أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقبولة نصار - تناسخ .....















المزيد.....


تناسخ .....


مقبولة نصار

الحوار المتمدن-العدد: 277 - 2002 / 10 / 15 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


 تناسخ .....

 

لن أتخلص من مرض التأخر المزمن  ,ارتقيت  مقطورة الساعة  التاسعة والنصف من  عكا , بعد ان فوت ثلاثة قبلها....

 لن تهرب  تل ابيب  سواء في  مقطورة التاسعة ام العشرين , عجبت ان  النعاس لم  يداهمني اليوم  حال  جلوسي على المقعد المريح,  رغم أن  الطاولة التي تتوسط المقاعد المتقابلة هي ذات الطاولة.. وطالما أغرتني بالكتابة لكن شغف النوم حينها كان الغريزة الأقوى, ناهيك أن  التعب يخلي الرأس من  اي كلمات قد  تتلاعب داخله .

الجندي الجالس أمامي  رغم ملامحه  الشرقية ينطق بلكنة روسية , يحاول التلصص نحو السطور التي اكتبها, ربما يعتقد أني اكتب الرسالة الأخيرة قبل التفجير , مضحك كيف تصبح الأحرف العربية دلالة خطر تشعل ادرنالين الجسم المتأهب لهذه  اللحظات , انقشعت الابتسامة الماكرة التي أنبتتها هذه  الفكرة على فمي , حولي معظم المسافرين هم  جنود , عند دخولي القطار كادت تدق بطني عقب بندقية أحدهم  أردت أن  ابصق من  شدة الغضب أو أن اخرج أي شئ من  أي  شئ , لكن  إحساسي أنا الأخرى بالخطر لا يزال متقدا" واعرف جيدا" أن  هذه  العقب طريقها  سهل إلى رأسي , أحدهم صبي خجل عيونه زرقاء بحرية " يبرم"  بإصبع واحدة الهاتف الخلوي المزركش على الطاولة أمامه,,, صبي ...ربما  خجل من  أن  يقول  لضباطه في القرية الدرزية أن  ثلاث  سنوات  أو اكثر من  انفصام الشخصية هي  ثمن  باهظ  لوظيفة  في سلطة السجون  أو على الحدود .

صعقت  من  جديد  واحسست  بنعمة النوم  المفقود. ماذا  لو كان  هذا القطار  هدف اليوم ؟.. لكن  من  قال ان  النوم  سيلغي  ألم  اللحظة ؟.. كلمة انجليزية  بذيئة تنبش طريقها  بسهولة نحو لساني  مؤخرا"  اتفوه  بها في معدتي .....

 لكن  ماذا  سيحدث ,  عندها  سيختلط دمي  بدم اصحاب الأعقاب ,  طز...  من  قال ان للجسد قيمة حينها ..  آمنت  دائما" بتناسخ الارواح ,ابتسامة ماكرة أخرى,, حقاَ أشفق على ذلك الجسد الجديد اذ  سيستقبل روحا" متعبة ومرهقة  جدا" روح تستحضر الموت حيث لا شيئ يسري  سوى الحياة .

  لا انكر ان  ايماني  بتناسخ  الارواح  قد لا يكون  سوى  تطويقا" لمخاوفي من  الموت , اليس جميلا" ان  نعرف ان لنا فرصة اخرى , اين وكيف ؟  لن  نعرف . مكاشفة الذات هذه في التشكيك  في  اكثر معتقداتي تميزا" اعادتني الى نفسي ..  الى الجسد والى ال  ماذا  لو .. اذن انا سأكون  رقم ماذا  حينها .  اخر الإخبار قالت  ان بعض حركات السلام   رصفت تسعمائة  تابوت  وسط تل  أبيب تعبيرا" عن  عدد الضحايا ,,

 إذن  سأكون  رقم  تسعماية وشي ما في السلسة  لكن  الى اي  مجموعة سيتم  احتسابي؟  إلى السبع المائة الأولى ام الى ال مئتين الأخر؟ , كوميديا مغثية  حتى في الموت,  نبقى نحن  من  بقينا  في  هذه  الأرض معلقين  بين  السماء والأرض ..

ويزعجني أن  هذا  الأبله  لا زال يتلصص الى افكاري .. الا تقرأ العربية؟! 

لا ! ...

 ألا تقرأ ؟  , أيها القادم  من  بلاد الثلج  الا .. ؟

  أليس غريبا" أن بيني  وبينك خمسين سنتيمترا" من  الخشب,  لكن بيننا آلاف الكيلومترات  من  ذاكرة الاوطان ولغات  وبحور  سود  وبيض وعيون  الشمس  متنقلة بين  خطوط الطول والعرض؟

 لكنك  هنا  وهم  هناك وهذه  البيوت  الملكية  على شاطي حيفا  والتي تمر من  امامي الان  هي  لهم , اكاد اشم  رائحة غسيلهم  الذي  ترك  على الحبال من الجهة البحرية....

وانا  هنا ... امر  بين  قصص  امي  عن  حطين  ومن  انتهوا منها  الى  عين  الحلوة أو بقاع  أخرى من الوجود , في رحلة سريعة على خطوط السكة الممتدة بين  الكرمل والبحر,  وبين  ثلة من  لابسي الخاكي  قد  انتهي  معهم في حفنة دماء واحدة .

 

 

    مقبولة نصار  -  فلسطين   4/11/2001

 



#مقبولة_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -موسم طانطان- في المغرب يحتفي بتقاليد الرُّحل وثقافة الصحراء ...
- “احداث قوية” مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 عبر قناة Atv الترك ...
- ناقد مغربي يدعو إلى تفعيل -سينما المقاومة- ويتوقع تغييرا في ...
- بعد جدل الصفعة.. هكذا تفاعل مشاهير مع معجبين اقتحموا المسرح ...
- -إلى القضاء-.. محامي عمرو دياب يكشف عن تعرض فنان آخر للشد من ...
- إلغاء حبس غادة والي وتأييد الغرامة في سرقة رسومات فنان روسي ...
- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقبولة نصار - تناسخ .....