أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كمال شاهين - عن الستمئة والأرنب














المزيد.....

عن الستمئة والأرنب


كمال شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1149 - 2005 / 3 / 27 - 13:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عن الستمئة والأرنب
في ذكرى اعتقال عصفور الحرية السوري عبد العزيز الخير
1- قبل خمس سنوات :
بعضهم أدركه الصقيع ، البعض الآخر وهم الأكثرية خبأت بين ضلوعها جمراً ليوم الحاجة ، وقد جاء ذاك اليوم ، وهذا الجمر على حدته واحمراره لما يعد يحرق أحداً سوى أصحابه .
تتأكد حين تبعثر مراحيبك حولهم أنك لا زلت على قيد الحياة فهم أحياء كانوا ولازالوا ، تتفاجأ أكثر حين يسحبون البساط من تحت قدميك : محمود أنهى الحقوق بعد الإنكليزي ، محمد صار طبيباً ممارساً ، ياسر لأنهى الإنكليزي بعد الزراعة ، فاتح لا زال يناطح النظريات بعد الهندسة ، نزار خرج من هناك ولما يشلح للحظة بدلة الثانوي وإن ارتدى عمره فوق الريشة الذهبية وراح يطير بها مقالاته لوراء الهواء الوطني .
أنت لاتعرفهم كأشخاص أنت تعرفهم كأسماء ، والاسم دليل صاحبه إن ضاع ، يتحدث محمد أولاً : كنت في المهجع الثاني ، وقد وضع كل منا برنامجاً خاصاً ، الرياضة والدوش البارد شرطان لازمان لبدء النهار ، كفاية اليوم في القراءة والنقاش إذا لم يحصل طوارئ ، كان العالم الخارجي يتسع ويضيق تبعاًُ لاتساع الداخل وضيقه ، أردف فاتح المتزوج من عشرين عاماً والذي عاشت زوجته انتظاراً يوليسياً حتى عاد : المشكلة أنهم يغلقون عليك الأبواب ، يفتحون الباب الصغير ويفلتونك في الأرض الوطنية مزوداً بفرمان الحرمان ، هذا الفرمان لعنة مكبرتة سببها الناس ، قلما يعرف الناس ما كنت فيه ويرضون بتشغيلك ، لا يريدون تشغيلك ، لا يريدون وجع الرأس .
تابع خالد : بين وجهي الداخل والخارج قبع الكثيرون في دوامة الانتظار ربما للاشيء ، بعض الأخوان المسلمين المتهمين بجرائم قتل تمس مباشرة الدولة وأمنها كتفجير مؤسسات خرجوا إلى التيه يتعبدون إلهاً جديداً مزوداً بكاتم صوت !!
هذه الدوامة سحبت ياسر ومنيف ونبيل ومحمد القادمين من أقصى اليسار وهيثم وعلي ومحمد القادمين من أقصى اليمين إلى دوامة واحدة أحاطت بهم معاً لسنوات طويلة لم تستطع أن تفك التوتر النفسي بينهم فلا زال اليسار يساراً واليمين يميناً ، والمغامرة بمجملها وعلى الجبهات كلها أفضت إلى جملة أحياء حالمين نزفوا حياتهم على مذبح المبادئ ، وهم اليوم يتساءلون بأسى ـ وليس في الأمر عيباً ـ عن المجتمع المدني والإسلام وجدوى ما حصل وما يحصل فهل هناك حقاً مشروع وطني تطويري أم أن ما يحدث مجرد إخراج عصري لدراما قديمة ، أكمل ياسر بسخرية مريرة : بعض الشيوعيين الذين خرجوا صاروا في حزب الله !! أصر أبو جمال على ضرورة الحذر إذ لا شيء يمنع (الشباب ) من النكوص وقلب ظهر المجن فجأة على ظهر كل التحركات التي يمكن أن تظهر على الساحة ، أيده محمد جزئياً وتابع : ولكن لا مانع من استغلال الهامش الديمقراطي الموجود وبالشكل الأقصى للإمكانات المتاحة لكي تفكر السلطة قليلاً عندما تفكر بالتراجع .
حارس سجن الفرع ـ فرع فلسطين !!! ـ صافح الخارجين وعلق بكلمتين : لا تؤاخذونا رجاء !!
1/12/2000
2- بعد خمس سنوات :
ولما نعد نلتقي ... هكذا خرج محمد إلى مرضاه في عيادة شعبية (فتحها ) وسط حارة شعبية وبدأ مشوار التحول إلى كائن شبه طبيعي ولو أنه لم يتحول عن فكره بل مارس عليه أقصى النقد وارتضى بعد الجلد الذاتي أن يدافع عن بقايا الإنسان فينا .
ولما نعد نلتقي ...عاد فاتح إلى السجن وخرج فاتح من السجن ،وكأن هذا النهر الدائم الجريان لا يمل من الحيطان الأربعة أو كأنه اقتنع أن الوطن كله هو حيطان أربعة بسماكات مختلفة ،واليوم لا ألمح وجه الصوان فيه فالغبار الزمني الذي رسا بين شقوق الوجه المتعـَب والمتعـِب فعل فعله واليوم يسرق الرجل وقته بين القراءة وشغل الزيتون والسفر وراء المواقع على الشبكة العالمية والشيء الوحيد الذي لم يتغير فيه هو تلك النبرة التعليمية التي تغلف حديثه كلما زار مريضاً أو حضر جنازة ، ربما الرابح الوحيد في هذه الحرية المؤقتة هي تلك المرأة التي ظلت تنتظر عوليس حتى عاد ، المهم أنه عاد، تقول وتردف : ولما يتغير .
ولما نعد نلتقي ... تساءل أبو رهف عن الضرورة فيما حصل ومن الجهتين : السلطة والمعارضة وهل تستحق هذه المغامرة هذا الثمن الذي دفع على امتداد سنوات قاربت الثلاثين عاماً اليوم ؟؟؟
خرج أبو رهف وراء شغل الحرير ومنزل مستأجر يدفع لصاحبه كل شهر راتباً ليس سهلاً على خريج ( حبوس سياسي ) وامرأة أنجبت له حقلاً من الورد وصبراً أيوبياً ، هو الآخر أيضاً يجري من الصباح للصباح وراء العيش الكريم ، اليوم أصبح مصمماً متميزاً في شغل الحرير ليثبت لنفسه قبل الآخرين أن الحياة تستحق أكثر من مجرد الـ .. صراع مع (الشباب ! ) .
ولما نلتقي ، خرج نزار من ورطته مع السلطة إلى منفاه الإجباري الاختياري ليقود معركة الكشف عن الغيَّاب من أهل الوطن ، و لا زال من هناك يرتكب المشاكل ويقاتل رغم مرضه الذي ورثه من الوطن الجميل .. وحدها بسنديانا ( قريته ) نامت على إيقاع جديد ، ولكن لا زال هناك من يتساءل : هل هذا العصفور المكسور قد ولد تحت إحدى الأشجار هنا ...؟؟؟
ولما نلتقي ، لم أعد أعرف ماذا حل بالآخرين ، خاصة ذاك المريض بالحساسية الإخبارية والذي كلما سقطت مدينة عربية كان يسقط منه عضو ما ،في آخر ما رأيته قبل سنوات رفض الكلام ، وأصر على ارتكاب التمتمة والصلاة عبر الوسيط الوحيد مع الله : النظر إلى الأعلى !!
خرج الجميع أو دخلوا بالأدق فصلاً معرفياً جديداً يدعى الحياة بلا صوت أو فعل سوى ما تقتضيه الضرورة ... الضرورة التي كان اسمها ذات يوم : الحياة !!!
وحده ذاك الغريب على خليج الحلم لازال هناك يرفع في الصبح نشيده الغريب : غريب على جيكور العرب كله ، سنوات مضت جداً وهو لا زال يغني مع المطر المتخيل والورد المتخيل والعمر المتخيل نشيده ، نشيده الذي كان يبدأ مع كلمة صغيرة ولا ينتهي بها :
عصفور طل من الشباك .....
عصفور طل من الشبك ....

2/3/2005




#كمال_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود درويش في أرض الكلام
- مستقبل المرأة بين الديانات والتشريعات والواقع
- عن موسى السوري والتيه اللبناني
- يوميات من هنا: حيث الأبد يعني اسمها
- محمود درويش في حالة حصار
- متى تتطور هذه البوكيمونات ؟؟؟؟
- ذات يوم شيوعي غامض


المزيد.....




- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...
- انعقاد قمة المؤسسة الإنمائية الدولية في نيروبي بحضور القادة ...
- واشنطن: خمس وحدات إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات- بالضفة الغربية ...
- السلطات الألمانية تدرس اتخاذ إجراءات عقب رفع شعار -الخلافة ه ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي ينتقد أردوغان بسبب موقفه من الحرب ع ...
- الأمير محمد بن سلمان يتحدث عن إنجاز حققته السعودية لأول مرة ...
- زاخاروفا تذكّر واشنطن بمنعها كييف من التفاوض مع روسيا
- الحوثيون: استهدفنا مدمرتين حربيتين أمريكيتين وسفينة بالبحر ا ...
- وفد من -حماس- يغادر القاهرة ليعود برد مكتوب على مقترح صفقة ا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كمال شاهين - عن الستمئة والأرنب