ماذا لو تكلم الشهيد؟؟؟

فؤاد عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 09:19
المحور: حقوق الانسان
    

مــــــــــــــاذا لــــــــو تــــكــــلـــــــم الشــــــهيـــــــد؟؟؟

ماذا حصل ويحصل لقيادة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المنتهية ولايتها عما قريب (19-20-21/04/2013)؟؟
هل اختلط عليها الأمر (المرجعية الحقوقية) لدرجة أضحت لا تميز بين الجلاد والضحية... المجرم والشهيد...؟ بين شهيد الحركة الطلابية أيت الجيد محمد بنعيسى والمجرم القاتل المدعو حامي الدين ومن هم على شاكلته؟
هل نصبت هذه القيادة نفسها في موقع الحكم وهي التي صمت أذنيها عن شاهد الإثبات الوحيد في القضية وهو المعتقل السياسي السابق الحديوي الخمار؟؟؟ أم أنها لم تصغ لأنين عائلة الشهيد وصرخات رفاق الشهيد الذين يطالبون بالحقيقة ولا شيء غير الحقيقة...؟ حقيقة الشهادة التي لا ولن يتناطح عليها كبشان... وحقيقة المساءلة وعدم الإفلات من العقاب التي وضعتها قيادة الجمعية بعيدا عن أجندتها وانشغالاتها الآنية...
هل نسائم زمن "الديمقراطية وحقوق الإنسان" الرديء قد أنسى الجمعية فكرة ميلادها؟؟؟ ونوم عقول قيادتها "الرصينة" والمفترض فيها حد أدنى من فكر التنوير الذي يعتبر أحد المراجع التاريخية للهوية الحقوقية؟؟؟
هل هواجس التوافقات غير المبدئية وغير المنسجمة وما أسالته من مداد وأسئلة جعلت قيادة الجمعية -والتي من المفترض أن تكون مستقلة وديمقراطية– تغازل عصابات الظلام من خلال القاتل حامي الدين...؟ المعادي لحقوق الإنسان فكرا وممارسة.
إذا كانت هذه القيادة قد اعتبرته ديمقراطيا عندما لبس خطابه لبوسا حقوقيا فأغراها ارتداؤه قبعة ونظارتين على شاكلة الإفرنج فباركته، "فليحفظها الله"...
ألم يكف قيادة الجزيرة الديمقراطية بالمغرب حملة النأي بالنفس عن التضامن مع هذا القاتل كيفما كانت المبررات من طرف بعض قيادات الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان بأن تنضبط للمرجعية الحقوقية بعيدا عن الحسابات السياسوية ضيقة الأفق والتي من شأنها أن تهدر الرأسمال الرمزي لهذه المنظمة الحقوقية، رأسمال راكمته قواعدها بالتضحية ونكران الذات ضد كل المنتهكين لحقوق الإنسان؟
وفي حالة التوظيف السياسي لقضية الشهيد (ولم تسلم أي قضية من هذا الوباء، ومن طرف حتى الذين يدعون اليسارية)، فالأمر يهم بالدرجة الأولى عائلة الشهيد ورفاق الشهيد والأطراف السياسية المعنية بقضية الشهيد... أما الجمعية، فهل يعنيها تناول كل القضايا التي قد تكون ضحية للتوظيف السياسي؟؟؟ وكم من قضية شوهت بسبب التوظيف السياسي، ولم نر للجمعية بلاغا ولا بيانا ولا تضامنا، صريحا أو ضمنيا...
تنطرح هذه الأسئلة في سياق بيان للمكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان فيما يخص قضية الشهيد أيت الجيد محمد بنعيسى وما بات يسمى مؤخرا ب"حملة التضييق والتشهير" التي تطال أحد قتلة الشهيد، المجرم حامي الدين.
فؤاد عباس
مناضل حقوقي

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل