أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدي حاتم السامرائي - الملكيات العربية لا يطالها الخراب!!















المزيد.....

الملكيات العربية لا يطالها الخراب!!


عدي حاتم السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 15:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الربيع العربي! تونس ، ليبيا ، مصر ، اليمن ، وخراب سوريا! ليس بين هذه الدول من يحكمها نظام ملكي، ولكن بينها من كانت محكومة بالنظام الملكي .
يبدو ان تحويل الانظمة في مصر وغيرها من الدول العربية من الملكية الى الجمهورية لم يكن محض صدفة او ارادة شعبية ، لنسلم بنظرية المؤامرة في هذه الاثناء لنمسح الحركات الاحتجاجية في الدول العربية المحكومة ملكياً وهل ان احداً توقع ان تختفي دون ان يسمع بها احدا:
في الوقت الذي سقط فيه حكم زين العابدين بن علي في تونس وابتدأ مشوار القذافي ومبارك نحو النهاية كان في سلطنة عمان حراكاً شعبيا ضد السلطان الذي خلع والده لكن هل سمع احداً بهذا الحراك؟ بالطبع لا او على الاقل لم تذكره وسائل الاعلام ، وما لا تذكره وسائل الاعلام عادة لا يكون حقيقة!
تقوم في الاردن تظاهرات بين الحين والاخرولكن يتم احتواؤها من قبل العشائر وغيرها من الاساليب ، أما بلدان الخليج فقد احتمت بالوحدة الخليجية كاجراء وقائي ضد هذه الثورات المحتملة والتي لاحت بوادرها في بعض هذه البلدان . اما ملك المغرب فقد اختصر الموضوع كله بتعديل الدستور باجراء استباقي واكتفى بالجلوس على العرش.
كل هذه الاحداث التي لاحت للعيان كافعال او ردود افعال ظاهرة في الاعلام او تم اخفاؤها في الثورات التي تحركت وقمعت بطريقة او بأخرى في الملكيات العربية لم تأخذ مساحة كافية في الاعلام لكي تتشكل في عين المشاهد صورة على انها ثورات والصورة الحقيقية ان الثورات صنعها الاعلام او من يقف خلفه .
السؤال الاهم هنا : لماذا لم تحدث ثورات في الملكيـّات العربية ؟
قبل كل شيء نعود الى الحدثين الاسبق تاريخياً من كل هذا وهما تأسيس جمهورية مصر العربية و تأسيس الجمهورية العراقية بعد ان اطاح عبد الكريم قاسم بحكم الملكية الدستورية في مشهد دموي انتقامي باستئصال العائلة المالكة في العراق في 14 تموز / يوليو 1958 بعد ان مر العراق بعدة انتفاضات كانت كل هذه الانتفاضات تستهدف سياسة الحكومة دون المساس بالملك وعائلته. وقبل ذلك وفي استعراض لتاريخ تأسيس الدولة العراقية الحديثة فقد تأسست بموجب مؤتمر القاهرة الذي عقدته المملكة المتحدة في آذار/مارس 1921 لبحث مأ اسمتة وزارة المستعمرات البريطانية، بشؤون الشرق الأوسط والمقصود به الولايات العربية التي كانت متحدة تحت حكم الخلافة واخرها العثماني وذلك بعد أحداث انتفاضة القبائل العراقية في جميع إمارات الولايات العراقية الثلاث، والتي سميت بثورة العشرين لانها وقعت في عام 1920 من القرن المنصرم. والعاملين المشتركين في كلتا الثورتين في مصر والعراق هو ان من قام بهما (الضباط الاحرار) ! ولكن الفرق بينهما ان الاول ابعد الملك من البلاد ولكن الثاني لم يكن لطيفا كفاية.


منذ ذلك التاريخ والعراق ومصر يمران بمجموعة غير قليلة من الازمات التي تفاعلت لتقود العراق أولاً الى ماهو عليه الان والذي يمكن اعتباره قعر الهاوية السياسية من خسارته لمكانته السياسة في المنطقة وبالتالي في العالم . أما مصر فقد فقدت الكثير الا انها لم تفقد البنى التحتية والنسيج الاجتماعي الذي مزق العراق طائفياً وعرقياً.
ما يمكن قوله هو ان العراق خرج مبكراً من دائرة الملكيات العربية ورفعت عنه حماية التاج البريطاني بفضل عبد الكريم قاسم وسواء كان التحول من الملكية الى الجمهورية جيدا ام سيئا من وجهة نظر البعض الا ان هذا التحول وضع العراق في لجة الموج العاتي الذي قذفه وسط المجهول السياسي الذي قادة الى ما هو عليه الان.
لا اريد القول هنا ان الملكيات افضل او اسوأ من الانظمة الجمهورية ، ولكن المقارنة تبدو بسيطة في اقتسام المنطقة العربية من قبل القوى الرأسمالية الغربية فالانظمة الملكية لا تزال بشكل او بآخر تحت حماية التاج البريطاني، والذي ينتج عناصر الاستقرار بكل اشكاله لهذه الانظمة ، نظراً لطبيعة السياسة البريطانية المتأنية ، واسباب اخرى طبعا ، أما الانظمة الجمهورية فقد اصبحت ومنذ تصاعد نجم الولايات المتحدة اثناء وبعد الحرب الباردة تحت ادارتها المتهورة والتي تعتمد على المزج بين شخصية راعي البقر الامريكي واليانكيز الناقم الموتور ....
الجمهوريات العربية تقع ضمن الحصة السياسية للولايات المتحدة الامريكية وهي دول الثورات التي قادها الضباط : العراق/عبد الكريم قاسم ، مصر/عبد الناصر ، اليمن/علي عبد الله صالح ، ليبيا/ القذافي ، سوريا/حافظ الاسد . غير ان سوريا تحتلف قليلا عن هذا وذاك نظراًُ لتعقيدات الطوائف وغير ذلك من المسحية الشرقية وتأثيرات روسيا التي تدين بنفس الديانة والارث الذي تكتنزه . وكأن ما يحدث هو تصحيح لسايكس- بيكو.
بعد التاسع من نيسان من عام 2003 اصبح الشرق الاوسط ميداناً للعب البوكر بين امريكا وبريطانيا في اقتسامهما الملكيات والجمهوريات من جهة وبين روسيا التي تتوق الى استعادة مجد القياصرة من خلال سطوة الامس القريب الشيوعي المتحول الى مافيات رأسمالية تساندها الصين والهند ولذلك كلما ازدادت اطراف اللعب ازداد الخراب وهذا ما عانته سوريا في (ثورتها) التي خرجت عن اطار ما يسمى بالربيع العربي. وحتى الان فصورة النهاية لا تزال غير واضحة لا بالنسبة للمعارضة السورية ولا للنظام ولا شيء واضح فيها سوى الخراب المقصود ومحو سوريا من خارطة العالم .
هل تغير الواقع في دول الربيع العربي؟
بعد مرور فترة غير قليلة على تونس ومصر وليبيا نجد ان السمة الغالبة لهذه الدول هو محاولة استحواذ الاسلام السياسي على السلطة ، والعامل المشترك في الدول التي امتدت اليها اصابع امريكا هي صعود الاسلام السياسي الى سدة الحكم من ناحية كما في العراق ، ووجود عدو خفي (يدعى بالمتطرفين، الجهاديين، القاعدة) يهدد العملية السياسية وجود الحوثيين وتحالفهم مع القاعدة في اليمن ، وجود القاعدة في العراق وتحالفها مع ايران ، ولكي لا نهمل تونس وليبيا فان لكل دولة خصوصيتها فلا حاجة الى ايجاد هذا العدو في هاتين الدولتين .
ان البصمة التي تخلفها السياسة الامريكية على البلدان العربية التي تحدث تغييراً فيها هي أثراً قاسياً يحدث تغييراً مفجعاً حتى في النسيج الاجتماعي في هذه الدول ، ليس من اجل المقارنة المحضة ولكن ما يتركة الواقع من تساؤلات في مضمار البون الواسع بين القسمتين (المليكات العربية) و (الجمهوريات العربية) ولنكون واضحين اكثر ولنقل ان ما يحكمه التاج البريطاني وما يحكمه مهماز راعي البقر كمثل سائق شاحة امريكي ثمل واستاذ جامعة بريطاني يتناول القهوة . وهنا نستنتج ان السياسة المريكية الامتهورة ستقود المنطقة الى حتفها كما وعدت ووعد هنري كيسنجر مراراً والنماذج ماثلة امامنا في العراق الذي تم تغييره بالسلاح والبقية تأتي.



#عدي_حاتم_السامرائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدي حاتم السامرائي - الملكيات العربية لا يطالها الخراب!!