أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال قاسم - السوبر منتظر وسيكولوجيا القهر














المزيد.....

السوبر منتظر وسيكولوجيا القهر


طلال قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4163 - 2013 / 7 / 24 - 20:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


السوبر مهدي وسيكولوجيا القهر.

تضطر الشعوب والحضارات المنهزمة إلى تحويل فشلها وشعورها بالظلم والاحباط وقلة حيلتها إلى عقائد انتظارية غبية وخرافية، تشبه حكايات السوبر مان الذي سيخلصنا من الأعداء والشرور، وغزاة الفضاء الخضر، قصة وفلسفة مثيرة للشفقة، وباعثة للتخلف تلك التي تختلقها النفوس والشعوب المقهورة والمسلوبة الإرادة.
وعلى سبيل التقريب، انك لو سألت او حاولت ان تتسلل الى اغوار طفل في الخامسة أو السابعة من عمره، واجه مشكلةً ما, كانت بتلك الاستحالة الواقعية على الحل أو على إدراكه لحلها، ستجد انه قد حاول اختلاق وسائل خيالية للتغلب على تلك المشكلة، كاختلاق شخصية السوبرمان الذي سيخلصه من مشكلته أو اختلاق شخصية خيالية أو كرتونية تأتية من النافذة لتخبره بالحل، أو ربما في أكثر التصورات واقعية لديه قد يتخيل أباه او احد معلميه وهو يحلق بجناحين أو برداء طائر أو بقدرات سحرية، وهكذا تكون عقلية الطفل وإرادته بذلك العجز الذي يجعله يختلق خيالات وآمال بعيدة الواقعية والإمكانية، لان تلك عقليته، ولان تلك حدود قدرته وإرادته، وكذلك هي الحضارات القديمة المسلوبة الإرادة والقدرة، حين شعرت بالعجز وفقدان كل شيء اضطرت إلى ان تدافع عن نفسيتها المقهورة بنفس ردة فعل ذلك الطفل أو تلك السيكولوجية الطفولية، التي من خلالها اختلقوا فلسفة المهدي المنتظر أو السوبرمهدي أو بشكل عام فلسفة المخلص، واختلقوا فلسفات وتصورات عديدة تخيلوا من خلالها واقع مستقبلي مشرق يخلصهم من كل معاناتهم وهزائمهم، واقع مستقبلي ساحر، لا يتكلفون فيه عناء العمل أو التفكير المنهجي أو الجهد الباعث للشقاء، وخاصة شقاء من لا يملك أي إرادة أو وسيلة أو قدرة للتغلب على أعداءه أو على واقعه الذي سحقه إلى ذلك الحد الذي سلبه كل شيء ليعود ويغوص في نفسية طفولية ضعيفة وبكائية واختلافية ترفض أن تكبر لتواجه العالم والحياة بعقلية ناضجة بعيدة عن الشطحات الطفولية واللامعقولة.
ومن هنا تكون غالب الفلسفات والمعتقدات الانتظارية والغيبية هي فلسفات واعتقادت خلقتها عوامل نفسية بالدرجة الأولى، وخاصة عندما نعلم ان الإنسان عبر التاريخ كان بارعاً في تبرير كل ما يصيبه، وتحويل تفاصيله النفسية إلى عقائد وعبادات ليخفف من وطأتها أو ليبرر وجودها.
ولا بد للخروج من هذه العقدة الطفولية التي تعيشها الحضارة العربية والإسلامية على وجه الخصوص، ان تسير وفق كل طريق من شأنه ان يجعلها تكبر، ويجعل عقليتها أكثر نضوجاً في استيعاب الواقع مرة أخرى ومقاومته من منطلقاته الحقيقية والسببية لا من منطلقاته الغيبية والميتافيزيقية ذات السيكولوجيا المقهورة، عليها ان تكبر من جديد، وتستعيد إرادتنا الواقعية، وتتخلى عن تلك الدمى الطفولية التي تشبث بها طويلاً واعتقدت ببراءة وعجز الأطفال أنها حية وحقيقة وتسمع أمنياتنا وفي أي لحظة ستخلصنا من كل عذاباتنا وتخرجنا من هذا الواقع القاسي إلى واقع أكثر مثالية وفضائلية. بينما الفضيلة الوحيدة في هذا الواقع هي الإرادة القوية، ومواجهة الحياة وفق منطق القوة الواقعية لا وفق منطق الخيالات الغيبية.



#طلال_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا نعلم للآن عن محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا؟
- بوتين وشي يوقعان بيانا بشأن تعميق الشراكة الشاملة والتعاون ا ...
- باكستان تعلن نجاح تجربة إطلاق صواريخ -فتح-2- بعيدة المدى (في ...
- كلب بودل أنيق يفوز بجائزة معرض وستمنستر للكلاب
- غارة إسرائيلية تدمر مبنى سكنيا في مخيم جباليا شمال غزة
- حياة رئيس الوزراء السلوفاكي بعد الجراحة لا تزال في خطر
- طرق بسيطة تساعد على النوم
- شويغو يكشف عن مهمته الأساسية في منصبه الجديد
- أبو الغيط يحذر من -عمل أحمق- قد تقدم عليه إسرائيل
- بوتين وشي يوقعان بيانا بشأن تعميق الشراكة الشاملة والتعاون ا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال قاسم - السوبر منتظر وسيكولوجيا القهر