أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله كمال - خطورة الفضائيات الخليجيةً على الانتخابات المصرية















المزيد.....

خطورة الفضائيات الخليجيةً على الانتخابات المصرية


عبدالله كمال

الحوار المتمدن-العدد: 1170 - 2005 / 4 / 17 - 14:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من الأمور الحيوية والخطيرة التى يجب الانتباه إليها، فى «التنافس الانتخابى الرئاسى القادم»، ومن بعده فى «التنافس الانتخابى البرلمانى».. مسألة الدور الذى يمكن أن تمارسه وسائل الإعلام الدولية والعربية.. وخصوصا الفضائيات الخليجية.. فى هذا التفاعل الدستورى المصرى المتوالى.. المؤثر تاريخيا
. فعلى الرغم من أن هذه الانتخابات، وما حولها، هى شأن مصرى داخلى بحت، إلا أن نوع التغطيات.. ومدى موضوعيتها.. أو انحيازها.. وما تهدف إليه.. سوف تحدث تأثيرات بالغة الأهمية.. وقد تتسبب فى توجيه الأصوات، وبما يفوق المخاوف المشروعة لدى كل الأطراف من الضغوط الداخلية على العملية الانتخابية
. وإذا كانت لدى النخبة السياسية المصرية، الأقلية قبل الأغلبية، دوائر من التوجس، حول تأثير «رأس المال السياسى القذر»، المدفوع من أجانب أو أصحاب مصالح فى الداخل، لتوجيه هذه التنافسات نحو ما يخدم الأموال.. وأصحابها.. فإن الخوف من طغيان الإعلام الأجنبى وتوظيفه فى اتجاهات معينة يجب أن يكون أكثر إثارة للاهتمام.. دون إغفال الجانب المالى.. بالطبع
.
أقنعة الحرية لست من أولئك الذين فتنهم النموذج الأوكرانى فى التغيير، وهو المخطط والمدبر أمريكيا، لأننا نرفض نظرية تطبيق «الباترونات» الجاهزة، الآتية من «واقع مغاير» على البيئة المصرية المختلفة تماما.. لكننا لا نستطيع أن نتجاهل عنصرا مهما تم استخدامه فى التشابك السياسى الأوكرانى.. وهو الفضائيات والقنوات التليفزيونية الأخرى. لقد كانت الأموال الأجنبية تتدفق على أجنحة المعارضة من مصادر أمريكية معروفة، أما الفضائيات فلم تكن توجه إلى أوكرانيا من الخارج.. ولكنها كانت من الداخل وتملكها أطراف الصراع.. ولعبت دورا هائلا فى إشعال الأوضاع
. فى المقابل، لا تملك أطراف التنافس فى مصر هذه الميزة، لكن هناك فضائيات خليجية، وأخرى يتم إنشاؤها الآن فى لندن، تقدم تطوعا وعمدا الدعم التليفزيونى لاتجاهات دون غيرها.. وبصورة تكشف عن تدخل سافر فى الشئون المصرية.. بينما الدول التى تحرك هذه الفضائيات، أو تملكها، تمثل دور البراءة الكاملة، خلف أقنعة الحرية المزيفة
. إن الكثير من هذه المحطات تتعمد، عربيا وأجنبيا، تسويق نماذج سياسية مصرية بلا قيمة أو جذور، بل ويواجه بعض هذه النماذج انتقادات مشينة فى الذمة والسلوك.. وينسى هؤلاء أن «النعجة دوللى» كانت ملء السمع والبصر.. وتكتب عنها الأخبار فى كل دقيقة وتذاع عنها الأفلام.. ثم صارت الآن فى طى النسيان، وحتى قبل أن تموت فى فبراير الماضى

. ولكن الخطورة لا تكمن فقط فى الانحيازات المعلنة لهذه الفضائيات، وإنما قبل ذلك فى أنها تتمتع بقدر كبير من الجاذبية، وفى الفراغ الذى ملأته بسبب ضعف الخدمة التليفزيونية البديلة، وفى أنها تتحدث بالعربية.. أى لغة أصحاب الأصوات الانتخابية المصريين
.
توجيه أمريكى وقد يكون للفيضان الصحفى المرئى والمطبوع الذى يمثل حملة منظمة فى الولايات المتحدة تأثير ما، على مسار الأمور فى مصر، من حيث إنه يحاول تضخيم «كيانات» أو أفراد لا قيمة لهم. لكن الفضائيات العربية لا تكتفى بترجمة ما يرد فى هذه الصحف والمحطات إلى العربية.. عامدة أن يتسع نطاق تأثيره، وإنما أيضا تحوله إلى أجندات يومية وخطط استراتيجية لها.. وكأن ما يكتب فى الخارج بمثابة التوجيه لهذه الفضائيات. كمثال صغير، وعابر، أشارت «روزاليوسف» فى كلمة الصفحة الأولى من العدد الماضى، تحت عنوان «انفجار فى الأزهر.. وندب فى الجزيرة»، إلى الحالة الهيستيرية التى عالجت بها «القناة القطرية» حادث الانفجار الإرهابى فى الأزهر.. وتحت عنوان «مناخ القلق» ملاحظات أولية على انفجار الأزهر» أشرت فى مقالى إلى أن نوعية المعالجات الإعلامية الفضائية وغيرها للحادث، أوحت بأن هناك «تدريبا» كان يتم على طريقة تناول مثل هذه الأمور المفاجئة فى مصر.. استعدادا لما هو أكبر وأبعد
. ومما دعم هذا الانطباع أن أحد مراسلى القنوات الفضائية المعروفة ترك سرير المرض، الذى كان راقدا به منذ أيام.. على الرغم من أن لديه عددا كبيرا من المعاونين.. لكى يدير التغطية وكأنه ينقل وقائع معركة حربية
. وربما يكون هذا هو حرص منه على «العمل».. حين قاوم آلام «الديسك فى الظهر» ولكن أسلوبه في التغطية لم يكن واضح المغزى من الناحية المهنية على الإطلاق.
عدوى وتنافس فيما يخص «الجزيرة» تحديدا، وعودة إليها، فإن تغطيتها مثلت تجسيدا حقيقيا لمعانى الانحياز، والرؤية المسبقة، وعدم الدقة، وانعدام الموضوعية، بغض النظر عن الشكل الجذاب والشعارات البراقة... وليس لدى ما يمكن أن يجعلنا نتوقع أسلوبا مغايرا فى الانتخابات الرئاسية المصرية، بكل ما يعنيه هذا من مدلولات.. سواء من «الجزيرة» أو غيرها من عديد من القنوات الخليجية
. وما يدعم ذلك التصور، أن التنافس الطاحن بين القنوات أدى ببعضها إلى أن تقلد بعضها، فضلا عن أن العاملين فى هذه القنوات هم مجموعة غير واسعة من أرباب المهنة.. الذين يتم تدويرهم بين المحطات.. وتقدم إليهم العروض والإغراءات.. ومع انتقالهم من موقع لآخر تنتقل معهم القيم والأساليب
. فيما مضى، ومن منطلق وطنى ولأسباب مهنية، كنت أنتقد «الجزيرة» غالبا لذاتها، غير أننى أريد أن أنظر للأمر هذه المرة من زاوية أخرى، بحيث يمكن اعتبار أنه ليس على «الجزيرة» - فى حد ذاتها - حرج. ذلك أنها .. ومثلها «دبى» و«أبوظبى» و«إم. بى. سى» و«إل. بى. سى» و«العربية» وحتى «المستقلة» وبالطبع «العالم» و«المنار» ومن المؤكد «الحرة» هى أدوات فى يد أطراف معلومة أو مجهولة
. وكثير من هذه القنوات يعيد إلى الأذهان ظاهرة «دكاكين الصحافة» فى بيروت، إبان الستينيات والسبعينيات، ثم فى العقدين التاليين فى «المهجر». وقد كانت تلك الصحف منابر لدول ومنظمات.. والكل كان يعرف من يدفع وما الذى يريده
. قناة.. أم أداة؟ وعلى الرغم من بريق الشعارات التى قد تخدع المشاهد العادى، إلا أن «الجزيرة» فى النهاية - وتحديدا - هى أداة فى يد إمارة قطر، أو للدقة فى يد وزارة الخارجية، أو بتحديد أكبر فى يد وزيرها دون غيره
. وقد طرأت على قطر ووزيرها تغيرات معروفة خلال السنوات القليلة الماضية.. عبرت عن نفسها حين انتقلت القواعد الأمريكية من السعودية إلى «السيلية» فى الدوحة، وبحيث رأت الدولة الصغيرة أنها قادرة على أن تمارس دورا أكبر من تاريخها وجغرافيتها وعدد سكانها.. وهو طموح مشروع.. لكنه دور ليس له مردود تحتاجه قطر ماديا وعمليا.. فى ضوء ما تتمتع به من رفاهية وإمكانيات وعدم احتياج
. إنه دور لا يمكن تخيل أن له مبررا استراتيجيا، أو ضرورة أساسية تتعلق به رغبات المواطنين فى الشقيقة قطر، بقدر ما هو مسعى شخصى وتوجه ذاتى من فرد أو أكثر، ربما كانت لديه احتقانات خاصة تجاه دول أو عائلات فى دول مجاورة.. وتمكنت من إدراك ذلك أطراف خارجية فوظفته.. وكانت إحدى علامات هذا التوظيف هى «الجزيرة». والذى لاشك فيه أن هناك فرقا شاسعا بين التغطية الإعلامية الموضوعية، مع النقاش الحر المتوازن، وبين تحول التغطيات إلى تدخل فى «الشئون المصرية» عبر الانحياز والتهييج وعدم إظهار كل جوانب الصورة ومحاباة تيارات دون غيرها.. والإصرار على ترسيخ صورة للدولة - أى مصر - من خلال تراكم مستمر.. لا يقتصر على ما تقوم به القناة فى تغطية حادث ما..أو متابعة أمور بعينها، وإنما على فترات ممتدة
. مصداقية الوعاء إن من حق أى شخص أن يسأل: ما هى مصلحة «قطر» من التدخل فى شأن مصرى، أو شأن سورى، إلا إذا كان هذا الدور يحقق أهداف أطراف أخرى من خارج المنطقة العربية؟
! وربما يقول قائل: إن قطر عبر «الجزيرة» تتدخل فى شئون دول عربية أخرى عديدة، وفى الرد على هذا أشير إلى أن جزءا أساسيا من عناصر نجاح الدعاية هو أن يكون «الوعاء الإعلامى» ذا مصداقية ولو شكلية.. تهتم بكل الأمور، إلى أن يأتى الوقت الذى يتم فيه استخدام هذا الوعاء لغرض ما.. كأن يقوم بدوره المرسوم - وإن بدا معارضا - فى حرب أفغانستان، أو دوره المحدد - وإن بدا معارضا - فى حرب العراق.. وغير ذلك
. شخصيا، وحتى الآن، لا أستطيع أن أبتلع التناقض ما بين انطلاق الطائرات المقاتلة الأمريكية من الدوحة كى تصب حممها ونيرانها على العراق، وبمن فى ذلك المواطنون الأبرياء، وأن يكون أعنف نقد لهذه الغارات آتيا من الجزيرة.. هذه نقرة واحدة.. وليست نقرتين.. وكل الهجوم الضارى المعلن على «الجزيرة» من الولايات المتحدة، يخدم أهدافا بعيدة.. تجعل منها - أى القناة - وعاء مقبولا بين العرب والمسلمين يمكن من خلاله تمرير أى معنى أو خطاب.. يخدم السياسة الأمريكية.. وباعتبارها - علنا - ضد هذه السياسة
. لقد انتهى زمن الدعاية المباشرة، وتطور فن صناعة الإعلام، بحيث يؤدى دوره، ولو بطريقة عكسية.. وفى هذا الإطار كانت «الجزيرة» ولم تزل هى إحدى أهم أدوات تأجيج الصراع الحضارى بين الأمم.. وهو أمر لا يختلف كثيرا عن أهداف اليمين الأمريكى.. ومن يقوده من اليمين اليهودى المحافظ
. لقد كانت «الجزيرة» طوال أشهر منبرا لرؤى تنظيم «القاعدة»، وزعيميه أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى، وهى فى نفس الوقت كانت الصوت المدعوم دعائيا على مستوى العالم، لكى يقدم صورة الإسلام المتطرف.. من خلالهما
. كما أنها كانت أداة قطر فى اصطياد شرائط «القاعدة» وتوصيلها مباشرة إلى المخابرات والخارجية الأمريكية.. قبل أن تذاع، ولو اقتضى الأمر حذف بعض ما فيها، أو عدم إذاعتها كلية.. وهناك وقائع معروفة ومتكررة فى هذا السياق
. منبر الإحباط وقد كانت «الجزيرة» هى أكبر سند علنى لنظام صدام حسين، ولكنها خلال حرب العراق كانت منبر «الإحباط»، الذى تم تصديره للشعوب العربية.. وكان الهدف غير المعلن هو تعلية الآمال العربية فى أن يصمد هذا النظام وتقويته، ولو «صوريا».. إلى أن يتم ترسيخ صورة الباطش الأمريكى الذى لا يمكن أن يقف أمامه أحد.. فى ذهن العربى المحبط والمهزوم
. لقد أرادت الجزيرة أن تقول لكل العرب: لقد هزمتــم، وليـــس عليكم أن تقاومــوا، ومن ثم - أيضا - لا ينبغى أن تساءل قطر: لماذا تستضيف القواعد الأمريكية.. فهى مضطرة. فى هذا السياق، لا تنطلى على أحد واقعة تغيير رئيس مجلس إدارة القناة فى أعقاب الحرب، فقد كانت المشكلة الحقيقية فى تاريخ محمد الجاسم «الرئيس السابق» هو أنه كان على علاقة وثيقة مع نظام صدام حسين، وليس لأنه ضد التوجهات الأمريكية.. وتثبت توجهات الجزيرة فيما بعد تولى «وضاح خنفر».. أن شيئا لم يتغير
. ويستطيع أحدهم أن يدعى أن المسئولين الأمريكيين يمارسون ضغوطا على القناة.. وقد اتصل ديك تشينى ذات مرة بالأمير بشأن خبر أذيع فى القناة - معترضا.. وأعلن هذا فى كل أنحاء العالم كجزء من عملية ترسيخ صورة «الجزيرة» التى تعانى من أمريكا.. وكان «تسويق» هذا فى حد ذاته جزءا من اللعبة.. ففى وقت ما، اتصل صفوت الشريف برئيس مجلس إدارة القناة بشأن خبر تمت إذاعته عن مصر كان يستوجب وقفة.. ولم يتم تسويق هذا لأنه لا يحقق نفس الهدف
.
المهنى والأيديولوجى فيما يخص مصر، وأوضاعها الداخلية، تكمن المشكلة فى أن «الجزيرة» تبدو أداة توجيه وتدخل قطرى فى الشأن المصرى، باعتبارها منحازة.. وتعطى مساحات لتيارات غير ذات قيمة.. وتروج معانى محددة.. وتحجب تيارات أخرى.. وتمارس الانتقائية.
وفى هذا السياق فإن مدير مكتب القاهرة الزميل حسين عبدالغنى، يبدو كأنه لا يستطيع أن يفصل ما بين «انحيازه الأيديولوجى» - باعتباره ناصريا وأدائه المهنى.. هذا بخلاف الأفعال الغريبة وغير المهنية التى تتم رأسا من الدوحة.. وفى الأسبوع الماضى أشارت «روزاليوسف» إلى سؤال طرحته مذيعة فى الدوحة على مراسل فى القاهرة حول ما هى «التخمينات» حول حادث الأزهر.. تخيل «تخمينات
»!
إن أى شخص يستطيع أن يرصد المساحات التى تقدمها «الجزيرة» لممثلى تيارات بعينها، وتحديدا الناصريين ثم الإخوان، لكن الكثيرين قد لا يعرفون أن بعض هؤلاء يجلس فى مكتب «الجزيرة» بالقاهرة منتظرا لساعات أن ينال دوره فى الظهور على الهواء.. ومن ثم فإن الأمر لا علاقة له بمبررات موضوعية
. المسئولية المصرية ورغم ذلك، فإن مشكلة «الجزيرة»، وكافة القنوات الفضائية العربية الأخرى، لا تتعلق فقط بها هى ذاتها.. وإنما أيضا بالدور الذى نقوم به نحن إعلاميا.. وسياسيا.. وهو دور من شقين
: الأول، يتعلق بالمضمون الإعلامى، الذى تقدمه مصر، لمواطنيها فى الداخل والخارج.. والمضمون الذى تقدمه للرأى العام العربى والأجنبى عن صورة هذا البلد.. وإذا كنا ندرك أن هذه المشكلة هى نتاج سنوات من الضعف المهنى، والترهل الإعلامى المتراكم.. التى لا يمكن علاجها فى أيام.. وإذا كنا ندرك أن الوزير أنس الفقى يبذل جهودا متوالية وملموسة لتطوير هذا الأداء المهنى فى ظل أوضاع غير مواتية، وظروف ضاغطة.. إلا أن الجميع يدرك حقيقة أن المشاهد المصرى فى الداخل والخارج يذهب إلى شاشات أخرى لأنه لا يجد بديلا وطنيا جيدا، كما أن من الضرورى أن يتحقق التوازن مع هذه القنوات. خاصة إذا لم ينصلح حالها.. وطبقت معايير منضبطة فى العمل الإعلامى
. لقد أصبح «الدش على الترعة»، كما نتندر، دلالة على انتشار أطباق الاستقبال الفضائى.. وصارت القنوات الخليجية مفتوحة على مدار الساعة فى المقاهى.. وهذا كله سوف يلعب دوراً فى الانتخابات.. إن لم ننتبه من الآن
. وبالطبع، فإننا لا نطالب بأن تشن مصر حربا إعلامية على تلك الدول التى ترعى هذه القنوات، وأن تبادلها الانحياز.. بالانحياز.. ولكن - وكمثال - على قناة مثل «دبى» أن تدرك العواقب، إذا ما انقلبت الصورة.. واستضافت قناة مصرية معارضا يدعو للعصيان المدنى والاعتصام حول مجلس الشعب ويطالب بإسقاط الرئيس على الهواء.. كما فعل أحد المرشحين الوهميين للرئاسة على شاشة قناة دبى منذ نحو شهرين
! إن هذا إذا جاء من «الحرة» سوف يكون مفهوما، باعتبارها أداة أمريكية مكشوفة، ولكن كيف يأتى هذا من قنوات عربية.. تنتمى لدول ذات علاقات وثيقة مع مصر الشقيقة؟
! فهل يقتضى الأمر من وزير الإعلام أنس الفقى أن يزيد اهتمام الإعلام المصرى بالشئون العربية، الداخلية، وأن نبادل الدول الشقيقة اهتماما باهتمام.. وفى ذهننا نتائج نموذج المواجهة بين قناتى «العربية» و«الجزيرة» الذى دفع الأخيرة لأن تبتعد عن الشأن السعودى إلى حد بعيد.. حين رأت عين «العربية الحمراء» فى الشأن القطرى
.
الهيئة.. الدور والرئيس الأمر الثانى، يتعلق بطريقة إدارة العلاقة مع وسائل الإعلام العربية والأجنبية، عبر هيئة الاستعلامات
. وقد ظلت الهيئة، بعد تراكم مشاكل سنوات، بلا دور حقيقى، وبقيت بلا رئيس منذ نوفمبر الماضى، ولم يجد الدكتور ممدوح البلتاجى رئيسا مناسبا حين كان وزيرا للإعلام.. وفيما يبدو فإن هذه الحالة العجيبة قد أوشكت على الانتهاء.. مع قرب الإعلان عن تعيين «سفير» متميز، عمل فى دولة أوروبية رئيسية، ودرس السياسة والاقتصاد، رئيسا للهيئة.. خلال أيام وربما خلال ساعات.. بعد أن ينتهى القانونيون فى مجلس الوزراء من إنهاء بعض الأمور البيروقراطية المتعلقة بالدرجة الوظيفية
. وسوف تكون أمام الرئيس الجديد للهيئة مهمة صعبة، خاصة أنه يواجه عدة هيئات «قطاع خاص» للاستعلامات .. كل منها يقوم بدوره مع الصحافة الأجنبية لصالح أطراف بعينها فى الساحة السياسية المصرية.. ومن مصلحة هذه الأطراف تشويه الأوضاع ونقل أسوأ الصور عن بلدهم حتى يحققوا أهدافهم
. ولكن المؤكد أننا فى حاجة إلى رؤية مختلفة ومبدعة للإعلام الخارجى، فى إطار سياسة إعلامية أوسع.. تتجه نحو التطوير والعصرية
. وإذا كان رئيس الهيئة مطالبا بأن يصل مع الإعلام الأجنبى إلى نقطة التوازن، ومستوى من الموضوعية، فإننا نرفض الأساليب القديمة التى كانت مطروحة منذ سنوات.. ولم تعد مطروحة الآن.. مثل إغلاق مكاتب معينة.. أو شىء من هذا القبيل.. فمصر ليس لديها شىء تخفيه.. وهى حريصة على مناخ حر ومتوازن.. وعلى المكاشفة والمصارحة.. وعلى إعلان كل الآراء.. فالسياسة الإعلامية الناجحة هى التى تعبر عن وطن كامل.. وليس فقط عن إدارة محددة
. إننا نحتاج إلى شبكة من الأصدقاء الإعلاميين فى الخارج، ليس كى يمارسوا الدعاية الفجة، وإنما فقط لكى يقولوا الحقيقة، ولكى يمارسوا الموضوعية.. وأدوات بناء هذه الشبكة عديدة.. ومصر كبؤرة لصناعة الأخبار الإقليمية والمحلية جديرة بأن تتنافس المحطات والصحف على أن تنال رضاها
. أخيرا، من المؤكد أن هناك ضرورة حقيقية لأن تتم دراسات علمية عاجلة حول مدى تأثير هذه القنوات الخليجية على المشاهد المصرى.. لكى نعرف ما هو حجم التدخل فى شئوننا وحدود تأثيره



#عبدالله_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله كمال - خطورة الفضائيات الخليجيةً على الانتخابات المصرية