أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد الحسينيّ العابد - المعرفيّون هم القادة















المزيد.....

المعرفيّون هم القادة


مؤيد الحسينيّ العابد

الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 01:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المعرفيّون هم القادة


لقد أشار الشعراء والأدباء والفلاسفة إلى صفة المعرفة والعلم بشكل جميل عبر سنوات من الإستقراءات والتنبّؤات لما يحدث وسيحدث، وقد أدخلوا فهماً جديداً في التفاعل مع الواقع بصيغ متعدّدة.
لقد دوّن الكثير من هؤلاء، المعلومات الغنيّة عن الرؤية الكونيّة وأنواعها والأساليب المختلفة في فهمها وتوسيعها مع التجارب المتجدّدة والمتطوّرة للذهن الإنسانيّ. وقد أشار الفكريّون والمفكّرون إلى التباين الواضح بين سنوات التأريخ الحضاريّ والإندفاع به إلى الأمام من تطوّر في جميع المجالات ومنها مجال الذهن المستوعب لهذا التطوّر.
وقد ذكر العديد من أصحاب المنطق العلاقة بين معلومات الإنسان وسعتها وعمقها والميول التي تسيطر على وجوده في هذا الكون وتطرقوا الى مسأله قدم العالم ام عدمه وانكار العلم بالجزئيات من عدمه وانكار المعاد من عدمه كذلك. وقد أشاروا إلى العلاقة بين الإنسان والعالم المحيط به من خلال حواسّه الظاهرة، لكن الفلاسفة وأصحاب العرفان أدخلوا جانب الولوج إلى البواطن وخصائصها لمعرفة العلاقات التامّة والواقعيّة والمرتبطة بالكون عموماً وبين الموجودات بعضها مع بعض. ومن هذه الاشارات التي عبرت افق العلم الى رحاب اوسع بسبب ما ذكره اهل الدراية والمعرفة هي ما تتطرق له العلماء في جانب من جوانب الرياضيات والتي احسب انّها قد اضافت الكثير الى العلوم الاخرى الغيبية والمادية معاً!(ولا نستطيع ان ننسى ما للتأمّل والصعود الى اعلى من علاقة وثيقة بالرياضيات في جانبيها العقلي والذهني والطرق الحسابية التقليدية والتحويل من أحدهما الى الآخر وقت الضرورة!). حيث كانت مادة الرياضيات عبر التأريخ، المادة التي ترتبط بالنشاط الذهني المتفاعل مع الطبيعة بأشكالها وألوانها وتأثيراتها، بل وبكلّ ما يرد فيها من أرقام وحروف وكان لكلّ حرف ورقم تأثير ووقع في ذهن ووجدان الإنسان حتى وصل التعامل مع مادة الرياضيات الى درجة التفاعل مع الطعام والشراب، من وصفات ومقادير. وقد حسبت بوحدات تكاد تكون هي القياس والمقياس معاً، فالمتر والكيلوغرام ووحدات الزمن وغير ذلك. وقد كانت الفلسفة في جانبها الرياضيّ تكاد تكون أعقد من جانبها في الفيزياء والعلوم الأخرى. فالمعلوم والمجهول كان لهما معان متعددة وأبعاد ذهنيّة من تأريخ بين التقدم والتأخّر، فعندما يعبّر عن المادة، يكون للمادة صورة في الذهن(وهي صورة لا تتغيّر رغم تغيّر حكمها كما يقول أهل المنطق)، وإن رغم انّ الاختلاف واضح في التعامل بين الوضع الرياضي المعروف والتعامل مع الاشياء فإن قيل مثلاً:
س أو أكس، تعطّل التصور الى حد بعيد! للبحث عن الماهيّة لتكون له او لها صورة في الذهن. رغم ذلك فقد لعبت مادة الرياضيات الدور الأعقد في تطور ذهنية الإنسان المستندة على فلسفة عميقة، حيث
يجب أن تكون ل أكس وواي صورة رياضيّة عامة تجريديّة. أمّا لو قلت مثلاً:
تفاحX =
موزY =
فتقتصر الصورة على ذات الشيء بإعتباره إفتراضاً أكس أو واي. لكن لو قلت: أكس كوكب مجهول له مواصفات فيزيائيّة، كونه مادة إلا من صفات أشذّبها في المثال الآتي. فيذهب الذهن الى الكون البعيد وتنفذه آفاق الطالب الى التصور والتدبّر والتخيّل، هكذا...

فناء أم تحوّل؟!

لقد أشرنا في العديد من الأبحاث في مجال فلسفة الفيزياء والرياضيات الى ما يسمى فناء المادة مع المادة المضادة حين تقابلهما في حيّز ما وقد استخدمت كلمة الفناء في العديد من كتب الفيزياء حتى كتبت بالإنكليزية:
annihilation
وهي من الإنكليزية التي أخذت من اللاتينية
nihil
وتعني (لا شيء) . وهذا الذي لا معنى له! وكلمة لا صحّة فيها! لأنّ الحقيقة المعروفة هي أن لافناء، بل تحوّل من حالة الى حالة اخرى. وقد سرت التعبيرات بهذا التوجّه حتى استخدمت في عموم الفيزياء الكمية او نظرية المجال الكمي على انها، لا فناء بل تحوّل من مادة الى اخرى وهذه المادة (تجريداً في القول لا أكثر حيث المادة تعني الشيء الذي يمتلك كتلة ما! وإن كانت كتلة قيمتها صفر حيث للصفر قيمة وجودية لا أكثر!) هي اشعة غاما أو فوتونات أخرى!. وهنا يجب ان اضع التصور المناسب للآخر الذي ينص على ان هناك مادة تتكون غير التي تمّ التعامل معها. لانّ حقيقة هاتين المادتين حقيقة واحدة(وفق التصوّر العقلي والعلمي في السير على نهج نسبية انشتاين وقانون حفظ الطاقة والمادة).
لاينطبق الامر على الالكترون والبوزترون فحسب وعلى مادة بمواصفات معيّنة، بل هي على الاطلاق، بالشروط المعروفة مثل تساوي الكتلتين وفي كلّ صفة، الا الشحنة الكهربائية(وربّما الا واحدا ممّن يتبقى لتكون العملية ناقصة بذاتها لانّ الناقص يحتاج الى الكمال! فلو كان الجسيمان بطاقة كبيرة غير تلك المعتادة فسوف تدفع العملية بتكوين جسيمات أخرى لا طاقة عادية! فهنا نطلق عليها بتكوّن الزوج الجسيميّ وفي المعجّلات تنشأ جسيمات أخرى وأخرى. فلو تفاعل بروتون مع نقيضه مثلاً فناتج التصادم يكون ميزونات من نوعيات معيّنة والتي تنحلّ بعد ذلك الى اشعة غاما والكترونات وبوزترونات وجسيمات اقل منها كتلة، كالنيوترينو (الذي كان لعدّة سنوات بكتلة صفرية اثبتت التجارب انّ كتلته تصل الى 35 الكترون فولت خاصة اذا ظهر مع طيف بيتا راكبا ومنحدرا ومقوّسا طيف بيتا قليلاً).
عندما نتحدث عن صيغ كهذه التفاعلات يجب ان اشير الى خيالية جميلة معبّرة لا واقعاً مرئياً يفقد العملية جماليتها وخياليتها الفعّالة، بل سابحة في الخيال الذي يؤدي الى نضج متواصل في الذهن.
عندما نبحث في مكنونات الكون من خلال الفرضيات، التي تكون مرحلو من مراحل الوصول الى الحقيقة كما هي من خلال التجربة تلك الطريقة المتأخرة زمانا عن هذه الطريقة او تلك الطريقة الرياضية.
ان الولوج في عمق الفرضية هو طريق للوصول دون خسارة كبيرة! وهذا ما برهنته طريقة تصور العالم من خلال فرض عدم امكانية استمرار انقسام كل شيء، حتى وضع منطق جديد اسمه حقيقة وجود شيء غير قابل للانقسام(وهو الشيء الذي تخيّله علماء الامس وفلاسفته بان اطلقوا عليه كلمة ذرة من الاغريقية اتوموس التي كانت تعني غير قابل للانقسام).

الزمن

لقد أرّق الكثير من العلميين صورة الزمن مثلاً، للوصول الى صفة من الصفات التي تحدد معنى له. والاصح ان اقول تمييز الزمن على غيره لارتباطه بكل شيء وارتباط كلّ شيء حولنا به. وهذا الزمن هو الذي نريده ان يكون صورة او تعبيراً صورياً في الذهن كي يتمّ التعامل معه.
هناك صورتان متناقضتان لطبيعة الزمن، لكنّنا نقسّم الزمن الى ثلاثة أقسام هي: الزمن الماضي والزمن الحاضر وزمن المستقبل. والشيء الذي نشير به الى الزمن هو التعبير القواعدي أو التركيب القواعدي الذي يشكّل الاساس حول الفرق الاساس لمفاهيم الزمن. وفي الحقيقة أنّ الزمن الماضي ليس من الصعوبة فهمه بإعتباره قد طوي مع مرائيه ومعايشاته عموماً، أي هو ما إرتبط بك وبالاخر الذي مضى معه. ويمكن أن نعبّر عنه بإصطلاح:
Eternalism
أي الشيء في الوجود الذي مضى أو هو ذلك الذي ودّعناه وإنزلقت حدوده في الوجود السابق. لكنّ المشكلة تكمن في فهم المستقبل فإنّه غامض مازالت تفاصيله عديمة الشكل. وكلمة الآن في الوعي الانساني هي الرقي والسموعلى طريق الصعود بثبات. والاحداث المتدفّقة الى الحاضر ستكون في الماضي بعد برهة. أي أنّ المستقبل بالنسبة لنا عديم الشكل إلاّ أنّ الحاضر والماضي لهما شكلان واضحان يمكن وصفهما بسهولة في الوعي الانساني يكمنان ويبرزان في أيّ وقت من الاوقات (حسب الطلب!). المستقبل تدفّق عديم الشكل، عديم المفهوم. نريد ان نكوّن له صورة في الذهن ما استطعنا.
لقد إرتبط مفهوم الزمن بالكون وتكوينه وتمدده وتغيّره إلى الأشكال المتعددة والتي تتغيّر تبعاً لتكوين ما ينشأ ويخلق فيه(كما يقول أنشتاين في نظريّته النسبيّة العامة). حيث يرى الفيزيائيون إلى أنّ الزمن (بحكم إرتباطه بالكون) وكأنّه يتمدد إلى الخارج أي أنّه يتحرّك بإتّجاه بعيد عنّا
لقد أثير ويثار إصطلاح الطاقة بين الفيزيائيين فيشعرون بالغثيان إذا لم يذهب الفكر الى معنى الحركيّة والوضعيّة والكينيتيكيّة والسكونيّة وربّما لغيرها من المعاني! لكن كم منّا يستطيع الولوج في فلسفة الطاقة والوجود الحتميّ لها في الكون من خلال فهم المدرك منها ولا فهم اللامدرك منها! وما علاقتها بالزمن!
والتحوّل وغير ذلك.

الزمن والفن

لقد عبّر الكثير من الفنانين عن مكنونات النفس وشيء من الروح التي لا يملك لها مكانا أو زمانا ولكن كان التعبير جميلاً من خلال الهارمونيا التي يعيشها المشاهد أو السامع لما يكتنزه هذا العبقري الذي إستطاع أن يقول ما بداخله لا حبّا بنا (يعبّر عن مشاعره بدلاً من توضيح لهمّ: كما يقول جاكسون بولوك)
عندما أرسم يهدر البحر، بينما الآخرون في هذا الوقت يرشّون الماء في الحمّام. أو كما يقول سلفادور دالي
The desire to survive and the fear of death are artistic sentiments.
الرغبة في البقاء على قيد الحياة والخوف من الموت هي مشاعر فنية
والزمن في ذهن متحوّل عند دالي شيء غريب عليه ولكنّه ليس غريباً علينا نحن من يعاني كلّ حين:
At the age of six I wanted to be a cook. At seven I wanted to be Napoleon. And my ambition has been growing steadily ever since.
في سن السادسة أردت أن أكون طباخا. في سن السابعة أردت أن أكون نابليوناً. وكان طموحي ينمو باطراد منذ ذلك الحين.
الزمن عند الفنان المبدع نقلات طيّعة بيده من فرشاة الى أخرى فهو الذي يسبح في الماضي ويغوص في حلقات متشابكة بين الحاضر والمستقبل. ينقل الزمن من لون الى أخر ويجعلك في مكان ثم يمحوه مع محو الزمن!
والسؤال الذي يثار حول فنّ كلّ فنان مبدع هو هل بالامكان جعل الظاهرة الفنية خارج الزمن وهل بالفنان قدرة على الإنعتاق من حبس نفسه وفرشاته بحيث لا يشعر بالزمن على الاطلاق؟! الجواب ربّما عند فنان التلفزيون الذي يجعل الزمن طيّعاً بيديه لا بذهنه بحيث يجعل المشاهد قادراً على فهم تجربة ما إدراكاً حين ينقله من زمن الى آخر ويرجعه متى ما شاء! ولكن هل الحدث كان بيده فعلاً كما يشاهد ام بآلة خضعت أصلاً للزمن وتطوره؟!
لقد أبدع بابلو بيكاسو وروبرت سميتسون وفيليكس غونزاليس في خلق الأعمال التي ينظر اليها على انها جزء لا يتجزأ من الزمن لانها تحف فنية في حدّ ذاتها مما تجعلك على بيّنة من زمن تنتقل به وينتقل بك حيث تشاء وكيفما تشاء وفق تصوراتك ومزاجك أيها العزيز!

د.مؤيد الحسيني العابد
Mouaiyad Alabed
Helsingborg



#مؤيد_الحسينيّ_العابد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترنيمة الروح وزاد العروج


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد الحسينيّ العابد - المعرفيّون هم القادة