أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عزالدين بوغانمي - الإنتقال الديمقراطي في تونس : مقتضيات التحالف مع القطب الليبيرالي، في الرد على الإنعزالية اليسراوية .















المزيد.....

الإنتقال الديمقراطي في تونس : مقتضيات التحالف مع القطب الليبيرالي، في الرد على الإنعزالية اليسراوية .


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 09:15
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أسوء آثار الإستبداد العربي الإسلامي ، هو خلقه لنموذج تفكير سياسي على صورته، حتى في صفوف المعارضة. وأكثر مظهر للانغلاق والسطحية والغباء المثير للسخرية والإشْمئزاز، هي القراءة السلفية المحنطة للماركسية في الوطن العربي . فبعض اليساريين السلفيين ، يعبدون النصوص عبادة، فلا ينظرون إلى ما يجري في تونس، إلى الوقائع على الأرض. بل يفتشون في الكتب القديمة عن قواعد نظرية قديمة، تعلقت بقضايا قديمة، في بلدان أخرى لا صلة لها بتونس، ويقدمون ما نسخوه نسخا من تلك الكتب الصفراء على أساس أنها رُؤى سياسية تصلح لتجاوز معيقات المسار الثوري الآن وهنا !!! وبالنتيجة فإنهم لا يفعلون سوى لَيِّ عنق التاريخ حتى يتطابق مع أفكارهم الفاسدة، خدمة للفاشية الدينية التي تبتلع البلاد كل يوم.

كل عبدة النصوص في تونس هم عميان بالمعنى السياسي، فبدلا من أن يستخدموا المنهج العلمي الخلاق الرحب، بما في ذلك المنهج المادي التاريخي لمواجهة المرحلة العصيبة التي تمر بها بلادهم . يستسهلون إستخدام النصوص الماركسية نفسها كقواعد للعمل السياسي، وهكذا تحجب عليهم الواقع ، ويتحولون دون وعي منهم إلى منجمين ومشعوذين يناجون النجوم في سماوات أخرى.

أهم فكرة يبني عليها هولاء مجمل تكتيكاتهم داخل الساحة السياسية اليوم ، هي أن نداء تونس هو التجمع المنحل وهو حزب عميل ومتطابق مع حركة النهضة ، إنطلاقا من أن الحزبين يدوران في فلك المنظومة الرأسمالية . ولذلك فكلاهما عدو يجب النضال ضدهما بنفس "الشراسة الثورية"!

هذه الفكرة صحيحة في جانب واحد فقط ، في كون (الإتحاد من أجل تونس) وكذلك حركة النهضة يدوران في فلك المنظومة الرأسمالية . وهنا أستغرب إعتبار هذه المسألة البديهية أساسا لشكل تعامل أصحاب هذه الفكرة مع المشهد السياسي . وكأن هنالك أحزاب اليوم في العالم مازالت تدور في منظومة حلف فرسوفيا! وهذا ما يعطي الدليل على أن هولاء الرفاق الأعزاء لم يتفطنوا بعد إلى الزلزال الذي هز العالم ما أن إنهار جدار برلين، وما نجم عن ذلك من تغير عميق واستراتيجي ليس فقط في العلاقات الدولية، وفي موقع الحركات الثورية في عالم ما بعد الحرب الباردة، بل في الفكر وفي القيم أيضا.

أما ما عدا ذلك ، فإن فكرة المطابقة بين الاتحاد من أجل تونس وحركة النهضة، هي فكرة خاطئة وسخيفة وسطحية، لأن التجمعيين الفاسدين، وأصحاب رؤوس الأموال الذين كانوا العمود الفقري لحزب الدستور، تحولوا إلى حركة النهضة لحماية مصالحهم. وهذا أمر طبيعي. وهم موجودين أيضا في نداء تونس. وموجودين في أحزاب أخرى. ولو أن بعضهم من الذين لم يثبت القضاء تورطهم في قضايا الفساد إختاروا الآنخراط في الجبهة الشعبية، لكان من واجب قيادة الجبهة الشعبية الترحيب بهم، باعتبارهم تونسيين كاملي الحقوق. ولذلك فالمطابقة السطحية بين التجمع ونداء تونس، هي مجرد تكرار لفزاعة تستخدمها حركة النهضة، مفادها أن التجمعيين الذين اصطفوا وراءها وقدموا لها (فدية الغفران)، هم "مجاهدين" ومبشرين بجنة السلطة والنفوذ. وكل من لا يصطف وراءها هو من فلول النظام السابق، وهو معادي للثورة !! ولا شك أن هذه الفزاعة تستخدم لمنع إمكانية قيام قطب ديمقراطي/ مدني/ شعبي، على أساس برنامج سياسي مرحلي، يلتزم القواسم المشتركة بين مكوناته و نخبه، ويشتغل على التمسك بنمط مجتمعي يحمي مكاسب المدنية والحداثة. ويكون قادرا على عزل حركة النهضة والإطاحة بحكمها المولد للعنف والإرهاب والهمجية.

هنا بالضبط، تلتقي الانعزالية اليسراوية موضوعيا مع المشروع الظلامي حين تساهم في منع قيام هذا الائتِلاف الديمقراطي الذي بدونه لن يكون هنالك لا توازن سياسي في تونس، و لا حتى حياة سياسية عادية.
ولأن هولاء الرفاق ينظرون إلى الواقع من خلال قوالبهم الفكرية الجاهزة، فليس من اليسير عليهم أن يدركوا أنه حتى على إفتراض أن كل مكونات الآتحاد من أجل تونس: (الجمهوري و المسار و نداء تونس) هي أحزاب ليبيرالية يمينية، -كما يستسهل الوعي التعميمي السطحي دائِمًا وضع الجميع في سلة واحدة - فإن كل معطيات المشهد السياسي في تونس اليوم، وظروف معركة الحرية، تُثْبِتُ أن حركة النهضة بوصفها راعية للإرهاب ومُوَلِّدة للعنف ومعادية لمدنية الدولة، هي القطب الرجعي الأشد خطراً على الإطلاق. في المقابل فإن القطب الليبيرالي في مجمله هو (قطب مدني) وهذا يكفي لتمييزه على الفاشية الدينية. وبالنتيجة، فإن الشرط الموضوعي، يفرض على الثوريين توجيه كل الجهود ضد حركة النهضة؛ ببساطة لأن من يطلق علينا الرصاص، ليس كمن يكتب ضدنا البيانات. ومن يتهيأ لذبحنا وتصفيتنا واحدا واحدا. ليس كمن يحاول أن يستغل الآحتجاجات الجماهيرية لأهدافه السياسية الخاصة. وفي هذه الحالة سنسعى أولا لنزع السلاح الموجه ضدنا، وضد التوانسة جميعا بما في ذلك القطب الليبيرالي. بل ومن غير الطبيعي أن لا يوجه – الثوريون والليبراليون في ذات الوقت – جهودهم السياسية والميدانية ضد الهجمه الأصولية. ضد الموت. ضد تلغيم البلاد. ضد تفخيخ الحياة. دون أن تختلط الرايات ببعضها البعض، ودون إندماج هذا في ذاك .

الخلل الثاني المرتبط بفكرة وضع الليبيراليين والظلاميين في نفس الموقع. يتمثل في كون جمود اليسراوية، وغرق روادها المشعوذين في البحث عن الحلول الجاهزة للانتقال الديمقراطي في تونس سنة 2013 ، في مجلدات لينين، وفي كراسات ماوتسي تونغ، وفي لوائح ومقرّرات مؤتمرات الحزب الإشتراكي الديمقراطي الروسي التي كتبت قبل مئة عام ! ويطابقون بين بن علي والقيصر نيكولا الثاني مع فارق التاريخ (13 مارس 1917 .. و 14 جانفي 2011). ويفتشون عمن يشبه ميخائيل رومانوف، فيكون محمد الغنوشي هو الأقرب . ويأخذ الباجي قايد السبسي مكان غيورغي لفوف. أما الانتهازي ألكسندر كيرينسكي، فهو نجيب الشابي بلا شك !!! وعلى أساس هذه المطابقة الرعوانية يرغب رفاقنا اليسراويين في إقناعنا بأن لا نبني تحالفا ديمقراطيا ينقذ البلاد من المأزق، أولا على إعتبار أن نداء تونس وحركة النهضة شيء واحد. وثانيا، تفاديا لتكرار أخطاء البلاشفة !!!

إن هذا الجمود يقود أصحابه إلى الجهل الفاضح. لأن الصراع بين التيار الحداثي والتيار الأصولي الرجعي المحافظ ، هو صراع تاريخي يعود إلى بداية القرن التاسع عشر. و ليس وليد هذه اللحظة التاريخية التي نعيشها. بل هو تواصل للأسئلة التي شغلت رواد النهضة، وهي أسئلة نابعة من ثنائية الصراع والتواصل مع الغرب الذي بدأ يتطاول على الامبراطورية العثمانية، مسلحا بقوة السلاح والجنوح إلى السيطرة، من خلال قوة العلم والعقلانية وقيم التطور والحداثة.

في هذا السياق الملتبس ، المحكوم بالحرب والإلهام في نفس الوقت، نشأ تيار الحداثة العربي مكافحا، مقاوما على جبهتين، جبهة الأصولية التقليدية، وجبهة الهيمنة الأروبية. فجاءت الأسئلة الْمُؤَسِّسَة: هل يتوافق الفكر الإسلامي مع الحداثة؟ هل تسمح أصول الدين أن يعيش العربي المسلم في دولة عربية حديثة تتميز بصفات الحضارة بما فيها محورية (الإنسان المواطن) في المجتمع، حرية الرأي والمساواة بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين؟ هل يتعارض الإسلام مع أنظمة الحكم الحديثة القائمة على الديمقراطية والتناوب على الحكم والتعددية؟ وهل يمكن التعايش على أساس حرية الضمير والمعتقد ؟

وفي سياق ذلك الضغط الأروبي، أو لنقل إن الشروط التاريخية الموضوعية أنذاك طرحت إلحاحية الإصلاح وضروراته، وهنا إشتد الصراع بين التيار الحداثي ، والتيار التقليدي الأصولي ما أن بلغ الجدل المحضورات : أي السلطة والثروة وحولهما المقدس، يبرر لكل فريق توجهه . ولعل عنوان الصراع في البداية، لم يكن حول كيفية الإصلاح ، بل حول مجرد إثارته. ومع ذلك طرح أسلافنا أسئلة : من أين يبدأ الإصلاح؟ ومن الذي يحدد شروطه وملامحه وأولوياته؟ وهل يبدأ الإصلاح سياسيا أم يبدأ ثقافيا وفكريا؟ وما دور "الدين" عموما، و"الإسلام" على وجه الخصوص، في مشروع الإصلاح ؟

إن هذه الأسئلة التي قامت على أساسها دول وخيضت بموجبها حروب ونزاعات وورثنا منها انتصارات ، ومثلها أو أكثر ورثنا هزائم.. لا يفهمها رفاقنا الذين يضعون التيار الليبيرالي والتيار الظلامي في نفس المرتبة . ومرد ذلك ، ليس سوء نواياهم ، بل جهلهم المركب . أي جهلهم الفضيع بالعمق التاريخي والقيمي للخلاف بين التيارين وأبعاده .. وجهلهم التام بالماركسية، ذلك أن وضع هذين التيارين في نفس المرتبة يصح فقط حين يتعلق الأمر ببناء الإشتراكية . أما في سياق المسار الثوري، أو في سياق الإنتقال الديمقراطي، أو حول نمط المجتمع, أو في معارك التحرير في زمن الآستعمار المباشر فهما متناقضين ، بل أن صراع الليبيرالين ضد التيار الظلامي الرجعي ، من أجل التحديث السياسي والثقافي، أعرق وأهم ألف مرة من صراع التيار اليساري العربي مع الحركات الدينية .. ولعل تغول التيار الأصولي التقليدي وسير آلاف البشر وراءه ، وانتقاله إلى العمل المسلح لإنهاء ملامح المدنية، هو نتيجة مباشرة لانهيار مشروع الحداثة .

أما الضلع الثالث لجهل اليسراوية المركب ، فيتمثل في تجاهلهم للهجوم الظلامي السافر الجاري ضد كل مكتسبات المجتمع التونسي .وعدم تقديرهم لمشروع التخريب المنهجي الذي تتعرض له الدولة التونسية، على يد حركة النهضة ومشتقاتها التكفيرية .
إن حركة النهضة شأنها شأن كل الحركات الظلامية تنطلق من فكرة مركزية في مرجعيتها اساسها : أن " الإسلام عقيدة و عبادة ، ووطن و جنسية ، و دين و دولة ،وروحانية و مصحف و سيف ". وبناء على هذه الفكرة ، وفيما لو إستقر أمر تونس بيدها ، فإنها ستعمل عبر كل الأساليب على اختفاء معنى المواطنة، لإحلال رابطة الديانة و الولاء "للدين الوهابي"، وليس لتونس، حتى تنهار الرابطة الوطنية بوصفها "رابطة جاهلية" !!!! (حسب إدعاءاتهم ) ، و يصبح وطن المسلم وطنا لكل المسلمين، بينما يكون غير الوهابي غريبا في وطنه الذي عاش فيه أجداده مئات بل الاف السنين.

لا أحد ينكر أن حركة النهضة شرعت في تنفيذ مشروعها عبر تغيير وجه البلاد ونمط عيش الناس، بضرب التعليم العصري ومحاصرته بمدارس الخرافة والجهل في كل حي وفي كل قرية . بتخريب المنظومة القانونية للزواج المدني. بتحويل المساجد والفضاءات العامة إلى منابر للتحريض على القتل ونشر الكراهية. بضرب الإبداع وخنق الثقافة. بضرب مكاسب النساء بغرض شل المجتمع .. وأخيرا بالاغتيالات، وتلغيم الجبال .. وغدا سيشرع هولاء المجرمون في تفخيخ السيارات وتفجير مقرات الأحزاب ، وكل أنواع التخريب الإرهابي
لكل هذه الأسباب، نعم إن جبهة جمهورية واسعة تضم كل الأحزاب والجمعيات والمنظمات والشخصيات الفكرية، هي مهمة وطنية من صميم الثورة.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عزالدين بوغانمي - الإنتقال الديمقراطي في تونس : مقتضيات التحالف مع القطب الليبيرالي، في الرد على الإنعزالية اليسراوية .