أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مى حسين عبد المنصف - النظرية الماركيسية ونشأة الدولة















المزيد.....



النظرية الماركيسية ونشأة الدولة


مى حسين عبد المنصف

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 01:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة
لقد ساد فى العصور الوسطى وما قبلها العديد من الانظمة الحاكمة التى كانت تعتمد على اساليب الظلم والاضطهاد تجاة شعوبها التي , وهو الامر الذى كان يمثل استهانة بالعنصر البشرى واهميتة فضلا عن رغبة تلك الانظمة تتمثل فى فقط العمل على تحقيق رغبات الحكام، ان هذه السياسة كانت تمثل امر مسلما به على جميع المستويات الاجتماعية المعاصرة لهذه العصور ، ليصبح الامر متمثلا فى وجود ملك يخدمه الجميع هو مالكا للارادات والانفس ومتحكما ومتصرفا بكل الممتلكات الموجودة على ارضه.

هذا الوضع وهذه الممارسات القمعية وغيرها اسهمت فى توليد فلسفة تدور بالاساس حول البحث عن حقيقة الانسان وحقوقه وسبب وجوده وعن وظيفته وما له وما عليه - وهذه المسألة ليس امر سهل -, الامر الذي دفع الكثير من المفكرين الأوربيين بالبحث عن اصل نشأة الدولة والبحث عن طبيعة الانسان الحقيقية فى محاولة ايجاد نظرية كاملة متكاملة التي تحاول ان توضح واقع الانسان وان توضح الاساس الذى ظهرت فية الدولة التى يقيم فيها الانسان .

ومن ثم اختلف علماء القانون والاجتماع والتاريخ حول تفسير أصل نشأة الدولة، وترتب على هذا الاختلاف ظهور العديد من الأفكار والنظريات التي وضعت لتفسير أصل هذة النشأة-البحث عن أصل نشأة الدولة وتحديد وقت ظهورها يعد من من الامور الصعبة ان لم تكن مستحيلة ذلك لان الدولة تمثل ظاهرة اجتماعية يرجع أصلها إلى الحضارات القديمة ، و هي في تطورها تفاعل مع الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة - لهذا وجدت الكثير من النظريات عن اصل نشأة الدولة ، فوجدت نظرية العقد الاجتماعي ، ونظرية الحق الالهى او الثيوقراطية ونظرية القوة ونظرية تطور الاسرة ,والنظرية الماركيسية ونظرية التطور التاريخي الطبيعي.

سوف يتم التركيز على النظرية الماركيسية, حيث ان النظرية الماركيسية تمثل واحدة من اهم نظريات نشأة الدولة , فلقد حاولت تلك النظرية ومفكريها السعى الى تقديم العديد من الافكار والاطروحات محاولة تفسير أصل ونشاة الدولة

لقد ظهرت الماركيسية كمذهب وتيار فكرى فى النصف الثانى من التاسع عشر فى شرق اوربا على يد ماركس , فهو استوحى نظريتة من خلال نقد و إعادة قراءة كل من :
1) الفلسفة الألمانية : فقد إهتم بالفلسفة الكلاسيكية الألمانية وخاصة مذهب هيغل الجدلي ،و مذهب فيورباخ المادي ، و نقد المذهبين ليخرج بمذهبه الفلسفي و هو المادية الجدلية (الدياليكتيكية )
2) الإقتصاد السياسي الإنجليزي: خاصة للمفكر آدم سميث والنموذج الإقتصادي لديفيد ريكاردو ، حيث قام بنقد الاقتصاد وفق المنطق الجدلي و قدم الإقتصاد السياسي الماركسي
3) الإشتراكية الفرنسية:لأنها كانت تمثل أعلى درجات النضال الحاسم ضد كل نفايات القرون الوسطى وأهمها الاقطاعية ، و قدم اشتراكيته العلمية و التي هي تمثل تغير ثوري و حتمي للمجتمع بفعل تناقضات الرأسمالية و لم تعد الإشتراكية حلما طوباويا بل قدم اشتراكية علمية .


لكن بصفىة عامة يمكن القول ان هناك مجموعة من الاسباب التى ادت ظهور النظرية الماركيسية وهى ترجع بالاساس الى مجموعة من العوامل التى سادت فى عهد ماركس وساعدتة على وضع نظريتة , تتمثل تلك الاسباب فى
• عوامل الفقر التى كان يعيشها الناس بصفة عامة عدا قلة منهم
• التناقضات التى جاء بها النظام الرأسمالى فى اوربا
• الاضطهاد الكنسى الذى كان يمارس ضغوط على المجتمع

ومن ثم كان ماركس حريص على وضع قوانيين جدلية وتاريخية من اجل محاولة الوصول الى اسس المجتمع الاشتراكى ولكنة اصطدم باراسمالية وانتقاد بعض المفكرين لنظريتة , كما جاء بعد ماركس تلامذتة وبعض المفكرين المعجبين بالنظرية حاولوا يتبعوا خطاة

وفى اطار التركير على تناول تلك النظرية ودورها فى تفسير نشاة الدولة يكون هناك سؤال بحثى رئيسى يتمثل فى
" أى حد تسهم النظرية السياسية فى فهم وتفسير طبيعة الدولة "

وفى اطار محاولة الاجابة على ذلك السؤال سوف يتم تناول النظرية الماركيسية ودورها فى تفسير أصل نشأة الدولة فى اربعة محاور تتمثل :-
 رؤية الماركيسية لاصل ونشاة الدولة
 فلاسفة النظرية الماركيسية
 مفاهية النظرية الماركيسية
 تقيم النظرية الماركيسية















 أولا :- رؤية الماركيسية لأصل ونشاة الدولة

تؤكد النظرية الماركيسية على ان الدولة لم تكن موجودة على الدوام , حيث انة ساد زمن دون ان يكمن للدولة وجود , هذا يتضح فى المجتمع البدائى لم يكن للدولة وجود فى ظل هذا المجتمع البدائى ولكن تبدأ الدولة فى الظهور مع انقسام المجتمع الى طبقات وفى اطار انقسام المجتمع الى طبقات فانها تتعرض للعديد من انماط الدولة الى ان تصل فى النهاية الى نمط محدد وهو ما سوف نحاول الوقوف علية من اجل معرفة أصل الدولة فى النظرية الماركيسية

ووفقا للنظرية الماركيسية لم يكن للدولة وجود فى ظل المجتمع البدائى , ولقد ساد هذا النظام الاجتماعي في أوائل عهود البشرية(اى ما قبل التاريخ)، فقد كان هذا المجتمع يتكون من مجموعات بشرية تعيش في المغاور والكهوف بشكل جماعي ومشترك , وقد امتاز هذا المجتمع
*تدني مستوى القوة الإنتاجية
*ضعف تطور العلاقات الإنتاجية وغيرها من العلاقات الاجتماعية
يرجع السبب فى ذلك الى ان أدوات العمل كانت متدنية و بدائية بسيطة للغاية حيث ان الانسان كان يعتمد على الجمع والالتقاط وبمرور الوقت استطاع الانسان ان يتوصل الى اكتشاف النار وذلك عن طريق الاحتكاك ثم بدا يدخل فى طور اكثر تقدما من خلال زيادرة قدرتة التنظيمة حيث استطاع الانسان التوصل الى القوس والسهم ومن ثم زادت قدرتة على ممارسة النشاط الاقتصادى ومن ثم ظهرت لدية اولى صور الفائض الانتاجى .

وفى هذة المرحلة زادت خبرة الانسان على نطاق واسع وبدا يمارس النشاط الزراعى , ولقد ظهرت الزراعة واسهمت فى احداث تطور هائل فى الحياة الاقتصادية للجنس البشرى واسهمت فى تحقيق نوع من الاستقرار النسبى و لقد اسهم هذا الاستقرار فى ظهور القرى دون ان تكون هناك اى معالم لظهور الدولة .

هذا المجتمع البدائى كان يعتمد بصورة رئيسية فى تنظيم مهامة على مجلس متكون من كبار السن من العاجزين عن العمل واجبه تقسيم العمل بين تلك المجوعات البشرية والنظر في أمورهم وحل مشاكلهم، (قد اعتبرت تلك المجالس بداية نشوء وظهور الديمقراطية في التاريخ) . و لقد كانت صلات العلاقة والقربى هي الرابطة بين تلك المجوعات البشرية، كما كان يسود بينهم تقسيم طبيعة العمل حسب الجنس والعمر.

وبصفة عامة يمكن القول ان أهم خصائص هذا النظام البدائى تتمثل فى :-
(أ) الهدف الاساسى لهذا المجتمع هو الحفاظ على النوع البشرى
(ب)ادوات انتاج بسيطة للغاية وقليلة التنوع
(ج)علاقات الانتاج كانت بسيطة ومتخلفة
(د) القوة وليست معيار الحاجة تتمثل فى توزيع نتاج الجماعة

بداية التطور فى هذا المجتمع البدائى كان يتمثل فى ظهور ضرورة العمل الجماعي ولقد نجم عن ذلك ظهورملكية عامة مشاعة للأرض وما عليها لباقي وسائل الإنتاج (تلك الأدوات البدائية البسيطة) لقد نجم عن هذا العمل الجماعى توافر القدرة على تقسيم العمل وظهور فائض الانتاج كما أدى إلى ظهور التبادل في الحيوانات والثمار بين أبناء المجموعة والمجموعات الأخرى , كما تكونت وتطورت أدوات العمل الخاصة والسكن الخاص وملكية الأرض وزراعتها مما أدى إلى ظهور الملكية الخاصة

ومن ثم اسهم هذا التطور ليس فقط فى تقدم المجتمع البدائى بل فى انتهائة , حيث بدا انقسام المجتمع إلى فقراء وأغنياء وظهرت معها إمكانيات اقتصادية أدت إلى استغلال الآخرين وامتلاكهم كعبيد وأقتان وهذ اسهم فى ظهور نظام اقتصادى جديد اكثر تعقيدا وهو يعرف بنظام الرق

هذا يعنى أن الدولة فى النظرية الماركسية ليست نظاماً حتمياً ولازماً لوجود الجماعة وهذا يتضح فى قول انجلز –أحد مفكرى النظرية الماركيسية-الدولة لم توجد منذ الأزل، فقد وجدت مجتمعات كانت فى غنى عن الدولة، ولم يكن لديها أى فكرة عن الدولة وسلطة الدولة، وعندما بلغ التطور الاقتصادى درجة اقترنت بالضرورة بانقسام المجتمع إلى طبقات ـ غدت الدولة ـ بحكم هذا الانقسام ـ أمراً ضرورياً

مع ظهور العبودية انقسم المجتمع الى طبقات -هذا كان يمثل بداية انقسام المجتمع الى طبقات- وظهر ما يعرف بمالكو العبيد والعبيد
*مالكو العبيد : هو الذى يملك كافة وسائل الانتاج فضلا عن امتلاكة للناس
*العبيد :- هو من يعمل ويقدم العمل للاخرين

وفى اطار هذا الوضع ظهر ما يعرف بالظلم الطبقى و التبعية ولاسيما بعد تمركز مالكو العبيد على العمل الزراعى واتجاهم الى امتلاك فائض العمل ةالانتاج ومن ثم اصبحوا يمتلكوا امتيازات متعددة دون ان يمتلكها العبيد بل هم فقط خاضعون لهم

ووفقا لهذا الوضع -وفقا لرؤية النظرية الماركيسية- كان لابد ان تظهر الدولة , حيث ترأى النظرية الماركيسية انة بمقدار ما ينشأ المجتمع الطبقى تنشأ الدولة وتتوطد ومن ثم تصبح الدولة وفقا للنظرية الماركيسية هى
• الة لسيادة طبقة على طبقة اخرى
• الة لظلم طبقة على اخرى

اذن يتضح مما سبق ان الدولة يمثل جهاز خرج من المجتمع الانسانى ذاتة ثم تميز عنة تدريجيا , فهو يفترض ثم تميز عنة تدريجيا وهو يفترض وجود فئة من البشر يكون همها الوحيد هو الحكم واخضاع ارادة الاخرين بالقوة وهو ما يعنى لم توجد الدولة دائما فضلا عن انة لا تظهر الدولة الا فى المكان الذى يظهر فية انقسام المجتمع الى طبقات متناحرة ووجود الاستغلال الطبقى

أهم ما يصاحاب ظهور الدولة وفقا للنظرية الماركيسية هو انشاء قوة عارمة مسلحة –تلك القوة لم تكن ضرورية من قبل- وتصبح هذة القوة امر ضرورى وذلك من اجل السيطرة على الصراع الطبقى والعمل على تنظيم الطبقة المالكة وحمايتها من الطبقة التى لا تحكم .

ومن ثم الدولة –من الرؤية الماركيسية- هى النظام الذى يحمى مصالح الطبقة المسيطرة اقتصاديا ليصبح شكل الدولة يتحدد وفقا لطبيعة مصالح هذة الطبقة اى ان شكل الدولة يتحدد على حسب النظام الاقتصادى السائد فية
وهذا ما يعنى ان وحدة المصالح الاقتصادية هى اساس تكوين الدولة فى الفكر الماركسى , فالنظرية الماركيسية تربط دائما بين الاوضاع الاقتصادية وشكل الدولة .

الامر الذى يعنى وجود هيكل اساسى تحتى ( بما يحتوى علية من قوى انتاج وعلاقات انتاج) ووجود هيكل علوى ( بما يحتوى علية من علاقات اجتماعية وقواعد اخلاق والقانون وسائر النظم والمبادئ والمذاهب والافكار الاجتماعية والاقتصادية ) وهذا هو اساس هيكل الدولة وفقا للنظرية الماركيسية .

وبالتالى يصبح وجود الدولة مرتبطا دائما ما بوجود نوع من التناقض والعداء بين طبقات المجتمع , فةفقا للرؤية الماركيسية اذا وجد مجتمع ما خال من التناقضات فانة سوف تعدم وجود الدولة كنظام .

*لتصبح مهمة الدولة انذاك
 سدا يحمى الطبقة المستغلة
 الدولة هى اداة لسيطرة الطبقة الاقوى اقتصاديا
 تحاول تخفيف النزاع بين الطبقات
 تمثل وسيلة اضافية لاستغلال الطبقات

الدولة إذن ـ فى المفهوم الماركسى ـ نظام نشأ من الحاجة للسيطرة على الصراع الطبقى، أو هى تنظيم الطبقة المالكة لحمايتها من الطبقة التى لا تملك(

لذلك تقوم البروليتاريا بثورة كبرى من اجل تحطيم البرجوازية ونظامها الاقتصادى وهو الامر الذى يترتب علية وجود نظم سياسية واجتماعية واخلاقية وهى تقوم فى البداية بالغاء الاستغلال والاضطهاد بصورة اجمالية وستحطم كافة الطبقات المستقة وسوف تنقل السيادة الى قبضة الطبقة العاملة ومن ثم تضمحل الدولة نهائيا ويصبح هناك شكل فريد للدولة وهو يتمثل فى الدولة الاشتراكية , تلك الدولة الاشتراكية فى قيامها تعتمد على مجموعة من الاسس تتمثل فى
1) سيطرة الجماعة على ادوات الانتاج
2) التصنيع الاشتراكى
3) التخطيك القومى
4) عدالة توزيع الناتج القومى

تختلف الدولة الاشتراكية تماما فى اساسها وفى وظائفها حيث ان
• الدولة البراجوزية :- تعمل على المحافظة على وجود الاستغلال والحفاظ على مصالح الاقلية
• دولة البروليتاريا:- تعمل على القضاء على الاستغلال وعلى اثار الدولة البرجوازية القديمة وذلك من اجل الحفاظ على مصلحة الاغلبية
• الدولة الاشتراكية:- تبدا فى العمل على ارساء القيم الاشتراكية وتصفية اثار الاستغلال وتلغى ملكية الافراد وتصبح باكملها ملكا لمجموع الشعب كما يسود مبدأ يعرف ب" من الكل على حسب طاقتة ولكن على حسب عملة"
النظام الاشتراكى سيؤدى إلى ظهور دولة جديدة تهدف إلى المحافظة على الملكية الجامعية وتكفل حماية مصالح الطبقة العمالية المسيطرة

خلال تطور المجتمع الاشتراكى ومن عمل البروليتاريا من اجل التمهيد للشيوعية يحدث تدريجيا حالة من اضمحلال الدولة , فينتهى التطور- وفقا للنظرية الماركيسية – الى ايجاد المجتمع الشيوعى العامل , فعندما يبلغ التطور حد الشيوعية يضمحل نظام الدولة تماما ويوجد نظام جديد يقوم على تقسيم العمل ولا يوجد اى تعارض او تضاد بين الافراد من الناحية المادية فالجميع يحصل ويشبع كافة احتياجاتة كما ان هذا النظام الجديدلا يعرف تقسيم العمل، وستزول كل تفرقة
بين العمل الفكرى والعمل اليدوى، ولن يوجد أى تعارض أو تضاد بين الأفراد من
الناحية المادية، فالكل يحصل على ما يشبع حاجاته، وسيوجد نظام جديد فى الإدارة
الذاتية للأشياء.

فى النهاية الدولة فى الفكر الماركسى لا تلغى وانما هى قد تظهر فى حالة اضمحلال , فعلى سبيل المثال حينما تندلع الثورة البروليتارية من اجل القضاء على الدولة البرجوازية فهى لا تقضى على الدولة كنظام ولكنها تقضى على نمط البرجوازية فى الدولة , وبالتالى وفقا للنظرية الماركيسية فان الدولة لا تلغى وكنها تتعرض للاضمحلال ولاسيما فى اطاراضمحلال الحاجة لوجودها الى ان تصل فى النهاية نظام جديد لا يعرف يعرف التفرقة بين افرادة .

*باختصار يمكن تلخيص أفكار النظرية الماركيسية فى فهم أصل نشاة الدولة فى ألاتى :-
• الدولة ليست نظاماً طبيعياً أو حتميا ملازما أو مرادفا لوجود الجماعة البشرية
• الدولة فى الفكر الماركسى لا تظهر الا مع ظهور فكرة الانقسام الطبقى , حيث ان تقيم علاقة وثيقة بين وجود نظام الدولة وبين انقسام المجتمع إلي طبقات
• وسائل الحكم فى الدولة هى وسائل الطبقة التى تسيطر عليها , هذة الوسائل يكون لها مغزى لانها تدل على محتوى الطبقة التى تستخدمها
• يتنج عن ظهور الدولة وجود قوة مسلحة للقهر والجبرالا و هى الجيش.
• الفكر الماركسى يربط بين كل من الأوضاع الاقتصادية السائدة وبين شكل الدولة
• العلاقة بين الدولة والمجتمع تتمثل فى ان الدولة هى الممثل الرسمى للمجتمع بأكمله
الدولة لا تلغى ولكنها تتعرض لحالة اضمحلال



 ثانيا :- فلاسفة النظرية الماركيسية
لقد كان ماركس اول من صاغ اسس النظرية الماركيسية , ثم اثرت افكار ماركس فى غيرة من الكتاب , حيث اتى بعدة انجلز فى مؤلفة "أصل الاسرة: الملكية الخاصة والدولة ) عام 1884 وضم هذا المؤلف معظم النظرية الماركيسية وبالذات نظرتى الجادلية التاريخية والدولة , ثم اتى بعدة لنيين من اجل تفسير عمل انجلز فى كتابة "|الدولة والثورة"

سوف يتم القاء الضوء على اتجاهات فلاسفة النظرية الماركيسية كل على حدة
1) ماركس

اهتم ماركس بدراسة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في غرب اوربا وفي مناطق اخرى من العالم,ثم قدم نموذجا عاما لتطوير المجتمعات الانسانية.ولقد استطاع ماركس من خلال دراسته لفلسفة هيجل التسليم بالمنطق الديالكتيكي والعمل على تطويره. ويقوم هذا المنطق على دراسة الاشياء كحقائق في حالة حركة دائمة- فكل اثبات لحقيقة معينة يتضمن في نفس الوقت نفيا لها- وهذا النفي يتضمن بدوره إثبات, ومن تلاقي الاثبات والنفي يوجد تركيب جديد يمثل تأليفا بين النقيضين. ومن ثم يصبح هذا التألف بين النقيضين بمثابة خطوة تقربنا من الحقيقة ,ان التأليف بين النقيضين بدوره ليس ثابتا فهو يمثل فكرة تحمل بدورها بذور نقيضها وهكذا يستمر التطور , ويقترب تاريخ الانسان من الكمال الذي ينشده,واستنادا الى ذالك اقام ماركس فلسفه جديدة, من خلالها استطاع تفسير النظم السياسية والاجتماعية والثقافية بإرجاعها الى الظروف المادية للحياة

يرى ماركس ان هناك قوانين تحكم حركة المادة ومن ثم تحكم حركة المجتمع والعالم بأكمله.وهذه القوانين الاساسية للجدل عبارة ثلاثة هي

قانون وحدة الاضداد وصراعها: يرى ماركس ان التناقض يشمل بالضرورة طرفين متعارضين ومتحدين في نفس الوقت-فقطعة الحديد تشتمل على قطبين احدهما سالب والاخر موجب ,وهذان القطبان متنافران ومتحدان في نفس الوقت-وهذا التناقض القائم في الاشياء قائم في النظم الاجتماعية ايضا,فالطبقة البرجوازية وجدت في قلب المجتمع الاقطاعي وضد الطبقة الاقطاعية,ثم اصبحت البرجوازية بعد ذالك ضد البروليتاريا في المجتمع الراسمالي,والرابطة المتبادلة بين الضدين تعني ان كل منهما يؤثر بالاخر وبنفس القدر,وفي لحضه معينه من صراع الضدين ينقلب كل منهما الى الاخر ,فالبرجوازية التي هي الطبقة حاكمه تصبح طبقه محكومة,والبروليتاريا التي هي طبقة محكومة تصبح حاكمة, وهذا التحول المتبادل الاضداد يصنع حالة جديدة ,ويقيم انتقالا من الادنى الى الارقى اي يحدث تقدما
قانون تحول التغيرات الكمية الى تغيرات كيفية:الحركة الاجتماعية تتخذ صورتان التطورية والثورية فالحركة التطورية تحدث في النظام القديم تغيرات كمية صغيرة والحركة الثورية تقضي على النظام القديم من جذورة وتحدث في الحياة تغيرات كيفية, فالتطور(التغير الكمي)يعد للثورة(التغير الكيفي) ويخلق لها الارض الممهدة,بينما الثورة تكمل التطور وتشارك في عمله المقبل
قانون نفي النفي:هو حلول الجديد محل القديم-وهو امر حتمي وطبيعي وهو ماتقصده الجدلية بالنفي ,فالجديد ينفي القديم,وتاريخ المجتمعات البشرية يتكون من سلسلة من نفي الجديد للقديم,فإن الاقطاع يعد نفيا لنظام العبودية السابق علية,كذالك فإن الراسمالية نفي للاقطاع
قد حاول كارل ماركس بعد ذلك ان يطبق المنطق المادي الجدلي على الحياة الاجتماعية عبر التاريخ, ويؤكد ماركس ان الناس خلال الانتاج الاجتماعي الذي يمارسونه يقيمون علاقات محدودة محتمة,علاقات مستقلة عن إرادتهم الفردية.وجماع هذه العلاقات الانتاجية هي مايشكل البناء الاقتصادي في المجتمع,وهو الاساس الحقيقي الذي يقوم علية بناء فوقي من النظم القانونية والسياسية, والتي تطابقها بالضروره-اشكال محدودة من الوعي الاجتماعي .وإذا فإسلوب الانتاج هو الذي يحدد الطابع العام للعمليات الاجتماعية والسياسية والروحية في الحياة,بعبارة اخرى فإن وعي الناس ليس هو الذي يحدد وجودهم,بل الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم, وواضح من هذا القول ان كارل ماركس يفرق بين البناء السفلي والبناء العلوي للمجتمع.فالبناء السفلي يتكون من نظام الانتاج الذي يشتمل على عنصرين هما قوى الانتاج وعلاقات الانتاج المترتبه عليها وتتكون قوى الانتاج بدورها من تفاعل عاملين هما وسائل الانتاج و الافراد الذين يباشرون العمل الانتاجي

ويرى كارل ماركس ان قوى الانتاج هي السبب الاساسي والمصدر الاصيل الذي يجب الرجوع اليه لتحليل كافة التغيرات في النظم الاجتماعية والسياسية. اما البناء العلوي فيشتمل على كافة الافكار والنظريات السائدة في المجتمع فضلا عن النظم المقابلة لها,مثل الدولة والقانون والمذاهب والاحزاب السياسية,ومشتملات هذا البناء العلوي تعكس احوال الاساس الاقتصادي وتمثل متناقضاته

يرى ماركس ايضا ان علاقات الانتاج في تاريخ البشرية خضعت لاطوار خمسه وانه بناء على اختلاف هذه الاطوار اختلف النظام الاجتماعي للانسان واختلفت حياته الثقافية والفكرية والسياسية زتتمثل تلك الاطوار فى الاتى :

المرحلةالاولى: هي مرحلة الانتاج البدائي ,حيث كانت ملكية الانتاج جماعية,حيث كان الانتاج يعتمد على جمع الثمار وصيد البر والبحر وهو عمل مشترك بين افراد المجتمع الذي يخلو من الطبقات الاجتماعية

المرحلة الثانية:هي مرحلة العبودية او الرق حيث بداء الغنياء يبسطون نفوذهم على الفقراء وفي هذه المرحلة يبداء الاغنياء بملكية وسائل الانتاج وادواته

المرحلة الثالثة:هي مرحلة الاقطاع نجد الاقطاعي يمتلك وسائل وخاصة الارض اما الاقنان فيعملون فب الارض مفابل مبلغ معين يدفعه لهم الاقطاعيون وقد وضعت طبقة الاقطاعيين منالنظم والاجهزة ماكفل لها حماية مصالحها.بيد ان التقدم العلمي والصناعي ادى الى ظهور المصانع في المدن غير الخاضعة لسيطرة حكام الاقطاع,والتي اجتذبت الفلاحين الهاربين من اراضي الاقطاعيين .وبذالك ظهر في الافق نظام إنتاجي احر هو الرأسمالية الصناعية

المرحلة الرابعة:تحل البرجوازية محل الاقطاع وتظهر في المجتمع ولاول مرة طبقتان اساسيتان هما:الطبقة البرجوازية,وطبقة البروليتارياوالبرجوازي في هذا النظام يمتلك وسائل الانتاج الاساسية في المجتمع

يعتقد ماركس ان هناك قوانين ثلاثة تؤدي الى تدهور النظام الرأسمالي هي:قانون فائض القيمة ,قانون تراكم رأس المال,واخيرا قانون الافقار المطلق. وتعمل هذه القوانين على اظهار التناقضات الكامنة في النظام الرأسمالي مؤدية بذالك الى تذمر العمال,ثم انفجار ثورةعلية تهزم فيها البرجوازية ويسيطر فيها العمال. وبذلك تنتهي هذه المرحلة بظهور المرحلة الخامسة
المرحلة الخامسة :وهي مرحلة الاشتراكية التي فيها يصبح المجتمع.ملكا لوسائل الانتاج ويخلو بالتالي من الطبقات وبذالك تنمو وسائل الانتاج نموا حرا

باختصار يرى ماركس ان ظهور الدولة او السلطة السياسية بمعناها الواسع ارتبط باكتشاف الانسان للآلة الزراعية البدائية أي لأدوات الإنتاج ، فقبلها كان الناس يعيشون على ما يلتقطونه من ثمار و أعشاب و ما يصطادونه فلا وجود للملكية الخاصة ، اما بعد اكتشاف الآلة الزراعية نتج عنه ظهور مفهوم الغلة التي هي قابلة للتخزين و التملك من هنا بدا الصراع بين الأفراد حول ملكية أدوات الإنتاج و ملكية الغلة الزراعية وكانت الغلبة للأقوى ليست فقط بالمعنى المادي بل وأيضا بالمعنى الفكري .


لكن يمكن القول ماركس لم يقدم برنامجا عمليا للتحول الاشتراكي وانما قدم خطوطا عامة

2) انجلز
انجلز واحد من ابرز مفكرى النظرية الماركيسية , كما انة صديق ماركس وزميله، ويمكن القول انة ساعدة فى وضع أطر الفكر الماركسي بالحد الذى جعلة يظهر كتؤام لماركس كما ان كل منهم يكمل الآخر حتى أصبح اسم أنجلز ملازماً دائماً لاسم ماركس، وعندما توفى ماركس بقي أنجلز حاملاً لواء النظرية الماركسية وأتم القسمين اللذين تركهما ماركس من مؤلفه الموسوم رأس المال

لقد حرص انجلز منذ البداية العمل على دراسة المشكلات الفلسفية الأخلاقية في إطار نقد المجتمع الطبقي، والبرجوازي فضلا عن ان انجلز يمثل زعيم البروليتاريا ومعلمها،ولقد شارك في العديد الانشطة الثورية وفى اطار ذلك أصدر نداءإلى جميع عمال العالم دعيا فيه إلى الثورة العمالية والقضاء على البورجوازية واستبداله بحكم العمال ولذلك اتخذ شعار (يا عمال العالم اتحدوا).

تتمثل اهم افكار انجلز فيما يلى : -
• ليست الدولة قوة مفروضة على المجتمع من خارجة والدولة ايضا ليست تمثيل لواقع الفكرة التاريخية
• الدولة هى ادادة من خلالها يتم ممارسة الظلم والطغيان من قبل طبقة على طبقة اخرى كما يراى انجلز ان ذلك يحدث فى كافة الدول الديمقراطية والدول غير الديمقراطية
• الدولة هى الطبقة الاقوى , حيث ان الدولة هى الطبقة التى تسيطر اقتصاديا والتى تصبح بفعل هذة السيطرة الاقتصادية هى الطبقة المسيطرة سياسيا , ومن ثم تمتلك وسائل جديدة تمكنها من قهر الطبقة المضطهدة
• يصاحب ظهور الدولة انشاء قوة عارمة ومسلحة لم تكن موجودة من قبل
فعلى سبيل المثال اكد انجلز ان الدولة حينما تكون فى حاجة الى المال انشئت نظام الضرائب وعن طريق القوة المسلحة والضرائب اصبح الحكام فوق الجميع

• اكد على ان البروليتاريا تأخذ سلطة الدولة وتحول وسائل الانتاج الى الدولة ولكنها تقضى على نفسها بوصفها بروليتاريا , حيث انها تقضى على على كافة الفوارق الطبقية وعلى جميع المتناقضات الطبقية وعلى الدولة بوصفها دولة بعد ان كانت تملك كافة وسائل الانتاج ولكن بعد ان تأخذ البروليتاريا سلطة الدولة يصبح تدخل الدولة فى وسائل الانتاج امر لا لزوم لة
• يراى انجلز ان مهمة الدولة العمل على تخفيض النزاع بين الطبقات والعمل على حصر هذا النزاع ضمن حدود الدولة
• تنتهى الدولة عند انجلز وتذبل بقيام مجتمع لاطبقى ومع عدم وجود لرأسماليين ومن ثم يجب ان تقوم الشيوعية الكاملة

يلاحظ من خلال تناول افكارانجلز انة كان على قدر عال من التوافق مع افكار ماركس حيث ان انجلز كان مكمل لافكار ماركس ولكن قد يكن هناك اختلاف بينهما تمثل فى أبداء انجلز اهتماما بالظاهرة الدينية وبدورها التاريخي يفوق اهتمام ماركس بهما بكثير وتتمثل ذلك من خلال مساهمة انجلز الرئيسية التي قدمها إلى الدراسة الماركسية وهى تتمثل فى التركيز على الأديان في تحليله لعلاقة التمثيلات الدينية بالصراع الطبقي

3) لينين
يعتبر لينين هو المؤسس للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي، وهو القائد العبقري لأعظم ثورة اجتماعية وسياسية واقتصادية في التاريخ الحديث، وهو المؤسس البارع لأول دولة اشتراكية في العالم، وهو القائد الملهم للطبقة العاملة والمظلومين والمسحوقين والمضطهدين والجياع في العالم.

لقد جاء لينين ليواصل رسالة ماركس وأنجلز، لقد تناول وعالج في كتاباته ومؤلفاته ولاسيما كتاب الدولة و الثورة -حيث انة كان مواصل طريق ماركس وانجلز- كافة الاسس التى جاء بها ماركس وانجلز . حيث انة عمل على اعادة إحياء تعاليم ماركس بشأن موقفة من الدولة، ولذلك اقتبس الكثير من أعمال ماركس وإنجلز و من كتاباتهم

ويتضخ ذلك حينما بدأ لينين كتابه ( الدولة والثورة) بتقديم الأفكار الرئيسة التي طرحها ماركس وانجلز حول الدولة –محاولا تقديم مزيد من تطوير الفلسفة الماركسية- ويلخصها بالشكل التالي:
• أكد على فكرة المجتمع البدائى قبل ظهور الدولة ,حيث ان المجتمع البدائى لايعرف شئ عن نظام الدولة لكن ما يعرفة هو نظام سيادة العادات
• الدولة هي نتاج المجتمع عند درجة معينة من تطوره, الدولة هي إفصاح عن واقع أن هذا المجتمع قد تورط في تناقض مع ذاته لا يمكنه حله، وأنه انقسم الى متضادات مستعصية(طبقات) هو عاجز عن الخلاص منها.
• أن الدولة هيئة لسيادة طبقة معينة لا يمكن التوفيق بينها وبين الطبقة المضادة لها اى ان الدولة هى اداة لاستثمار الطبقة المظلومة .
• دور الدولة الحفاظ على سيطرة الطبقة المهيمنة اقتصادياً
• كان لينين يعتبر الفهم المادي للتاريخ أعظم انجاز للفلسفة الماركسية. كما اعتبر نظرية المادية التاريخية أساسا علميا لوصول إلى معرفة قوانين التطور الاجتماعي، وللنضال الثوري من أجل التحويل الاشتراكي للمجتمع.

• اقتبس لينين من إنجلز أن على البروليتاريا أن:
"تأخذ سلطة الدولة وتحول وسائل الانتاج قبل كل شيء إلى ملك الدولة العمالية. ولكنها تقضي على نفسها بوصفها بروليتاريا، تقضي بذلك على كل الفوارق الطبقية وجميع المتضادات الطبقية وعلى الدولة في الوقت نفسه بوصفها دولة".

إلا أن من أجل هزيمة البرجوازية وبناء المجتمع الاشتراكي الجديد،يرأى لنيين إن على الطبقة العاملة إقامة دولتها العمالية، كما أكد على أن البروليتاريا بحاجة إلى سلطة الدولة أي إلى تنظيم القوة المتمركزة والعمل على تنظيم العنف سواء لقمع مقاومة المستثمِرين و لقيادة جماهير السكان الغفيرة من الفلاحين والبورجوازية صغيرة وأشباه بروليتاريين وهكذا فإن ديكتاتورية البروليتاريا ستحل محل ديكتاتورية رأس المال وأخيراً يمكن تحقيق الانتقال من طور الاشتراكية إلى الشيوعية

• يرأى لنين ان بين ظهور الدولة وبين اضمحلالها مرحلة انتقالية وهى ديكتاتورية البروليتاريا وهى تعتبر مرحلة من مراحل النمو نحو الشيوعية الكاملة
• لقد ميز لنيين بين عدد من الصور للدولة ظهرت منذ القدم
1) الجمهورية كدولة ليس فيها سلطة غير منتخبة
2) الملكية كسلطة فرد واحد
3) الاقليلة كسلطة اقلية محددة نسبيا
4) الديمقراطية كسلطة الشعب
كما يرأى ان صورة الدولة لا تستقر على حال , كما انها تعبر بطريقتها عن تناقضات المجتمع .

• رأى انة من المستحيل تحديد متى يمكن أن تزول الدولة، فهذه عملية طويلة من النضال, حيث أن المجتمع الاشتراكي الذي ينتج من الرأسمالية سيكون متأثراً بتقاليد المجتمع القديم على الصعيد الاقتصادي والثقافي والاخلاقي. ومن أجل أن يبدأ البشر في تحرير أنفسهم من تراث المجتمع الطبقي قد يتطلب هذا الأمر أجيالاً.

لكن اتختلف لنيين مع سابقية من كتاب النظرية الماركيسية فيما يلى :-

o من الناحية العملية لينين اهم بكثير من ماركس وانجلز، لانه عمل على تطبيق النظرية الماركيسية واقعيا , فهو لم يقتصر على المسائل النظرية التى طرحها كل من ماركس وانجلز ومن هنا تتأتي اهمية لينين نظرا لاهتمامة بالناحية العملية
o العمل على دحض الجمود الذي صور الماركسية والاشتراكية العلمية كما لو كانتا مذهباً فلسفياً شاملاً
o طرح أشكال جديدة تتخذها القوانين الاقتصادية من اجل التطور الاجتماعي أثناء البناء الاشتراكي فضلا عن تقديم ابداعات فكرية وعملية عديدة مثل نظرية قيام الاشتراكية في بلد واحد، مثل نظرية اضعف الحلقات و الربط بين السلطة والكهرباء، أي التصنيع، مثل الثورة الثقافية و نظرية حق تقرير المصير و الدعوة للسلام العالمي، ومواجهة الحرب الاهلية والتدخل الامبريالي، ولكن لعل من ابرز الابداعات العملية تمثل فيما يعرف بمشروع الـ Nep الذي سعى به لينين ان يمنع الهوة بين الطبيعة الثورية للسلطة الجديدة وبين الواقع الاجتماعي البالغ التخلف
o أحل ديكتاتورية البروليتاريا محل ديكتاتورية رأس المال
o تطبيق الماركسية في روسيا بغير الطريقة التي تطبق في فرنسا او انجلترا,فضلا عن اهمية الافكار التي رفعت من رصيد وقيمة الماركسية، فبدون لينين كان يمكن ان تصبح الماركسية نظرية عابرة تماما لا تجد مثل ذلك الاهتمام من العالم

وبالتالى لم تنحصر افكارلنيين فى تقديم افكار ناقدة لماضي الفكر الاشتراكي على ضوء التجارب الاشتراكية كما لم يعتمد لنيين على الاقتباس فقط من سابقية دون ان يطور من الماركيسية بل تتجاوزه ذلك حيث انة حرص على امتلاك معرفة أفضل بحاضره استنادا الى الاسس التى طرحها سابقيا وإضافة معرفة جديدة وافكار جديدة تختلف عن غيرة لتشكيل مستقبل يسهم فى فهم مستجدات العصر.

 ثالثا :- المفاهيم الرئيسية التى اعتمدت عليها النظرية الماركيسية
لقد اعتمد فلاسفة النظرية الماركيسية على عدة مفاهيم من اجل وضع تفسير دقيق للنظرية الماركيسية فى فهم وتوضيخ اصل نشأة الدولة , وتتمثل تلك المفاهيم فيما يلى :-


• الطبقية /الصراع الطبقى
يمثل مفهوم الطبقية والصراع الطبقى الاساس الذى قامت علية النظرية الماركيسية فى تقديم اطروحاتها حول نشأة الدولة ولقد تناولة ماركس ثم اكد علية اتباعة كافة دون ان يختلف علية احد من اتباعة

ويمثل مفهوم الطبقية من وجهة نظر ماركس واتباعة وجوع نوع من التميز الطبقى بين افراد المجتمع , حيث ان هناك طبقة مسيطرة اقتصاديا وتمتلك كافة وسائل وادوات الانتاج بينما هناك طبقة اخرى لا تمتلك تلك الادوات والوسائل , وهذا التمييز ينتج وينمو نتيجة العديد من العوامل الذاتية والشخصية واختلاف المواهب والمواقع الوظيفية

ينتج عن تنامى مفهوم الطبقية ما يعرف بالصراع الطبقى – احد النتائج الاساسية لمفهوم الطبقية- حيث يصبح هناك صراع الذي بين الطبقات فى المجتمع فيصبح هناك ايضا مراحل متعاقبة من الثورة و الرجعية من السلم و الحروبمن الركود و التقدم السريع او الانحطاط. الماركسية حرصت على توضيح معالم تلك المراحل والعمل على اكتشاف وجود القوانين في هذا التعقيد و التشوش وهذا يمثل اساس نظرية الصراع الطبقي وفقا للرؤية الماركيسية .


هذا الصراع الطبقى هو صراع اقتصادي ينتج عن الفئات الغنية والمتوسطة والفقيرة من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية ,حيث انة ينتج الصراع نتيجة لطبيعة الطبقية ، وتحديدا بين كل من البرجوازية والبروليتاريا حيث ان البرجوازية تسيطر على وسائل الإنتاج - الأرض ورأس المال ويستغل العمال من أجل الربح.علاوة على ذلك، إذا أراد المجتمع أن يتغير، فإنه يفعل ذلك من خلال الصراع بين الطبقات لذلك يعتقد ماركس واتباعة هذا الصراع أمرا لا مفر منه.

• المادية الفلسفية
هذا المفهوم يمثل فلسفة الماركسية، هذا المفهوم تبلورفى تاريخ أوروبا الحديث، لاسيما في أواخر القرن الثامن عشرفي فرنسا، حيث انة كان هناك نضال حاسم كل نفايات القرون الوسطى لمعارضة الإقطاعية في النهاية، فضلا عن أعداء الديموقراطية بذلوا ما فى وسعهم من تقويضها ودافعوا عن شتى أشكال المثالية الفلسفية التي تؤول إلى الدفاع عن الدين أو إلى نصرته.

لقد دافع ماركس وانجلس بشدة عن المادية الفلسفية و وكانوا على درجة كبيرة من الوضوح والتفاصيل في تناول هذا المفهوم . ولكن ماركس لم يتوقف عند مادية القرن الثامن عشر ولكنة حاول ان يعمق ويطور هذا المقهوم وبالفعل وسع نطاق هذا المفهوم من معرفة الطبيعة إلى معرفة المجتمع البشري بالحد الذى يصبح بة اساس فلسلفة النظرية الماركيسية

ومن ثم كانت المادية الفلسفية هى اساس النظرية الماركيسية , ولقد اعتمد كل من انجلز ولينين فى لتأكيد عليها , ولاسيما انها اسهمت فى اعطاء الإنسانية بصفة عامة والطبقة العاملة بخاصة، أدوات جبارة للمعرفة كما ان مفكرى النظرية الماركيسية اكدو على أهمية العامل المادي وانة يمثل العامل المحرك للعلاقات وسلوك الأفراد والجماعات كما انهم اعتمدوا علية فى تفسير الوجود الاجتماعي

يستمد المذهب المادي- الذي يتمثل في الماركسية- جزءاكبيرامن قوته من كونة مظهر الإنقاذ الذي يتلبس به فهي تظهر بالنسبة للفقراء والمحرومين والطبقات المظلومة المضطهدة في شكل المنقذ البريء لإنهاء حالة الشقاء والتعاسة التي يتخبطون فيها والعمل على بدء حياة رغدة سعيدة
ولكنة فى الحقيقة مظهر خادع ولا شك

• الرأسمالية
يمثل مقهوم الرأسمالية وفقا للنظرية الماركيسية و مفكريها نظام اقتصادي ذو فلسفة اجتماعية وسياسية تقوم على أساس تنمية الملكية الخاصة والمحافظة عليها, الماركسية ترى أن الرأسمالية ليست نظاما اقتصاديا فقط بل هى أيضا نظام سياسى كما انها ترأى أن الرأسمالية لا يمكن أن تزدهر إلا على استغلال الطبقة العاملة

فى ظل النظام الرأسمالى يكون هدف الدولة الرئيسى هو تدعيم طبقة الرأسماليين وتمكينهم من السيطرة على ادوات الانتاج والمحافظة على علاقات الانتاج البرجوازية وخاصة تلك المتعلقة بوسائل الانتاج .

• النصال السياسى
لقد تناول مفكرى النظرية الماركيسية مفهوم النضال السياسى وهو يعنى النضال الفكرى اى هو يمثل نضال ضد الافكار التى تؤيد سياسة العدو الطبقى وهو يمثل ايضل نضال من اجل ازالة العراقيل الفكرية التى تمنع الجماهير من الاتحاد فى النضال السياسى ضد الدولة البرجوازية

وما يؤكد ذلك نضال البروليتاريا وفقا للنظرية الماركيسية تقوم بة طبقة واعية منظمة فى شكل قوة سياسية مستقلة –هى الحزب السياسى – الذى يعتمد على نظرية فكرية طبقية للنضال الثورى السياسي وهذا يعكس بصورة علمية مصالح الطبقة العاملة الحيوية المباشرة ومصالح المجتمع باكملة

• الاشتراكية
يمثل مفهوم الاشتراكية واحد من اهم المفاهيم التى وردت فى الفكر الماركسى التى اعتمد عليها مفكرى النظرية الماركيسية فى فهم أصل ونشأة الدولة , وهذا المفهوم وفقا لاتجاهات مفكرى النظرية الماركيسية يعن بالاساس نتاج إدراك الصراعات الطبقية القائمة في المجتمع الحديث بين الملاك وغير الملاك، بين الرأسماليين والعمال المأجورين من ناحية، والفوضي التي تحكم الإنتاج من ناحية أخرى
ومن ثم تعتبر الماركسيسة هي اشتراكية علمية ابتدعها ماركس مضافاً إليها التصورات العملية التي تبناها أتباعه ، حيث إن ماركس لم يذكر شيئاً بشكل واضح عن تنظيم الهيئة الاجتماعية حسب نظريته ، ولكن أنصاره وصفوا ذلك تفصيلا فى اطار مفهوم الاشتراكية ويتمثل ذلك فى :
1) تقوم الدولة بالانتاج فتلغي الملكية الفردية وكل رؤوس الأموال تصبح ملكاً للمجموع الذي تمثله الدولة ، أما أموال الاستهلاك فتظل ملكاً خاصاً للأفراد لأنها نتيجة العمل
2) قيام الدولة بجميع المشاريع الزراعية أو الصناعية .
3) تحديد ثمن الأشياء بحسب ساعات العمل التي أنفقت في صنع السلع بمعنى أن سلعة تعتبر لأغلى من الأخرى لأن مقدارًا أكبر من الوقت أنفق في صنعها.
وأهم من ذلك نظريتهم في الوصول إلى الحكم فإنهم يرون أن الثورة لا الإصلاح هي الطريقة الصحيحة من اجل الوصول للحكم .

إن انتصار الاشتراكية يعتبر المرحلة الأولى للمجتمع الشيوعي كما يعتبر المحصلة الرئيسية لمرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية، وبإقامة دعائم الاشتراكية يستمر المجتمع في التطور بعد ذلك في طريق البناء الاشتراكي الذي يضمن النمو السريع للقوى الإنتاجية والتحسن فى لعلاقات الاجتماعية


• الشيوعية
لقد تناول مفكرى الفكر الماركسى مفهوم الشيوعية , ويتضح من خلال تناولها انها تمثل إيديولوجيا اجتماعية وسياسية واقتصادية تهدف إلى تأسيس مجتمع ثوري اشتراكي خال من الطبقات مبني على الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج اى انها تمثل إلغاء الملكية أيا كانت صغيرة أو كبيرة وكذلك أموال الاستهلاك ويأخذ كل فرد ما يحتاج إليه .

النظرية الماركسية تعتبر الشيوعية مرحلة معينة من مراحل التطور التاريخي وهى تنتج من تطور القوات المنتجة التي تسهم فى تحقيق غزارة في الثروة المادية التي تسمح بدوها تحقيق توزيع المبني على الاحتياجات والعلاقات الاجتماعية اعتماداعلى حرية الأفراد.

غالباً ما يتم عن طريق الخلط بين الشيوعية وبين الاشتراكية. ولكن النظرية الماركسية تؤكد أن الاشتراكية ما هي إلا مرحلة انتقالية في الطريق إلى الشيوعية

يلاحظ من خلال تناول المفاهيم الرئيسية التى تناولها الكتاب الماركيسين انها تقوم على
• التحليل الواضح
• الدقة فى تناول المفاهيم
• تنطوى على الترتيب المنطقى حيث انة كل مفهوم يؤدى الى ظهور مفهور اخر مترتب علية من اجل الوصول الى هدف محدد يتمثل فى صياغة نظرية علمية دقيقة توضح وتفسر أصل نشأة الدولة .


 رابعا:- تقييم النظرية
لقد تعرضت النظرية الماركيسية للعديد من الانتقادات , وتتمثل ابرز تلك الانتقادات فيما يلى :-

1) الحاجة الى نشؤ الدولة نابعا من حاجة الطبقة المسيطرة الى قهر الطبقة المسيطر عليها وبذلك يتم الاغفال عن وظيفة اساسية تقوم بها الدولة الا وهى تقديم صيغة لمعالجة تلك التناقضات بين افراد واحزاب وجماعات الطبقة المسيطرة نفسها .
2) التحليل الماركسى للدولة اعتمد على التأكيد ان دور الدولة يقتصر فى حماية الملكية الخاصة وهذا ادى الى تماثل زائف بين الدولة والنظام الاقتصادى الامر الذى يسهم فى التقليل من الديمقراطية التمثيلية
3) الفكر الماركسى لايقبل الانفصام بين وجود الدولة كنظام وبين انقسام المجتمع الى طبقات وهو امر لا اساس لة من الصحة
4) لم تقدم النظلرية الماركيسية اجابات على اسئلة محددة ولاسيما في ماذا بعد ذبول الدولة ؟!
5) وفقا للرؤية الماركيسية الدولة هى نتاج سيطرة وقمع طبقة على طبقة اخرى كما انها سوف تبذل حينما ينتهى نظام الطبقات ويتقدم المجتمع الاطبقى بسيادة البروليتاريا وهذا محل نظر لسببين
• قيام المجتمع الاطبقى لا يضمن اختفاء الطبقات
• ليس هناك ما يضمن ان انتصار البروليتاريا سوف يؤدى الى مجتمع لاطبقى وليس هناك من ضمان ان البروليتاريا سوف تتصارع مع بعضها البعض حيث ان من الؤكد ان زعماء البروليتاريا سوف يعملون على تكوين طبقة جديدة من اجل الدفاع على انفسهم من اى ثورة مضادة

6) عجزت النظرية الماركيسية عن النتبؤ بظهور طبقة وسطى فى المجتمع الرأسمالى وان افراد هذة الطبقة قد لايعملون بالضرورة ضمن توجة ضمن توجة الطبقة المسيطرة .
7) تصور الدولة ضيقا جدا حيث انها ليست لها رؤية او ابعاد سياسية او دينية فضلا عن تقليل المشاعر الوطنية كما انها ايضا تقلل الروابط الاجتماعية المشتركة بين الطبقات الاجتماعية فى البلاد المختلفة
8) الاعتماد على تربية الجماهير على ثقافة الثورة العنيفة والصراع الطبقى , حيث انها ترأى انة يمكن الاستعاضة عن الدولة البرجوازية بدولة البروليتاريا من خلال الثورة العنيفة .
9) أحد ابرز الانتقادات التى تعرضت لها النظرية الماركيسية هى افتقادها الى الحرية واعتقادها ان العامل المادى هو اقوى العوامل فى تطور المجتمع ولعة بهذة الصفة ابتعد عن حرية الانسان ودورة فى تطوير المجتمع
10) غياب التنسيق و الاتساق الداخلى فى الاسس الواردة فى مؤلفات الفكر الماركسى –حيث انها اسس فلسفية -وبين الواقع العلمى( حيث انة لم يوجد اية اتساق بين اقول النظرية وبين الافعال فى الواقع ) وما يؤكد ذلك
• لقد كان ظهور اول دولة ماركيسية فى التاريخ بعد نجاح الثورة البشليفية فى الاتحاد السوفيتى عام 1917 , الواقع السوفيتى ثبت ان ما حدث من تطورات فى مركز الدولة انما هى تطورات نحو تزايد اهمية ومتانة مركز الدولة وهذة حقيقة لا يمكن لاحد انكارها ولم يكن الاتحاد السوفيتى انذك يمثل طبقات متطاحنة ولم يكن هناك حاجة لقمع الطبقات الاخرى ليصبح السؤال هنا
" على من تمارس تلك الطبقات سيطرتها ؟!"
• التغيرات فى طبيعة الدولة ليست نتاج التغيرات فى المجتمع نتيجة الصراع بين الطبقات الاجتماعية ولاسيما ان لقد كان من اكثر التأثيرات التى تؤثر على طبيعة المجتمع هو الدفاع المشترك
• تدعى انها تحقق المساواة وتلغى الفوارق الفئوية لكن حتى الان لس هناك اى دليل يثبت ذلك حيث انة لا تزال هناك فروق وعدم مساوة فى المجتمعات الماركيسية

(10) عدم الوضوح فى تحليلاتها , حيث هناك حالة من الغموض والتعميم -ولاسيما لغير المتعلمين – وما يؤكد ذلك:-
• حينما تناولت الادارة الشيوعية وعمليات الانتاج حيث انة تخيل لهم ان امور الانتاج فى كافة المجالات سوف تسير فى الطور الشيوعى ذاتيا دون توضيح ضرورة وجود ادارة وتخطيط من قبل سلطة ما .
• التركيز على العامل الاقتصادى وهو عامل مهم فى تفسير التاريخ لكن لا يمكن اعتبارة هو العامل الوحيد فضلا عن ان الماركيسية لم تحدد العوامل الاقتصادية الاكث اهمية من غيرها فى تفسير حدث معين .
• لم توضح اسباب العلة الاولى لاستمرار نظام الدولة بعد تلاشى علة النشاة الاولى بالقضاء على الاستغلال والتمييز الطبقى فى مجتمعات اشتراكية
• المادية الفلسفية الماركيسية تزعم بان المادة خلقت نفسها وانها سابقة على الفكر الذى ليس هو سوى انعكاس عن لها على حد تعبيرها وبالتالى هى لا تقدم الدليل المادى على صحة زعمها ومن ثم وقعت فى المحظور الميتافيزيقى الذى قامت اساسا منة .
11) يصوغ الماركسيون افكارهم النظرية فى قوالب قانونية نهائية ومطلقة ويفترضون صلاحيتها لملائمة كل الظروف فى كل المجتمعات ويرتبون على ذلك افتراض صحة حتميتها وضرورة الالتزام بها .
12) النظرية الماركيسية خالية من اى ضوابط تضمن الحرية السياسية والديمقراطية لافراد المجتمع الذى يعتنق تلك النظرية ولكنها تترك هذا المجتمع الى مصادقات القيادة الصالحة
13) الاقتصاد المخطط الذى تتبناة النظرية الماركيسية ضعيف للغاية حيث انة حتى الان لن يثبت انة قابل للتطبيق ومن ثم يمكن القول انة يمثل اقتصاد غير منتج


النقد الشخصى :-

لقد أسهمت النظرية الماركيسية فى العمل على تقديم أطروحات تحاول من خلالها العمل على تفسير طبيعة الدولة , كما انها كانت حريصة على تقديم نظرية علمية في معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية فى ظل هذة الدولة ولكنها صاغت نظرية ضعيفة جدا فى تفسير نشأة الدولة على النقيض من النظريات الاخرى التى تناولت نفس الموضوع

حيث ان النظرية الماركيسية جاءت منذ البداية مستندة على فكرة الصراع الطبقى كاساس لنشأة الدولة على الرغم من العديد من الحضارات الاخرى السابقة على ظهور تلك النظرية قد لاتكون على علم بالصراع الطبقى وان كان هذا الصراع موجودا بالفعل الا انة كانت ايضا علاقات تعاونية وهو الامر الذى لم تتطرق الية النظرية فى نشأة الدولة او حتى بعد ظهورها , ومن ثم النظرية الماركيسية كانت قاصرة على فكرة الصراع الطبقى الذى يسمح بظهور طبقة مسيطرة اقتصادية ومن هنا تنشأ الدولة وبالتالى تصبح اساس هذة الدولة وما يسود بداخلها هو الصراع و هو الامر الذى ليس لة اساس من الصحة

النظرية الماركيسية لا تتلائم ولا تتسم مع حركة الواقع والعصر الراهن من حيث ميوله وقوانين تطوره و لاسيما فى اطار ما يتسم بة من اوضاع ثورية , حيث ان النظرية الماركيسية تعتمد فى فكرها على وجود طبقة مسيطرة اقتصاديا ومن ثم ظهور الصراع الطبقى الذى يمثل اساس للصراع واساس يمكن من خلالة تحديد طبيعة الدولة , فالاقتصاد عامل رئيسى لشكل الدولة وفقا للنظرية الماركيسية لكن شكل الدولة والاوضاع الراهنة تؤكد على وجود درجة من التنظيم الاجتماعي وأشكال الوعي الاجتماعي هما اساس الدولة فى الوقت الراهن فيصبح الصراع الذى يقوم فى المجتمات الراهنة هى صراع اجتماعي – سياسي وهو يتناقض مع اطروحاتها
الخاتمة
أصل نشاة الدولة وفقا للنظرية الماركيسية تقوم على فكرة تتمثل فى تطور اقتصادي متمثل في أدوات الإنتاج البدائية التى يتم توظيفها في الزراعة مما أدى إلى ظهور التراكم الاقتصادي والملكية الفردية وتقسيم العمل الذي أدى بدوره إلى ظهور الطبقات وهو ما أدى إلى الصراع فتظهر الدولة كأداة تمارس بها الطبقة الأقوى سيطرتها على الطبقة الأضعف , لتصبح مهمة الدولة انذاك العمل على ادارة الصراع الطبقى السائد فى المجتمع ويتلازم مع وجود الدولة وجود قوة مسلحة , كما ان العلاقة بين كل من الدولة والمجتمع تمثل فى ان الدولة هى الممثل الرسمى للمجتمع بأكملة وأخيرا فى أطار الفك الماركسى الدولة لا تتعرض لالغاء-الدولة لا تلغى- ولكن الدولة تتعرض لحالة اضمحلال .


النظرية الماركيسية على الرغم من محاولاتها طرح اطروحات تساعد على تفسير طبيعة الدولة الا انها تنطوى على جوانب ايجابية واخرى سلبية
• على الجانب الايجابى
اعتقد انة على الرغم من قصور اطروحات النظرية الماركيسية-كما ذكرنا من قبل- حول نشأة الدولة الا انها قد تكون اسهمت فى تناول فكرة نشأة الدولة من منظور اقتصادى وهو الامر الذى يمثل اضافة للنظرية السياسية التى تعتمد بالاخص على فكرة التاريخ والسياسية دون التركيز بل تناول المنظور الاقتصادى فى تفسير كافة ظواهرها ونظريتها .

• على الجانب السلبى
لا يمكن الاعتماد على افكار النظرية الماركيسية فى تفسير طبيعة الدولة فى عصرنا الراهن ,حيث انة من خلال الاعتماد على فكرة الصراع الطبقى فى الدولة وانعدام المساوة بين الافراد هذا من شأنة ان يؤدى الى :-

1) يضع محاولة تحقيق مفهوم السلام والأمن بين الافراد وبعضها البعض في خطر حقيقى
2) انعدام الحريات فى المجتمع
3) الاعتماد على ثقافة العنف



#مى_حسين_عبد_المنصف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف الامريكى من ثورة 25 يناير


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مى حسين عبد المنصف - النظرية الماركيسية ونشأة الدولة