تحديد الاموضوعية في نقد النقد جزء من علم النقد المتطور

ابن الغراف

الحوار المتمدن-العدد: 282 - 2002 / 10 / 20 - 15:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

* حقيقة هالني محاولات بعض الاخوة "جـر" مقاصد ومعاني كتابات الاستاذ غالب الشابندر الاخيرة "" نحو علم نقدي متطور"" الى زاوية معينة واظهارها وكأنها تجاوز لمقدساتنا واعرافنا ، ولست في موضع الدفاع عن استاذنا الشابندر بقدر ما هو ذود عن الفكر الاسلامي الملتزم الذي يسعى الى اصلاح بيئتنا الشيعية العراقية ، والذي هو امتداد لجهود علماء اجلاء ليس اولهم الشهيد الصدر الاول(قدس) ولا آخرهم الشهيد الصدر الثاني (قدس)، هذا  الفكر الذي قوض مضاجع المستفيدين من حالة التخلف تلك ، وزلزل انظمة فاسدة ، وسوف يغير الكثير على مستوى محيط العراق والعالم الاسلامي . 

احد الاخوة الفضلاء (والذي لانشك بنيتهم الطيبة)وفي رده او نقده لنقد الاستاذ الشابندر، قدم تقسيما جديدا للنقد وسماه بالموضوعي والمسيس .
 شخصيا لم افلح في العثور على مصادر هذا التقسيم وان كان في ذهني التقسيم المعروف بالموضوعي و الاموضوعي ..ولم استطيع ادراك حقيقة مايرمي اليه الفاضل احمد السماوي من وراء هذا التقسيم وما يعني بـ "النقد المسيس" وعلى الارجح انه يقصد طرح النقد وتوجيهه بما يخدم المصالح الذاتية والحزبية  " السياسية " ، ولكن هذا التصنيف يمكن ادراجه تحت بند او نقطة من تفرعات النقد الاموضوعي ، والذي يمكن ان يشمل المنفعة الاقتصادية و السياسية و "الجاه" الاجتماعي والمعنوي ..الخ وهذا بدوره يمكن ان يكون غرضا لرجل الدين كما هو غرض لرجل السياسة او الاقتصاد او الفن ..الخ

 يستمر الاخ الفاضل احمد السماوي موضحا ومعرفا (النقد المسيس مغلق  والنقد الموضوعي مفتوح)  وبصراحة ، يصعب عليَّ ادراك حقيقة الطرح، في نفس الوقت الذي يُستكثر فيه على الاخر نقد اخطاء وسلوكيات لم يعد تاثيرها محصور في شخص او موسسة بذاتها بل اخذ يطال العقيدة كلها بحجج لم ينزل الله بها من سلطان، ثم وضع "المنتَقَد"(بفتح القاف) بموضع مقدس وحمايته بسور شائك ومكهرب ورفعه فوق مستوى الخطأ، واعتبار الامر وكانه خروج على الملة و تخلي عن المقدسات ، وهذا الاسلوب "مع الاسف" بدأ يرفع مؤخرا وفي الاوقات "الحرجة" لقمع الاصوات المتأوهة والمتالمة من الواقع المرير وكذا المُصلِحة(بضم الميم وكسرالام) التي تبغي الاصلاح في امة رسول الله صلوات الله عليه وعلى اله ..

فاذا كان النقد الموضوعي منفتح ولاتحده الحدود وألاسوار طالما كان الهدف هو الوصول الى الحق ، فلماذا هذا الاعتراض والتهويل والتشكيك بالنوايا ؟!!!

يقول الاخ السماوي:(النقد الموضوعي يلتزم باستيعاب مايقوله الاخر ويحترم حرية التفكير عنده اما النقد المسيس  فيريد اعدام الاخر وحقه في التفكير ..)) ثم يقول في مكان اخر (( الاستاذ غالب لم يكلف نفسه استيعاب محتوى المقالة ومن ثم الاشكال على ادلتها واسلوبها ...))

 ولا ادري هل يريد الاخ بكلامه القول بان الاستاذ الشابندر لـم تؤهله ثقافته ومعرفته "بعـد " للوصول الى مرحلة استيعاب كلام الاخرين ؟ ، وهذا تجني واضح بل وكبيرة في حق مفكر اسلامي معروف ، بالاضافة الى ان "الكلام" يخرج من موضوع النقد المطروح الى نقد الناقد ، فيدخل تحت تصنيف النقد الاموضوعي او المسيس كما سماه الاخ نفسه .

او انه يريد مقصد اخر وهو :على الاستاذ الشابندر ان "يستوعب " كلام الاخر " بالرغم من الرفض العقلي والمعرفي له "والا فانه تكابر وقصر فهم ؟!!!وهذا بدوره يصب في مجرى النقد الاموضوعي.

 

حقيقة ان من شروط نقد النقد ان يقوم الناقد بتحليل النقد ثم تفنيده فقرة فقرة وفي اطار الموضوع نفسه ، أما ان يشكك بفهم لاخر واستيعابه  ويطلب منه استيعاب قضية ما من المنظور والمنطلقات نفسها ، فلعمري هذا هو عين "الاموضوعية " ، وهذا تفكير كارثي ليس وليد اللحظة بل ارث عصور مظلمة جعلت من الاستقلالية في التفكير و الفهم و الاستيعاب ، انحراف وضلال وعلى متبعه ان يقدم الاعتذار لانه فهم "النقطة " الفلانية من منظور وزاوية اخرى لا تلتقي او تتفق مع نظر الاخر "الا" معصوم لانه يحمل تقديسا معينا ..

لقد تطرق الاستاذ غالب الشابندر في مقالاته(نحو علم نقدي متطور) لسلبيات مزمنة كان يمكن ان يؤدي تجاوزها من قبل الموسسة المرجعية الموقرة الى حالة من الحركة الثورية قد تعوض عهود طويلة من التباطيء والقوقعة التي فرضها الظالمون والطغاة على علمائنا الاجلاء وفكرنا المستنير ، خصوصا وان المتغيرات الزمنية والحضارية خلقت ظروفا قد تكون هي " الانسب " منذ اسشهاد امير المؤمنين(ع) لان ياخذ الفكر الشيعي دوره في قيادة العالـم .

ان القاريء المحايد لما طرحة الاستاذ الشابندر يلمس بوضوح الحرص الكبير منه على الاسلام عموما والفكر الشيعي الحقيقي بالخصوص وعلى علماء الامة العاملين ، ونستغرب بشدة من محاولات البعض "تحريف" مايعنيه ، او اظهاره وكانه هجوم على العلماء حفظهم الله في ذات الظرف الذي يُسب فيه علماء شهداء كبار ورموز اعلام ولم نسمع لانفاسهم حسا ، وهذا في الحقيقة ينطلق من تفسيرين لا ثالث له اما انهم " فعلا " اساءوا فهم الاستاذ غالب الشابندر ومن غير قصد الاساءة اليه لانهم يرون في علماء الامة حفظهم الله مقدسات لايجب ان يطالهم النقد لانهم لايخطئون . او انهم فهموا المقصد ولكنهم ارادوا تحريف الكلم عن مواضعه لاثارة "الشوشرة" واللغط حول الناقد وابعاد الاذهان عن النقد لانهم من الوسط المستفيد الذين يمكن ان يفقدوا مكتسباتهم الذاتية والعائليه حين ينطلق الفكر الشيعي خارج اطار المدن والعوائل والاقطاع الديني .
* [email protected]

 

#ابن_الغراف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات