أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد الكرين أبازيد - قانون الطوارئ: اربعون عاماً يزداد شباباً














المزيد.....

قانون الطوارئ: اربعون عاماً يزداد شباباً


عبد الكرين أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 1177 - 2005 / 4 / 24 - 10:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قانون الطوارئ: أربعون عاماً يزداد شباباً!

كل مواطن بلغ نصف قرن من عمره، يمكن اعتباره”ابن طوارئ)، فهو لايعرف غيرها ولم يعش في ظل قوانين عادية.
يقول برونو، عالم الفلك الإيطالي الشهير الذي أصدرت لجنة التطهير عليه حكماً بالموت حرقاً عام 1600لأن أفكاره لا تتوافق مع أفكار الكنيسة:”إن الحرية هي أن تسرح الأفكار حرة طليقة على هواها لا الجسد، والعبودية هي أن يسرح الجسد طليقاً على هواه وتبقى الأفكار حبيسة في الرأس لاتخرج منه أبدا).
- إذا كان الحكام العرب يحوزون في جميع الانتخابات على 99% من أصوات المواطنين العرب، فما حاجتهم إلى قوانين الطوارئ؟ إن الـ99% من المؤيدين كفيلون بلجم الـ1% من المعارضين؟
- استرعى انتباهي وأنا أتابع انتخابات الرئاسة الفرنسية العام الماضي، جواب فتاة فرنسية على سؤال صحافي:
لمن ستصوتين؟
أجابت: لم أقرر بعد.
ولكن لم يبق أمامك سوى 24 ساعة؟
وهذا ليس بالقليل، يجب عليّ أن أفكر جيداً لمن سأعطي صوتي، وهذا الأمر يتوقف عليه تطور فرنسا اللاحق، اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. الواقع أنني لم أصب بالدهشة فقط، بل شعرت بالغيرة، تصورت نفسي قزماً عربياً بين ملايين الأقزام العربية، بل صفراً من ملايين الأصفار العربية التي لا رأي لها في انتخابات حكامها، ولا في تطور بلدانها. فالحكام مقررون سلفاً، ولهذا فالعالم لا يهتم على الإطلاق بالانتخابات التي تجري في البلدان العربية.
- المواطن العربي يريد إلغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية، لأنه يريد أن ينام على فراشه مطمئن البال إلى أنه سيستيقظ صبيحة اليوم التالي وهو على فراشه وليس في مكان آخر!.
- عندما تصل السلطات العربية إلى قناعة أن مهمتها هي الحفاظ على أمن الوطن لا أمن السلطة، وأن الخطر على أمن الوطن يأتي من الأعداء لا من المواطنين، عندئذٍ لا حاجة لقوانين الطوارئ.
- يقولون لنا إن المجتمعات العربية لم تنضج بعد لممارسة الديمقراطية، ولكن هل الطريق لممارسة الديمقراطية يمر عبر القمع وكبت الحريات وقوانين الطوارئ ووضع الناس في السجون؟ إذا كان الطريق إلى الديمقراطية يمر عبر القمع، فعن أي طريق تمر الديكتاتورية؟ إن قوانين الطوارئ التي يظنها الحكام العرب مصدر قوتهم هي في الواقع سر ضعفهم وعزلتهم عن الجماهير، وهي سر ضعفهم أمام الأعداء.
إن كلمة طارئ، التي تضفى على القوانين الاستثائية تدل على أنها مؤقتة، فعلى سبيل المثال يقولون لمراجع في إحدى الدوائر الرسمية إن المدير خرج لأمر طارئ وسيعود بعد ساعة. ولكن هل سمعتم أنهم قالوا: لقد خرج المدير لأمر طارئ وسيعود بعد أربعين سنة؟ أما إذا أصرّ الحكام العرب على إبقاء قوانين الطوارئ مصلتة فوق رؤوسنا مثل سيف ديموقليس، فأقترح أن تعاد الأمور إلى نصابها فنسمي القوانين الاستثنائية قوانين عادية، ونسمي القوانين العادية قوانين استثنائية.
أقترح على وزراء الداخلية العرب، وهم الوحيدون الذين يجسدون الوحدة العربية بأجلى معانيها، أن يمنحونا يوماً واحداً في السنة نستنشق فيه نسائم الحرية كبقية شعوب الأرض، فيرفعون عنّا قانون الطوارئ والأحكام العرفية ليسمعوا ما يقوله المواطنون العرب في حكامهم. وفي الختام أود أن أستشهد بالعالم اللغوي الكبير الكسائي الذي قال قبل أن يموت:”أموت وفي نفسي شيء من حتى). ونحـــــــــن نردد معه الآن:”نمـــــــــوت وفي أنفسنا شيء من قانون الطوارئ).
عبد الكريم ابازيد

دمشق في 22/4/2005






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد الكرين أبازيد - قانون الطوارئ: اربعون عاماً يزداد شباباً