أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد هيبي - مرحبة - قصة للاطفال














المزيد.....

مرحبة - قصة للاطفال


احمد هيبي

الحوار المتمدن-العدد: 1158 - 2005 / 4 / 5 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


مرحبة
قصة للأطفال بقلم: أحمد هيبي
في المدرسة، تعلّم سامر أن الناس يحيّون بعضهم عندما يلتقون. سامر كان في الصف البستان. قالت لهم المعلمة:
- في الصباح يقول الناس "صباح الخير".
- في المساء يقولون "مساء الخير".
- وفي كل الاوقات يقولون "مرحبة" أو "السلام عليكم".
يوم الجمعة هو يوم العطلة المدرسية. وسامر قرر أنه يجب ان يحيّي المارة في الشارع ، كما تعلم في الصف!
عندما مر جارهم الشيخ رضا، اقترب منه سامر, وقال له بصوت ضعيف: مرحبة!
الشيخ لم ينتبه لسامر ولا سمع تحيته. لان صوت سامر كان ضعيفا جدا. استمر الشيخ في طريقه الى الجامع.
بعد قليل جاء ولد كبير ، من الحارة الغربية، يركب دراجة. كان الولد مسرعا جدا. ولكن سامرا أصر أن يقول له مرحبة، وبصوت عال هذه المرة. ولكي يسمعه الولد، اندفع سامر نحو الدراجة، وهو يبتسم ويقول لصاحبها:
- مرحبة .. مرحبة!
الولد لم يفهم ما يريده سامر منه. وجه دراجته الى الناحية الاخرى، كي لا يصطدم به، واستمر في طريقه دون أن يرد التحية!
غضب سامر. وقال أكيد الناس لا يرونني في هذا المكان، فأنا صغير وهم كبار. سوف انتقل الى البراندة في الطابق الثاني. وهناك يراني الجميع، ويردون التحية. كانت برندة دار سامر تطل على الشارع الرئيسي، حيث كان يمر اناس كثيرون.
صعد سامر الى فوق. وأوّل من مرّ كان سيارة شحن, تسير ببطء، لأن حمولتها كبيرة. لوّح سامر بيده للسائق الذي بدا صغيرا في قلب السيارة، وقال له: مرحبة! ولكن سامر لم يسمع نفسه، لان هدير السيارة كان عاليا جدا. حزن سامر. وقال الآن سأصعد الى سطح البيت، فهناك لا أسمع هدير السيارات.
لم تمر شاحنات كبيرة عندما كان سامر على السطح، بل مرت "أم علي" جارتهم. كانت ام علي تبدو كأرنب صغير من فوق. أكيد أنها لن تسمع. ولكن سامرا أراد ان يجرب. رفع يده ملوحا، وصاح بأعلى صوته: مرحبة! التفتت أم علي لتعرف مصدر الصوت. كانت سامعة جيدا. وقد التفتت الى كل الجهات الأربع، ولكنها لم تعرف مصدر الصوت, لأنها لم تنظر الى فوق.
عندها رفع سامر صوته أكثر وقال:
- مرحبة .. مرحبة .. يا أم علي!
التفتت العجوز الى فوق. وعندما رأت سامرا ابتسمت. ولكنها أشاحت بوجهها بعيدا. فأم علي كانت مسرعة.
تشجع سامر الآن. وبعد قليل مرّ أبو كريم.
أبو كريم كان يجر عربته. انه يبيع الخضار في الشارع. قال سامر لأبي كريم: مرحبة!
نظر أبو كريم حوله ليعرف من يناديه. فرأى سامرا فوق سطح البيت.
قال أبو كريم:
- ماذا تريد؟ أنا لا أسمعك .. تعال انزل الى هنا!
قال سامر بانفعال:
- مرحبة .. .. مرحبة .. ألا تسمعني؟
قال أبو كريم:
تعال الى هنا لأعرف ما تريد .. فأنا لا أسمع من أصله!
نزل سامر الى البرندة. وحيّا من جديد أبا كريم. ولكن هذا لم يسمعه. لقد كان سمعه خفيفا. وهو لا يسمع، الا اذا صاح المتكلم قريبا من أذنه. انه يسمع الكلام الذي يدور حول أنواع الفواكه والخضار أكثر من غيره.
قال أبو كريم: ماذا تريد أمك ان تشتري؟
خجل سامر من نفسه. فقد ظن أبو كريم أن سامر يوقفه من أجل شراء الخضار.
قال سامر: سأذهب لأسأل امي!
قالت الأم: لا ينقصنا شيء الآن. ولكن اذا اردت أن تشتري عنبا، فخذ نقودا عن الطاولة واشتر ثلاثة كيلو عنب!
أخذ كريم النقود وخرج الى الشارع. ولكنه لم يجد البائع. لقد ذهب أبو كريم. ولم يكن في الشارع الا سعيد خطيب أخته. وقد وقف قريبا من الباب.
قال سعيد:
- مالك "ملخوم" يا سامر؟ لماذا تراني ولا تقول مرحبة؟ ألم تتعلم في المدرسة أن الناس يحيّون بعضهم عندما يلتقون، ويقولون صباح الخير في الصباح .. مساء الخير في المساء .. ومرحبة والسلام عليكم في كل الاوقات؟
خجل سامر من نفسه خجلا شديدا. وقال وهو يسرع الى الداخل، ناسيا حتى أن يقول لسعيد تفضل:
- مرحبة .. مرحبة ..



#احمد_هيبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للكاتب سلطة؟
- قصة - رحلة مع لينين
- الجنس عند اليهود - القسم الثاني
- ادب الاطفال من الخارج
- اسمي الجديد
- الكلوت


المزيد.....




- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد هيبي - مرحبة - قصة للاطفال