولكن هذا لا يعطي
للولايات المتحدة الأمريكية حق الاعتداء على الأفغان، ولا يعني ذلك بأن
الولايات المتحدة الأمريكية هي تحب الحرية أكثر من طالبان... فالديكتاتور
الأكبر ليس أحد إلا الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد أن تكون "ديكتاتورية
العالم"... وهذه الحرب ليس هي حرب بين الحضارة والبربرية كما قال رئيس
الولايات المتحدة الأمريكية بوش، بل هذه الحرب بين إمبريالية الولايات المتحدة
الأمريكية وبين الشعوب. تهدد الولايات المتحدة الأمريكية كل العالم من البلدان إلى
الشعوب والحكام بقوتها العسكرية ودولاراتها، وتفرض عليهم المشاركة
بعملها قطع الطرق.. شعوب العالم ليست للبيع.
لا تهديدات الصواريخ ولا الدولارات لا يستطيعوا أن يشاركوا الشعوب بمجازر
الولايات المتحدة الأمريكية.
يا بلدان أوربا وآسيا
وأفريقيا والقوقاز والشرق الأوسط لا تكونوا أداة بيد الولايات المتحدة الأمريكية
ولا تشاركوا بذنب المجازر.
سيخلق عالم جديد من
انقاض إمبراطورية أمريكا لا يوجد جائعين من شعوب العالم فيه، ولا يوجد فيه
اللا عدالة. العدالة هي ممكنة في عالم لا توجد فيه الإمبريالية، لأن الإمبريالية هي اللاعدالة. الولايات المتحدة
الأمريكية هي اسم اللاعدالة الأزلية على الكرة الأرضية، لكن لا
يسمحوا شعوب العالم أن تكون هذه اللاعدالة أبدية، وسيأتي يوم الذي ستوضع فيه
إمبراطورية أمريكا في مزبلة التاريخ كما كل الإمبراطوريات التي مرت
بالتاريخ.