أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مارلين خليفة - قراءة نقدية لواقع الحركة الطالبية اليوم من قوة تغيير إلى مجرد قنبلة صوتية؟















المزيد.....

قراءة نقدية لواقع الحركة الطالبية اليوم من قوة تغيير إلى مجرد قنبلة صوتية؟


مارلين خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 290 - 2002 / 10 / 28 - 01:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


"النهار"

الاحد 27 تشرين الاول 2002 
 

منذ إقرار اتفاق الطائف ثمة شعور لدى اللبنانيين بأن "وطناً" جديدا يتمّ التخطيط له، وهو مختلف تماما عن لبنان الماضي، بلد التعددية والحريات على أنواعها. هذا الأمر يتمّ تدريجيا لكن باصرار. وإذا أردنا تجميع مكوّنات هذه الصورة تماما فانها تتبدى عبر ثلاثة محاور سياسية إعلامية وطالبية ولعل المحور الاخير هو اخطرها.

من الناحية الطالبية ثمّة سؤال مطروح: هل لا تزال الحركة الطالبية في لبنان حركة تغييرية كما كانت في الماضي لا سيما في حقبة ما قبل الحرب أم أنها شُلّت الى أجل غير مسمّى؟

طلاب تلك الفترة يؤكدون أن حركتهم في الماضي كانت أكثر فاعلية. يروي الوزير والنائب بشارة مرهج أنه عندما كان طالبا في الجامعة الأميركية في بيروت في بداية العام 1965 صدر أول بلاغ للمقاومة الفلسطينية، ووجد نفسه تلقائيا يتعاطف مع الثورة الفلسطينية وشارك في التظاهرات المؤيدة لها وأولها، تلك التي انطلقت استنكارا لاغتيال الشهيد جلال كعوش العام 1966 وشكلت الضربة الأولى لحكم الأجهزة، "عام 1966 كان النظام الشهابي المتحالف مع النظام الناصري يمنع التظاهرات، وكان يتّبع سياسة متشدّدة تجاه التيار العربي والعمل الفلسطيني. وبعد مقتل كعوش حصلت حركة احتجاج قوية في الجامعة الأميركية في بيروت وسارت تظاهرة حاشدة شاركت فيها، وكانت أول تظاهرة تكسر قرار السلطة. ويومها حصل صدام قويّ مع الشرطة في كورنيش المزرعة وأوقفت مرّتين...".

من جهته يروي استاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية عصام خليفة أن الحركة الطالبية استطاعت في العام 1964 فرض قوانين عدّة لمصلحة الجامعة اللبنانية منها على سبيل المثال لا الحصر قانون شراء اراضي الجامعة. وفي العام 1971 فرضت الحركة الطالبية مشاركة الطلاب في مجالس الجامعة.

وإذا كانت أعوام الحرب شرذمت الحركة الطالبية الى فئات، فالظاهر أن عودة السلام بعد الطائف قضت عليها وشتتتها وحققت ما لم تستطع الحرب فعله.

 

الإرتباط بالأحزاب

في الواقع إرتبطت الحركة الطالبية بعد الحرب اكثر فأكثر بأحزابها، حتى صارت تذوب فيها من دون أن تحتفظ بحرية حركتها. جاء هذا الواقع لمصلحة السلطة التي، وبعملها على شرذمة الأحزاب الى تيار موال لها وآخر معارض، استطاعت أن تشرذم الطلاب أيضا وتحدّ من فاعليتهم. ومن الأمثلة على ذوبان الطلاب في مواقف أحزابهم وزعمائهم الموقف الذي تتخذه حاليا منظّمة الشباب التقدّمي من مجموعة الطلاب الشيوعيين المنشقّين عن الحزب الشيوعي. فالمنظمة ترفض أي لقاء مع هؤلاء الشباب رغم تحالفها معهم في مرحلة من المراحل. أما السبب فيعود الى تأييد طلاب شيوعيين لمواقف المنبر الديموقراطي المتمايز عن موقف وليد جنبلاط في المرحلة الأخيرة لا سيما بعد ذكرى 7 آب التي رفض فيها جنبلاط إصدار اي بيان مستنكر للحادثة بعد اجتماع دام خمس ساعات مع "المنبر الديموقراطي". كذلك يرفض شباب المنظمة اليوم اية اجتماعات مع شباب "التيار الوطني" الحرّ بعد تأييد العماد ميشال عون قانون محاسبة سوريا، متناسين كل اجتماعات الحوار والصداقة الذي جمعتهم بشباب التيار، متناسين الحوار الذي افتتحوه في تموز 2001 مع الشباب اللبناني كلّه بمن فيهم شباب "التيار الوطني الحر".

ومن الأمثلة ايضا على عمل الطلاب في خدمة مصالح أحزابهم وليس في خدمة أهداف وطنية يؤمنون بها سلوك طلاب حركة "أمل" في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية. إذ يتصرف هؤلاء على هواهم في الكلية ويدخلون في اشتباكات مع الأطراف كلها بغية الحفاظ على مكاسب الحركة في الكلية ومنع دخول أي "متعدّ" عليها وليس بهدف إجتماعي لمصلحة "المحرومين" أو المقاومة مثلاً.

الأمر نفسه ينطبق على طلاب "حزب الله" الذين لا يتواصلون مع التيارات الطالبية الأخرى في أي مناسبة تتعلق بالحريات، أو لقمة العيش، أو الديموقراطية بل "يحتكرون" قضية المقاومة ولا يرون قضية سواها تستحق تحرّكهم.

هذا من جهة. من جهة أخرى كانت القوى الإجتماعية والنقابية قبل الحرب تساند الطلاب في حركتهم، بينما نرى هذه القوى مشرذمة بدورها وبالتالي لا تستطيع أن "تمون" على أتباعها فكيف بها على الطلاب؟

 

القنبلة الصوتية

أما العوامل الداخلية التي تجعل الطلاب غير فاعلين فكثيرة أبرزها: الإرتباط بالأحزاب كما ذكرنا في السابق، تحويل النضال والتظاهرات والإحتجاجات الى مسيرات صوتية بعيدا عن اي تخطيط جدّي، والتفرّد في اتخاذ القرارات بالتظاهر من دون الرجوع أو التنسيق مع التيارات الطالبية والأهلية الأخرى في أغلب الأحيان. في هذا الأطار تبرز ظاهرة طلاب "التيار الوطني الحر" ، التي روّجت لشعارات رنانة ترفعها في التظاهرات التي تنظمها وأبرزها "حرية سيادة إستقلال"، وشعارات اخرى ضد سوريا، من دون أن يكون لديها اي تكتيك سياسي جدي وواضح لترجمة مطالبها.

واللافت أن هذه "الأدبيات العونية" التي راجت في التظاهر إنسحبت أيضا على بعض التيارات الطالبية الأخرى، ومنها تيار طلاب "القوات اللبنانية" الذي جرفه هذا التيار "الصوتي" لفترة، قبل ان يحاول في الآونة الأخيرة، لا سيما في القداس الأخير للشهداء الذي احتفل به في أيلول الفائت في ميفوق، "سحب" الشعارات من افواه مناصريه كونه وعى أنها ليست إلا ملهاة عن جوهر النضال الطالبي الذي ينبغي أن يتميّز بالتخطيط الواعي والهادف.

ولعلّ من أبرز الأمثلة التي تبرهن الأخطاء التي يقع فيها الطلاب أنهم لا يمارسون النقد الذاتي لخطواتهم ولمردودها، وهنا تطرح الأسئلة الآتية: ماذا جنى الطلاب من تردادهم شعارات معادية وغير لائقة لرئاسة الجمهورية بعد زيارة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير العام الفائت الى الشوف؟ وبم خدمت هذه الألفاظ قضيتهم في الحريات وإطلاق المسجونين وعودة المنفيين؟ ألم ترتدّ ضدّهم بعد الإعتقالات التي طالتهم والقرارت التي منعت التظاهر والتي صدرت من مجلس الأمن المركزي بالتحديد؟

سؤال آخر: ماذا حققت التظاهرات التي نظّمها "التيار الوطني الحر" في ذكرى ما يسمى "حرب التحرير" الى المواقع السورية، غير التسبب بإغلاق نصف البلد وعجقة سير خنقت المواطنين؟ وماذا جنى هؤلاء من تأييد قانون محاسبة سوريا؟

الواقع إن التحرّكات السريعة التي يقوم بها الطلاب اليوم باتت تؤدي الى عدم "قبضهم" جديا من الناس ومن ثم السلطة بالذات، وآخر برهان على ذلك ما حصل أمام مبنى الـ "أم. تي. في." في الاشرفية، إذ بعد بضعة أيام من التجمّع إنطفأت الحركة الطالبية. إن هذا الأمر لا يعني ان الحقّ على الطلاب فقط، بل على الأحزاب، التي "تجني" عليهم أحيانا برميهم عشوائيا في النار من دون تفكير بالعواقب حتى ان هذه الاحزاب حوّلت الطلاب دمية في يدها، لا فائدة منها ترجى، حتى انها لم تعد الا قنبلة صوتية لا أكثر ولا أقل.

إن هذا الواقع لا يبرّئ السلطة التي، وبهيمنتها المتزايدة بفعل عوامل عدّة معروفة، وباستخفافها بمطالب الناس الذين وبالرغم من كلّ شيء يمثلهم الطلاب، تعمل على طمس شخصية لبنان بلد التعددية والحرية والحوار، ليتحوّل بلداً يقمع الصوت المعارض متجاهلا أي أسلوب آخر غير القمع.

 

تقدّم النموذج العربي

يحلّل مصدر شاب من مجموعة "طلاب شيوعيون" الواقع الذي آلت اليه الحركة الطالبية معتبراً أنّ النظام العربي حقّق تقدماً داخل النظام اللبناني بعد الحرب، "في السابق كنا أمام سمات رئيسية للنظام اللبناني منها حرية التعبير وحرية الحركة الطالبية والإعلام. وبعد اتفاق الطائف الذي كرّس هذه السمات حصل انزعاج لدى سوريا وهي لاعب أساسي في المعادلة اللبنانية، وكانت سوريا حاولت قبلاً فرض النظام الذي تراه مناسبا عبر الإتفاق الثلاثي الذي أسقط. لذا حاولت تفريغ اتفاق الطائف من مضامينه لتجعله شبيها بالإتفاق الثلاثي. لهذه الغاية وضعت سلطة الوصاية السورية طقماً سياسياً أخذ من الترهيب والترغيب كل الأنواع ليخرق القوانين والإتفاقات وفي طليعتها اتفاق الطائف. وهذا الطقم مستعدّ للتخلي عن صورة البلد التي كانت موجودة أساساً". يتابع المصدر الشيوعي:"إن صورة البلد اليوم لا تشبه المارونية السياسية قبل الحرب التي كانت تواجه بمجموعة من الديموقراطيين، علما ان هذه المارونية لم تكن تتهم المخالفين رأيها بالعمالة. وما حصل منذ 7 آب 2001ولغاية مؤتمر نقابة الصحافة في شأن الـ ام. تي. في. يُظهر كم أن السلطة مستشرسة في الهجوم على المعارضة، وهو نوع جديد من أشكال النظام العربي يقوم على تجييش جميع الموالين لها ضد المعارضة التي أربكت لأنها لم تكن تتوقع هذه الأساليب البشعة".

في الإنتقال الى الوضع الطالبي، يؤيد المصدر الشبابي الشيوعي كون الحركة الطالبية هي جزءاً لا يتجزأ من الأحزاب من هنا قلة ثقة الناس بها. "من أسباب ضعف التأثير الطالبي، لا سيما في الجامعة اللبنانية التي كانت تشكّل دينامو الحياة الطالبية في لبنان فقدان الطلاب حريتهم بسبب الأجهزة التي تضغط على المجموعات الطالبية العاملة في الجامعة. الى ذلك لا وجود لقيادة طالبية تخرق حدود الطوائف وتُنزل الى الشارع كل تشكيلات المجتمع اللبناني. فالتيار العوني والتيار القواتي والاحزاب المناصرة الاخرى لا تمثل الفروع  الثانية، كما ان احزاب المقلب الثاني تمثل الفروع الأولى فقط. وتشكيلها على النحو العقيم الموجود فيه الان الغى دوره، إذ بدلاً من مساعدة الطلاب في حلّ مشاكلهم عبر جعله أداة نقابية لهم تحوّل أداة سلطة على الطلاب يريد تثبيت سلطة الأحزاب لا اكثر ولا اقل".

في ظلّ هذا التشرذم الطالبي، تتسلل السلطات المتعاقبة منذ إقرار اتفاق الطائف لترسم شكلاً جديداً للنظام اللبناني مختلفاً تماماً عن لبنان الماضي منبر الحريات ومركز الإنفتاح على الحضارات ومنارة العالم العربي بحريته وديموقراطيته، فإذا بهذا العالم يمشي قدماً في بعض بلدانه- مثل قطر- نحو حرية التعبير بينما يتراجع لبنان الى درك إقفال محطة تلفزيونية و"تعطيل" 450 موظفاً يعتاشون منها فقط لأنها منبر للمعارضة! من وجه جميل للحريات يتحوّل لبنان مسخاً مشوّهاً والسؤال المطروح: بعد ان تتكامل ملامح هذا المسخ المخيف من سيتطلّع إليه؟


 



#مارلين_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مارلين خليفة - قراءة نقدية لواقع الحركة الطالبية اليوم من قوة تغيير إلى مجرد قنبلة صوتية؟