أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مها حسن - جلال الطالباني رئيسا للعراق، انتصار للأمة العربية














المزيد.....

جلال الطالباني رئيسا للعراق، انتصار للأمة العربية


مها حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن انتخاب جلال الطالباني ، ولأول مرة في تاريخ الأكراد ، كرئيس للعراق ، يعبر فعلا عن عمق العلاقة بين الشعبين العربي والكردي ، وإمكانية التعايش وإلغاء التمايزات الإثنية ، وهو دليل فعلا على إمكانية العرب أولا لقبول شخصية وطنية ، بغض النظر عن أصولها ومرجعيتها الإثنية ، ويعطي الفرصة لللأكراد ، ولأول .مرة ، للإحساس بالطمأنينة والعدالة ، التي ظلت دوما بعيدة عنهم .
وأنا باعتباري منتمية للأمتين معا ، العربية والكردية ، دون أي إحساس بالتناقض ، إذ ترجع أصولي الجينية إلى الأكراد ، باندراجي من أبوين كرديين ، ولكن اللغة التي نهلت منها ثقافتي ، وساعدتني على التفكير والتعبير عن ذاتي ، كانت دوما اللغة العربية ، لذلك ، فأنا لا أنكر أثر ، وجمال ، اللغة العربية على نمو شخصيتي ، وتطور أساليبي المعرفية ، والإبداعية ، وفي الوقت ذاته ، لا ألغي ذاكرتي الكردية ، التي تغذي ، الكثير من مواقعي التعبيرية ,
فنحن الأكراد، ولافتقادنا إلى الوطن ، نتعلم لغة ليست لغتنا ، ونبرع أحيانا في تلك اللغة " الأخرى " أكثر من أبنائها ذاتهم ، وسيكون مثال سليم بركات مملا وممجوجا مما سيثير سخط الرجل ذاته ، لشدة الاستشهاد به ، وببراعته اللغوية ، العربية
إذن ، إن عدم السماح لنا بتعلم الكردية ، منذ الصغر ، وبأساليب تقنية ، وتعليمية منهجية ، أجبرنا على الدخول في ثقافة الآخر ، والآخر لا يعني بالضرورة ، النقيض ، بل هو أحيانا مكمّل ومتمم ، وهذا ما حصل معي ، فاللغة العربية جاءت لتكمل منظومتي الذهنية ، فإذا كانت الكردية لدي هي لغة المشاعر والعواطف ، تأتي العربية لتشكل الوعاء لاحتواء هذه اللغة ، وتساعدها على تقديم ذاتها في قالب مرئي وملموس ، إذ بالعلاقة بين الإحساس والتعبير عنه ، تتقاطع وتتكامل الكردية والعربية ، وتأتي اللغات الأخرى ، الفرنسية في حالتي ، لتمنحنا المزيد من إمكانيات التعبير عن الذات والآخر ، فاللغة وسيلة تفكير أخيرا ، وهي شكل لتقديم المضمون الذهني ، من هنا تأتي الفرنسية ، أو أية لغة لاتينية ، لإكسابنا نموذج جديد في التفكير ,لا يتعارض مع سوابقه ، بل يغني ويغذي ويتمم باستمرار ، مما يمكّننا من الانتماء أكثر إلى أكثر من ثقافة وأكثر من طريقة تفكير و تعبير
ومن هنا أجد أن وصول جلال الطالباني إلى السلطة في العراق ، هو انتصار للذهنية العربية ، التي تثبت الآن قدرتها على احتواء أبنائها ، العرب وغير العرب ، ماداموا ينتمون إلى هذه المنطقة ، ونرجو أن يكون مثال العراق هو البداية لانتخابات ديمقراطية في العالم العربي ، ولبنان القادم هو رهان جديد ، ونأمل أن يتم ذلك في باقي الدول العربية ، مصر وسوريا و.... ، وأن تحدد الديمقراطية أحقية السلطة ، بعيدا عن الإثنيات أو الانتماءات الدينية ، فإن أسوا ما يمكن أن يهدد المنطقة " الشرق الأوسط " هو الطوائف والإثنيات ، وباعتلاء الطالباني سدة الحكم في العراق ، أو اعتلاء أي وطني شريف سدة الحكم في أي مكان من العالم ، دون النظر إلى أصوله الدينية والقومية ، يمنح المنطقة المزيد من الثراء وإمكانية التعايش ونبذ الخلافات ، والمزيد من الانفتاح على الآخر ، والتوسع للدخول دوما في علاقات لا متناهية من التمازج والاندماج
إني أبارك للعرب وصل الطالباني إلى حكم العراق ، وأتمنى أن لا تكون حالة استثنائية ، لا شغفا بالأكراد" ولم لا! " ، ولكن أيضا لإحقاق الحق ، وإعطاء الفرصة لكل وطني ، شريطة إخلاصه للوطن ، الوطن الذي يحتوي الجميع ، أكراد وعرب وتركمان وسنة وشيعة ومسيحيين و... وبذلك ، يدخل هذا الوطن في عداد الأوطان المنفتحة ، المتحضرة ، القائمة على جودة الشخص ذاته ، وليس على أساسه العرقي ، وتفاصيله البيولوجية .
مبروك للعرب دخولهم في حضارة قبول الآخر ، ومبروك للأكراد حصولهم على ما يستحقون ، مبروك للطالباني قدرته على احتواء من حوله ، إلى أنه شكل سابقة في تاريخ العرب والأكراد معا



#مها_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الطلاب في البصرة


المزيد.....




- سلطنة عُمان تعتمد هذه الاستراتيجية لجذب السياح في المستقبل
- أعمق ضربات في باكستان منذ أكثر من 50 عامًا.. مراسل CNN يفصّل ...
- الهند وباكستان.. من يتفوق بالقوة التقليدية والنووية؟
- بالأرقام.. ما هي قدرة باكستان أمام الهند مع التهديد بالرد؟
- باكستان تتهم الهند بشن هجوم على محطة الطاقة الكهرومائية
- السجن يعزز شعبية إمام أوغلو: عمدة اسطنبول يتفوق على أردوغان ...
- باكستان تُعلن ارتفاع حصيلة الضربة الهندية إلى 26 قتيلاً وتتو ...
- رسالة من البابا فرنسيس في مقابلة لم تنشر في حياته
- تحطم 3 طائرات حربية هندية داخل البلاد والأسباب مجهولة
- الشرطة الهندية: قصف باكستاني يتسبب بمقتل 10 أشخاص على خط الت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مها حسن - جلال الطالباني رئيسا للعراق، انتصار للأمة العربية