أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة نعيسة - هل نستطيع تجنب العاصفة القادمة؟















المزيد.....

هل نستطيع تجنب العاصفة القادمة؟


أسامة نعيسة

الحوار المتمدن-العدد: 1144 - 2005 / 3 / 22 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحداث خلال الأسابيع الماضية وردود الأفعال عليها محلياو إقليميا أو عالميا .... كانت متناقضة و عاطفية و في بعضها أحيانا مخيفة و كلها تدل على أن الأطراف اللاعبة كثيرة و خيوطها متشعبة ومن الغباء التركيز على طرف واحد دون غيره أو الانجرار وراء القذف الإعلامي الموجه المترافق مع سقوط مطارق تضرب في الخاصرة الموجعة والتي لخبطت أوراق كثيرة ما كانت أن تحصل بهذه السرعة لولا غياب الديموقراطية وهيمنة الاستبداد والفساد ......
المنطقة تعيش الغموض والتوجس و والكل في انتظار الحدث التالي واللحظات التي تهتز فيها والبعض تسيطر الهواجس عليه مع سؤال محير عنده..
ما العمل ؟

أن البعد الاستراتيجي للأحداث لا يمكن فصلها عما حدث في العراق وكذلك لا يمكن فصلها عما حدث في 11 أيلول وان كانت في بعض تفصيلاتها تتأخر هنا أو تتسارع هناك ولكن إذا ما لاحظنا تواتر الأحداث وترابطها فأنها حكما قد تدلنا إلى أين تتجه؟
موت أو اغتيال عرفات؟ الانتخابات الفلسطينية الانتخابات العراقية , مؤتمر شرم الشيخ , مقتل الحريري , انسحاب القوات السورية.. وقبلها القرار 1559, مؤتمر وزراء الخارجية العرب والمطالبة بالإصلاح السياسي الرسمي ؟
هناك من يقول بان أحداث لبنان عبارة عن محاولة لجذب الأنظار عن العراق والصعوبات التي تواجه القوات الأمريكية هناك ؟
والبعض يؤكد على أن النظام السوري اصبح يشكل عرقلة واضحة وجدية وبالتالي إزالته من الضروريات لاستكمال مخطط الشرق الأوسط الكبير؟
كرة الثلج التي على ما يبدو لم تحسب لها الأنظمة الشمولية لها حسابا تكبر في كل لحظة .. هناك من يتصيد ردود الأفعال .. والأخطاء كل حسب موقعة ومن طرف الملعب الذي يلعب فيه ولكن المهم أن هناك انهيارات وتحولات .....انهيارات إستراتيجية على المستوى الإقليمي وان أحداث لبنان ما هي إلا مقدمة بسيطة للأعظم وان الهدف منها على ما يبدو إعادة تشكيل المنطقة من جديد؟
المنطقة المنكوبة ببقايا الاستبداد الذي مازال يكابر على كل الثوابت حفاظا على مكاسبه مع إن نهاية حقبة من التاريخ المعاصر نعيشها الأن ونتائجها مرتبطة بدرجة الوعى وكيفية التعامل مع معطياتها ؟


الأنظار متجهة وبشكل مركز إلى سوريا من حقنا هنا أن نطرح سؤلا:
ألم يكن بمقدور النظام وهو الذي كان يمتلك القوة والظروف والوقت الملائم أن يمتن الجبهة الداخلية وخاصة إن كل فئات المجتمع معارضة وغير معارضة كانت مستبشرة بخطاب القسم ؟
مازال الحس الوطني محتكرا عند أصحاب الامتيازات وهي بالنسبة لهم الامتيازات التي يدافعون عنها .... بينما بعض أطياف الاعتراض التقليدية تمارس وتتبنى سياسة التيئيس والارتباط العقائدي العشائري المحدد بالأطر والمفاهيم المتخلفة البعيدة عن حاجة المجتمع لتقبل الرأي الأخر؟
مبادئ حرية العقل والوعي تبدأ بتقبل أساسيات حقوق الإنسان بالحرية وتقبل الرأي الآخر بعيدا عن الهوس العقائدي غير القابل للنقد ..... أنها انعطاف مهم نحو الحداثة والإنسانية والحضارة ؟
في حين الصمت وتحجيم الطرف الآخر والانقضاض علية عندما تسنح الفرصة ليست إلا امتدادا للعقلية الشمولية وتصب بشكل أو بأخر مع الاستبداد...
إن الثوابت ليست قضايا نسبية تنسى عندما لا يستفاد منها وتبرز عندما تخدم واقع الهيمنة والمصالح الآنية...الثوابت هي عنصر القاعدة التي يبنى عليها المجتمع وان كان الوطن أهمها فان الحرية والديمقراطية مترادفتان مع الوطن ولا يمكن فرزهما عندما يراد لها أن تقبع على الأرفف .... حتى يتكرم أصحاب الامتياز بإظهارها مع وعود مللنا منها؟

من كل هذا تراودنا خاطرة تدل على أن الجهل والتلبك والخوف والعجز في مجابهة المتغيرات هي حالة لم تكن مفاجئة وإنما التملق و عقدة القوة وبعض الكبرياء الجاهلي التي أبرزتها ديباجات التناقض الصادرة من قارعي طبول الأعراس والاتراح –موظفي الأيدلوجيا المنقرضة.. هي التي فاجأتنا.. وليس مستغربا أن نرى مدعي التنظير والفذلكة المعروفون بسخف أقولهم وضحالة تفكيرهم أن يبروز الخطر القادم بأنه زوبعة في فنجان وان قمع الأخر هو ببلاهة لارتباطات الأخر الموهوم في عقولهم المريضة بالخارج أما الديموقراطية فهي نسيج غريب مستورد يفرض علينا من الأعداء؟؟؟
الغريب أن حجم المعلومات التي تتوارد اكبر من أن تستوعب خلال فترة الأربع والعشرين الساعة اليومية وان العقل لم يستطع أن يقرا فيها إلا التوجهات ومكان العاصفة المقبلة أستطيع أن أورد البعض منها وهي لفترة لا تتجاوز اليومين:
بوش يؤكد بان على سوريا أن تستجيب ....- ليس المهم لأي شيء أن تستجيب؟؟؟
مغادرة اكثر من 35 ألف عامل من لبنان إلى سوريا
حزب الإصلاح يلاحق مجرمي السلطة أمام القضاء الدولي
احتمال سحب السفراء الاروبين من سوريا شكوى أمام محكمة الجنايات الدولية سيناريو أطلسي للتدخل؟
جنبلاط في موسكو يطالب بسحب الأجهزة الأمنية السورية من لبنان ..... قبل أيام اقر الكونغرس الأمريكي قانونا لإسقاط الأنظمة الاستبدادية ودمقرطة المنطقة ووضع تحت تصرف البرنامج هذا لمدة عامين حوالي نصف مليار دولار؟ وكذلك اقر قانون ما يسمى تحرير سوريا ولبنان وبالإجماع - بمعارضة صوت واحد؟
أمام هذا الضغط الهائل نجد النظام يتصرف بغرابة غير مفهومة .... كالحكم على الطالبين مهند حسن ومحمد عرب بالسجن ثلاثة سنوات لمناهضة أهداف الثورة ؟؟؟؟ أو يقوم بتفريق حشد من المعارضة لا يتجاوز المائة والعشرون شخصا أمام القصر العدلي؟ مع أن بعض من النقد الذاتي قد وردنا من قبل بعض المعارضين المشاركين في الاعتصام مثل ألا نسه حسيبة عندما تقول:
على أن هناك كان قصورا في عمل لجنة التنسيق .... في التنظيم وغياب القراءة السياسية وعدم استقراء ردود الأفعال الشعبية مع موعد غير موفق ؟
ولكن مع هذا كله فانه لا يبرر الممارسات البدائية من قبل النظام التي ترافقت مع هذه الحالات؟
ويتكرر النفس الخطابي ذو اللون الواحد المعروف والأحادي المنحى والمضمون في التعامل مع استحقاقات المرحلة؟ ....
وفي نفس الوقت يقوم بعض من يحسبون على المعارضة بزيارة الرموز المحافظة للحرس القديم وتتبارى وإياهم في منطق التخوين معها وهي التي مازالت ترفض حتى الخوض في مناقشة المادة - 8 من الدستور إن من زاود سابقا في النهج الاعتراضي ...ومازال..... يدفعون النظام إلى إهمال متطلبات المرحلة و الانتقاص من طروحات المعارضة الوطنية وإضعافها ؟

الخوف والعجز هو المسيطر على مجمل ردود الفعل نظاما وبعضا من المعارضة كما أن التطرق لمجابهة التغييرات يرافقه بالمطلق التبرير البطولي والنية المسبقة التي كانت غائبة قبل فترة؟
أن عدم الوعي للظروف التاريخية والسياسية وما يرافقها من متغيرات من باب الكبرياء أو من باب الحرص على المصالح والامتيازات الشخصية وتفضيلها على المصلحة الوطنية إنما من البديهي أن لا تؤخذ بأنها ضمن القواعد الاستثنائية والتي لم تكن متوقعة سابقا فهناك من يؤكد بان بعض التراجع هو للعب على الوقت واكتسابه ومن ثم تحويله إلى ما يخدم استمرار يتهم.... وفي الوقت نفسه يقول بعض المتابعين لتطورات المنطقة مثل نبيل شبيب- 8 -3 :–
جميع الدلائل تؤكد أن ساعة التنفيذ للمخطط الأمريكي اقتربت و–سيكون خلال هذا العام؟
هذا بينما يعيش العالم العربي الغموض والضبابية نجد حدود التحالفات تتغير بين لحظة وأخرى وتترافق مع محاولات للتجميل ولو بعيدا عن الأضواء في مصر والسعودية وغيرها قدر الإمكان وكان اجتماع وزراء الخارجية الأخير في الجزائر هو إحدى حلقاتها ؟
في سياق ردود الفعل لابد من التطرق إلى إحدى الدوريات السورية التي تدعو إلى مقاومة الإمبريالية كأنما نعيش في عصر الحرب الباردة التي أصبحت من التاريخ- ولكننا نتساءل كيف سنحاربها؟؟؟ بينما الأجدى والأقرب للواقعية المطالبة بتمتين المواطنة وإلغاء قانون الطوارئ وبانعقاد مؤتمر وطني عام......؟
في النهاية أن من يخسر ويدفع الثمن ليس أصحاب الامتيازات وتجار العقائد التي راكمت رأسمالها من خلال علاقات تاريخية معروفة مع المعسكر الاشتراكي السابق يحسدها عليها اكثر الرأسماليين جشاعة واستغلالا؟
أن اغلب الأصوات الديمقراطية تؤكد بان دعاة الشعارات الفضفاضة و من يضعون أرجلهم هنا وهناك وينتظروا الفرص السانحة فانهم يساعدون بشكل أو بأخر في تراكم الأخطاء وجلب الكوارث على الوطن ويصب في النهاية مع المخططات الإمبريالية.....؟


في مقالة لاكرم البني يؤكد:
على أن هناك إصرار على عقلية الوصاية الوطنية والقومية وإخضاع كل شيء لمواقف النخبة الحاكمة وأغراضها الخاصة دون اعتبار ؟
ويؤكد في مكان آخر على أن استمرار السياسة على هذه الحال سيؤدي إلى مزيد من الحصار والغربة ؟
وآن التحول الديموقراطي هو التعويض لحالة الانحسار الإقليمي و.... ويعطينا... وطن حر ومعافى ؟
.
حتى هذا الوقت لم نسمع أي تحول من قبل السلطة نحو المعارضة وإنما مازالت تتعامل بإهمال غريب معها وكأن هذه المعارضة اقل شانا من أن يتعامل معها... مع أن معظم أصوات المعارضة تؤكد بان الوقوف مع النظام - مطلب وطني؟ ... وهذا على ما يبدو ما دعي بعض الجماعات المعارضة في الخارج إلى إبراز خبرا بان بعض المعارضين قد التقوا مع نائب رئيس الجمهورية وافصحوا خلال اللقاء على إدانتهم للمعارضة المتعاملة...؟ وقد ذكر الخبر مع تعليق على موقع إيلاف .. مازالت العقلية الرائجة بتخوين الأخر تستخدم بكل حيثياتها من اجل تحجيم الأخر ووضعه في زاوية الاستسلام والقدرية وإذا كانت هذه الممارسات ليست مرفوضة فقط ولكنها تدفعنا إلى التساؤل إلى متى يمكن أن تكون المصلحة الشخصية هي الغالبة على كل الشعارات التي يطرحونها هم أنفسهم وبالتالي إلى أين يمكن أن تصب ولمصلحة من ؟؟ بينما هناك بعض الأصوات شبه الرسمية تصرح بان هكذا فسادا حتما سيعطي هكذا معارضة فاسدة....؟
إن حالة الاكتئاب التي تمر بها المعارضة باتت تأخذ انتشارا كبيرا وتزداد نسبتها بين أطيافها.. قرفا من التشرذم وقرفا من النرجسية و وتضخيم النفس وخلق الأعداء والانطواء على الذات... ولا ينكر ما لهذه اللا شفافية وتحجيم الأخر التي تمارس من هنا أو هناك والتي أعطت كلها انعكاسا في الاعتصامات القليلة العدد ونسبة الشباب القليلة التي تشارك في النشاطات الاجتماعية والسياسية للمعارضة؟؟؟
أن الواقع الحالي هو الذي كنا لانحب أو لا نتمنى أن نصله ونحاول قدر المستطاع التنبه من مخاطره ... ؟ ولكن....

التغيير.. آت ... وعلى عقليتنا أن تتغير وان تكون اكثر مرونة وأن نبدأ بتشكيل عقود اجتماعية جديدة تضم كل الأطياف المبعدة والمهمشة عبر تاريخ طويل من هيمنة الرأي الأحادي والعقلية الواحدة؟


إن المواطنة مع الوطن والديموقراطية _ قوننة وجودنا ككل تحت حماية القانون - و المشاركة في الحراك السياسي بدون آي عوامل اقصائية تخلق لتحجيم الأخر هي التي تعطي الوطن قوته وتدعم صموده وتجعله مهيئا لمقاومة الكوارث والمخاطر مهما كانت عتوتما ؟ وغير ذلك كاللعب على أي وتر أخر هي من قبيل المحاولات البدائية وغير الذكية لكسب الوقت ولن تكون عواقبها الوخيمة إلا نتيجة طبيعية لها .



#أسامة_نعيسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة نعيسة - هل نستطيع تجنب العاصفة القادمة؟