[اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب]

بعثي في المنفى

كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 294 - 2002 / 11 / 1 - 03:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات




كان حسن صلال يمثل لنا حضوره انذاك عزرائيل فامامه يتوقف اي شئ ويترك له الامر باخذ الارواح ولافكار والمسرت والاصدقاء وماشاء له ، ملاكنا هذا ليس في وسعنا رفضه او تجاوزه . فهو معنا في الحي وفي المدرسة وفي المقهى وفي الملعب . في الاعياد والعطل وفي كل المناسبات . يدخل بيوتنا كصديق ويخرج منها وكأنه واحدا من اهل الدار .

فاذا فاز نادي الزوراء 3 مقابل صفر فان هذا يعني ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) واذا خسر الفريق العماني 6 ـ 0 امام الفريق العراقي فهذا يعني (ا مة عربية واحدة   ذات رسالة خالدة )

كان يحمل معه حربة صغيرة مرخصة لمطاردة اعداء الحزب حينما كنا طلابا في المرحلة الثانوية . وشى بابن عمه وجاره وزميل صفه الدراسي وكنا نشعر بالحرج الشديد اثناء ذهابنا وايابنا الى المدرسة لانه رفيقنا في الرحلتين وفي الفرصة ايضا فهو ابن شارعنا وطرفنا كنا نخافه ونمقته ولكن لانستطيع ابعاده .

حينما نراجع دروسنا فهو يقترح علينا ان هذا الدرس بسيط ولايستحق عناءا وجهدا . ويقول تكلموا ـ ماذا سمعتم في الاخبار ماذا قراتم في الصحف ـ وحين يواجه بصمتنا ، ينطلق هو وعلى ( راحته ) يشرح ويحلل خطب الريس اليومية واهمية زياراته الميدانية . يتوقف امام بعض الجمل ويسهب في شرحها ويبين الابعاد المستقبلية لها . ونحن صاغرون لاحول لنا ولاقوة .

الى ان جاء اليوم الذي اصبح فيه حسن صلال ضابطا في المخابرات واخذته الوظيفة بعيدا عنا . فحمدنا الله وتنفسنا الصعداء .

ولكن الرياح تجري بما لاتشتهي السفن فامثال حسن صلال يتناسلون مثل الفئران .

ولذا تركنا الوطن والذكريات والاهل والمستقبل وهربنا الى عواصم الله البعيدة . تاركين كل شئ الى حسن صلال ورئيسه وحزب رئيسه .

               ****************

منذ شهور اكتشفت في هذا المنفى البارد مقهى ( الماسة المضيئة ) واختلاف هذا المقهى عن بقية المقاهي انه يقدم لزبائنه جرائد يومية وبلغات متعددة ومنها الجرائد العربية .

اذهب الى هناك كل يوم تقريبا اشرب قهوتي واطالع الصحف ثم ارحل .

اليوم كان على الطاولة المقابلة لي كان يجلس حسن صلال وكان يتحدث الى جلسائه عن الغربة والاصدقاء وعن جنة الوطن المفقود .

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل