أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أسامة الحسامي - قطعان البعث الطلابية














المزيد.....

قطعان البعث الطلابية


أسامة الحسامي

الحوار المتمدن-العدد: 1148 - 2005 / 3 / 26 - 13:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ربما يكون قدر المهزوم وممتهن الكرامة أن يلفلف ذيله وينسحب بعيداً عن المحافل و الجموع البشرية ، ليرمم ما تبقى من كرامته ومحاولة مراجعة تجربته ومواطن أخطائه و العودة لمحاولة الانتصار من جديد .. هذا ما قد يحصل في مجتمع بشري غير استثنائي .. أما هنا في سوريا البعث فللمهزوم والذليل رأي آخر ..

يحصل في سوريا أن يهلل المهزوم لانتصار وهمي ويطبل له ويزمر على أنه النصر العظيم ..

يحصل في سوريا أن يصبح الانسحاب من لبنان مطلباً وهدفاً لا بل انتصاراً سورياً قبل أن يكون أمريكياً ودولياً ولبنانياً .. !!!

يحصل في سوريا ثم يحصل ويحصل .. أليس من الاستثنائي أن يحصل ؟

لم يكن من المفاجئ لأحد أن تخرج السلطة ثلة من الهتَيفة في مختلف المحافظات لتستعرض انتصاراً مفترضاً ( طبعاً ضمن قاموس السلطة السورية للانتصار) .. ولكن هذه السلطة أمعنت هذه المرة في الاستعراض وذهب بها جنون العظمة إلى مواقع لا تحمد عقباها .. فقد كان دور قطيعها الطلابي محصوراً داخل أسوار الجامعة في تحقيق العدالة البعثية و تلقين الطلاب دروساً في الوطنية باستخدام وسائل تعليمية فريدة كالعصا و الأحذية و الأرجل و باستخدام لغة تعليمية يندى لها الجبين وتصدح بها حناجرهم !!!

حصل هذا أثناء الجلسة التعليمية التي حصلت في جامعة حلب العام 2003 في ساحة الجامعة عندما انتشرت أعداد منهم بشكل مذهل لتلقن بعض الطلبة المعتصمين - تضامناً مع الشعب العراقي أثناء غزو العراق - درساً في الوطنية باستخدام كل وسائلهم التعليمية المتاحة !!

كما حصل ذلك عندما احتجت مجموعة من الطلبة على قرار الدولة التخلي عن التزامها لخريجي كلية الهندسة ، حينها اجتاحت شلل الهتيفة البعثية مكان الاعتصام في جامعة حلب و جعلت منه ساحة حرب ولقنت المشارك و المتفرج درساً في الوطنية!!!

في 10/3/2005 حصل تطور نوعي في (نضال) هذه القطعان الطلابية ضد( الخونة والعملاء ) ، فقد خرج اتحادهم العتيد ليقودهم في زفة خارج أسوار الجامعة هذه المرة !! فقد قرر هذا الاتحاد أن طلاب الجامعات قد اكتفوا من الحصص التدريسية السابقة و حان الآن وقت العمل مع قطاعات أخرى من المواطنين بعد النصر المؤزر داخل أسوار الجامعة .. وهكذا فقد اجتاحت ضواريهم اعتصاماً لمثقفين ومفكرين وكتاب ومنظمات تعنى بحقوق الإنسان ومواطنين من مختلف الشرائح، أمام القصر العدلي ( بؤرة العدالة المفترضة)احتجاجاً على حالة الطوارئ .. و بدأت بزف (الخونة المعتصمين!!) في شوارع دمشق مستعرضة قوتها وقدرتها وخبرتها في العقاب !! ولتعتدي على أحد الكتاب المعارضين أمام أعين المارة و الشرطة على حد سواء – خاصة و أن الشرطة كانت تمارس دورها في منع وقوع المصادمات حسب وكالة سانا – ولتمعن هذه القطعان بتكسير أكتاف وإسالة دماء المعتصمين والصحفيين الذين قدموا لتغطية الحدث- ما عدا مراسل قناة الحرة!!- ملقنة كل منهم درساً في الوطنية البعثية الفذة!!!!

أعتقد أن وجه الخطورة في هذا الحدث ليس في الأذى الجسدي الذي لحق بالمعتصمين ضد حالة الطوارئ ، ولا بالأذى النفسي والرعب الذي ثار في نفوس المارة فحسب ، ولا حتى بالاعتداء على الكاتب المعارض ياسين الحاج صالح لمجموعة من الاعتبارات المتعلقة بوزنه الثقافي و الفكري تجعل ما تعرض له مؤكداً على ذلك.

الخطورة .. كل الخطورة تكمن في تحويل الجامعة إلى مفرزة أمن !! والطلاب إلى مخبرين ومرتزقة يخرجون بدوريات الترفيس و الجعجعة إلى الشوارع للعبث بأمن الناس وإرهابهم .. ولتعليمهم كيف تكون الوطنية صراخاً وبلبلة و عواء وعض .. بأنك تكون وطنياً بقدر ما تكون وفياً لسيدك البعثي وذلك مرتبط بقوة عضتك لمعارضيه وشدة إيلام هذه العضة!!!! لتعود بعد غارتك وتحصل على بعض العظام و الفتات وتمسيحة على الرأس!!! ويكون ولاؤك للسيد البعثي متناسباً طرداً مع قدرتك على التفكير و التحليل .. فكلما اتجه دماغك ليصبح صندوق بويا ضمن سيدك البعثي ولاءك له وجعلك من المقربين .. معادلة تسري في سوريا بعمر حالة الطوارئ التي خرج ليحتج المعتصمون عليها أمام القصر العدلي الذي أصبح لأول مرة شاهد عيان على جريمة تحويل الطلبة لقطعان مسعورة !!! وأنياب البعث كانت ضارية كالعادة .
يبقى الوضع منذراً بالأخطر و الأدهى طالما رفضت السلطة (ممتهنة الكرامة) مراجعة الذات .. ولن ينفع عض الآخر في نفخ الحياة في جسدها الميت.



#أسامة_الحسامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أسامة الحسامي - قطعان البعث الطلابية