من النمسا نسمع الإنتقادات

جورج الدروبي

الحوار المتمدن-العدد: 1144 - 2005 / 3 / 22 - 13:55
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    

لطالما قرأنا في الصحافة الإلكترونية الإنتقادات الكثيرة لخطاب اللجنة الوطنية لوحدة الشيبوعيين السوريين الداعي إلى تعميم ثقافة المقاومة والاستشهاد والتأكيد على خيار المقاومة الشاملة كحل وحيد للذود عن حمى الوطن في ظل الظروف الراهنة، ولكن الجديد في الموضوع هو مقال الدكتور هيثم عزوري، الذي بدا منذ البداية مستغرباً وبشدة المنهج الذي تتبعه اللجنة في التحليل والإستقراء كما واتهمها بالوقوف على مسافة قرون من واقع الأحداث الراهنة، ثم عاد منظرنا الكبير ليتابع ويقول بأنن غير قادرين على مقاومة أحد، وإلى آخره من الإتهامات والتحليلات السطحية ...
أقول لك يا دكتور هيثم بأنك وأمثالك من تقفون على بعد آلاف السنين من واقع الأحداث الراهنة، وأنتم عبر طروحاتكم اليائسة بأننا "غير قادرين على مقاومة أحد" بحجة الواقعية والمنطق تسوقون لثقافة الخنوع والذل، كما وأنكم بحكم بعدكم عن الشارع والجماهير، لا تفهمون المقاومة إلا في إطار الدفاع عن الأنظمة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا يحق لك يا " دكتور" تقييم اللجنة بهذا الشكل الضحل وبأننا نرفع خيار المقاومة لارتباط مصالحنا مباشرة بالنظام دون الإطلاع الكامل على الخطاب السياسي، وإلا فإنك ستصل إلى استنتاجات مريخية كالتي أسلفت. لمعلوماتك يا "دكتور"، نحن من أكدنا على الارتباط التام بين القضايا الثلاثة: الوطنية والإقتصادية الإجتماعية والديمقراطية، وعملنا السياسي والجماهيري مبني على أساس هذا الإرتباط، فنحن من أكد من خلال المظاهرات والإعتصامات والعرائض وعبر الجريدة والبيانات على أهمية الجانب الإقتصادي وضرورة وقف الفساد والنهب البيروقراطي والطفيلي للإقتصاد والوطني و مقاومة موجة الخصخصة والغلاء وإقتصاد السوق، و نحن عبر نشاطنا في الشارع أكدنا وما زلنا نؤكد على أهمية الجانب الديمقراطي في حياة البلاد، ونحن من أكد خلال نشاطنا على ضرورة إلغاء قانون الطوارئ والإفراج عن سجناء الرأي، وتأسيس قانون أحزاب عصري يتيح الفرصة لجميع القوى السياسية التعبير عن رأيها تحت السقف الوطني، كما وأننا من أكدنا على أهمية التمسك بالثوابت الوطنية وعدم التفريط بها وتعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة العدوان المرتقب.....
فكيف تسمح لنفسك يا صاحب التحليل والإستقراء والتفكير العميق أن تقيم وتتهم الآخرين بالبلاهة، وأنت لا تملك من المعلومات ما يخولك الإدلاء برأيك بشكل منطقي، ومن جهة أخرى لا يحق لك إعطاء الرأي والنقد والتقييم وإقتراح الحلول وأنت بمعزل عن حركة الشارع السوري وهموم الناس، أنصحك بالجلوس قرب المدفأة وتدخين السيجار والإستمتاع بالموسيقى الكلاسيكية، واترك السياسة لمن يمتلك الملاكات المؤهلة لممارستها، أو حاول الخروج من علبة السردين التي تسكن أنت وأمثالك ...
لعل ما جعلك تتهمنا بالسلفية هو تمسكنا بأسس الماركسية اللنينية في التحليل والعمل الميداني وهذا شرف لنا يا " دكتور"، وسنبقى نناضل ونناضل من قلب شوارع سوريا وصولاً إلى كرامة الوطن والمواطن.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات