أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيف الرحبي - لتترسخ سياسة الحوار .... ولننبذ سيساسة شطب بعضنا البعض















المزيد.....

لتترسخ سياسة الحوار .... ولننبذ سيساسة شطب بعضنا البعض


سيف الرحبي

الحوار المتمدن-العدد: 278 - 2002 / 10 / 16 - 03:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



منذ فترة ليست قصيرة ونحن شهود نقاشات ساخنة تندلع على مختلف المواقع على
الانترنيت ، وتقدم فيها مقاربات مختلفة، ومن مواقع فكرية وسياسية ومذهبية
عديدة. وهذا كله طبيعي لأن الامر لا يتعلق بحديث يدور حول فيلم سينمائي
على
غرار افلام رامبو انما حول مصير وطن وشعب ظلا لعدة عقود اسيري نظام "
فريد" من
نوعه، وطاغية مهووس بعظمة السلطة والحكم. لكن المحزن أن تجنح العديد من
الكتابات الى لغة لا تؤسس لمستقبل واعد يكفل احترام وتعايش مختلف ووجهات
النظر
والرؤى والبرامج الملموسة لحلول المشاكل الفعلية التي تواجه بلادنا وشعبنا
اليوم وفي المستقبل. على العكس من ذلك نلاحظ وعلى صفحات مواقع عديدة
مقالات
لكتاب ظهروا فجأة ومن قمقم الصمت ليشتموا ويلعنوا ويطبقون سياسة الذبح على
الهوية من دون أن  يرف لهم أي جفن. والأسوأ من هذا أن هؤلاء الاخوة يبدؤن
مقالاتهم بمقدمة عن ايمانهم بالديمقراطية والتعددية واحترام الرأي الاخر
....
الخ من ديباجة معروفة، ولكن القارئ وبعد عدة كلمات يندهش للغة هذا الكاتب
أو
ذاك التي تستعير ترسانتها اخر منجزات العنف اللقظي والكلمات المقاتلة
والتهديد
المكشوف تارة والمضمر تارة اخرى. فهل يعقل أن نستبدل لغة ايديولوجيي
النظام
الديكتاتوري الذين لديهم ترسانة ضخمة من التهم الناجزة ووسائل القمع
الفكري (
اضافة الى قمعهم المادي المعروف) والكفيلة بإثارة الرعب في صفوف خصومهم،
اقول
هل يعقل ان يستبدل هؤلاء الكتاب، على قلتهم، مفردات اللغة السابقة بلغة
اخرى لا
تختلف عن الاولى سوى في انها تتهم الدكتاتورية ولكن عيون كاتبيها لا توفر
اي
مختلف أخر معهم حتى من نفس خندق معاداة الدكتاتورية بصدد هذه القضية أو
تلك.
ولا يكتفي هؤلاء الاخوة في استخدامهم هذه اللغة المعبأة بـ " كتلة نارية
كثيفة
" يراد بها ارهاب خصومهم حتى ليتخيل المرء انه امام مشهد بديل لـ " مثقفي
"
سلطة القمع فهل هم هؤلاء الذين سيكونون بديلا عنها، وهل حقا يناضل الناس
من اجل
ان يتم استبدال سلطة الديكتاتورية بسلطة لا تمارس العنف الجسدي في البداية
لكنها تستند الى كتاب مدججين بمختلف الاسلحة القادرة على اسكات الخصوم،
بدل
الترويج للغة الحوار والعقل واحترام مختلف الاراء. اكتب هذه الكلمات وانا
مثلي
مثل قراء كثيرين تحت الصدمة والدهشة حالما انتهيت من قراءة طائفة من
المقالات
والمواجهات الساخنة بين كتاب عدة. البعض من تلك الكتابات جديرة بالقراءة
حقا،
وفيها لغة شفافة ووعي متقدم يقبل بالأخر حتى وان اختلف معه وينطلق من هذا
لنقد
الاخر بإستخدام منهجية لا تستهدف وضع الخصم في الزاوية الضيقة واطلاق سيل
من
اللكمات لإخراجه من دائرة الصراع بالضربة القاضيةّ!! مثل هؤلاء الكتاب،
على
قلتهم النسبية، يؤسسون لمجتمع مدني عراقي ويتحملون مسؤولية الترويج لحوار
يرتكن
الى العقل للوصول الى قواسم مشتركة بشأن راهن بلادنا ومستقبل شعبنا
وخياراته.
لكن على الجهة الاخرى، وللأسف، نلاحظ أن هناك طيف اخر من الكتاب ممن ينطلق
وهو
شاكي السلاح وفي مشجبه السياسي طائفة واسعة من التهم المسبقة الصنع، لغة
محاربة
لا تقر بالأخر بل تهدده باقسى العقوبات حين يصل هؤلاء الى السلطة، وكأن
المرء
أمام عودة مشجب كلمات دائرة " التوجيه المعنوي " سيئة الصيت. والانكى من
ذلك
كله، يبدو أن تسفيه الاخر وشطبه هو الهدف النهائي لمقالات العديد منهم.
لقد
تعودنا على كتاب النظام الدكتاتوري ولغتهم المحاربة ونعوتهم الكثيرة ولكن
هل من
المعقول القبول اليوم بحلول " جيل جديد " من كتاب لا يستطيع القارئ
البسيط،
ناهيك عن المواطن العادي، أن يقول ان هؤلاء يؤسسون للمستقبل، ما الذي يميز
هؤلاء عن جيش كتبة النظام الدكتاتوري ولغتهم المحاربة وسياسة التشطيب
وتهميش
الاخرين والذبح على الهوية السياسية او المذهبية او القومية. بعض الاخوة
الكتاب
في معرض دفاعهم عن مشروع محدد يدافعون عنه، وهذا من حقهم، يطالبون الاخرين
بالقبول به " دون قيد أو شرط " وبعكسه فإن التهمة جاهزة " انكم بهذا
تؤيدون
بقاء الديكتاتورية "!! المحزن ان هؤلاء الاخوة يغلطون قرائهم اولا وقبل كل
شيء،
ومثل هذه المقاربة خاطئة لأنه لا يمكن اليوم الادعاء بوجود خيارين فقط بل
هناك
عدة خيارات، وفي السياسة كما في الحياة الوان الطيف السياسي عديدة وينبغي
ان
ننطلق من القبول بها والتعامل معها، هذا اذا اردنا حقا بناء عراق ديمقراطي
تعددي وتداولي في الوقت نفسه. واخيرا يعد علم السياسة علما رفيعا، وينحث
اساتذة
هذا العلم، كما العلوم الاخرى، مفاهيم ومقولات هذا العلم كما ينحت الفنان
الصخر
الاصم ليخرج منه تمثالا جميلا. وانتاج هذه المفاهيم والمقولات يحتاج الى
فترات
طويلة. في حين شاهدنا خلال الفترة الاخيرة أن العديد من الاخوة هؤلاء لا
يكلف
نفسه حتى عناء اختيار مفرداته واحترام قرائهم من خلال اختيارهم للكلمات
ولمنطق
المحاججة. اسرد مثالا محددا لمقال لاحظت ان كاتبه يحمل لقب دكتور، ودهشت
انه
وبهدف الحاق الهزيمة بخصومه منذ البداية ان رفض الشعار الذي يروجون له 
بأن
اضاف له كلمة بطيخ، فهل يليق هذا بنقاش سياسي حول قضية بتلك الدرجة من
الخطورة،
وهل بهذه الطريقة نحترم قرائنا. وهل من المعقول أن ننظر لمن نختلف معه
ونتعامل
مع ما يكتب بإعتباره " اسطوانة مشروخة " كما عنون احد الاخوة مقاله الذي
الذي
أنهاه بتهديد مكشوف وليس مضمر بأنه سيضحي بخراف العوجة وبالدجاجات
الملاحدة.
وحسب ما افهم فإن الاخ الكريم يقصد ذبح البعثيين والشيوعيون حين يعود الى
بغداد. والذي لا افهمه لماذا الخلط بين ذبح المجموعة الاولى والمجموعة
الثانية،
علما بأنني اعرف أن الحزب الشيوعي يعاني منذ حوالي ربع قرن من عسف وارهاب
النظام الدكتاتوري وقدم على هذا الطريق ، مثله مثل القوى المعارضة الاخرى
من
قوميين عرب واكراد واسلاميين، التضحيات الكثيرة فلمصلحة من هذا التغليط
وخلط
الاوراق

انني مثل كثيرين من مواطني بلدي البسطاء احلم بوطن متحرر من كل عسف، سواء
كان
جسديا او لفضيا، احلم بوطن يتسع للجميع بدون شطب أو اقصاء أو تهميش، وبدون
اية
مزايدات في الوطنية أو التضحية، أو التعالي على الاخرين او الادعاء بمعرفة
اكثر
من الاخرين

أنني مثلي مثل الملايين من بسطاء بلادي التي اكتوت بناري الديكتاتورية
والحصار
الاقتصادي الظالم وما يصمم لها من مشاريع وادوار اليوم، لشديد القناعة بأن
وطنا
كهذا الذي اشرت اليه في الفقرة السابقة لن يتبلور الا من خلال الدور
المنوط
بقواه السياسية وبمثفي شعبه الذين يتعين عليهم تدشين الارضية السليمة
لحوار خصب
وراق يحترم عقل الجمهور المتنوع، وتشذيب الخطاب الثقافي والسياسي وتخليصه
من
اية شوائب، وان يتم رفض سياسة الاقصاء والتهميش وشطب الاخر. وليحل الحوار
الهادئ والناضج محل لغة مثقفي السلطة القمعية ومشجب ترسانتها الاديولوجية
القادرة على اسكات الجميع أما بطلقة شرطي مؤسسة القمع أو شرطي مؤسسة
الثقافة،
وكلاهما سيان


ليراهن كتابنا على بناء وعي جمعي قادر على اجراء قطيعة معرفية مع ثقافة
السلطة
القمعية، والترويج لخطاب جديد كل الجدة يكفل التنوع واحترام كل الاراء
والامتناع عن سياسة القصاء والشطب والتهميش. ولتنتذكر القول المشهور :
انني على
استعداد لتقديم رقبتي دفاعا عن وجهة النظر التي تحملها انت
هل يجازف كتابنا ومثقفينا بالإنتقال الى عتبة هذه الكلمات، أم سيظل البعض
يتحسس
" مسدسه " كلما سمع بوجه نظر تغاير  وجهة نظره. ومنعا لأي تفسير خاطي لهذه
الفكرة، فإن " ثقافة" السلطة الديكتاتورية لا تدخل ضمن وجهة النظر الاخرى
هنا.
فهذه " الثقافة " اصبحت اليوم خارج التاريخ فهي التي شكلت أحدى اهم اليات
اعادة
انتاج النظام الدكتاتوري من دون " أية عوائق "، وهي بهذا لا تستحق حتى
اللقب
ذاته

 



#سيف_الرحبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوري المرادي و " موهبة " السباحة ضد التيار !


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يُطالب سكان بعض مناطق رفح بـ-الإخلاء الفوري ...
- شاهد لحظة مداهمة الشرطة الإسرائيلية مكتب قناة الجزيرة القطري ...
- شاهد: حرب غزة تخيم على احتفالات عيد الفصح في كنيسة القيامة ف ...
- شاهد: جنود أوكرانيون يحتفلون بعيد الفصح على جبهة القتال في د ...
- شويغو: التشكيلات المشاركة في العملية العسكرية الخاصة تتقدم ب ...
- الجيش الإسرائيلي يدعو الفلسطينيين لإخلاء مناطق محددة في رفح ...
- تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال ...
- كيف ينظر الداخل الفلسطيني لقرار إغلاق مكاتب الجزيرة؟
- بعد طي صفحة الانتخابات.. لماذا تحتاج تركيا لدستور جديد الآن؟ ...
- إسرائيل تبدأ إجلاء السكان تمهيدا لاجتياح رفح


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيف الرحبي - لتترسخ سياسة الحوار .... ولننبذ سيساسة شطب بعضنا البعض