أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس قصاص - تعقيب على مقالة السيد أيمن أبو جبل تحت عنوان المعارضة السورية هل هي حقيقة وطنية أم ورقة أمريكية ...















المزيد.....

تعقيب على مقالة السيد أيمن أبو جبل تحت عنوان المعارضة السورية هل هي حقيقة وطنية أم ورقة أمريكية ...


فراس قصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1162 - 2005 / 4 / 9 - 12:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قرأت بتاريخ الأول و الثاني من شهر نيسان الحالي على موقع أخبار الشرق الالكتروني و نشرة كلنا شركاء على التوالي مقالة للسيد أيمن أبو جبل بعنوان المعارضة السورية هل هي حقيقة وطنية أم ورقة أمريكية ، ومثلها مثل الكم الهائل من المقالات ، في زمن المقالة السوري ، على حد تعبير أحد المعارضين و المثقفين السوريين ، يوجد فيها البعض مما قد يتفق معه القارئ المهتم بالشأن السوري و فيها مما يختلف ، المهم في هذه المقالة أنها لم تثر لدي انطباعا جديدا و لم تتعرض لإشكالية تستدعي الوقوف عندها و النقاش حولها ، فمتن المقالة النظري و مقولاتها أصبحا مألوفين إلى حد بعيد ، و ما تطالع به و تقدمه من استنتاجات و خلاصات ، طالعتنا به بأساليب سرد متقاربة الكثير من المقالات و القراءات ، و لكن ما أدهشني حقا على الرغم من التقدير الذي أكنه للسيد أبو جبل السوري بصفته الأسير المحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي في الجولان الغالية هو افتقار المعلومات الواردة فيها إلى الدقة و التوثيق الذي يضفي على ما تسرده أية مقالة أو بحث ، السمة العلمية الرصينة و الأمانة البحثية ، لا سيما احتوائها على مغالطات تخص حزب الحداثة و الديمقراطية لسوريا و تخصني أنا كاتب هذه السطور( فراس قصاص ) و هو ما دفعني إلى كتابة هذا التعقيب .
فالسياق الذي يطالعنا به السيد أبو جبل في الاقتباسات التالية يقود القارئ إلى تملك وعي عمومي يضع الأحزاب المذكورة في ذيل الفقرة المقتبسة في سلة واحدة محصنا النتيجة التي يتوخاها بإيراد معلومات خاطئة تماما أو على الأقل غير دقيقة و ناقصة ..يكتب السيد أبو جبل : ( أمام هذا الوضع يبقى السؤال: هل تمتلك الإدارة الأمريكية خيارات التدخل العسكري في سوريا عبر أدوات لها تسمي نفسها "المعارضة السورية" واستبدال نظامها القائم بتلك الأحزاب التي تشكل معظمها بعد الحرب على العراق؟ ....... ثم يتابع ..(يخطئ من يظن أن سوريا لم تكن ضمن الخيارات الأمريكية، التي تراجعت قليلا، بعد اتساع رقعة المقاومة العراقية وتكبد الامريكيبين خسائر فادحة بين جنودهم، الأمر الذي أدى إلى تباطأ المشروع الأمريكي والاستعاضة عنه بتدبير أعمال تضعضع الاستقرار والسلم الداخلي في سوريا عبر خاصرتها الأضعف في لبنان. وما الاجتماع الذي عقد في منتصف تشرين الثاني 2003 بين فصائل من المعارضة السورية ومسئولين أمريكيين برعاية وزارة الدفاع الأمريكية، وفي حديثه عن المجلس الوطني للحقيقة و العدالة و المصالحة يقول ... ( وهو مجلس مشكل من معارضين سوريين خارج سوريا، الذي أكد أن اجتماعات أحزاب المجلس لم تتوقف مع الأمريكيين، وأورد أسماء التنظيمات التي اجتمعت مع قادة عسكريين أمريكيين وهم: زعيم حزب الإصلاح السوري فريد الغادري، حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا بزعامة فراس قصاص ..... ) ..
و يعنيني أن أسجل على هذا الاقتباس الملاحظات التالية :
أولا : إن حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية الذي دل عليه السياق بصفته أحد أحزاب المعارضة السورية الواردة في المقطع السابق بين قوسين احتجاجيين بوصفها أدوات تستغلها الإدراة الأمريكية من أجل التدخل العسكري في سورية كان أحد الأحزاب السورية التي رفضت الغزو الأمريكي للعراق في بيان للرأي العام صدر عنه بتاريخ 233 2003 ، و لم يكن رفض الحزب للحرب حينها بهاجس من صنمية سياسية أو عقدة أيديولوجية متعالية على التاريخ خلاصتها أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الشر المستطير و إمبراطوريته الخالدة ، و هي الدولة العصية على التغيير في ما يخص استراتيجيتها السياسية الدولية و عدائها للشعوب ، أو حرصا على صدام حسين و جرائمه التي فاقت كل مدى ، بل حفاظا على الإنسان في العراق ، على حياته و لقمة عيشه و أمنه ، و صيانة للعراق من تدمير بناه التحتية ، من طرق و مستشفيات و مؤسسات و معامل ، و لذلك سيكون من باب أولى فيما بعد أن يقف حزب الحداثة من أي سيناريو عسكري يستهدف سورية موقف الرفض القاطع ، لذات الأسباب و بدافع أشد و أقوى ، و هذا ما كان بالفعل حين أصدر بيانا بتاريخ 1 52003 رفض فيه التهديدات العسكرية الأمريكية لسورية قبيل زيارة باول إلى سورية بعد الحرب على العراق مباشرة .
إذن فالحقيقة الصرفة تأتي تماما على العكس مما أوحى به سياق العرض للسيد أبو جبل فيما يخص حزب الحداثة و كونه أحد أدوات الإدراة الأمريكية للتدخل العسكري في سورية (أي باعتباره إياه أحد أحزاب هذه المعارضة المزعومة حسب السياق ذاته ).
ثانيا : لم يوفد حزب الحداثة أي من أعضائه لتمثيله في اجتماع واشنطن للمعارضة السورية في تشرين الثاني لعام 2003 و هو لذلك لا يعلم شيئا عن الاجتماع الذي ادعى السيد أبو جبل عقده في منتصف نفس الشهر مع مسئولين أمريكيين برعاية وزارة الدفاع الأمريكية و هل تم فعلا أم لم يتم ، و الذي يشير سياق العرض أيضا أن الحزب كان طرفا فيه .
ثالثا : ينفي الحزب نفيا قاطعا أي اجتماع مع مسئولين عسكريين أمريكيين و يعتبر ما ورد في مقالة السيد أبو جبل و استنادها إلى تصريح للمجلس الوطني للحقيقة و العدالة و المصالحة ليس إلا افتراء مرده عدم اضطلاع السيد أبو جبل على واقع المعارضة السورية في الخارج و توظيفه لأي تصريح من أي جهة دون التمحيص الكافي و المراجعة و التوثيق( رغم أني لا أدري بوجود تصريح للمجلس بهذا المعنى ) ، بالإضافة إلى كسله المعرفي و البحثي التي تبدت مجتمعة بوضوح في مقالته هذه ( منها وصفه للأحزاب التي لم تتوقف عن الاجتماع مع الأمريكيين بأنها منضوية إلى المجلس الوطني للحقيقة و العدالة و المصالحة...!) التي أراد أصلا لها أن تقارب حال المعارضة السورية وتحلل موقفها وتطلق الأحكام عليها ،و لو أنه قرأ قليلا عن جميع الأحزاب التي أورد أسماءها في مقالته و أشركها في نشاطات و اجتماعات استنادا إلى معلومات عامة و غير دقيقة أو استعان بمواقعها على الانترنت لما وقع بهذا اللغط .
لكني و كما أعلم أن مطبي التعميم و التبسيط الذي و قع بهما السيد أبو جبل هما المسئولان عما شاب مقالته من غياب للدقة و ضعف في مقاربتها لواقع المعارضة السورية في الخارج ، أعي أيضا أن الصعوبة في فهم المواقف السياسية المركبة المتولدة عن محاولة حيادية في تقصي الواقع الغني و المركب و التي تسعى إلى الابتعاد عن الثنائيات ، مع أو ضد ، أقبل أو لا أقبل ، كموقف حزب الحداثة من الولايات المتحدة المختلف من الولايات المتحدة عن موقف حزب الإصلاح السوري و رئيسه فريد الغادري،و عن مواقف الأحزاب المعارضة السورية الإسلامية و اليسارية أيضا يجعله تاليا عصيا على الاقتناص و الهضم السهل يدعم من ذلك كونه حزبا صاعدا و في خطواته الأولى ، فيقلل ذلك من شهية جس مواقفه ورصدها بتمعن و رصانة ، ما يزيد من إغراءات التعميم تلك فتصبح مع الكسل و التسرع و غياب الالتزام بمنهجية علمية صارمة الإطار المناسب لللغط و سوء الفهم و التقرير التي تسئ لأي نص أو مقالة تتسلل إليها.
و بالعودة إلى موقف الحزب المختلف في وعيه للموضوع الذي يسعى لجعله إشكاليا بالمعنى الفلسفي لدى قوى المعارضة في الداخل ، أي الموقف من الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها قوة سياسية عظمى تنطلق سياساتها من تحقيق لمصالحها الاستراتيجية القابلة دوما لإعادة صياغة وفق ما تمليه المستجدات و الأحداث على الساحة الدولية دون الركون في الموقف منها إلى مقولات مغلقة و رؤى متجاوزة و مستنفذة ، أؤكد أن ذلك الاختلاف شكل الأساس في دخول حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية صفوف التحالف الديمقراطي السوري أثناء مؤتمر بروكسل الذي كان يضم حزب الإصلاح السوري ( وهو الأمر الذي ساهم في الخلط و التعميم و عدم الدقة لدى السيد أبو جبل و لدى آخرين في المعارضة السورية في الداخل في ما يخص موقف الحزب و علاقته بحزب الإصلاح السوري و الولايات المتحدة ) ،لكنه كان في الوقت نفسه الدافع الرئيسي في انسحابه من هذا التحالف و عدم عودته إليه إلا بعد فك الارتباط التنظيمي و السياسي بينه و بين حزب الإصلاح السوري بسبب انجذاب هذا الأخير إلى خط سياسي ينجرف عن سورية التغيير و يستبطن لا سلميته ، وممانعته لإدخال عناصر فعل جديدة في العمل المعارض السوري لا تغير من جوهر داخلية التغيير و سوريته عنوانها البدء في احتجاجات و اعتصامات سورية نوعية تنطلق من الخارج تخاطب الرأي العام العالمي و تستجلب تضامنه و ترسيخ أزمة الديمقراطية و حقوق الإنسان في وعيه .
و مع ذلك لم يمانع حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية في مشاركة أي جهة مدنية أو سياسية أمريكية الحوار ( و هو جوهر الخلاف مع المعارضة السورية في الداخل ) و فق المحددات التي ألزم بها الحزب نفسه و على أرضية ترفض بشكل قاطع أي تدخل عسكري أمريكي في سورية ، فشارك في حوار و أعلن عن تفاصيله للرأي العام في بيان له بتاريخ 31122004 نشر أيضا في أخبار الشرق و كلنا شركاء مع مستشار السفارة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط رغبة منه في إيصال رأي سوري و معني بنيويا بما يحصل في سورية و يفهم تماما الأزمة فيها ، في محاولة يسعى من خلالها الحزب إلى المساهمة الأولية في تصويب السياسة الأمريكية تجاه المنطقة و سورية بشكل تأخذ فيه بعين الاعتبار احترام حياة الإنسان و عدم المغامرة بها تحت أي ضغط أو ظرف .
أخيرا
آمل أن يرجع السيد أيمن أبو جبل إلى موقع حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية ليراجع ورقة الحزب المقدمة إلى مؤتمر بروكسل و بيان انسحابه من التحالف الديمقراطي ثم الإعلان عن فك الارتباط التنظيمي و السياسي عن حزب الإصلاح السوري الذي آذن بعودة الحزب إلى التحالف هذا ثم إعلان الحزب عن اللقاء الحواري الذي أجراه مع مستشار السفارة الأمريكية في برلين،و ليس مع خبراء عسكريين أو برعاية وزارة الدفاع الأمريكية ، و مع أني أعرف أن موقع الحزب محجوب في سورية في إطار سياسة حجب المواقع الالكترونية السورية لجميع أحزاب المعارضة السورية و المواقع الإخبارية السورية المستقلة في عهد الرئيس الشاب الذي علق عليه السيد أبو جبل في بعض مقالاته الكثير من الآمال و خاطبه بشحنة وجدانية هي ذاتها التي خاطب فيها الزعيم الوطني رياض الترك حين أطلق سراحه بعد اعتقاله على خلفية وأد ربيع دمشق في أيلول من عام 2002 *، تفاديا لوقوعه و كثيرا من كتاب المقالة السورية في فخ التعميم الذي لا يحترم الحقيقة العلمية و لا يتمكن من إدراك الواقع بكثافته ،والذين يشكلان معا السمة الأبرز و الأخطر على الثقافة في زمن المقالة السوري .

فراس قصاص
المتحدث باسم حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية
*مقال للسيد أيمن أبو جبل منشور تحت عنوان تفتقدك الحرية يا رياض الترك و الرابط هو
http://www.bintjbeil.com/A/araa/021119_aiman.htl



#فراس_قصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليقات و تعقيبات على من تناول الرد على القراءة المختلفة ل ...
- قراءة مختلفة في ميثاق الشرف الوطني لجماعة الإخوان المسلمين ف ...


المزيد.....




- بلينكن يعلق على احتمالية إبرام اتفاق الرهائن قريبًا.. ويرفض ...
- 8 قتلى جراء حريق داخل مطعم في بيروت
- دبابة إسرائيلية تثير الجدل في جولة للسيسي في الأكاديمية العس ...
- مقتل أم فهد يشعل التحريض على المشهورات في العراق
- سيول جارفة تجتاح بالسعودية وإشادة واسعة بسائق جرافة أنقذ 4 أ ...
- تقارير: 30 أوكرانيًا لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من الب ...
- مقتل ستة في هجوم على مسجد في أفغانستان
- -أصابتها بشكل مباشر-..-القسام- تعرض مشاهد من استهدافها لجراف ...
- آيزنكوت: سموتريتش وبن غفير خطر يمس أمن إسرائيل القومي
- ستولتنبرغ: الناتو أخفق في تقديم المساعدة إلى كييف ويجب عليه ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس قصاص - تعقيب على مقالة السيد أيمن أبو جبل تحت عنوان المعارضة السورية هل هي حقيقة وطنية أم ورقة أمريكية ...