أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالرحيم الرفاعي - نزاهة ولصوص ...وأحلام مؤجلة .. حكومة مضت وأخرى قادمة















المزيد.....

نزاهة ولصوص ...وأحلام مؤجلة .. حكومة مضت وأخرى قادمة


عبدالرحيم الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1170 - 2005 / 4 / 17 - 13:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ثلاثة أمور كان المواطن العراقي يعتبرهن مسلّمات لا بد من تحقيقهن حال سقوط نظام صدام .

أولهن : معاقبة أركان النظام الساقط وأولهم صدام وعائلته وربما الكثير من العراقيين رسم في مخيلته مشهد الجماهير الغاضبة وهي ( تسحل ) جثث هؤلاء المدانين شعبيا بالإجرام سلفا في شوارع بغداد وأزقتها انتقاما لملايين العراقيين الذين غيبهم صدام .

وقد بدء هذا الحلم يتلاشى مع مشاهدتهم صدام وهو يحاكم القاضي الشاب الذي أوكلت له مهمة محاكمته بدلا من أن يكون هو بموقع المتهم الذي ترتعد فرائصه خوفا من مصيره المحتوم . ولعل قضية محاكمة صدام هي الفخ الذي سيفجر الأوضاع إذا ما طالت فترة اعتقاله دون معاقبته على ما يحمله العراقيون له من مسؤولية إراقة دماء أبنائهم وأوامره باستخدام أبشع وسائل القمع ضد معارضيه وصلت حد الإبادة والعقوبات الجماعية بمختلف الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا . ولعل ما يرد من أخبار

تؤكد التوصل الى اتفاق بين جهات أساسية في الملف العراقي من جهة وأطراف فاعلة على علاقة وطيدة بقيادات العمل المسلح الذي ينفذه الآلاف من أنصار صدام والمرتبطين به مصيريا تبقي بموجبه الحكومة العراقية على حياة صدام من خلال الاكتفاء بالحكم عليه بالسجن لمدة طويلة والعفو عن تلك العناصر المتهمة بالإرهاب بوصفهم مقاومة شرعية ( للاحتلال ) وربما سيتاح لبعض من قياداتهم الانخراط في العملية السياسية مقابل توقفهم عن العمل العسكري المسلح والتخلي عن العنف.



وثانيهما : إشاعة الرفاهية وأجواء الحرية والقضاء على شبح العوز وأثار الحصار الداخلي والخارجي الذي فتت عظام العراقيين وأوهن قواهم . ولعل مخيلة البعض سرحت بهم بعيدا وهم يتحدثون عن الحصة التموينية التي ستوزعها الدولة علىالمواطنين ، وما ستحويه من الدجاج البرازيلي اللذيذ ، والحليب الهولندي كامل الدسم، والجبن الفرنسي المطبوخ ، والشكولاته البريطانية العريقة الصنع . بل وحتىمن باب مراعاة ظروف الموظفين والحرص على وقتهم سيوزع لهم ( الهامبورغر)الأمريكي من لحم البقر الحلال . كما أن بعضا من العراقيين حلم بمبلغ من المال تدفعه الحكومة للمواطن العراقي وبالدولار الأمريكي على شكل دعم مادي تقدمه الدولة من عائدات البترول العراقي على غرار ما تفعله بعض دول الجوار في دعمها لمواطنيها بإضافة نسبة من الدعم الحكومي لرواتب مواطنيها من موظفي الدولة أو على شكل قروض عقارية لبناء سكن لائق بمواطنيها بدون فوائد يسدده المنتفع على مدى مائة

عام وتبرأ ذمته منه عند وفاته ( شبه هبة ) . وحتى لا نجانب الحقيقة فقد لمس المواطن العراقي انتقال نوعي في أجواء الحرية إذ بات مباح للجميع حق التظاهر والتعبير الحر والاتصال بالعالم الخارجي الذي كان ممنوعا منه في زمن النظام السابق وذلك من خلال اقتناء تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال عبر الأقمار الصناعية المتاحة للبث التلفزيوني والإذاعي والهاتف النقال والتنقل الحر الى دول العالم دون قيود على الرغم من وجود صعوبات تعيق تمتع المواطن بتلك المستجدات مثل تقطع الطرق الخارجية بسبب أعمال الإرهاب وعدم فاعلية النظام والقانون . و تفشي البطالة التي رافقتها طفرة كبيرة برواتب موظفي القطاع العام أحيانا الى مائتي ضعف ما كان يتقاضاه الموظف في سلك التعليم والدوائر الأخرى ممن لهم سنوات خدمة طويلة ولا يعني ذلك أن المواطن العراقي قد نسى الخوف الذي كان يلازمه أيام النظام السابق بسبب المداهمات والاعتقال الذي تعرض له المئات منهم وأغلبها على خلفية وشاية كاذبة أو تصرف غير محسوب لعناصر طائشة من هذه المليشيات أو تلك التي تتبع هذه الجهة السياسية أو تلك . هذا عدا عن بطش الجماعات الإرهابية وتهديدها لحياته .



وثالثهما : تحقيق الأمان وتحويل قوى صدام الضاربة لأعناق العراقيين الى قوى تلاحق القتلة واللصوص والمارقين بحيث نعود لأيام ( جدتي وجدتك ) حينما كن يقصصن علينا كيف كان العراقي ينام وباب بيته مفتوح ( ويتكلم بعالي الصوت ولا يخاف من السلطان ) حتى أن أحد الأخوة كان يحدثني بحماسة وهو يدافع عن الحكومة بتركها المنافذ الحدودية للعراق دون رقابة صارمة وأكد لي بأن ما فعلته الحكومة كان حكمة ورجاحة عقل منها لأنها أرادت أن تترك الباب مفتوح أمام المجرمين والعصابات للهرب مذعورة خوفا من ملاحقتها لهم وكفاية للعراقيين من شرور أولئك المجرمين لحين استتباب الأمور ثم تقوم الدولة بملاحقتهم عبر الأجهزة والهيئات الدولية المتخصصة للنيل منهم وإجبارهم على المثول أمام العدالة العراقية في الوقت المناسب وإعادة كل ما سلبوه من ممتلكات الدولة وحقوق الناس الذين تضرروا من أفعالهم الشريرة . لعلها تمنيات بسيطة وفي غاية المشروعية وضمن حدود إمكانيات الدولة حتى وهي تدير الأمور بأيسر المقومات المتوفرة لديها شريطة توفر حسن النية والنزاهة الوطنية مقرونة بالتصميم على خدمة الشعب والوطن بنكران ذات .

ومر عامان على سقوط نظام الطغيان سادنا فيهما حاكم مدني أمريكي غادرنا تلاحقه الشبهات بأنه يقف وراء اختفاء ثلاثة عشر مليار دولار من أموال العراق وجيش من ( الخبراء والمستشارين ) من العراقيين ممن تعاقدت معهم وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين وكثير من هؤلاء على طريقة سيدهم اقتطعوا لأنفسهم ( حصتهم ) من أموال العراق ليعودوا بها غنيمة حولوها الى ممتلكات عقارية ومشاريع اقتصادية ( للكسب الحلال ) في دول عربية وأوربية والبعض منهم بطريقة غبية مكشوفة على طريقة ( المغفور له ) طاهر يحيى التي يتندر بها العراقيون عندما برر امتلاكه وأولاده أملاكا طائلة يوم سقوط الحكم العارفي ، بأنه اشتراها من ريع راتبه الوظيفي الذي كان يتقاضاه .والغريب في الأمر بأن العشرات من هؤلاء ثبتت تجاوزاتهم المالية وسرقاتهم لأموال الدولة بملفات تحمل أسماؤهم ووظائفهم ، التي شغلوها بموجب عقود أبرمت معهم بواسطة الحكومة الأمريكية وتحت إشراف هيئة قام بإدارتها العراقي المعروف السيد عماد الخرسان بوصفهم خبراء بما زعموا من علوم وشهادات عليا يحملونها وأتضح فيما بعد بأن الحكومة الأمريكية يوم تعاقدت معهم لم تدقق ولم تطالبهم بأي وثيقة رسمية تثبت حقيقة خبراتهم واكتفت بما قدموه لها من سيرة ذاتية كتبوها بأنفسهم على ورقة عادية غير موثقة من أي جهة رسمية وفي بعض الأحيان الاكتفاء بشهادة انتماء لجهة سياسية عراقية معروفة للحكومة الأمريكية أو من خلال المعرفة الشخصية مع أشخاص في أو على صلة بلجنة السيد الخرسان . وكان المعيار الأهم هو إجادة أولئك المتقدمين للعمل التحدث باللغة الإنكليزية ولعل ذلك يعود بنا الى قصة تعيين العثمانيين للعتال التركي قرقوش واليا للعراق لمجرد إجادته اللغة التركية . وعايش العراقيون تلك الفترة مجلس الحكم الذي كان لا يملك ولا يحكم وما رافقه من تجاوزات صارخة وقفت حكومته عاجزة عن أن تقدم أو تؤخر أي شئ وهكذا وصل بنا الحال الى حكومة الرئيس علاوي الذي وجد نفسه مقيدا بالخطوط الأمريكية الحمراء وانعدام الخبرة الإدارية والتركيبة الوزارية وليدة (المحاصصة )الطائفية والقومية التي جعلت من وزراءه يشتطون ساعة يمينا وأخرى شمالا مما افقد حكومته تماسكها واتزانها وقدرتها على العمل مما أدى ذلك الى تفاقم الفساد المالي والإداري الى حدود فاقت التصورات وعجزت معها كل الهيئات التي كلفها بملاحقة ذلك الفساد عن فعل أي شئ مثال هيئة النزاهة وتحولت الى هيئات هامشية عاجزة

كما شهدت حكومته تمكن العشرات من كوادر النظام السابق أو حملة الفكر البعثي من التسلل الى مفاصل الدولة المهمة المدنية والعسكرية مما أتاح الفرصة لبعض هؤلاء مد الإرهابيين بمعلومات هامة وخطيرة حققت لهم ضربات مؤثرة ألحقت خسائر مؤثرة جعلت حكومته تبدو مترنحة ومهزوزة .

ونحن الآن على أعتاب حكومة الرئيس الجعفري التي تحظى بشرعية جماهيرية أكسبتها لها صناديق الاقتراع من خلال مشاركة حزبه بائتلاف مع أحزاب أخرى حضت بمباركة ودعم المرجعية الدينية للغالبية الشيعية العراقية واتفاق على تقاسم السلطة مع التحالف الكردستاني و ستبدأ هذه الحكومة عهدها من تحت أنقاض تركة ثقيلة من الفساد المالي والإداري وملفات شائكة مليئة بالألغام ومع تسلم الحكومة المنتخبة مهام عملها خلال الأيام القادمة ستتجدد آمال العراقيين بأمانيهم المؤجلة اضطراريا ... فهل ستتمكن الحكومة المنتخبة تحقيق ما عجزت عنه الحكومة المعينة ؟؟

تساؤل مشفوع بالآمال العريضة بأمل الإنجاز وتحقيق الأماني بمشيئته تعالى




.. إعلامي عراقي ونائب المتحدث الرسمي السابق

للحكومة العراقية المعينة



#عبدالرحيم_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالرحيم الرفاعي - نزاهة ولصوص ...وأحلام مؤجلة .. حكومة مضت وأخرى قادمة