رسالة من المعهد السويدي العراقي للديمقراطية والتنمية في العراق إلى الجمعية الوطنية العراقية

المعهد السويدي العراقي للديمقراطية والتنمية في العراق

الحوار المتمدن-العدد: 1144 - 2005 / 3 / 22 - 14:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

إسمحوا لنا أن نتقدم اليكم بأحر التهاني على فوزكم بثقة الشعب، وتصديكم للمسؤولية في هذه الفترة الصعبة والخطيرة من تاريخ العراق المعاصر. كما نود أن نضع أمامكم بعض الملاحظات التي نراها ضرورية لبناء العراق الديمقراطي خلال المرحلة الراهنة:

1 ـ إن إزالة الصعوبات التي خلقها الاحتلال الأجنبي لبلدنا خلال السنتين المنصرمتين. يتطلب العمل لاستكمال الاستقلال والسيادة الوطنية بشكل فعلي وإقامة تعاون متكافئ يقوم على المصالح المشتركة بين العراق والدول الأجنبية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
2 ـ إعادة الأعمار
ينتظر العراقيون من مهمة إعادة الاعمار تحقيق العدالة الاجتماعية بما يشعر المواطن أن ثروات العراق توزع على أبنائه بالعدالة والمساواة ولا تذهب إلى جيوب السماسرة وشركات الإعمار الوهمية أو إلى الشركات الأجنبية وشركائها المحليين. إن التوزيع العادل للثروة الوطنية يحفز الشعور الوطني لدى المواطنين ويدفعهم للمشاركة بفعالية في عملية إعادة الاعمار ويوفر الأسس العملية لإقامة ديمقراطية تضمن مصالح أغلبية الفئات والطبقات الاجتماعية.
3 ـ كتابة الدستور
يعد قانون إدارة الدولة المؤقت والذي سن على ضوء مناقشات جادة من قبل القوى الوطنية العراقية ومنظمات المجتمع المدني أساساً مهماً لدستور ديمقراطي لعراق المستقبل، ويمكن إغناء هذه الوثيقة الدستورية الهامة من خلال الحوار الوطني الذي يقوم على مبدأ التوافق بين المكونات الأساسية للمجتمع العراقي للوصول إلى دستور يقوم على المواطنة العراقية الواحدة التي لا يمكن أن تؤسس إلا باحترام حقوق الإنسان الأساسية التي أقرتها المعاهدات الدولية والشرائع السماوية.
4 ـ الفيدرالية
حالة الشعور بالغبن والحيف وعمق الهوة النفسية والاجتماعية لدى أبناء الشعب الكردي تتطلب إقرار الجمعية الوطنية لما إختاره هذا الشعب عام 1992 من شكل فيدرالي لتنظيم علاقته بالدولة المركزية، لأن في ذلك ضمان أساسي لتعزيز الوحدة الجغرافية والسياسية للدولة العراقية.
إن احترام اختيار الشعب الكردي للفيدرالية، لا يمكن إن يتحقق بدون احترام وضمان الحقوق المشروعة لباقي القوميات والطوائف التي تعيش في العراق منذ آلاف السنين، كالتركمان والكلدوـ أشور والمندائيين والإيزيدين وغيرهم.
5 ـ مكافحة الإرهاب والعنف
إن مكافحة الإرهاب والعنف لا يمكن أن تنجح باستخدام العنف والقوة المسلحة فقط ، وهذا أكدته تجارب البلدان الأخرى. وبناء على ذلك ينبغي إزالة الأسباب التي تؤدي إلى تنامي العنف في المجتمع في الظروف الراهنة، ومن أهمها:
ـ البطالة الواسعة خاصة بين الشباب والتي تتجاوز 50% حسب إحصاءات وزارة التخطيط والتعاون الدولية
ـ مكافحة انعدام النزاهة وضعف الكفاءة والرشوة، والمحسوبية الحزبية والطائفية والقومية، في مؤسسات الدولة المختلفة.
ـ تعزيز روح التسامح والحوار بين أفراد المجتمع ومكوناته القومية والدينية والمذهبية والفكرية والسياسية.
ـ إجراء محاكمة قانونية عادلة للأشخاص الذين ارتكبوا جرائم بحق المواطنين والوطن.

ـ إشراك كافة مكونات الشعب العراق في مناقشة القضايا المصيرية التي تهم الشعب العراقي في المرحلة الراهنة.
ختاماً أن إزالة أثار العنف والإرهاب في المجتمع يتطلب إزالة كافة المليشيات المسلحة السرية والعلنية وتكوين مؤسسة أمنية وطنية واحدة تابعة للدولة. واحترام القوانين في تعامل الدولة ومؤسساتها مع المواطنين.

6 ـ إنصاف ضحايا الأنظمة الاستبدادية السابقة دون تمييز بينهم على أي أساي كان، وهذا يتطلب:
ـ رعاية حقوق الشهداء وعوائلهم.
ـ عودة المفصولين السياسيين إلى وظائفهم وضمان حقوقهم الوظيفية والمعاشية.
ـ إرجاع حقوق المواطنين التي صادرها النظام البائد.
ـ توفير الظروف المناسبة لعودة المهاجرين والمهجرين وتقديم التعويض المناسب لهم وبالشكل الذي يساعدهم على بداية جديدة لحياتهم في الوطن.
ـ العمل على الإفادة من ذوي الكفاءات العلمية بما يخدم عملية التحولات التنموية والديمقراطية.
7 ـ رعاية حقوق المرأة وتوفير الظروف الاجتماعية والضمانات القانونية التي تيسر لها المشاركة الفعالة واشغال مكانها الطبيعي في المجتمع، على أساس من المساواة التامة في الحقوق والواجبات.
8 ـ رعاية مؤسسات المجتمع المدني وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها من قبل أجهزة الدولة لكي تتمكن من ممارسة دورها في الرقابة الشعبية وتفعيل دور المواطنين في تحمل المسؤولية الاجتماعية لبناء العراق الديمقراطي الجديد.

أيها الأخوة الأعزاء
إننا واثقون من إن الأهداف السابقة التي أشرنا إليها لا يمكن أن تحققها جمعيتكم الموقرة خلال الفترة الزمنية القصيرة التي تتولى بها المسؤولية ومع ذلك فأنتم تتحملون مسؤولية تاريخية في وضع اللبنات الأولى للنظام الديمقراطي في العراق.

ختاما، إننا في المعهد السويدي العراقي للديمقراطية والتنمية ، نعاهدكم للمساهمة بجهودنا المتواضعة لدعم مسيرة الديمقراطية والتنمية التي تنهض بها جمعيتكم الموقرة خلال هذه الفترة الصعبة من تاريخ عراقنا العزيز.


المعهد السويدي العراقي للديمقراطية والتنمية في العراق
المدير فاخر جاسم
السويد آذار 2005

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات