هل السويسريون مسلمون ؟

طارق ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 1169 - 2005 / 4 / 16 - 09:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هل السويسريون مسلمون ؟

احدثكم اليوم من جنيف بسويسرا. هنا، الابيض يشعر بالسلام. الاسمر و الاسود و الاصفر و أي لون اخر من البشر يشعر بالسلام. المسيحي يشعر بالسلام، و المسلم و اليهودي و البوذي و صاحب أي عقيدة اخرى يشعر بالسلام. بالأحرى، حتى من لا يحمل عقيدة بين اضلعه يشعر بالسلام. الطفل هنا يشعر بالسلام. الشاب و الكهل، كلهم يشعرون بالسلام. الانثى و الذكر هنا يشعرون بالسلام. صاحب البلد يشعر بالسلام و الزائر لهذه البلد يشعر بالسلام. كل البشر هنا و دون تمييز يشعرون بالسلام.

القطط عندهم تشعر بالسلام. الكلاب كذلك. الحمام يقترب من البشر كثيراً بسبب شعوره بالسلام. هذا ليس وضع خاص، العصافير و البط ايضاً تقترب من البشر كثيراً بسبب شعورها بالسلام.

لا تصدقوني ؟ اسئلوا المسئولين الحكوميين السعوديين (الداعم الاكبر للسلفية في العالم) من امراء و وزراء و اسرهم و الذين يملكون الفلل الوارفة في جنيف و الذين، منذ اكتشاف النفط و هم يقضون الصيف تلو الاخر بسلام في جنيف.

بالمقابل، المصري الذي فجر نفسه و قتل السياح في خان الخليلي سلفي. القتلة الذي يقطعون رقاب البشر امام شاشات التلفاز و يفجرون انفسهم وسط المدنيين و الشرطة في العراق سلفيون. قتلة السياح في اندونيسيا سلفيون. الذين اطاحوا بالمباني في 11 سبتمبر و قتلوا آلاف المدنيين سلفيون. الذين قتلوا النساء و الاطفال في مزار شريف في افغانستان سلفيون. ممولوا طبع و نشر الكتب التي تحض على الكراهية و قتل البشر، سلفيون. الذين فجروا و قتلوا البشر في قطارات اسبانيا سلفيون. القتلة و السفاحون في الجزائر سلفيون. الذي فجر نفسه و حاول قتل مقيمين في قطر سلفي. الذين يقومون بأعمال ارهابية تروع البشر بين الاونة و الاخرى في السعودية سلفيون. الامثلة كثيرة لا تنتهي و لن تنتهي ...

في حديث شريف درسته في منهج سلفي، يُسال الرسول الكريم : من هو المسلم يا رسول الله؟ فيرد "المسلم من سلم الناس من يده و لسانه".

ان كان هذا تعريف المسلم، فهل يكون السويسريون مسلمون ؟ و ماذا عن السلفيون ؟

طارق ياسين

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل