أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مها أبي راميا - إلى جبران تويني في ربيع لبنان














المزيد.....

إلى جبران تويني في ربيع لبنان


مها أبي راميا

الحوار المتمدن-العدد: 1148 - 2005 / 3 / 26 - 07:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الوقت الذي يقوم فيه د, كمال اللبواني برثاء " ربيع دمشق " ، أجد أنه من الممتع مديح " ربيع لبنان " ، فإذا كان ربيع دمشق قد ذبل ، فإن ربيع لبنان بدأ يفتق ، وبدأت زهوره تنشر شذاها ، وإذا لم أكن راغبة في استعمال الكثير من الأسماء ، إلا أن المصداقية مع الذات والآخر ، تضطرني لذلك ، فأقول مستعيرة رأي د. نزار حمزة بأن الديمقراطية تدق أبواب لبنان ، وأن العالم كله سيشهد ولادة هذه الديمقراطية .
سمتها المعارضة اللبنانية " سنة تحرير لبنان " في وصفها لسنة 2005 ، وبدأت الأحزاب اليسارية اللبنانية بتبادل " وسام " الاستقلال 2005 ، فمن الممتع حقا التغزل بـ ربيع لبنان .
هو الربيع الذي أطنب اللبواني في مدحه ، منذ الأسطورة إلى الشعر ، هو إذن زهر الشقشقيق الأحمر " شقائق النعمان " وانبعاث أدونيس من رقاده ، وعودة حدد وتموز ، وجميع الآلهة الداعية إلى التعددية والديمقراطية والاعتراف بالآخر .
في باريس ، للربيع نكهة الذكريات ، هو ربيع حلب ، وربيع دمشق ، وربيع سوريا الذي كنا نترنم به في الوطن .
في باريس ، وقربا من " ميرابو" تهب رائحة حلب ، ويحضر " حي السريان " بكامله ، رائحته ، شوارعه ، سوق الخضرة ، شخوصه المتباهين في أزياء هفهافة ، تنشر عبق الربيع والتعددية ....
في لبنان ، ينشر غياب الجيش السوري ، التدريجي ، لا وفقا لجدول زمني ، عبق غيابه ، وتنتشر الأزاهير ، لا على عادة الأسطورة ، حينما يغيب الجيش ، فيحل السلام والورد .
في الذاكرة الصغيرة تتداخل الربائع ، ربيع دمشق الذابل ، ربيع حلب الدافئ ، المتضامن حزنا مع ربيع سورية اللامتحقق ، مع ربيع " ميرابو" أو ربيع باريس .
ينتشر الباريسيون في الحدائق محاولين امتصاص الشمس ، يا لشمس حلب كم كانت تدفئنا ، إلا أن العفاريت والغيلان التي لا تحب الربيع ، تصر على أن عتمة السجون أهم بكثير من ضوء شمس الربيع .
في باريس للربيع طعم الربيع ، أما في سورية ، فللربيع طعم الحزن ، فهل يكون لربيع لبنان طعم الاستقلال .
إن الربيع ، وجبران تويني ، هما من دفعاني لارتداء قميصي الشفاف الذي يسمح للشمس باختراق حزني وخوفي من ظلمة السجون ، حيث يملؤنا العفاريت والغيلان بالخوف ، ونحن على ضفة " ميرابو " .
ميرابو هذا الاسم السري الذي بدأت به مقدمة روايتي الأولى ، حيث وقف أبولينير صائحا " لا الزمن يعود ، ولا الأحبة يرجعون " ومع كل الحب لأبولينير ، فإن الأحبة اللبنابيين سيبدأون بحزم حقائب العودة ، حاملين معهم دفئ ميرابو ، وعمق السين وأسطورته في الاحتواء .
إن ربيع لبنان هو بالضبط ربيع " الشعب الموعود بالقيامة والانتصار" كما عنون جبران تويني مقالته في النهار ، ولكن الخفي على الأسطورة الحالية ، أن الربيع حين يزهر ، فهو يزهر في كل مكان ، وللربيع الرائحة ذاتها وطعم الشمس والضوء ذاتهم ، إن ربيع لبنان ، سيجر لا شك ، ربيع دمشق وحلب ، بل ربيع سورية للنهوض مجددا من عتمة " البعث ، لينبعث أدونيس وأولينير ورامبو ، ويشرق نهار الديمقراطية على الشعبين اللبناني والسوري على السواء .
هنيئا للشعب اللبناني بربيع الاستقلال ، وإن كان للربيع طعم التغيير وبعض الأمطار ، فلا ضير ، لأن الاستقرار سيعم الوطن في أيار ، وسيكون للصيف طعم الأمان .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما المرحلة التالية لاغتيال - رفيق الحريري- الله ينجينا من ال ...


المزيد.....




- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان
- روسيا تشنّ هجمات بمسيّرات على مناطق واسعة من أوكرانيا
- تقرير يكشف تفاصيل تجنيد إسرائيلي لاغتيال كاتس بأوامر إيرانية ...
- -صليت وسط الأنقاض-.. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حد ...
- كيف أحبطت قطر هجوم إيران على -العديد- أكبر قاعدة أمريكية في ...
- سي إن إن: هكذا أحبطت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مها أبي راميا - إلى جبران تويني في ربيع لبنان