أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات المحسن - حوار برسم البيع















المزيد.....


حوار برسم البيع


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 294 - 2002 / 11 / 1 - 03:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

حقيقة الأمر. ليست دوافعي في مناقشة مقالة السيد علاء اللامي المعنونة ( العفو الرئاسي في العراق والتفاصيل الخفية   ). رغبة في اختلاق سجال يؤدي في نهاية المطاف الى ابتذال التعاريف وتهميش الدوافع واصطناع خلاف شخصي ،بقدر ما هو رغبة لتحديد المسارات والتحقق من الادعاءات وكشف بعض من المسلمات التي باتت مشكوك فيها .أو أفكار من التبسيط والسهولة الضن بالقدرة على تمريرها دون اعتراضات وموانع .وفي هذا ليسمح لي السيد اللامي أن أشير مباشرة وأناقش بعض النقاط التي أوردها في مقالته والتي أراه فيها قد تجاوز  أو أغفل الكثير من الحقائق .وفي هذا الجانب من المحاولة لا أريد أن أتطرق للأمر بعقلية سؤ النوايا ولكن ليس على قاعدة ابتلاع الطعم بحسن النية المفرط.

التفاصيل الخفية التي أعلنها السيد علاء اللامي والمبنية على أساس معلومات عن غزل يجري بين النظام وجماعة (الجلبي ـ علاوي ـ علي بن الحسين ) أو مثلما سماهم (الحزب الأمريكي في المعارضة العراقية ) وأشاطره التسمية. والنقطة الثانية من التفاصيل الخفية ؟ التي أعلن عنها ، وجود صفقة بين الإدارة الأمريكية ونظام صدام لتلقيح النظام في بغداد وتهجينه بشخصيات من حزب المعارضة الأمريكي. وتدمير أسلحة الدمار الشامل مقابل بقاء صدام في كرسي الحكم لذا طرأ نوع من التغيير في خطط الأمريكان حول صدام والعراق.هذه هي النقطتان المهمتان في التفاصيل الخفية التي كشف عنها السيد اللامي .ولكني وبعد إتمامي قراءة المقال وجدت الكثير من النقاط الخفية التي تذهب الى أبعد من فحوى النقطتين وتفتح  الشهية للنقاش .عدا ما أكتنف المقال من حشو صحفي للتشويق، والكثير من التناقضات التي يمكن اعتبارها وسابقاتها دوافع لما هو قابل للتأويل  بالرغم من اعتبارها خفايا معلنة خاصة بالسيد اللامي أو مجموعة التيار الوطني الديمقراطي مثلما سماهم.ويمكن الاستدلال على هذا بمثالين من مجموعة الأفكار التي طرحها السيد اللامي في مقاله وهي ( تلك الخيارات التي تمت بصلة وثقى لحالة الشلل الطويلة التي خرج منها النظام بالكاد بعد إصداره قرار العفو الشامل ) أو حديثه عن أهمية العلاقة وجذورها العميقة بين مدينة الشطرة معقل التشيع واليسار والتي رفضت السلطات البعثية إطلاق سراح أبناؤها من المعتقلين وربط ذلك باليساري الشيعي عبد الأمير الركابي الذي تعتبر صلته بتلك المدينة كونها أكثر من مسقط رأس وفق الكشف عن الخفايا والمجاهل.وفي هذا أجد أن السيد اللامي ذهب بالشوط الى مداه الأرحب لأجتراح الحشو الصحفي وليس السبق الصحفي.وأراد حشر وملأ فراغات لا يمكن احتسابها لصالح الرصانة الصحفية بقد ما تحمله من تأويل وتدليس وترويج.

وأيضا يذهب لذات المنحى في التحليل للوقائع التشريعية لصدور قرار العفو والذي يوقع السيد اللامي قبل غيره في شبه دوامة من متناقضات .فهو يعطيه أهمية كخطوة ذات أبعاد..وأن القرار قد أحدث ارتباكا واضحا في ردود أفعال بعض الأطراف المعارضة الرصينة ؟؟.

وعلى قاعدة اكتشاف الارتباك والإرباك فالسيد اللامي يذهب في تناقض فاضح حين يشير إليه كخطوة يتيمة مقطوعة وناقصة أن لم تشفع بالتغيرات الديمقراطية الأخرى . والكلمة الأخيرة تعني تصديقا مطلقا لحقيقة كون القرار شامل وعام حتى لمخالفي الرأي من السجناء ولكنه يحتاج لمتلازمات ومثيلات أخر.ولكنه في مقاطع وجمل غير قليلة يؤشر للقرار على أنه لم يشمل هؤلاء السجناء والمغيبين. والحديث يصبح مموها ويخفي في جعبته الكثير من النوايا المبطنة.ولم يفصح أو بالأحرى تعمد السيد اللامي وضع القارئ في دوامة البحث عن الخفايا والغايات من وراء تشتيت الفكرة ،لربما في جهد مقصود ولغاية مرجوة لسبق صحفي .فالإرباك والحشو والغايات واضحة من خلال تصوير أهمية قرار العفو كخطوة في الطريق الصحيح وكونه أحدث إرباك في صفوف الخصوم وأخرج النظام من حالة الشلل ووصفه في جانب أخر بالمناورة وأن القرار لا علاقة له بالسياسة أن صح القول .. فأن مناضلي الحرية الحقيقيين ومقاومي الدكتاتورية مازالوا في أغلبيتهم الساحقة في الزنزانات.  حسب قوله .ولذا نتساءل إذا كان القرار لم يشمل سجناء الرأي في الداخل فهل القرار موجه بالتحديد للمعارضين في الخارج ومن حمل السلاح ضد النظام؟؟.وما فائدة القرارات المؤمل إصدارها والتي أسماها الأخ اللامي المتغيرات الديمقراطية الأخرى .وما فائدة قرار العفو المعلن كورقة مخاطبة لأطراف عراقية وطنية إذا لم يشمل مخالفي الرأي في الداخل وأن تكون أهم شروطه توقيع السجين السياسي على ورقة البراءة أو التعهد بهجر العمل السياسي أو بعض المحتويات الأخرى التي يعرفها وجربها السيد عبد الأمير الركابي قبل زمن طويل من خروجه من العراق.

ربما بعدت بعض الشيء في ملاحظاتي عما أردت مناقشته والتأكيد عليه ولكني كنت مضطرا في ذلك لغلبة التناقضات والمتضادات في مقال السيد علاء اللامي. وكان بودي مناقشة المقال جملة بعد جملة للخروج بنتائج ذات فائدة ليست للقارئ أو السيد اللامي وإنما لي شخصياً،وبالأخص كوني أجد نفسي في خضم ذلك الالتباس والتشوه الذي يعتور الشأن العراقي ، أكثر وأكثر إنشاد واهتمام وانجذاب بسيرة الأشخاص وتفاصيل وحراك الساحة السياسية بشخوصها ومؤسساتها.ووفق هذا لا أشعر بالدهشة التي تعلنها اكتشافات السيد علاء ولهذا سوف أتطرق بعد قليل الى أن الاكتشاف ليس جديدا. ولم أفاجأ  من ترشيح السيد عبد الأمير الركابي .ويأتي هذا من معرفتي الشخصية بالسيد الركابي في سنوات السبعينات ومتابعتي لأخباره في منفاه الاختياري.ولكنني مندهش من القدرة على تأويل  الوقائع وفق صيغ الرغبات الشخصية البحتة. ودفعا للالتباس أجبر الآن للرجوع و استذكار نهاية الحرب ضد إيران وطروحات النظام حينذاك عن الشرعية الثورية والدستورية والتحولات الديمقراطية والدستور المقبل.وفي استحضار تلك الذكرى دروس ذات فوائد جمة لمن تخونه الذاكرة أو لا زال يمارس طقوس المكتشفين وعادة الدهشة للتلذذ.فاليوم كما الأمس يمارس النظام نفس اللعبة البائسة التضليلية التي أراد تمريرها عند  نهاية حرب الخليج الأولى كمحاولة لامتصاص الاحتقان في الشارع العراقي والتي أسماها السيد اللامي (مناورة ـ أسلوب تكتيكي ـ أنحناء لمرور عاصفة ).والذي وجد النظام نفسه وبعد أقل من بضعة أشهر يمل الانحناء ويهلل لبيعة عراقية تنقل حزب البعث من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية وبنمط (نعم نعم للقائد) وما أفرزته معركة القادسية من نتائج اجتماعية اقتصادية سياسية مذهلة ؟؟؟.وعلى ذات المنوال يحاور النظام اليوم العالم وأيضا المعارضة العراقية .حين يساق الناس مثل النعاج ليقولوا نعم نعم للقائد صدام حسين !!.ويصاب العالم بالدهشة لهذا الجواب القاطع الحاسم القاصم الغير معني بكل الذي يدور ويجري من حوله.والجواب الرئاسي ذاك بالتحديد الإجابة الوافية للحالمين بتغيير طبيعة السلطة الحاكمة أو المعولين على وجود تيار في النظام من الممكن له أن يفاوض ضمن سقف المعايير الوطنية.ومثلما تخلى عن طروحاته تلك نهاية حرب الخليج الأولى بعد أن أطمئن لأوضاع الشارع العراقي، وبعد أن تلقى التطمين والمساندة من حلفاءه الأمريكان وعملائهم في المنطقة، ووعدهم له بالكثير بعد خروجه منتصر من حرب مدمرة استمرت لأكثر من ثمان سنوات.فأنه يفعلها اليوم بذات الخطاب البائس المستهلك. ومع نضوب الوقت وسرعة الأحداث (رغم قناعتي بأن الوقت لم ينضب والساحة حبلى بالجديد كل ساعة ولكنها مسايرة مني للأخ اللامي.) ورغم تبدل الظروف وأن الخصم المباشر اليوم ليس قوى سياسية معارضة وليس جار منهك أو صغير .وأيضا ليست أهداف الخصم اليوم هي ذاتها في سنة 90 ـ 91. ولكن النظام يمارس ذات الخطاب التضليلي المعتوه والمرتبك والمشوش ولأدهى من ذلك المضحك.مسرحية هزيلة أضحكت العالم ..حتى المعارضة لم تسلم من جريرة مهزلة التصويت تلك .ووجه استهزاء رخيص بعبارات مبطنة لمجمل الشعب العراقي جراء رخص وغباء خطاب النظام ومعالجاته للأزمات .وقبل العفو الرئاسي كان هناك خطاب تضليلي سمج وغبي لأهم أقطاب النظام وأكثرهم التصاقا بصدام وبعض من عناصر التيار الوطني (المحاور)، ألا وهو طارق عزيز حين أنكر وجود معارضي رأي في السجون العراقية.فهل يحتاج البشر لحظات من الدهشة لاكتشاف نوايا النظام الفاشي الجاثم على صدر العراق، أو ينتظر تحت ضغط الأحداث قرارات من الجائز أن ينتقل الحكم فيها لمعارضين حقيقيين . أو يستدير النظام بقدرة قادر ليمنح الشعب فسحة من ديمقراطية وحريات مدنية تحت سلطة مثل هكذا نموذج لقاحي.وما مقدار صحة التمنيات بإطلاق النظام مبادرات وطنية تخرج العراق من أزماته وتبعد عنه شبح احتلال قادم .

الحقيقة لا أريد الدخول في متاهات التمنيات والأوهام وإنما أركز الجهد تحديدا بتوجيه أسئلة أجدها ملحة وضرورية لاكتشاف النوايا وأرجو من زميلي علاء اللامي إجابتي عليها وليسمح لي أن أطيل في الاستهلال لتوضيح مقاصدي من الأسئلة .وأود القول أيضا أني تلمست في مقالكم الكثير من الإجابات ولكن التناقضات والتضادات والحشو الصحفي أضاع علي نشوة اكتمال المعلومة أو تقبلها كما هي .وفي هذا أرجو أن أنال بعض من صبركم وما أستحقه كعراقي يبحث بين حطام الخطايا وركام الموبقات عن بصيص من أمل وشفاعة لهذا الشعب المظلوم والمهان والمخدوع.

قطعا لن أستسيغ فكرة أن هناك كائن من كان من عراقيي الداخل أو محاوري النظام من الخارج من يستطيع أو يمتلك الجرأة لرفع صوته في حضرة المعتوه ليطلب منه التنحي عن الكرسي وإبعاد شبح الحرب الطاحنة المجرمة الثالثة القادمة لقتل العراقيين أولاً.أو تنبيهه الى أن آلاف الأبرياء سوف يهدر دمهم بأسباب يشترك في صنعها وأدامتها هو والإدارة الأمريكية .وواحدة من لوحاتها الخلفية يمتد عمرها منذ اليوم الأول لولوج أصابع المخابرات الأمريكية في الشأن العراقي وبالذات بعد نجاح ثورة 14 تموز.ومن إطلاعي على كتاباتكم أجزم أنك توافقني الرأي في استنتاجي هذا أن لم يحدث تغيير جديد في صيرورة الأفكار.ولذا أراني أقرأ مقالكم كونه دعوة للحوار مع النظام عبر وسيط حددته بالاسم ( التيار الوطني الديمقراطي).في ذات الوقت نبهت لأهمية استباق الحل الآخر المتمثل في (وقائع) حوار النظام مع جماعة الحزب الأمريكي والذين لن يجلبوا للعراق غير برنامج ملقح بالاحتلال المباشر ووضع  العراق في جيب الإدارة الأمريكية.وذهبت بعيدا في اعتقادك بأن مثل تلك المزاوجة لو حدثت سوف تكون تداعياتها وعواقبها وخيمة وحاسمة وقاصمة و ستدفع ( بوسع من يعرف التضاريس السياسية والمجتمعية العراقية أن يتوقع تمردا شاملا في وسط وجنوب العراق على سلطة الثنائي أن قدر لها فعلا أن تقوم وسيشارك في ذلك التمرد حتى جماهير حزب البعث) .وأنت في ذلك تذهب نحو وهم وإيهام سياسي وتشويه وقائع لا اعرف دوافعه.ومحاولتك تلك غير مقنعة في وضع نظام البعث في خانة العداء للأمبريالية الأمريكية . متناسيا في ذات الوقت مقدمة مقالتكم وتحالفات النظام عام 1963 مبعدا علاقات صالح مهدي عماش والآخرين، أو تصريحات بعض قيادي حزب البعث عن نموذج العلاقة الوطيدة بين شخصيات حزبية مع المخابرات الأمريكية حينذاك.ربما سوف تقول أن ذاك الزمن قد ولى ودفن، والوضع مختلف اليوم .أقرك الحقيقة هذه ،ولكني أصر على أن قدوم البعث الثاني عام 1968 كان تحالفا مع رجالات المخابرات البريطانية أن لم أسمه ارتباط مباشر.وأيضا فأن وقائع حرب الخليج الأولى لازالت طرية و أبطالها لا زالوا يتربعون عروشهم .فأن شحت لدينا الحجة عن العلاقة الدائمة والمستمرة في أحلك الظروف بين خصوم اليوم وصحبة الأمس فلنتوجه بالأسئلة لجنود عاشوا وقائع تلك الحرب،فهم خير دليل ومخبر .ومجرد سؤال بسيط عن وجبة الطعام المقدمة للجندي العراقي في تلك المطحنة.سيخبرنا عن الأفخاذ السوبر للدجاج الأمريكي وعن الرز ذي علامة الكفين المتصافحتين ونوع الأسلحة والذخيرة ،وكذلك مهمات طائرات الأواكس.فهل من المعقول أن النظام بحاجة لنصيحة أو تنبيه أو تسابق وتدافع مناكب تبعده عن حزب المعارضة الأمريكي .ولو اشتغلنا بأنات وتدقيق في وقائع التأريخ هل نبخس النظام حقه على ما قدمه من خدمات جليلة وقيمة للإمبريالية الأمريكية في مستوى الإيذاء الذي طال الشعب العراقي وشعوب المنطقة؟؟ .

في مجمل تلك الوقائع والظروف لم يكن هناك من يقرأ بوهم أو تضليل التضاريس السياسية والمجتمعية العراقية وبالأخص بين صفوف حزب البعث وأبناء الشعب المساقين عنوة لجبهات الموت الداخلية والخارجية.وإذا كان التمرد يأخذ مسميات مثل الهروب من الخدمة العسكرية فأن ترديد الببغاوات لمقولات الرئيس التضليلية بما يبيض وجه النظام اتجاه الأصدقاء والأعداء على السواء لا يمكن وضعه مثل سابقه في خانة التمرد المزعوم والمتوقع حدوثه.ولا أجد من المنطقي الاعتداء على معلوماتكم ودفعكم لنبش الذاكرة عنوة لقراءة علاقة النظام بالوحش الأمريكي قبل أن يصبح الابن العاق مالك ذخيرة وأسلحة دمار شامل.وفي هذا أتوسم نباهتكم لتذكر وقائع استخدام النظام ذلك السلاح ضد أبناء شعبنا العراقي وكيف كانت اللوحة السياسية صامته صمت الأموات وصافية صفاء قلوب ونيات الخيرين ..!! من أعضاء الكونغرس الأمريكي من أصدقاء القائد، ورضاهم التام عن أفعال أبنهم المدلل.فهل يا ترى أنك على قناعة بوصول نصيحتك أو أن حوارات السادة من أمثال عبد الأمير الركابي سوف تصل الى غايتها المرجوة وتبعد النظام عن مغازلة حزب المعارضة الأمريكي ؟؟؟. وهل أن مجموعة التيار الديمقراطي الوطني المحاور ذات أهمية وقيمة فعلية لدى عصابة صدام في هذا الوقت الحرج والمتسارع مقارنة بطوق النجاة الذي يرميه جماعة حزب المعارضة الأمريكي لو صح التوقع  وصدقت وقائع التفاصيل الخفية التي أعلنتموها..وهل كانت تحالفات النظام السابقة والحالية والمستقبلية معنية بالحلول الوطنية كي يقف صدام ليلعب اليوم لعبة الطرة كتبة ليختار أي الطرفين يشارك في الوزارة ؟.وبعد مضي أكثر من عقدين من الحوار!! فهل تلمس التيار الوطني المعارض رغبة حقيقية بالحل الوطني لدى صدام حسين ؟ لذا أقول أن  الحوار كان دائما يذهب لغير غايات الحلول الوطنية. ولن أتجنى على أحد أن قلت :حتى طرفي الخراب   وهما محاوري النظام الفاشي وحزب المعارضة الأمريكي، كلاهما غير معني بكل تلك المسميات التي لوثها الكثيرون بأمراضهم وصديدهم والمسماة بالوطنية والحرية والسلام والديمقراطية.وأجزم بأن كل ذاك الضجيج والتناطح وبيع الضمائر والصمت عن الشرور والموبقات ومغازلة أعداء العراق الصهاينة وصدام الفاشي ،يتعلق فقط بحلم اقتسام ونهش الكعكة وفق أسبقية الوصول .              

لغة الصحافة جميلة ومشوقة ولكن لا أضن أن من يقرأها أغلبية من عميان ،وبالأخص مع حجم الكارثة المحيقة بالوطن وضياعه وتكالب الضباع عليه، والتي جعلت العراقي يمتلك أكثر من عينين وبمختلف الألوان.

ولكي لا نقع في ورطة ما أسميته خيارات (الطرة والكتبة) وإنما نحاول تلمس الحجة بمنطق الموضوعية ..رغم أن الحشو المفتعل أبطل سحر الحصافة وادعاءات العقلانية والحيادية.ومع هذا فأني أصر على أخذ اتجاهات حسن النية وأفلس مقالكم على علاته .

بعد مقدمتكم الطويلة واستعراضكم لقباحات ووحشية وخدع ومناورات النظام أجدكم في الوقت ذاته على وهم كبير بأن النظام لا زال يمتلك شيء من ثياب الوطنية بما يستر العورات وأن هناك فرصة أو بصيص من أمل لتحسين الوضع ودفعه للحوار والمصالحة وفق شروط الوطنية العراقية.وأن هناك إمكانية لتيار على علاقة حوار مستمر بالنظام يعمل على تغيير النظام بالطرق السلمية الحوارية.

لنبتعد الآن عن توزيع النياشين والأوسمة على أبطال محاور مقالكم ومقالي هذا. أو نضفي صفة الوطنية على من يحاور سفاح ومروع الشعب العراقي ونتهم الآخر متبرع خدمة لعدوا أخر لشعبه ونوسمه بالعمالة وكل النعوت الدونية . 

ولكي نذهب لمناقشة الحوار المستمر بين من سميتهم التيار الوطني مع النظام ،وكذلك الحوار الخفي المستجد (حسب التفاصيل الخفية) بين حزب المعارضة الأمريكي والنظام أيضا.أجد من الضروري أبعاد تهمة العمالة عن كلا الطرفين .وتجريدهما من تهمة العمالة للمحتل الفاشي أبن الوطن والمحتل المجرم القادم من خارج الوطن.وأيضا وضع الجميع حتى القوى الوطنية وغير الوطنية المعارضة وغير المعارضة وأيضا السلطة الفاشية في صورة الحوار الواجب أجرائه للوصول لما هو حل منطقي أو لوحة تفصح عن طموحات الطرفين وكذلك عن المعقول المتصور لحالة الحوار واتجاهاته ونتائجه.

يمكنني القول أن النظام لم يدع فعالية أو شخص ذو معنى أو ثقل سياسي أو اجتماعي أو ثقافي وبمختلف الاتجاهات دون أن يرسل له من يدعوا للحوار، ولو بأشكال مبطنة.ولم يدع مناسبة أو محفل دون أن تطأ أقدام مبعوثيه تلك الأماكن .فتجدهم يجولون الأطراف شرقا وغربا في دعوات صريحة ومبطنة للحوار .وتعدى الأمر الى منح هبات أو تهديد بإيذاء أن أمتنع الطرف الأخر عن قبول دعوة الحوار تلك. ولم يبخس النظام العاهرات من شرف تلك المهمة، لمعرفته اليقينية بوجود من يفضل الحوار على هكذا نمط من النضال عند بعض رجال من (المعارضة).

ومن قسوة القباحات والشرور  أريد أن أضع تكوين لقاعة الأجتماعات  قبل مناقشة الأمر،أرسم فيها وقائع جلسة الحوار في قاعة شيدت جدرانها من عظام أطفال الأهواز والأنفال وحلبجة .وستائر النوافذ خيطت من جلود الشباب  الأسلامي والبعثي والشيوعي والقومي العربي والكردي الذين أعدمهم النظام على مدى 34 عام.وطليت جدران القاعة بدم قاني لأبناء الانتفاضة البواسل .ومن كل ذاك الكم الهائل والمرعب لبقايا ضحايا النظام ينطلق همس شحيح كأنه يأتي من سماوات قصية .همس ينادي وفد المعارضة أن أصمد وأثبت على مواقفك.لا تكلوا  من طلباتك لا تساوموا  لا تهادنوا .

 

في كل الحوارات هناك أطراف وشروط ومرتكزات للحوار .حتما وبدون مواربة يمكن القول بأن طرف الحوار الأقوى هو النظام .فالأرضية التي يستند عليها في كافة المجالات الاقتصادية والمؤسساتية والعلاقات الرسمية الدولية.ووسائل الأعلام ووشائج من لعب ومخاتلات  سياسية ومصالح دولية وإقليمية تضمن له أن يضع الطرف الآخر في مواقف حرجة لا يحسد عليها.ومع هذا  نفترض أن وفد المعارضة المفاوض يستند لشرعية دولية تستمد قوتها من الفقرة الثانية من قرار مجلس الأمن المرقم 688 أو أية صيغ أخرى .وأن النظام جاد في مسألة التفاوض.فما هي النتائج المتوقعة لمسيرة الحوار وشروط الطرفين.بدأً أن إقامة حوار مفتوح يعني قطعا وضع السلطة في إحراج شديد سوف يكشف عن أوراق حرصت دائما على اعتبارها ذات خصوصية بالغة لا يمكن لغيرها التقرب منها أو الإطلاع عليها.وما أدرجته في مقالكم عن مهمات يجب أن تنفذها الحكومة الانتقالية (بعد الاتفاق ) وهي تفكيك مجالس الأمن والمخابرات ـ فتح ملف المهجرين ـ فتح ملف ضحايا الأنفال ـ الكشف عن مصير المفقودين ـ فتح ملف الأسرى والمفقودين العراقيين والكويتيين وووو.وهي ملفات يقاتل النظام بأقذر وألعن وأكثر الوسائل فتكا من أجل إخفائها. وكيف وعلى أية شاكلة تطبق تلك الاستحقاقات وتفتح تلك الملفات ؟!.

 

أتضن يا صاحبي أن النظام يرتضي تناول جرعة السم التي يقدمها له رجالات التيار الديمقراطي المفاوض  وفق خطتكم،بحسن نية وباستعداد حمائمي وطيبة مغموسة بالهبل...شيء من الأنصاف والرحمة لقلوبنا الوجلة وليس لعقولنا المتعبة.

أن لم أقارن حجم هذا المعارض المفاوض بحجم أبن الرئيس قصي وأهميته وموقعه في النظام وفي الحوار المزمع أو الجارية وقائعه اليوم ،فتلك غفلة لن تغفرها الوقائع والأحداث .فإذا دققنا العلاقة الرفاقية بين قصي وطه الجزراوي  أو طارق عزيز أو الباقين من طاقم الحكم فأية شاكلة ستكون عليها صورة المعارض المستوزر في وزارة (يقودها من يكون أسمه وعلى أية شاكلة) .

 إذا كان اليباس والالتباس واللخبطة جعلتنا نفقد اتجاهات البوصلة ووضعتنا بين فكي خيارين أحلاهما سم زعاف. (أما الحل الأمريكي أو بقاء صدام )،وجعلت البعض وبنوايا حسنة أو مهمات تضليلية أو أي مسميات أخر يستلذ أوقات التهويمات لابتداع ما طاب له من أحلام. فالسياسة والوقائع على الأرض غير معنية بذلك .ولهذا أختتم قولي بالذكر والتذكير بمنظومة الأفكار التي شرعتها المنظمة السرية لقيادة حزب البعث وأضفى عليها صدام ورهطه ابتكاراتهم  لتصبح طبيعة ملازمة لا يمكن التخلي عنها أو هجرها في احلك الظروف. ووفق تبعاتها ونسقها توضع الشروط والاستحكامات . وتلك المنظومة الفكرية تحدد بالأتي 1 ـ هناك مؤامرة دائمة تحاك ضدنا . 2 ـ الآخر أو المقابل أم المحاور عدو على الأرجح وليس صديق . إما شروط التفاوض فمسلم بها وعلى الأطراف الأخرى قراءتها بتمعن والموافقة عليها وهي 1 ـ ثم 2 ـ ثم 3 ـ ثم مليون ولا تفريط ( الخيمة البعثية )....بعد ذلك تأتي الرغبة بالتفاوض واستعراض ما يمكن الاتفاق عليه .أما ما يتعلق بالزمن فذلك يخضع لأهمية الاتفاق وضرورته ونوعيته والغاية المرجوة من إعلانه.

كان هناك الكثير مما أبعدته واستغنيت عن نقاشه .وليعذرني السيد اللامي أن آذيت مشاعره في بعض جملي ولم أكن أقصد في ذلك غير الرد على إيذاءه  مشاعري كعراقي واستفزازه لي كقارئ لما أورده في مقاله .

 

السويد



#فرات_ المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- القضاء التونسي يصدر حكمه في جريمة قتل بشعة هزت البلاد عام 20 ...
- -بمنتهى الحزم-.. فرنسا تدين الهجوم على قافلة للصليب الأحمر ف ...
- خلافات بسبب تعيين قادة بالجيش الإسرائيلي
- تواصل الحراك الطلابي بعدة جامعات أمريكية
- هنغاريا: حضور عسكريي الناتو في أوكرانيا سيكون تخطيا للخطوط ا ...
- تركيا تعلق معاملاتها التجارية مع إسرائيل
- أويغور فرنسا يعتبرون زيارة الرئيس الصيني لباريس -صفعة- لهم
- البنتاغون يخصص 23.5 مليون دولار لشراء أسلحة لكييف ضد أجهزة ا ...
- وزارة العدل الأمريكية تتهم سيناتورا من حزب بايدن بتلقي رشوة ...
- صحيفة ألمانية تتحدث عن سلاح روسي جديد -فريد ومرعب-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات المحسن - حوار برسم البيع