أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زياد الصالح - بوش.. الرئيس الأسوأ في العالم ..!!















المزيد.....

بوش.. الرئيس الأسوأ في العالم ..!!


زياد الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 276 - 2002 / 10 / 14 - 04:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



منذ أن إرتقى الرئيس جورج بوش سدة الحكم وهو يكيل الإتهامات ويطلق النعوت في كل حدب وصوب ، ويرسم لشعبه صورة لعالم خطر مسكون بالإرهاب ، وبحكومات شريرة هدفها الإطاحة بالولايات المتحدة الأمريكية وتدمير إقتصادها ومصادرة ديمقراطيتها وسلب حرياتها...

واليوم وبعد أكثر من عامين على انتخابه رئيسـًا بعد ماراثون قضائي غير مسبوق في التاريخ الأمريكي، يصحو الأمريكيون على إقتصاد متعثر بعد إزدهار استمر زهاء عقد التسعينات برمته ، وأما عن مصادرة الحريات العامة وإضعاف المؤسسات الديموقراطية فحدث بلا حرج ، فيكفي أن يراجع المرء سلسلة الإجراءات والقوانين التعسفية التي فرضتها إدارة الرئيس بوش بعد هجمات سبتمبر 2001م في كل من واشنطن ونيويورك ليدرك أن أمريكا اندحرت نحو نظام بوليسي قمعي ، يذكرنا بنظم الحكم الشمولي في دول الكتلة الشرقية إبان الحكم الشيوعي ، يعتمد أساليب التـنصت والتجسس والإعتقال على المواطنين والزج بهم في السجون دون توجيه تهم أو توفير محاكمات عادلة لمعظمهم ، وبخاصة إن كانوا من أصول عربية أو يدينون بالإسلام .

هذه الهستيريا التي تؤججها الإدارة الأمريكية الحالية وفرت للرئيس الأمريكي سلطات استثنائية لم يتمتع بها رئيس من قبله منذ وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ، مما حدا بمعارضي بوش إلى اتهامه بالكذب والمبالغة والتهويل ،وايهام الأمريكيين بأن بلادهم وطريقة حياتهم – التي طالما تفاخر بها الشعب الأمريكي- مهددتان بالزوال لإبتزاز كل هذه السلطات الاستثنائية ، ولا عجب إن سارع الكونغرس للموافقة على تأسيس وزارة للأمن الداخلي تتمتع بصلاحيات واسعة ، كما يجري الحديث عن إعتماد قانون يسمح بتجنيد مواطنين عاديين للعمل كجواسيس على جيرانهم ومن يعملون معهم ، كما تـنظر الإدارة الأمريكية في إحتمال السماح للجيش لأول مرة في تاريخ أمريكا بالعمل بحرية داخل الولايات المتحدة أسوة بمكتب التحقيقات الفدرالي وغيره من السلطات الأمنية المحلية .

ويتهم البعض بوش وتشيني ورامسفيلد بقيادة إنقلاب عسكري في واشنطن وتنصيب حكومة يمينية متطرفة هدفها تجاوز الدستور والحريات العامة والسلطات المدنية ، وإنفاق بلايين الدولارات على الجيش وعلى تجارب وأنظمة عسكرية كانت إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون الديموقراطية قد رفضتها .

إضافة إلى ذلك كله ، فإن أمريكا بقيادة الرئيس اليميني المتعصب بوش تتـنصل من معظم مسؤولياتها الدولية واتفاقاتها بدءًا من معاهدة الحد من التسلح والتجارب النووية ، ومرورًا بمعاهدة " كيوتو " للحد من التلوث البيئي ، وإنتهاء باتفاقية إنشاء محكمة دولية لجرائم الحرب التي يرفض بوش أن يكون ضمن صلاحياتها محاكمة المواطنين الأمريكيين ! وبين هذا وذاك تستخدم الإدارة الأمريكية كافة الوسائل لإبتزاز أصدقائها كي يتخذوا مواقف منسجمة مع سياسات أمريكا ومصالحها .

ولا يأبه الرئيس بوش كثيرًا بالقانون الدولي واستحقاقاته ، ولا بالأمم المتحدة الذي يتربع مبناها على الأراضي الأمريكية ، ولا بمجلس الأمن وقراراته ، فهو الذي ابتدع السياسات الأمريكية التي تقوم على رد الفعل أو إختلاق أعداء لخوض المعركة الوهمية ضد الإرهاب ، والتي اعتبرت الإستراتيجية الرئيسية لأمريكا وهي في الحقيقة ليست معركة بل حرب طويلة المدى وواسعة النطاق كما تم الإعلان عن ذلك مرارًا بعد أحداث11 أيلول من العام الماضي وهزت أمريكا والعالم ، وأصبح واضحـًا أن الولايات المتحدة الأمريكية قد اتخذت من هذه الأحداث ذريعة لضرب الدول التي لا ترضى عنها سواء كان لها علاقة بالإرهاب أم لم يكن .

يهدد بوش بشن حرب على العراق وإحتلاله وتغيير النظام فيه رغم أنف العالم ، ويؤكد أنه يريد عالمـًا دون النظام العراقي ولا مانع لديه بأن يكون عالمـًا بدون العراق وغير العراق إذا لزم الأمر ، ولا تهم المبررات فسواء أعاد العراق فرق التفتيش أم لم يعدها وهو يعرف أن بغداد لا تمانع في عودة فرق التفتيش ، بل دعت هذه الفرق إلى الحضور فورًا للعراق للتفتيش ، وسواء كان للعراق علاقة بالإرهاب الديني أم لم يكن له علاقة ، وبوش يعرف يقينـًا أن لا علاقة للعراق لا من قريب ولا من بعيد بالإرهاب ، ومع ذلك فإنه مصمم على تجريد حملة عسكرية لضربه واحتلاله .

يطالب بوش الفلسطينيين بإصلاحات في الوقت الذي يطالبهم فيه بالتخلص من زعيمهم المنتخب ، وإنتخاب قيادة بديلة ، وهو يرى أن المشكلة الأساسية في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي هي في الأشخاص المسؤولين في السلطة الفلسطينية وأبرزهم ياسرعرفات .

فإحتلال إسرائيل للضفة الغربية والإجتياحات اليومية لقطاع غزة ، وأوضاع الفلسطينيين المتردية في ظل الإحتلال الإسرائيلي من عمليات قتل يومية ومنهجية للشباب الفلسطيني ، وتدمير البيوت على رأس ساكنيها المدنيين العزل ومصادرة الأراضي وتهويد القدس - ليست المسائل- الرئيسية ، وهي قضايا لا بد من تـناولها ، لكن قبل القيام بأي شيء- كما يقول بوش- يجب على الفلسطينيين انتخاب قادة من نوع مختلف ، وإنشاء مؤسسات سياسية وإقتصادية وأمنية جديدة ، وبناء إقتصاد سوق ، وإنهاء كل أشكال الفساد ، ووقف الأعمال الإرهابية كلها ، بعدها- ربما بعد ذلك- ستدعم الولايات المتحدة قيام دولة فلسطينية جديدة بحدود وسيادة غير مؤكدة ، يتطلع بوش إلى دعم هذه " الدولة" بعد سنوات من الآن ..!!

ويذرف بوش الدموع عندما يسقط إسرائيليون أثناء مواجهة الشعب الفلسطيني لآلة الدمار والقتل الإسرائيلية ، بينما يتابع لعب الغولف وشارون يبيد عشرات الفلسطينيين بطائرات الأباتشي والإف 16 الأمريكية الصنع .!

لقد غضب بوش وشعر بالأسى لأن فلسطينيـًا مكلومـًا مسكونـًا بالإيمان بحق شعبه بالحياة الحرة الكريمة فوق أرضه المغتصبة اختار الشهادة ليهب لشعبه الحياة فقام بتفجير نفسه في حافلة تقل عدد من الجنود...

غضب بوش وندد بعمليات المقاومة الفلسطينية المشروعة للإحتلال الصهيوني ، واعتبر الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه وعرضه وحقوقه المغتصبة " إرهابيا " ، ولكنه يصمت ولا يغضب ، عندما يرى دبابات الاحتلال وجرافاته وهي تجتاح المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ، تقتل وتدمر وتهدم المنازل الآهلة بالسكان ، كما لم يغضب الرئيس جورج بوش عندما شاهد الطائرات الاسرائيلية ، الأمريكية الصنع ، وهي تقصف الأحياء السكنية بالصواريخ والقنابل التي تزن الواحدة منها طنـًا ، تقتل الأطفال والشيوخ والنساء الأبرياء العزل وهم نيام ، وتهدم منازلهم فوق أجسادهم ، لم يغضب بوش ، والتزم الصمت رغم مشاهدته أشلاء الفلسطينيين ممزقة ومبعثرة فوق الأرصفة وعلى الطرقات وأجسادهم محترقة ، ومدفونة تحت الأنقاض ، لأن هذه الأشلاء المبعثرة والأجساد المحترقة هي لأبناء الشعب العربي الفلسطيني...

إن أسوأ رجل في العالم اليوم ليس الرئيس العراقي ولا كلا من زعماء إيران وكوريا الشمالية وكوبا ، كما أن أكبر خطر يتهدد الأمن في العالم لن يأتي من روسيا أو الصين أو حتى السودان واليمن ، كما أن من زلزل إقتصاد أمريكا وأضعف مؤسساتها الديموقراطية وصادر حرية مواطنيها ليس صدام حسين أو أسامة بن لادن أو غيرهما ، إن أسوأ زعيم في العالم اليوم هو الذي يتربع في سدة البيت الأبيض ، ويرى العالم مقسومـًا بين قوى الخير التي يتزعمها وقوى الشر التي ترفض الإنصياع لإرادته .

وسيأتي اليوم الذي سينظر فيه الأمريكيون إلى عهد بوش على أنه الحقبة الأكثر اسودادًا في تاريخهم ، لأن ظلم أمريكا وتعسفها قد انقلب على أبنائها...

كل ما نأمله هو أن تـنتهي هذه الحقبة المرعبة ويصحو الأمريكيون من سباتهم قبل فوات الأوان .

__________

* كاتب ومحلل سياسي - لندن


#زياد_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارهاب الإمبراطورية الأمريكية
- هل فقد بوش البوصلة في حربه على الإرهاب..!!


المزيد.....




- معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات ...
- للمرة الثانية منذ 7 أكتوبر.. إسرائيل تمنع لازاريني من دخول ق ...
- ضابط فرنسي: قواتنا في أوكرانيا ستكون بمثابة قطرة في بحر مقار ...
- السلطات التركية تنفي تقارير عن تعرض سائح سعودي لاعتداء في إس ...
- صحيفة Yle : فنلندا تخطط لبناء مصنع ينتج مادة -تي إن تي-
- -حماس-: مصممون على اتفاق ينهي العدوان ووفد الحركة قد سلم الو ...
- وسائل إعلام تؤكد تقديم روسيا معدات عسكرية ومساعدات إنسانية ل ...
- أبو مرزوق: هناك لقاء فصائلي قريب في الصين نأمل أن ينهي الانق ...
- ماكرون يدعو نتنياهو إلى استكمال المفاوضات مع -حماس- للإفراج ...
- تحقيق للوموند: هذه خطة إسرائيل لإعادة تشكيل قطاع غزة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زياد الصالح - بوش.. الرئيس الأسوأ في العالم ..!!