مصطفى دليلة
الحوار المتمدن-العدد: 1169 - 2005 / 4 / 16 - 11:27
المحور:
حقوق الانسان
تتفاعل الآن ردود الأفعال حول قضية اقتحام منزل الدكتور المعتقل عارف دليلة بشكل إجرامي ومحاولة القتل المتعمد لابنه شادي...
المضحك المبكي أن نسمع تأويلات مختلفة لهذه الحادثة منقولة من طرف لآخر. في العادة تتطور الحكاية من حبة لتصبح قبة، لكن بعضهم هنا يريدون أن يصنعوا من القبة حبة!!
والمضحك المبكي أيضاً ان يقول بعضهم أن حادث الاعتداء تم لأسباب شخصية، وتبرير فعل المجرمين، وكأن لهم الحق بالدخول إلى أي منزل وأخذ "حقهم" بسكاكينهم، وكأن البلد أصبح فعلاً بلا قانون... هل تريدون أن نبني بلداً يؤخذ "الحق" فيه بالعصا والسكين والبلطة، وبعد ذلك فقط يأتي دور القانون والقضاء؟؟ هذا ما يتبناه، كما يبدو، السيد جهاد نصرة وهو أدرى بأمور حارته من أي شخص آخر، وهو الذي يعرف جيدأ من هم عائلة دليلة وتاريخهم النضالي والثقافي والعلمي المشرف في المحافظة، ومن هم بيت ربابة والذين شهدوا معهم ويدهم على كتاب الله ظلماً وعدواناً، وحاشيتهم وسوابقهم الإجرامية في المنطقة.
عتبي على الجار الذي يخاف أن يقول كلمة الحق، ويخاف هو وغيره حتى الشهادة معنا " خوفاً على بناته أو خوفاً على أهله وبيته ..."، علماً أن الحق واضح وضوح الشمس. اسأل جيرانك ياسيد جهاد من عائلة "..." حيث فقئت عين أحد شبابها وأصيب الآخر بالرصاص في قدمه، واسأل أيضاً كيف سُجنت زوجة جارك "..." شهراً كاملاً بادعاء كاذب من العصابة نفسها بدون سبب ليبين القضاء براءتها بعد ذلك و....إلخ. وبدلاً من أن توجه سهامك إليهم لتريح المنطقة من شرهم نراك توجه سهامك إلى الهيئات والجمعيات الحقوقية التي تبنت موقفنا دفاعاً عن حقوق الانسان التي ينتهكها أمثال هؤلاء "الشبيحة". إذا كانوا في السابق يتصيدون، وهم متأكدون من الحماية، شخصاً واحداً فقط، ألا تتساءل ياسيد جهاد لماذا استهدفوا في هذه المرة عائلة الدكتور عارف, بالكامل, المعروف بأفكاره الحرة والجريئة ليس على المستوى الوطني بل العالمي أيضاً؟ لا أراك ساذجاً إلى هذا الحد في مثل هذه الأمور ياجهاد، ولكن من دفعك أنت أيضاً لتتخذ موقفاً كهذا؟ لا أدري....
أوليس من حق الانسان يا سيد جهاد أن يعيش آمناً في منزله وفي حيه ..؟ أوليس من حق الإنسان رجلاً كان أو امرأة أن يدافع عن نفسه وعن منزله دفاع المستميت..؟ إن هذه الحقوق تشرعها جميع القوانين السماوية والأرضية. ألا تشاهدون كيف يستميت الأطفال في فلسطين المحتلة دفاعاً عن بيوتهم وحرماتها؟ كيف إذن تبررون موقف عصابة من "الشبيحة" اقتحمت حرمة منزل ومن ثم تتهمون أهل المنزل جميعاً؟ كيف تتساهل مع موضوع اقتحام المنزل وإقحام جميع أفراد العائلة في مؤامرة حيكت بطريقة أمنية-مخابراتية يصعب على العقل والمنطق تصديقها: اتهام المهندس غازي/61 عاماً/ الموجود على رأس عمله خارج المدينة، وكذلك المحامي حسن /66 عاماً/ الذي كان يتناول الغذاء مع عائلته وبعض الأصدقاء في نادي الضباط، والشقيقة المدرّسة سميرة / 57 عاماً / الوحيدة الموجودة بمفردها في المنزل مع شادي. أليس ذلك انتهاك لحقوق الانسان في بلدنا ياسيد جهاد؟ وهل تريد من منطمات حقوق الانسان أن تتعامل بالسياسة وتقف مكتوفة الأيدي تجاه أمور كهذه؟
إذا كنت أنت وغيرك تدافعون عن عصابة ترهبونها وتخافونها أكثر منا بسبب ما تتمتع به من حماية ووصاية لا يعرفها إلا قليلون فعلى الأمن السلام، وعلى كل فرد أن " يجنزر" باب بيته، ويلقم سلاحه خوفاً من أي انتهاك لحرمته...
إذا كان الأمر كذلك تعالوا يا إخوان نتكاتف عصابات ومجموعات ترهب كل منها الأخرى ، ونصطنع مشاكل نحلها بالخناجر والسكاكين طالما متأكدين من الحماية، ومن أن القانون سيأخذ دوره لاحقاً ( والقانون دائماً لصالح الأقوياء). نؤكد لك يا سيد جهاد ولغيرك أننا نحن ضد هذه الطريقة الهمجية في تأمين حقوقنا وسلامتنا.
عتب آخر على الأخ الصحفي جانبلات شكاي الذي لا أعرفه، لكنه اتصل بي مبدياً تعاطفه الظاهري ومستفسراً عن الاعتداء المتعمد... ومع كل خبرتي، وثقتي ودرايتي بقدرة الصحافة على قلب الحقائق، كنت واثفاً من أن سعادة الصحفي سينقل كلامي دون أي تحريف أو تأويل على هواه.
إنني أدعوك ياسيد جانبلات أن تعود إلى تسجيلاتك الورقية والصوتية لتتأكد أنني لم أقل ما كتبته في مقالك بالخط العريض بخصوص "نفي عائلة دليلة للبيانات الصادرة بهذا الخصوص"، بل قلت لك بالحرف الواحد "أننا أصدرنا بيان العائلة وفيه كل ما يتعلق بالحادثة ولا علاقة لنا بالبيانات والتأويلات الأخرى"، وهذا فعلاً حقيقة.. كيف لي أن أُملي رأي أو أعرف كيف يفكر الآخرون... لهم الحق أن يفكروا ويكتبوا وينشروا ما يشاءوا، وأقول لهم جميعاً مرة أخرى شكراً لمواقفكم ومساندتكم، وهذا ما أكدناه في تنويهنا الثاني حول الجريمة الذي ربما يكون قد وصلك بعد ساعات من اتصالك بي.
ألم يكن اعتقال الخبير الاقتصادي الدكتور عارف دليلة قبل أربع سنوات سبباً لاستباحة عائلتنا من أمثال هؤلاء الشبيحة؟
ألم يحن الوقت لفتح الصدور والسجون، ونبذ الخلافات، وتوطيد الوحدة الوطنية في وقت نحن في أمس الحاجة لذلك؟
نحن، والشعب السوري بأكمله، في انتظارك يا أخي عارف ومعك جميع معتقلي الرأي في سوريا.
بتعدد الآراء وحريتها، وليس بتأليه رأي واحد ونفي الآخر، نبني سوريا الحرة، القوية، الشامخة. عندما تغنيني بأفكارك وأغنيك بأفكاري يتكون لدى كل منا حقلاً مزدهراً من الأفكار البناءة، ويكون عند كل منا فكرتين بدلاً من واحدة.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟