أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجم الديليمي - البيرسترويكا وخيانة القادة















المزيد.....



البيرسترويكا وخيانة القادة


نجم الديليمي

الحوار المتمدن-العدد: 1152 - 2005 / 3 / 30 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"البيرسترويكا" وخيانة ( القادة ) اذار /1985-2005
بقلم الدكتور نجم الدليمي

1- التغيير ضروري... ولكن؟
إن عملية التغيير والتطوير هي ضرورية وحتمية للاقتصاد والمجتمع الاشتراكي ، ولا يمكن تحقيق أي نجاحات مستمرة في كافة الميادين بدون عملية التجديد والتطوير وهذه هي سنة الحياة وهذا هو جوهر قانون الديالكتيك.
إن عملية التغيير والتجديد ترتبط بطبيعة النظام السياسي والاقتصادي- الاجتماعي الحاكم ، وما هي الطبقة التي تقود هذه العملية ؟ ولمصلحة من؟ وما هو الهدف الرئيسي من ذلك؟
إن الاتحاد السوفيتي كمجتمع وإقتصاد إشتراكي لم يواجها أزمة إقتصادية – إجتماعية مثلما واجه النظام الرأسمالي العالمي خلال فترة الثلاثينات من القرن الماضي وخاصة المجتمع والاقتصاد الامريكي ، وإستمرار هذه الازمات للنظام الراسمالي العالمي خلال فترة السبعينات – الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ولايزال يواجه المجتمع والاقتصاد الرأسمالي الازمات الماليه والاقتصاديه والاجتماعيه وحتى الاخلاقية ، وهذة الازمات نابعة من جوهر النظام الرأسمالي نفسة وفشل النظام الرأسمالي في إيجاد حلول جذرية لأزماته العامة ، فهو "نجح" في تصدير أزماته الى الخارج وبدأ اليوم يعالجها من خلال إشعاله للحروب غير العادله ضد شعوب البلدان النامية وغيرها وتحت مبررات واهية ومنها "الدفاع عن حقوق الانسان والديمقراطية ومكافحة الارهاب..."
لقد كانت عملية التغيير ضروريه وإتخاذ خطوات سياسيه وإقتصادية –إجتماعية ملموسة من أجل دفع عجلة التطور الاقتصادي الاجتماعي الى الامام ومن أهم هذة الخطوات هي:- إعطاء الاولوية لتطوير قطاع إنتاج وسائل الاستهلاك [قطاع ب]، وتعزيز الديمقراطيه داخل الحزب والمجتمع لصالح وحدة الحزب والمجتمع الاشتراكي ، و"تنظيف" الحزب من العناصر الانتهازيه والتحريفية والطفيلية وبغض النظر عن الموقع الحزبي أو الاداري ، وإشراك فعلي وحقيقي للشغيلة في رسم وتنفيذ السياسة الاقتصادية- الاجتماعية بما يعزز ويطور الملكية الاشتراكية العامة لوسائل الانتاج ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وتطوير هذة الاجراءات بما يتلائم وطبيعة المرحلة بهدف إيجاد لغة تفاهم وثقة مشتركة بين الشعب والحزب والعمل على تعزيز ثقة الشعب بالحزب الحاكم ، والاستفادة العقلانية من سياسة "النيب" [السياسة الاقتصادية الجديدة ]التي رسمها ليينين خلال فترة العشرينات من القرن الماضي وفقاً للضروف الجديدة .
إن النجاحات التي حققتها القيادة الصينية خلال عشرون عاماً الماضية وفي كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية ...قد عكست نجاح و وقوة وإنتصار الاشتراكية في جمهورية الصين الشعبية ، فأصبحت جمهورية الصين الشعبية دولة صناعية وزراعية وعسكرية عظمى ، وكما إستطاعت أن تغزو الفضاء بامكانياتها العلمية الخاصة ، هذا وغيرة قد تم وفق عملية الاصلاح الاقتصادي الاشتراكي ، وبنفس الوقت حافظ الحزب الشيوعي الصيني كحزب يقود السلطة والمجتمع الاشتراكي على دوره القيادي والحفاظ على الملكيه العامه لوسائل الانتاج وسمح وفقاً للقانون للملكيه الخاصة بالعمل والنشاط وتم فرض الرقابة الصارمه على هذا النشاط .
إن ما حققته جمهوريه الصين خلال عشرون عاماً الماضية لم تستطع أن تحققة الراسمالية خلال عمرها الذي تجاوز ثلاثة قرون ، علماً إن جمهورية الصين الشعبية لم تكن بلداً غنياً في موارده مثل دولة الاتحاد السوفييتي ، وإستطاعت الاشتراكية من أن تضمن كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لمليار و300 مليون نسمة ومنها حق العمل ومجانية التعليم والعلاج وضمان الشيخوخة ...وغيرها من الحقوق .ولكن هذا لايعني إن التجربة الصينية لا تواجة بعض المخاطر السياسية والاقتصادية والعسكرية ....وتنبع هذه المخاطر بالدرجة الاولى من قبل النظام الامبريالي العالمي بقيادة الامبريالية الامريكية ، فهي وحلفاءها قد فشلوا في تنفيذ مخططهم اللامشروع عام 1989م ، ولكن هذا لايعني إن أمريكا وحلفائها ليس لديهم مخططا هداماً وتخريبياً يهدف الى تقويض النظام الاشتراكي في الصين ، لأن تجربة الصين الشعبية قد خلقت لهم رعباً سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً كبيريين ، ولكن حجم هذة المخاطر وأخطارها على النظام الاشتراكي الصيني
يرتبط بالدرجة الاولى على قيادة الحزب الشيوعي الصيني من أن تتحلى بالمورنة والادراك والحسم المبدئي لهذه الاخطار ومعالجتها بالاستناد للفكر الماركسي – اللينيني اَخذين بنظر الاعتبار الظروف والتقاليد .......للشعب الصيني .
إن التجديد والتغيير للأقتصاد الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي كان ضروري وأن كل مستلزمات التغيير سواء من الناحية المادية أو الكادر العلمي كانت متوفرة ، ولكن هدف التغيير والاصلاح الاقتصادي والسياسي يجب أن يحافظ على النظام الاشتراكي القائم وتطويره وليس تقويض النظام ؟ وتحت غطاء ما يسمى بالبيريسترويكا السيئة الصيت!!

2-أسئله مشروعة
إن ما حدث في الاتحاد السوفييتي خلال الفترة من عام 1985 وحتى عام 1991م من خدعة وخيانة كبرى لم تحدث في أي بلد أو لإي شعب من شعوب العالم في التأريخ المعاصر ، فأن" قيادة" حزب شيوعي تقوم بتنفيذ مشروع الحكومة العالمية "البيرسترويكا " بهدف تقويض حزبها ودولتها العظمى لقاء ثمن بخس جداً بالمقارنة مع مايملكة الاتحاد السوفييتي من ثروات مادية مكتشفة وغير مكتشفة ، والاولى ٌقدرت حسب الخبراء الروس ب380 ترليون دولار .
إن خطة دالاس التي تم إقرارها والمصادقة عليها من قبل مجلس الامن القومي الامريكي وبنفس الوقت تم تحديد الفترة الزمنية لتنفيذ هذه الخطة ب50 سنة ، وبهذا الخصوص يشير الكاتب السوفييتي باميل موستافين إن ثمن" البيرسترويكا" كان أكثر من 3 ترليون دولار لشراء النخبة الحاكمة في "قيادة " الحزب وكوادره وفي الجيش وجهاز أمن الدولة وقوات الداخلية والوزراء وأعضاء البرلمان و"قيادة"المنظمات الشبابية والطلابية والمهنية ... [جريدة باتريوت رقم 56 ، كانون الاول /2004 باللغة الروسية]. ويشير الاكاديمي الروسي غينادي أوسيبوف ، خلال 13 سنة من بناء الرأسمالية [المتوحشة]في روسيا تم تهريب رأسمال قّدر ما بين 5- 6 ترليون دولار للبلدان الاجنبية وحصة الاسد في البلدان الرأسمالية وخاصة في أمريكا ، وهذا ما يعادل 2 ميزانية للحكومة الامريكية [جريدة روسيا السوفييتية ، 24/7/2003م باللغة الروسية].
إذ اًمن حق أي مواطن وخاصةَ إذا كان سياسي أن يطرح الاسئلة المشروعة وهي:- هل كان غورباجوف وفريقه مخلصين لشعبهم وحزبهم في عملية مايسمى بالبيرسترويكا من أجل تطوير وتغيير وتعزيز الاقتصاد الاشتراكي في بلدهم؟هل كان لدى غورباجوف وفريقه هدفاَ هو الحفاظ على السلطة السوفيتية والنظام الاشتراكي ومنجزاتة ؟هل كان لدى غورباجوف وفريقة أن يحافظ على دور ومكانة الحزب الشيوعي السوفييتي كحزب يقود السلطة والمجتمع ؟ ما هو الدور الذي لعبته قوى الثالوث العالمي في إعداد وتنفيذ مشروع "البيرسترويكا" الهدام وبالتنسيق مع حلفاؤهم في قيادة الحزب والسلطة ؟ ماهو دور القيادات المخلصة في الحزب والسلطة وخاصة في جهاز أمن الدولة[ك.ج.ب.] والدفاع والداخلية ؟ هل حقا إن جميع هؤلاء القيادات والكوادر المخلصة لم يشعروا أو يقدروا ما هو حجم المخاطر والاخطار على حزبهم ونظامهم الاشتراكي؟ لماذا أعلن غالبية "قادة" الاحزاب الشيوعية في أوربا والبلدان النامية تايدهم ومساندتهم لنهج غورباجوف البيرسترويكي الهدام [بإستثناء فيديل كاسترو وخالد بكداش.....] و بدليل قامت بعض المجلات" العلمية " !!بعقد ندوات "علمية" لتأيد سياسة غورباجوف وفريقه وبعضهم إعتبر "البيرسترويكا" هي" ثورة إكتوبر الثانية "؟!وهي "تشكل عصراً جديداَ....."؟! هل هذا تم صدفة أم ...؟!، ولماذا إنفجرت قريحة الاقلام الصفراء من الانتهازيين والتحريفيين في الحركة الشيوعية العالمية
بالمدح والتمجيد لنهج غورباجوف ، و"فجأةَ" إختفت هذه الاقلام الصفراء بإختفاء الاتحاد السوفييتي ، وهل أُوكل لهذه الاقلام الصفراء هذه المهمة غير المشرفة ؟! أسئلة كثيرة وكثيرة تحتاج الى الكثير من الدراسة والتحليل العلمي وتقع المسؤولية الاولى في تحقيق ذلك على قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي اليوم بهدف تقييم هذه المرحلة السوداء في تأريخ حزب وشعب عظيم.
3-وعود وشروط الغرب الامبريالي
في اًَذار عام 1985م، تسلم ميخائيل غورباجوف مقاليد قيادة الحزب والسلطة وفي عام 1986-1987م، طرح غورياجوف مشروع مايسمى بالبريسترويكا وتم طرح شعارات هذا المشروع وهي" حقوق الانسان والديمقراطية ، وإقتصادالسوق[ أي إقتصاد سوق؟] والتعجيل والتطوير وتحسين الاشتراكية وإكسابها مظهر >و >؟! وعلق غالبية الشعب السوفييتي كل اَماله على غورباجوف ومشروعه ، هذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على ضعف الوعي السياسي لدى غالبية الجماهير وخاصه لدى الطبقه العاملة السوفييتية- طبعاَ-هذه حقيقة موضوعية يؤسف لها، إلا أن امالهم خابت وفشلت ولم يحصلوا على أي شيء سوى تفشي الرشوة والجريمة والبطالة والتخريب المقصود للاقتصاد الوطني وتأجيج النزاعات القومية والحروب الاهلية ...!!
لقد أدخل غورباجوف دولتة العظمى وبشكل محسوب له مسبقاَ مع حلفاؤه في الغرب الامبريالي في مأزق سياسي وإقتصادي- إجتماعي بسبب هذا النهج الهدام وخلال فترة حكمه ، وطد غورباجوف علاقاتة الرسميه والشخصية مع قادة البلدان الرأسمالية في واشنطن ولندن وبون وباريس وتل أبيب!!وأوعدوا قادة الغرب الامبريالي غورباجوف بتقديم عشرات المليارات من أجل" تجديد" "وتطوير" الاقتصاد السوفييتي إلا أنهم في واقع الحال لم يقدموا الى غورباجوف وفريقه ولا دولار واحد لتحقيق الهدف المعلن ؟!
لقد قّدمت الامبريالية الامريكية وبعض حلفائها بعض" المساعدات" الغذائيه وهي تمثل خزين حلف الناتو وأن قسماَ من هذه السلع الغذائية أصلاً غير صالح للاستعمال. وبدا لصوص" البيرسترويكا" وقوى إقتصاد الظل المافوية بالمضاربة والمتاجرة بقوى الشعب السوفييتي سواء في السلع المنتجة وطنياَ أو في السلع الغذائية التي أرسلها الغرب الامبريالي عبر ما يسمى بالمساعدات الغذائية !.
وبسبب هذه السياسة الرعناء والمخطط لها بدأت جماهير الشعب السوفييتي تتذمر من نهج غورباجوف وظهرت الازمات في الميدان السياسي والاقتصادي والاجتماعي وفي مقدمة ذلك فقدان السلع الغذائية الضرورية من المخازن الحكومية بما فيها الملح والكبريت وأصبحت المخازن فارغة فعلاَ وخاصة خلال الفترة 1989-1991م، ولعبت قوى الثورة المضادة في الحزب والسلطة الدور الرئيسي في ذلك بهدف إثارة نقمة الشعب على الحزب الشيوعي السوفييتي كحزب حاكم وبالتالي تم عزل وفصل الجماهير بما فيها أعضاء الحزب عن الحزب الحاكم وبالتالي تم بسهولة تقويض الحزب والسلطة السوفييتية.
4-هل الازمة صدفة أم مخطط لها؟
إن الاجراءات اللاعقلانية واللاعلمية التي إتخذها غورباجوف وفريقة وخاصة في الميدان الاقتصادي وتحت غطاء" التجديد" و "التطوير "ثم إيقاف أكثر من 50% من مصانع الادوية والسكر وغيرها من المؤسسات الانتاجية وظهور نظام البطاقات التموينية ....مما أثر كل ذلك سلباَ على حياة المواطن وخاصة البسطاء منهم ، وكما إستغلت المافيا الاجرامية وقوى إقتصاد الظل ولصوص " البيرسترويكا"هذا الوضع الشاذ وغير الطبيعي لتحقيق أهدافهم السياسيه والاقتصادية ، فلجأوا الى دفن السلع الغذائية في الغابات بهدف عدم إيصالها الى المواطنين . وبسبب إشتداد الصراع السياسي والفكري بين" التيار اليساري " [جماعة غورباجوف] و "التيار اليميني"التيار المعارض لنهج البيرسترويكا ، دخلت البلاد في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار ، وتم إضعاف دور ومكانة الحزب الشيوعي السوفييتي كحزب حاكم وتم تأجيج الصراعات القومية وظهور تنظيمات قومية متطرفة مدعومة من قبل الغرب الامبريالي وأجهزتة المخابراتية ... حتى وصلت الامور الى إستخدام القوة العسكرية لقمع المواطنين و ما حدث في جورجيا وأذربيجان وجمهوريات البلطيق وغيرها إلا دليل على ذلك.
ولقد كانت قرارات غورباجوف للقيادة العسكرية وللمخابرات وقوات الداخلية قررات شفوية وتحمل إزدواجية المعنى، والهدف الرئيسي من ذلك هو الاساءة المقصودة للجيش السوفييتي وفقدان ثقة المواطنين به. ومن خلال هذه اللوحة المأساويه في عموم الاتحاد السوفييتي تم التوصل في قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي الى ضرورة إعلان حالة الطوارئ في بعض المناطق، وأعطى غورباجوف موافقته على ذلك وأعطى أوامره الى الجهات ذات الاختصاص وفي آب عام 1991م سافر مع عائلته الى القرم للتمتع بإجازته السنويه وترك بلاده غارقة بالفوضى والحرب الاهلية وبالنتيجة فقد الحزب دوره الريادي في قيادة السلطة والمجتمع ، وكان هذا أحد أهم الاسباب ألتي خططت لها قوى ألثالوث العالمي بهدف تقويض الحزب والسلطة السوفييتية.
وفي 19-21/8/1991 تم إعلان حالة الطوارئ وأصدرت لجة الدولة للطوارئ نداءاَ للشعب السوفييتي وضحوا فية برنامجهم اللاحق ...إلا ان أعضاء لجة الدولة للطوارئ لم يقوموا بواجباتهم وبالشكل المطلوب ولم يستخدموا صلاحياتهم المنصوص عليها في الدستور السوفييتي, فالسلطة بيدهم وبالكامل ومن أعضاء لجنة الدولة للطوارئ الجنرال كرشكوف ، رئيس جهاز أمن الدولة، الماريشال يازوف وزير الدفاع السوفييتي ، وبوغو وزير الداخلية وهؤلاء هم أيضاَ أعضاءاَ في المكتب السياسي للحزب، وبسبب عدم الحسم المبدئى والتردد اللامشروع لاعضاء لجنة الدولة للطوارئ (يقول غينادي زوكانوف إن أحد أعضاء لجنة الدولة للطوارئ كان يعمل لصالح يلتسين ولم يفصح عن ذكر إسمة)إنتهز يلتسن وفريقه وبدعم كامل من أمريكا وحلفائها إعتقال لجنة الدولة للطوارئ وفي اليوم الثالث لانقلاب يلتسن خرج مابين 5-6 ألف متظاهر" تأييدا"َ ليلتسن .؟!
إن الشئ الهام الذي لابد من ذكره هو إن الحكومه العالميه لم تضع كامل أوراقها على غورباجوف وفريقه ، بل خلقت جهازاَ سياسياَ وإدارياً موازياً لسلطة غورباجوف في حالة فشل غورباجوف في تنفيذ مشروع الحكومة العالمية فأن الاحتياطي هو يلتسن وفريقة وعلى الارض تحقق ذلك فعندما إنتهى دور غورباجوف ، تمت الاطاحة بة وفق الاسلوب" الديمقراطي "الامريكي وظهر بوريس يلتسن "رائد الاصلاح والديمقراطية في روسيا!!.
وفي 8-9/12/1991م إجتمع في مينسك عاصمة جمهورية بيلوروسيا كلاً من رئيس روسيا يلتسن ، ورئيس أوكرايينا كرافجوك ، ورئيس البرلمان البيلوروسي شوشكييفج وعقدوا معاهدة الخيانة والتي إطلق عليها إسم "بيلوشيفسكيا بوشة " أعلنوا حلّ التحاد السوفييتي وإعلان كلاً من روسيا واكرايينا وبيلوروسيا كدول مستقلة ومباشرة إتصل يلتسين بالرئيس الامريكي وأعلمة بقرار حلّ الاتحاد السوفييتي وإختفاؤه من الخارطة السياسية.
وفي 25/12/1991م، أعلن غورباجوف إستقالتة من قيادة الحزب ورئاسته لدولة الأتحاد السوفييتي ودعى الى حلّ الحزب الشيوعي السوفييتي.
لقد قام كلاً من غورباجوف وفريقه ويلتسين وفريقه بتنفيذ المخطط المرسوم لهم، فالاول نفذ المخطط الهدام تحت إسم "البيرسترويكا" مائة بالمائه، والثاني نفذ المخطط المرسوم الية تحت غطاء "الاصلاح الاقتصادي"والجزء الهام من بنود هذا المخطط قد تم تنفيذه و "بابداع" ولازال نفس النهج مستمراً لغاية اليوم!!.

5-ما هي النتائج؟

إن من أهم نتائج" البيرسترويكا " خلال الفترة من عام 1985 وحتى عام 1991م تمثلت بالاتي:-
أولاً:- تم إختفاء أكبر حزب ودولة في العالم وبدون إطلاق طلقة واحدة وظهرت مباشرة 15 دولة "مستقلة " ! و15 رئيس و15 جيش و15 حكومة....؟!.
ثانياً:-تم إضعاف وتخريب القوة الاقتصادية والعسكرية للاتحاد السوفييتي وبشكل مخطط ومدروس.
ثالثاً:-عمل غورباجوف وفريقة بالتنسيق والتعاون مع الغرب الامبريالي وخاصةً مع أمريكا ومؤسساتها المخابراتية والمالية والاقتصادية على تقويض بلدان أوربا الشرقية.
رابعاً:-تم إختفاء حلف وارشو ومجلس التعاضد الاقتصادي.
خامساً:- قام غورباجوف-شيفرنادزة بالتآمر على دولة ألماتيا الديمقراطية وتقويض سلطة الحزب الحاكم فيها وبالتالي "بيعها" الى المانيا الغربية وبثمن بخس وحتى هذا الثمن البخس لم يتم الحصول عليه إلا أن غورباجوف حصل مقابل جريمته النكراءعلى لقب " الالماني الجيد" وشيفرنادزة حصل على مكافئة مالية (رشوة)لجهوده في توحيد الالمانيتين حسب ما ذكرت الصحف الرسمية في وقتها 220_230 مارك الماني !!
سادساً:- لقد أدخل نهج غورباجوف وفريقه الاتحاد السوفييتي في دوامة من الفوضى والارباك وعدم الاستقرار وإشعال الحروب الاهلية ، وخلال الفترة 1985-1991م فقد الاتحاد السوفييتي أكثر من مليون قتيل بسبب الحروب الاهلية وأكثر من 6 مليون مهّجر وبدون سكن ، وبين 25-30 مليون مواطن روسي خارج روسيا يعانون من سوء المعاملة وغياب حقوقهم المشروعة وخاصة في جمهوريات البلطيق؟!
سابعاً:-بعد غياب الاتحاد السوفييتي ودول أوربا الشرقية سابقاً دخلت شعوب العالم في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي- الاجتماعي ، وأنفردت الامبريالية الامريكية بالعالم و"بحرية"كاملة وكأنه" إقطاعية " خاصة بها، وكما نّصبت نفسها شرطي دولي على العالم ، وأعطت لنفسها "الحق" في التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة وتحت غطاء الديمقراطية ومكافحة الارهاب الدولي...." وما حدث في يوغسلافيا والعراق وأفغانستان وجورجيا وأوكرايينا، وما يحدث الآن قي جمهوريات آسيا الوسطى ، وما يحدث اليوم في لبنان والضغوطات ضد سوريا وايران وكوبا وبيلوروسيا وفنزويلا وغيرها من البلدان ، ماهي إلا ممارسات غير شرعية ومخالفة للقانون الدولي.
ثامـــــناً:-إن تفكك الاتحاد السوفييتي ، كان الحلقة المركزية لمشروع قوى الثالوث العالمي "ونجاحهم" في تحقيق ذلك " قد فتح لهم الباب على مصراعيه في إقامة مايسمى بالنظام العالمي الجديد أي هيمنة وقيادة الحكومة العالمية على العالم أجمع وعبر إستخدامها لاأدواتها الرسمية وغير الرسمية. 6-أهداف مشتركة؟!
إن أي موقف سياسي أو إقتصادي –إجتماعي لايمكن أن ينطلق من الفراغ ، بل إنه ينطلق من موقف آيدولوجي محدد وجوهره الرئيسي هو إقتصادي ، وبالتالي فأن أي موقف سياسي يعكس الموقف الطبقي والآيدولوجي ، ولا يمكن لأي موقف أن يكون خارج ذلك.
إن الصراع الايدولوجي بين النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي كان ولايزال وسيبقى مادام النظام الرأسمالي العالمي على قيد الحياة،وأن إدارة هذا الصراع ونجاحه يعتمد بالدرجة الاولى على قيادة الاحزاب الحاكمة في هذة الانظمه . لقد إشتد الصراع الايدويولوجي بين النظامين الرأسمالي والاشتراكي مباشرة بعد قيام ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى عام 1917م ، وناصبت الحكومة العالمية الخفية عداؤها الايديولوجي والاقتصادي والعسكري لهذه الثورة الاشتراكيه الشعبية، وأن الحكومة العالمية هي التي كانت تقف وراء اشعال الحروب غير العادلة في العالم وكانت هذه الحروب غير العادلة تحمل طابعاً آيديولوجياً وإقتصادياً، فالحرب العالمية الاولى (1914-1918) والحرب الاهلية في الاتحاد السوفييتي (1918-1922) والحرب العالمية الثانية (1939-1945) و "الحرب الباردة" (1946-1991) وغيرها من الحروب الداخلية والاقليمية التي نعيشها ونواجهها اليوم.

إن من أهم القوى السياسية التي ناصبت العداء المقيت للسلطة السوفييتية وللنظام الاشتراكي نذكر أهمها وهي الآتي:-
أولاً :-ألحكومة العالمية الخفية : لقد كان الهدف الرئيسي لقيادة الحكومة العالمية هو تحطيم الاتحاد السوفييتي كدولة إشتراكية عظمى سواء عبر الحروب أو من خلال الاختراق الداخلي لقيادة الحزب الحاكم بهدف تدمير الاقتصاد الاشتراكي السوفييتي والقضاء على الشيوعية سواء في الاتحاد السوفييتي أو على الصعيد الدولي .هذا هو هدف الحكومة العالمية ؟!
ثانياً:هتلـر لقد كان هتلر عضواً في أحد ى الاخويات الماسونية في ألمانيا وتم إعداده وتهيئته كقائد ماسوني لألمانيا ، ولكن بعد ماتعرف هتلر على الهدف الرئيسي للحكومة العالميةوهو الهيمنة على العالم وقيادته ، خرج من التنظيم ، لأن هذا الهدف كان يطمح اليه هتلر، وعندما إستلم هتلر السلطة في الثلاثينات من القرن الماضي أصدر قراراً بمنع النشاط الماسوني في ألمانيا ويحول هذا النشاط وبسرعة الى العمل السري.
لقد اعلن هتلر وللعالم أجمع إن مهمتة الأ’ولى[[ القضاء على الاتحاد السوفييتي –روسيا، وتقسيمه الى دويلات وفصل القفقاز وأ’كرايينا وبيلوروسيا وجمهوريات البلطيق عنه ، وكما أكد أيضاً يجب القضاء على روسيا السوفييتية،بحيث لا توجد لديها امكانية النهوض في المستقبل]] [جريدة البرافدا 15-16/3/2005باللغة الروسية ].
ثالثاً:-ألان دالاس :- قدم رئيس وكالة المخابرات المركزية الامريكية آلان دالاس خطة الى الكونغرس الامريكي عام 1945 وتمت المصادقة عليها من قبل مجلس الامن القومي جاء فيها [[........بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية سنسّخر كل مانملك من ذهب وقدرات ذهنية من أجل إشاعة الحمق والعته والتفسخ بين الروس، سوف نبذر الفوضى في صفوفهم وسنبدل قيّمهم بقيّم أ’خرى زائفه فنرغمهم على الايمان بها ، إننا سنجد لنا أنصاراً وحلفاء في روسيا نفسها]]. [جريدة البرافدا 17/2/2005، أولغ بلاتونوف ، روسيا تحت سلطة الماسونية ، موسكو، 2000م صفحــــة 7_8 باللغة الروسية ].
رابعاً:-رونالد ريغــــان, ففي التوجيه الرئاسي رقم 59 لعام 1980، الذي صار معروفاً في العالم أجمع ، صيغ هدف الولايات المتحدة الامريكية، بمزيد من الصراحة : أن تقضي على الاشتراكية كنظام إجتماعي سياسي ، أن تكون البادئة في إستعمال السلاح النووي ، أن تبلغ التفوق على الاتحاد السوفييتي في الحرب النووية وتنهيها بشروط مفيدة لها ، وكما قال الرئيس الامريكي ريغان "شطب الشيوعية بوصفها فصلاً مؤسفاً، غير طبيعي في تأريخ البشرية".[من أين يأتي الخطر على السلام ، موسكو ، دار التقدم ، 1987 صفحة 23].
خامساً :-بيل كلينتون في تأريخ 42/10/1995 ، وفي لقاء كلينتون مع هيئة قيادة الاركان الامريكية إذ قال لهم <<نحن جعلنا روسيا بلدا ملحقا ومصدراً للمواد الخام لنا....نحن ضمنا فوز يلتسن بالرئاسة للمرة الثانية ، ومهمتنا خلال 10 سنة القادمة بعد تفكيك دولة الاتحاد السوفييتي، هي العمل على تقسيم روسيا الى دويلات ، كما حدث ليوغسلافيا ، والعمل بشكل نهائي على تحطيم وتخريب المجمع الصناعي- الحربي الروسي ،وإقامة أنظمة معادية لروسيا وموالية لنا >>. [جريدة باتريوت العدد 10 آذار2005 باللغة الروسية ] وحسب مشروع غارفرد الأمريكي والذي ينص على<<يجب تقسيم روسيا الى مابين 30-40دولة قزمية [دويلات قزمية ]وأن يكون عدد سكانها لايزيد عن 50 مليون عبداً>>.[جريدة روسيا السوفييتية ،17 /3/ 2005 باللغة الروسية ].
سادساً:-ميخائيل غورباجوف:-إن غورباجوف شخصية رخيصة الثمن أصلاً وهو إنسان خان شعبه وفكره وقوّض دولته العظمى وحزبه من خلال التنسيق والتعاون مع قادة الغرب الإمبريالي ومؤسساته الدولية ، وكذلك لعبت الحكومة العالمية الخفية الدور الكبير في تحقيق أهدافها وعبر غورباجوف الذي نفذ مشروعها والذي أطلق عليه "البريسترويكا"؟!
إن " البيرسترويكا" قد ولّدت التخريب والفوضى للشعب السوفييتي ولكافة ميادين الحياة وكما أنجبت وبشكل سريع" الطابور الخامس " في قيادة الحزب والسلطة منذ أواسط الثمانينات من القرن الماضي، وبهذا الخصوص أكد ايمس المسؤول الاول في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن الاتحاد السوفييتي ودول أوربا الشرقية ، إذ أشار الى وجود 28 شخصية قيادية في الحزب والسلطة السوفييتية "عملاء نفوذ" أي ["طابور خامس"]يعملون لصالح أمريكا والعميل رقم واحد هو ياكوفلوف[عضو مكتب سياسي للحزب، ومنذ نهاية الخمسينات كان يعمل لصالح امريكا كعميل مأجور...] والعميل رقم 2، هو يفغيني بريماكوف ،وقد عرف غورباجوف بقائمة العملاء وطلب من رئيس جهاز أمن الدولة الجنرال كريشكوف أن يتم غلق الموضوع.........؟![جريدة الغد رقم 18 آذار 1994 باللغة الروسية].وكما يؤكد ياكوفلوف "إن الصهاينة لهم حق التواجد في الاتحاد السوفييتي، وتم تأسيس إتحاد الصهاينة في الاتحاد السوفييتي ".[ جريدة باتريوت ، رقم 10 ، آذار 2005 باللغة الروسية].
لقد أصبح غورباجوف متسول" سياسي " يتجول في عواصم الغرب الامبريالي بحثاً عن جمع المال-طبعاً الدولار والعمل على نقل" تجربتة" الى قادة الغرب الامبريالي وحلفاؤهم والىقادة الحكومة العالمية حول كيفية تقويض الحركة الشيوعية العالمية ، كما فعل هو بحزبه ودولته العظمى !!، إنه رخيص الثمن ، فهو حصل على رشوة مالية من رئيس كوريا الجنوبية السابق رو دو أو مقدارها 100 ألف دولار وهو رئيس دولة عظمى ورئيس أكبر حزب شيوعي في العالم ، وهذا ما أكده أكثر من مرة كل من الجنرال فلاديمير كريشكوف رئيس جهاز أمن الدولة ك . ج. ب. وفيكتور إليوخن رئيس لجنة الامن في البرلمان سابقاً ، ونائب رئيس لجنة الامن في البرلمان حالياً، عضو مجلس الدوما الروسي (البرلمان).[جريدة باتريوت ، رقم 36 آب 2004باللغة الروسية]. وكما قام المنفذ المبدع لمشروع الحكومة العالمية بالدعاية للمأكولات الايطالية "بيتزا" مقابل حصوله على مليون دولار أمريكي ،وأعترف غورباجوف بذلك وعبر التلفزيون مبرراً إنه كان محتاجا الى الدولار الامريكي.....؟!.
وبتاريخ 13/3/2005 ، وبمناسبة مرور 20 عاماً على مشروع "البيرسترويكا" أجرت القناة التلفيزيونيه الروسية الاولى" أستانكنا "لقاءاً مع غورباجوف إذ قال" إن البيرسترويكا قد إنتصرت وجوهر إنتصارها هو استحالة العودة الى الوراء [ المقصود العودة الى السلطة السوفييتية والنظام الاشتراكي ] أي الى النظام التوليتاري ، وهذا هو هدفنا الرئيسي))؟! وفي محاضرته العلمية في الجامعة الامريكية في تركيا قال (( هدفي في الحياة كان هو القضاء على الشيوعية ))[ جريدة قاسيون العدد 154، في 12/6/2001م ].فهل من المنطق والمعقول أن أندروبف لم يعرف عن ياكوفلوف وغورباجوف وهو ترأس جهاز أمن الدولة منذ عام 1968 ولغاية 1983؟!
إن السلوك السياسي لغورباجوف لم يتميز بالمبدأية والمصداقية ، بل تميّز بإزدواجية السلوك وإزدواجية المعنى في جميع أفكاره ، وهو كان ثرثار" بارع" لايفهم منه أي شيء لا السياسي ولا المواطن العادي عندما يتكلم ، ويخاطب الجمهور إنه شخصية متناقضة وتتمتع بالسلوك الانتهازي- التحريفي ،ولم يؤمن في يوم ما لا بالحزب ولا بالفكر الماركسي- اللينيني نذكر بعضا من الامثلة على تناقضاته وسلوكه الانتهازي والتحريفي ومغالطاتة الفكرية فيقول غورباجوف ((ان المجتمع السوفييتي اليوم [عام 1985] هو مجتمع الاقتصاد الرفيع التطوّر ، فقد إرتفع الدخل الوطني لأكثر من 16 مرة مقارنة بمستوى ماقبل الحرب [ الحرب العالمية الثانية] وإزداد الانتاج الصناعي ب 24 مرة وكانت صناعتنا تتطور بوتائر أسرع بمرتين مما في الدول الرأسمالية))وان "المجتمع السوفييتي هو مجتمع رفاهية الشعب المتناهية بإطّراد...وهو مجتمع المستوى التعليمي الرفيع ....وهو مجتمع حلت فيه كبريات المشاكل الاجتماعية ...هو مجتمع الديمقراطية الحقة الفعلية وإحترام كرامة المواطنين وحقوقهم )) وكما أكد على ((المجد للحزب الشيوعي اللينيني ))وكما أشار الى أن ((مالدينا مايمكن قوله بصدد مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية عن سباق التسلح وسلوكها في مختلف مناطق العالم ودعمها لإؤلئك الذين يمارسون عملياً الإرهاب وإنتهاك حقوق الانسان....))وإن مهمتنا أن نتمعن في العهد الحاضر تمعنا واسعا ، على الطريقة اللينينية ))وأن الطريق الذي إجتازنة البلاد ومنجزاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية دليل مقنع على حيوية التعاليم الماركسية-اللينينية والقدرة الهائلة الكامنة في الاشتراكية والمتجسدة في تقدم المجتمع السوفييتي )) وأن الاشتراكية العالمية كيان دولي جبار يعتمد على إقتصاد رفيع التطور وقاعدة علمية ضخمة وقدرة عسكرية سياسية متينة . إنها تضم أكثر من ثلث اليشرية ....وظهر نمط حياة جديد يستند الى مبادئ العدالة الاشتراكية )) وكما أكد غورباجوف على إن ((الرأسمالية تحمل للشعوب إفقار الثقافة وطمس القيم الروحية التي خلقت طوال القرون )) وإن الماركسية هي أعظم عقيدة ثورية ))وكما أشار غورباجوف الى أنه ((لايجوز وضع مصائر العالم في يد الأمبريالية والسماح للرجعية الإمبريالية بأن تفرض على البشرية تعميق المجابهة العسكرية السياسية ))[ ميخائيل غورباجوف ، خطب ومقالات مختارة ، دار التقدم ، موسكو ، 1987 ص 18، 78، 171، 172 ، 191، 274، 384، على التوالي]]
لقد كان غورباجوف يقول ويكرر بإستمرار وخاصة خلال الفترة 1985-1988((سوف نواصل السير في الطريق الذي بدأناه عام 1917))[مجلة المستقبل العربي العدد الاول ، 1996، ص 45]. وكما أكدأيضاً ((لم تكن لدينا رغبة في تغيير النظام السوفييتي [سلطة السوفييتات] نحن نراهن على أن الاشتراكية هي اكثر فاعلية من الرأسمالية[جريدة روسيا السوفيتية 11/2/1995 باللغة الروسية].
وكماأكد غورباجوف في محاضرتة في الجامعة الامريكية في تركيا((عندما تعرفت بشكل خاص ومباشر على الغرب [المقصود نمط الحياة السياسية والاجتماعية –الاقتصادية والايديولوجية...]أدركت بأني لا أستطيع أن أتراجع عن تحقيق هدفي [ أي القضاء على الشيوعية] ثم يؤكد (( إن الاقتصاد المخطط في البلدان الاشتراكية لم يكن فاعلا في تعبئة وإستثمار تلك القدرات والموارد [المقصود الموارد البشرية والمادية] التي في حوزة شعوب البلدان الاشتراكية وأعتقد إن التحول الى إقتصاد السوق [أي إقتصاد السوق الرأسمالي ] هو الذي يستطيع تعبئة واستثمار الموارد البشرية والمادية وبالتالي يتم تحقيق التطور الناجح لبلداننا(أي الاتحاد السوفييتي وأوربا الشرقية ... )[جريدة قاسيون ، 154 في 12/6/2001].
لا نريد التعليق على ماقالة غورباجوف في خطاباتة السياسية خلال فترة حكمه (1985-1991)، وما قالة بعد ان تمت إزاحته من قبل حلفاؤه في الغرب الامبريالي بعدما أنهى الدور الموكل اليه من تناقضات وخداع للشعب وللحزب .وكما يجب القول أن ليس لامريكا صديق دائم ولا عميل دائم وانما لها مصالح دائمة فمن ينفذ مصالحها ومشاريعها هو "حليفها ""وصديقها"وبعدما ينتهي دورة يتم التخلص منه بإحدى الطرق المناسية ، فأين الشاه والسادات وموبوتو وغورباجوف ويلتسن وشفرنادزة...؟!.
نعتقد أن أفضل من وصف غورباجوف هو صديقه اناتولي لوكيانوف رئيس البرلمان السوفييتي سابقا عندما قال عنه إنه(( الحرباء))وأفضل من قيّم وحدد سلوك غورباجوف شكلاً ومضموناً هو السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفييتي في 15/1/2003 إذ قال ((ولنا كامل الحق في تسمية غورباجوف بالخائن الاكبر في القرن الماضي ، فهو قد تفوق على هتلر من حيث الاثر الذي أحدثته عواقب نشاطة في مصير بلاده ومصائر العالم ككل)).
يطرح السؤال التالي :- هل ان هذة المواقف والاهداف المعلنة جاءت نتيجة" الصدفة " ؟ و كيف إشترك كلاً من هتلر وريغان وغورباجوف... في هدف واحد وهو القضاء على الشيوعية والاتحاد السوفييتي ؟ إنها "مفارقة "تستحق التفكير والتأمل من قبل المخلصين للفكر الاشتراكي .


من هو غورباجوف؟!
مواليد 1931 ، عضو في الحزب الشيوعي السوفييتي منذ عام 1950 وحتى عام 1991 . منذ عام 1955 -1987 متفرغ في الكمسمول والحزب في منطقة ستافروبل ، وفي آذار عام1985 تقلد قيادة الحزب والدولة ، في أيلول عام 1988 وحتى عام 1990 رئيس مجلس السوفييت الاعلى (البرلمان ).
عام 1990 -1991، أصبع رئيس دولة الاتحاد السوفييتي ، في 24/8/1991 قدم إستقالتة من رئاسة الحزب ودعى الى حّل الحزب الشيوعي السوفييتي ، وفي 27/12/1991 قدم إستقالتة من رئاسة دولة الاتحاد السوفييتي !!
في عام 1989 ، أصبح عضواً في المحفل الماسوني العالمي " اللجنة الثلاثية" ومشارك في إجتماعات المحفل الماسوني العالمي"مجلس العلاقات الدولية" ومستشار في المحافل الماسونية العالمية ومنها "نادي بيلدبرؤغ" و "اللجنة الثلاثية " و"مجلس العلاقات الدولية " ورئيس فوند "ميرفوي فوروم" و رئيس فوند غورباجوف في روسيا وأمريكا وهولندا ، و رئيس منظمة " موندياليسيتيسكوي" ، وهذه أيضاً محفل للنشاط الماسوني ؟!.
نعتقد، إن مصداقية ومبدئية أي حزب شيوعي في عالمنا اليوم تتحدد في موقفة الرسمي والعلني من نهج الخيانة المفرطة والجريمة الكبرى " البيرسترويكا" التي حدثت في نهاية القرن العشرين والتي قام بها غورباجوف وفريقه فالمطلوب اليوم من قيادة هذه الاحزاب أن تدين وبشكل علني ورسمي هذا السلوك الخياني ، وفي حالة عدم تحقيق ذلك فأن هذة الاحزاب في أحسن الاحوال يمكن أن يطلق عليها أحزاب الاشتراكية – الديمقراطية وليست أحزاباً شيوعية ، وفي حالة عدم الادانة فأن ذلك يعني مايعني ؟! ونقول" الله غالب "؟!
الخاتمة , ان البيرسترويكا هي مشروع الحكومة العالمية وكان هدفها الرئيس هو القضاء على الاتحاد السوفييتي والنظام الاشتراكي وتصفية منجزاته الاقتصادية والاجتماعية والعلمية .... وتم تحديد فترة زمنية محددة لهذا المشروع سيء الصيت وهي 1985-1991 وكذلك العمل على تحويل الاتحاد السوفييتي الى بلد تابع ومصدر لاهم مواد الخام الاولية وللموارد البشرية العلمية رفيعة التاهيل العلمي والمهني , وادخال هذا البلد في دوامة من عدم الاستقرار وفي كافة الميادين .
غريبا حقا من ان تحدث اكبر خيانة عظمى وجريمة كبرى في نهاية القرن العشرين , هذة الخيانة التي اخذت طابعا يكاد ان يكون جماعيا من قبل ( قادة ) و(كوادر ) اكبر حزب شيوعي في العالم , وهولاء ( القادة _ الكوادر ) الغالبية العظمى منهم من غير الروس , وهؤلاء الصعاليك قد قوضوا دولتهم العظمى لصالح الامبريالية الامريكية المتوحشة وحلفاءها .
لقد نفذت هذة الجريمة النكراء وهذا المشروع سيء الصيت من قبل( قادة_ وكوادر ) الحزب الحاكم وتحت شعارات جوفاء وبشكل طوعي وكان على راس هذة( القيادة ) كل من : غورباتشوف وياكوفلييف و شفيرنادزه ويلسين ...... وهؤلاء ( القادة _ الكوادر ) قد نفذوا هدف ورغبة كل من واشنطن وبون وباريس ولندن وتل ابيب , فلا يمكن ان يطلق على هؤلاء ( القادة ) الا بخونة الشعب والفكر , والخونة دائما مصيرهم في مزبلة التاريخ القذرة , وفي التاريخ القديم _ الحديث وجد الكثير من مثل هذه الفيروسات الخيانية العظمى . فالبيرسترويكا عشرين عاما من الخيانة العظمى والجريمة الكبرى , فغريبا حقا ما حدث في الاتحاد السوفييتي .؟||
موسكو آذار 2005



#نجم_الديليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجم الديليمي - البيرسترويكا وخيانة القادة