أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هدى الجهوري - امرأة ترعى قطيع الحب خفية














المزيد.....

امرأة ترعى قطيع الحب خفية


هدى الجهوري

الحوار المتمدن-العدد: 1188 - 2005 / 5 / 5 - 13:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مرأة ترعى قطيع الحب خفية
هذا الملل يتسكع بقربها ،ويبث خدره في الروح كل شىء مسترخى وفاتر، والمسافة ملائمة تماما لفرح مؤجل .الحكايات تفر دائخة من قيظ يراهن على المسرات القليلة ،وعلى شرود يسرقها من أولئك الواقفين على سكك الانتظار . حواسها ذابلة لاتثمر شيئا سوى شوكا ،وانتظار أمام شرفة يتشابه العابرون عليها والزمن البطىء يطوي ساقيه في المغارات والصخور المخيفة، والرجل الذي ايقظ النهارات وهو يعلق عليها أيقونة البخت مايزال يخبأها بداخله ليدفأ ،وهي ماتزال تترك أفراحه منغصة وبعيدا عن ظل ينام فيه. ترعى قطيع خوفها من من رذاذ الخيبات حين يرفل في الرماد ....وتحك عينا للذاكرة .كانت تعيش لأجل ذاك القليل الذي يمر خافتا ، وحين التفت إليها مرتعشا بالولع انتعلت ساقي نعامة قبل أن تأكلها الألفة مع أشياء تزاحم رئة الأوطان والأحبة .ركضت طويلا لتترك آثارها ذاكرة في ثقوب الشوارع التي تخشى عليها داء النسيان ،وحين شعرت بالتعب أدرات رأسها صوب مقالب غبية تترك للأشياء نكهة باهتة.اخترعت الكثير من المزاح الخفيف مع الأصدقاء ،وثرثرت عن البرامج السخيفةالتي أدمنتها مؤخرا مع البشار والكولا والسمنة، أصغت إلى همهمات الصديقات وهن يرتجفن حين تعبر سيرة الحب في السهرات المملة....ياإلهي كم يتغير مزاج المساء....!! تدخل البهجة من كل الجهات وخفقات الخجل تتسارع ،علامات الاستفهام تعلو الوجنات الحمراء ...تأتي التمتمات مسترخية ،ودافقة ، ومصابة بالكثير من الفواصل والتنهيدات وحدها من كانت تمتلك صوتا مضيئا ،وعينين متسعتين لمزيد من الهذر كانت تقول بمرح:
احببن .....إنه أمر مشروع ...و لاتبخلن بأسماء الأحبة...تواريخ المواعيد الساخنة...ارتجاف الشفاه ...الملامسات ...لن تبخس التفاصيل من أشياؤكن الجميلة. تبتهج الصديقات، وتسرق هي الحكايات بكرا من شفاههن ،وهن يتساءلن : ترى من سيعبىء هذه المرأة التي لاتخشى الحب والأسماء والوشايات ....؟ ولكن هنالك وليس بالمسافة البعيدة تبكي في الظلمة وحيدة في حضن دمية أمنتها على سرها الكبير عن رجل أتى ليثير رجفة في تجاعيد صوتها الذي كثيرا ما ادعى الإطمئنان ،رجلا مرر الكثير من الود خلسة وهو يتلصص على شبابيكها المقفلة ،قذف لونا فاقعا خصب به الأماكن المقفرة والفزعةمن تشابه بارد ،وعقيم ،رمى عليها مصيدة الضوء لتصير زنبقة ترقص في الحقول المكشوفة للهواء .
تتساءل :
......متى سيتثاءب هذا القلب،وكلما أطلقت له الحكايات، أو غنت له أغنية استفاق مغريا على جلد الرغبات ؟...وحواف السرير متى ستفقد ضروسها المخيفة التي تتلف ذاك القليل من الاسترخاء الذي يزحف في مقلة النعاس...؟ والصيف الفارغ كاللص لماذا يمد يده في جيوب القلوب ليسرق رعشتها طازجة ،وهو يشرع مظلة باردة يستظل تحتها أولئك المتعبون من الحرارة والشوك والحب، مظلة تأويهم بفرح ماكر وهي تفتح فخا واخزا لتلك الأقدام التي لم تألف بعد أن يخاتل صمتها حكايات رطبة تعبر فوق الارتباك والجنون والموت ،حكايات تلعق المسافة الفاضحة بين حبيبين مازالا يتعثران بمسميات الأشياء... حبيبين نصحتهما العرافات ،وعابري السبيل أن يبترا المواعيد والورود الحمراء قبل أن تشحب المسافة بقطيعة واطئة تخلف يباسا وضمورا فادحا في الوله والأشواق .
تتساءل :
.......ماالذي يتزايدفي قلبها ،وكيف تداريه عن الأعين المسننة ...؟
كيف تصالحه على ذاك القليل المتاح كقشة تضىء بها الليالي الفقيرة من الغبطة والفرح ....؟ومن سيغذي جسدها الغض .....؟
ربما قليل من التسكع البرىء في براريه المسيجة بالعبث والمجنون سيبدو ملائما ...وربما اختراع عين ثالثة تختلس بها النظر إلى تفاصيله التي تخشى أن يرجمها العطب سيبدو حلا ثانويا ،ولكن الوقت الذي أفلتته في شباك الصيد فجرا كطعم لروحه لم يصطد شيئاسوى انتظار بارد لأشياء لاتأتي إلا لتصفع وجه الخسارات ،وبعضا من المساحيق والأقنعةالتي تغلف بهاالنتوءات الشاذة لتبدو الاتجاهات منسجمة ومتشابهة كالجرذان... والعين الثالثة التي أشرعتها من خلف نقاب الريبة لترقب لهفته المندلقةمن سقف المسافة اصيبت هي الأخرى بالهرش . وحده الخوف والحذر من تبقى لترعاه في حضائرها ...وحده الأرق من كان ينمل ساقي الحلم ...وحدها الذاكرة من كانت تسرف في الضحك سرا.....



#هدى_الجهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- : معصوبة العينين إلى البحر
- الحكايه الشحيحة .....هل تكفي اثنين
- (1)صوت


المزيد.....




- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...
- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر
- قوة روسية تنقذ امرأة وأطفالها من قصف مدفعي ومسيّرات أوكرانية ...
- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هدى الجهوري - امرأة ترعى قطيع الحب خفية