أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امجد نيوف - تحية الى وجيهة الحويدر ...ولنقرأ الصلوات على ضريح شهرزاد














المزيد.....

تحية الى وجيهة الحويدر ...ولنقرأ الصلوات على ضريح شهرزاد


امجد نيوف

الحوار المتمدن-العدد: 1190 - 2005 / 5 / 7 - 10:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تحية الى وجيهة الحويدر ..ولنقرأ الصلوات على ضريح شهرزاد

مع استيطان العنكبوت لتضاريس العقل ، وانحلال مفردات اللغة الى حروف تتقاذفها رياح الاحتضار في سماء الحلم الإنساني .... تُرى من يروي الحكاية ويبدأ بفاتحة الأنوثة ؟
من طعنة في خاصرة الأنوثة تبدأ الحكاية .. حكاية تحمل رائحة عطر ووسادة .. أسمع نواحها ، وما بين طعنة وأخرى تتأمل الخوف والخجل كعيني طفلة .

تحت شجرة خريفية مقهورة تمدّد الجسد الملوّن بالجواهر وخطايا التاريخ . من وراء غيمة في سماء الأنوثة تتراءى ذكورة متعفّنة ... صورة الارتجاف أمام اللحم العاري .. والحلم الوحيد تسجيل سهم جديد في بورصة الفحولة على مرأى من غرباء الله والشوارع ..!! .
فحولة الجوع الدائم للخمرة والخطيئة .. فحولة العطش الأبدي للتسكّع ما بين النهدين أو الفخذين ..

أيها الوطن .. الغابة .. عطر الأنوثة المضطجعة على وريقات الخريف متبعثر ، مرتعش على أسنّة الفحولة ورجال مصاحف اختصروا الأنوثة الى احتلال جسد وإراقة دماء ..الأنين تائه بين سعال الأنوثة المحتضرة. الأنين ينشد الموت للذكورة الضائعة.

الأحشاء مبعثرة على نغمة ريح خريفية راحلة الى مكان ما . وزبد ماء العينين ينذر بإعصار يقتلع عار الفحولة الفقيرة .
الجسد ما زال ممدّداً .. والشعر الشمسي ما زال مفقوداً .. كأنه كرِه الإقامة ، أو أجبروه على النزوح الى إحدى المقابر.الجسد ما زال ممدّداً .. زمناً ومسافةً ما بين النهد والنهد ، ما بين الفخذ والفخذ .
أرقد بجواره .. أتخيّل الشَّعر الهارب .. أتخيّل الشفتين النبيذيتين .. لكن عندما أحدّق في عيني الأنوثة لا أرى إلا الريح والأوراق الصفراء .. السرير ما زال شاغراً !! .

أيتها الأرض .. الأنوثة .. ما زال الصمت لغة حوارنا ، وما زلتِ وردةً تنزف على مذبح الذكورة الخائفة.فالجرح عاشقٌ لملحه ، والحبّ عاقرٌ ينشد موته على ضفّتيكِ .
أرادوكِ ضيفةً على مطبخ القيصر .. فابتعدي .. قطعان الجراد ما زالت تتقدّم .. تقضم الورود والأزهار .. حاملةً معها رائحة الشارع ، ورائحة الشرق .

أيتها الأنوثة .... بعد أن سُرِق اللون من دمكِ أصبح الوطن ..اللحظة ..المسافة ..عاهراً في الليل ، تاجراً في النهار .
أيا امرأة .. العقل خانته ذاكرة المكان ، الخلخال تحت الاحتلال ، القرْط مصلوب على شهوة خادعة.

أيتها الأنوثة .. حطّمي مرآة الشرق الكئيبة .. أعيدي الدفء الى النهود العمياء .. أما من قبّرة في وادي الثغر العميق ؟! . تضطرب الأنوثة ، وترتسم دمعة اليتم حزناً يفجّر الحنجرة المتيبّسة .

أحبك أيتها الأنوثة أكثر من الله .. وربما أكثر من شفتين مغمستين بنبيذ بلدي معتّق .. أستطيع أن أثمل بكِ أمام الرؤوس العالية .. الفارغة .. حتى لو تمّ جلدي بتهمة تعاطي المنكر . بكِ يمكن تحطيم إمبراطورية المقابر والمشانق .. إمبراطورية الفحولة والتعفّن الخالد .

أيها الرّب .. أين كنتَ يوم طعنة الخاصرة ؟ أكنتَ تلاحق امرأةً على شواطىء بحر ملكوتك ؟ هل هي سمراء أمدججة بنهدين فضيين أم برونزيين ؟ أم أنك لا تهتم كثيراً بالتفاصيل ؟ .

أيها العاشق المجنون .. أنا بينكم منذ أجيال .. أذوق طعم سياط البشر .. الحسّ الإلهي مشوّش أمام الأنوثة التي تُجلَد عاريةً بأمر من قاضي الذكورة الأكبر .. والمحلّفين ترشح ألسنتهم بالهياج والنتانة .

أعلنت البواخر نواحها .. جاءت لحظة الإبحار .. لحظة تحطيم شيء ما .
فيا حفّار القبور .. هيّىء قبراً رطباً للذكورة المتفسّخة .. هيّىء قبراً يليق بآثام الصحراء والسماء المجدبة ..فربّما ستنبت سنبلةً بين صخرتين .. بين شفتين .. فربّما ستشرق شمس الأنوثة .

الحلم يمضغ مرارة العتمة ، والشمعة مقوّس ظهرها ويغلب عليها النعاس .. لكنها مازالت حنونة بدفئها، فمن يمنحها حق الاشتعال ؟! .
يسخر اله الريح من المشهد .. يصيح على منبر المقبرة : في مملكتنا الذوبان ، الاشتعال مغامرة لمجد عظيم لا تليق إلا بكبير الآلهة !!. تُرى من يبكي على الآخر .. شهرزاد المدفونة في قبرها البارد ، أم طروادة المهزومة بأسوارها ؟.

اليوم كالبارحة وربما كالغد .. وشهريار ابن الآلهة ما زال ممداً في سريره الدافىء .لِمَ سيستيقظ ما دامت هنالك شهرزاد وشهرزاد ؟. لِمَ سيستيقظ مادامت الأساور والخواتم المزيفة تنتظر عند بوابة المملكة ؟ .
لكن هبط الليل ولم يستيقظ شهريار !! . عادت الأساور والخواتم مكسورة الوجدان . سرير شهريار لم يعد ضمانا للاشتعال .فأيّ محكمة قضت بوأد شهرزاد ؟ .

يا امرأةً .. قطار الزمن أطلق بخار المطر .. فاحملي حقيبة النسمة العليلة . اختصري درب مستحيلٍ الى ممكن ، ولا تهجعي في محطة الانتظار . فالمستحيل حديثٌ غير مُسنَد .. فكوني أملاً أو لعنةً في عهدٍ أو فاتحةً في كتاب .
فيا أيها الغزاة .. كفنّوا الضحية أو اتركوها !! فما الموت إلا علّة الانبعاث الجديد .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سلطنة عُمان: الشرطة تقبض على 30 شخصا بينهم 21 امرأة وتكشف ما ...
- وفاة امرأة تبلغ 82 عاما في إيطاليا نتيجة إصابتها بعدوى فيروس ...
- دعم نسائي جزائري.. منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بقيمة 8 ...
- وفاة الأمير النائم بعد 20 عاما في الغيبوبة.. مآسي الشباب الر ...
- المرأة بين وعي الواقع ولاوعي السلطة الذكورية
- باكستان: مشروع قانون لإلغاء الإعدام بجرائم الخطف وتعرية النس ...
- ألمانيا تلقي القبض على ليبي متهم باغتصاب وتعذيب معتقلات في س ...
- رصدتهما الكاميرا متعانقين.. امرأة تغطي وجهها والرجل يختبئ في ...
- كاميرا في حفل كولد بلاي تضع رجلا وامرأة في ورطة
- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امجد نيوف - تحية الى وجيهة الحويدر ...ولنقرأ الصلوات على ضريح شهرزاد