أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عباس ميرزا المرشد - قهوة البدوي :القبيلة المحاربة في البحرين ومسيرة الاصلاح الدستوري














المزيد.....

قهوة البدوي :القبيلة المحاربة في البحرين ومسيرة الاصلاح الدستوري


عباس ميرزا المرشد

الحوار المتمدن-العدد: 1154 - 2005 / 4 / 1 - 07:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


" ما زالت مؤسسة العرش تنظر إلى الدولة على انها أعمدة خشب، توقد منها النار، لصنع قهوة البدوي في الصحراء"

حسناً فعل وزير الدفاع البحريني عندما أكد بوضوح تام، تلاحم مؤسسة الجيش مع مؤسسة العرش، وابدى استعداد قواته المدججة بالسلاح على قمع أي تحرك شعبي. الجيوش في الدول الحديثة تبقى مرابطة على حدود وتخوم الدولة، لتبقى حامية للدولة من الأطراف الخارجية، لذا فإن القوات المسلحة لا تدخل في التوترات السياسية الداخلية والتجاذبات بين الفرقاء، إلا عندما تتحول تلك الصراعات إلى مصدر تهديد فعلي حقيقي لأمن المواطنين ومصالحهم .
تلاحم القوات المسلحة (الجيش ،الأمن، الحرس الوطني) في البحرين هو تلاحم عضوي لا انفكاك عنه، وظيفته الاساسية حماية مؤسسة العرش وليس الدولة، فالدولة تعاني من تداخل سلطات سلطاتها الداخلية، وتدخل وزير الدفاع، هو تجاوز مدني لوظيفة الجيش العسكرية، وهو ذاته أبرز تمثيل أن القبيلة ونظام القبيلة في البحرين، لا يتغير، وإن تزين بأوشحة التمدن والديمقراطية.
تصريحات وزير الدفاع ووزير الداخلية ومجلس الوزارء، والتي جاءت مجتمعة ومعلقة على خروج مسيرة الاصلاح الدستوري، هي تصريحات صادرة من مصدر واحد، هو مؤسسة العرش، التي عجزت حتى الآن عن إيجاد قنوات ديمقراطية تعبر عن الحراك السياسي داخل الدولة، فمسيرة الاصلاح الدستوري لم تكن تحمل معها أي ملفات أخرى سوى ملف الاصلاح الدستوري، وهو ملف تنحصر قرارته وكل متعلقاته بمؤسسة العرش.
كان الوضع سيكون مختلفا جدا، لو كانت تلك التصريحات جاءت عقب أحداث مهددة لأمن الدولة، وسلامة أرضيها، لكنها جاءت صريحة تحمل في عباراتها إرهاباً، وتحديداً وسيلة القمع "عسكرية"، عبر مجازات استخدام القوة، واعلان الحرب، على مجموعات شعبية فاقت 80 الفاً من المحبين لهذه الأرض، خرجت في مسيرة سلمية جدا تحمل اعلام البحرين بكثافة لم تشهدها البلاد، وتطالب ببعض الحقوق السياسية، وعلى رأسها العودة إلى دستور 1973، والذي الغي بإرادة الملك، واستبدله بدستور 2002 .
دعونا نتأمل عناصر الحدث قليلاً: "دستور، جيش، مكافحة الشغب، مجلس وزراء، ، جمعية سياسية، شعب، مسيرة سلمية"، كيف تنتظم هذه العناصر؟، أو كيف يمكننا تنظيمها في البحرين؟، كل هذه العناصر تنتمي إلى حقل الدولة السياسي، ويمكننا أن نركب منها مجموعات هائلة من العلاقات، وكل علاقة لها تحليلها الخاص، لكن هذه التصورات تبقي رهينة التصور الذهني، إذ يمكننا أن نلعب بها ونؤلف ما نشاء، فيصبح الملك مثلاً في أسفل الهرم والشعب في الأعلى. الأمر سيختلف جدا، عندما نرصد هذه العلاقات كما تتشكل بناء على معطيات القوة، وكيف تعمل على أرض الواقع.
لو نرجع للوراء قليلاًً، في معرض توصيف بن خلدون لسلوك الأنسان البدوي إزاء الحضارة والبناء العمراني، يقول أن البدوي يعمد إلى خلع الأخشاب من سقوف البناء من أجل أن يعمل القهوة ويريح مزاجه المتعكر من جو الصحراء، هكذا يفعل!!، من دون اكثرات أو اعتبار لما هو حضاري، فمن أجل مزاج القهوة تهدم البيوت وتلغي الدولة وتخرب المدن!، ويصبح مصير اخشابها، وقودا لقهوة القبيلة.
وفي معرض توصيفه لسلوك حاكم البحرين محمد بن خليفة 1870، يقول ناصر الخيري في كتابه قلائد النحرين، ان محمد بن خليفة لم يكن يعرف من أصول الحكم شيئا أو ادارة البلاد سوى أن يجلس في مجلسه متغطرسا، ويقهر هذا، ويذل ذاك، ولا يقول سوى "أجلب القهوة يا ولد ؟".
إذن كيف سيتم التحول من إطار القبيلة المحاربة، إلى إطار الدولة، والحال هكذا ؟
استراتيجة خطاب الحرب والبقاء في فلكها هو ما سوف يحدد لنا الصورة أكثر. الحرب تهدف دائما إلى اخراج العدو إلى ساحة المعركة واشعاره بالقوة والقدرة على التدمير وفرض الأمر الواقع. تبدأ هذه الاستراتيجية بأثر يكشف عن نشاط ما، وقوة ما، وفيما وراء الأثر أو الدليل، توجد العلامة التي تكشف عن رسوخ فعال، وتكشف ايضا عن انبثاق معلومات، وعند هذه المرحلة من الترجمة يتفوق الاعلان وتصبح المطالبة بمزاج قهوة البدوي تخوما للمشروع الاصلاحي، وملجأ من ملاجيء تراث الأجداد، وهمزة الوصل بين الحرب المقدسة والحرب القادمة، فالقبيلة المحاربة لا تكتفي بخلع أعمدة الدولة وأعمدة البناء فحسب، وانما تحدوها الرغبة القاتلة في تحويل المجتمع الأهلي إلى مجتمع حربي، يعيش هاجس الحرب والقلق والدمار. ربما سأمت مؤسسة العرش لعبة الديمقراطية، والتي سارت فيها ردحا من الزمن، لذا فإن انتقال مؤسسة العرش ومؤسسات الحكم الأخرى من اللعبة الديمقراطية إلى الأعراف القبلية، هو لب عقلية النظام، وهذه التنقلات من الديمقراطية إلى القبيلة هي جوهر تعامله "عقل النظام" مع كل القضايا والملفات المطروحة للنقاش، فكل التصريحات التي تلت مسيرة الاصلاح الدستوري، تؤكد شفافية مؤسسة العرش في تعاطيها مع قضايا الحقوق السياسية وأطر الدولة الحديثة والمسألة الديمقراطية. لقد جاءت هذه التصريحات واضحة جدا في قناعة تامة وموغولة في عمق طبيعة تلك المؤسسات والادارات، تلك الطبيعة القبلية، ومن دون الاحتماء بالديمقراطية، هناك مواد قانونية قامعة، وهناك تسلط سياسي وخبرة تدمير الدولة، وكل هذا يحتاج إلى تنشيط، والقيام بالدفع به إلى الواجهة.
لكن استراتيجة الحرب هذه، قد تكلف مؤسسة العرش كثيرا جدا، فهي لا تواجه قطاعا صغيرا، أو صورة جوية مأخوذة للمسيرة كبرى قوامها 80 الفا و أكثر، بل انها تواجه رغبة جماهير عارمة، ملت الجلوس والاستماع إلى جوقة قهوة البدوي، وهي تؤكد أن على مؤسسة العرش أن تترك الكذب لفترة، لتعود الى حقيقتها الماثلة عبر هذه التصريحات الارهابية.
ربما سيكون على مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات السياسية أن تأخذ الخيار نفسه، وان تسمح لمؤسسة العرش باستخدام كامل جبروتها حتى تصل إلى ذروتها، ومن ثم ستكون عاجزة عن التقدم، وتنهي جلسة مزاج قهوة البدوي.



#عباس_ميرزا_المرشد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد مركزية الدولة :البيروقراطية القبلية وأسطورة الحكم
- رهائن أم معتقلين: الحكومة والمعارضة في خندق الصراع


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عباس ميرزا المرشد - قهوة البدوي :القبيلة المحاربة في البحرين ومسيرة الاصلاح الدستوري