أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد غانم - رسالة الى الطالبين محمد عرب ومهند الدبس في سجنهما















المزيد.....

رسالة الى الطالبين محمد عرب ومهند الدبس في سجنهما


محمد غانم

الحوار المتمدن-العدد: 1138 - 2005 / 3 / 15 - 09:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تحية لكما ايها السوريان في سجنكما الصغير ، من سجن كبير أعيش فيه أنا الان بخوف دائم يصل الى حد الرعب . تهديدات ، واضطهاد ،
وافتراءات من كل انواع المستبدين الايدلوجين في السلطة ، وحتى في بعض اوساط المعارضة ؟!.
لا ادري ماهو شكل الخطورة التي وقعت على أمن الدولة بسببكما ! والدولة المفترضة هنا هي دولتنا جمعيا سوريا الغالية ، بل الغالية جدا ، حيث أعتقد أن الروح ترخص لها ، اي لسوريا الوطن ، سوريا البيت الذي يحمينا من من عوادي الزمن الامريكي - الاسرائيلي المتحالف مع الفساد المستبد في بلاد يعرب العربي من مائهم الى صحرائهم .
لاني خائف ومتوتر ولا اعرف لمن اشتكي او ابث همومي ووجعي وأنا في حصاري الكبير ، حيث عيون الكراهية والحقد من لصوص البنوك والقروض ، ومن ناهبي أموال الشعب يسرحون ويمرحون ، على حين أنا محاصر بالتهديد والوعيد والضغط النفسي واليومي ، حيث لصوص السلطة المحلية في الرقة مع مسانديهم من رفاق الفساد والارهاب .. هواتف ، وشتائم ، وتخوين ، وتكفير ، ومن العجائب التشكيك حتى بوطنيتنا وانسانيتنا ، بل حتى في جيناتنا .
ايها السجينان محمد عرب ومهند الدبس :
المفارض أن تكونا في صفكما الجامعي الان ، وربما في ساحة الجامعة تسرحان وتمرحان ، مع الاصدقاء والصديقات .. ربما كنتما عاشقان وترسمان احلاما جميلة بعد التخرج ، أكاد اجزم بأني أسمع ضحكتمكا الأن في تتردد في قاعة المحاضرات ، وكوني معلما عتيقا ,وأعرج قليلا من قدمي ايضا ، وأعاني الما في يدي اليمنى ، وضعف شديد بقوتها ، ولا استطيع النوم بالليل من شدة الآلم الذي يسكن قلبي ومفاصلي . ومع ذلك لازلت اتحداهم .
اخوتي السجينان عرب والدبس
هل تعرفون أني لم اغب لغاية اليوم دقيقة عن دوامي ، ولا زلت اعطي دروسي للتلاميذ رغم سني وألمي .. نعم أنا اتحداهم لانهم لا يحترمون أي شيء يخصنا من تلاميذ الصف الاول الابتدائ الى جامعتكم التي حرمتم منها ، الى اختراق الدستور والقانون .
اخوتي محمد ومهند السجينان بقرار محكمة أمن الدولة العليا :
بحس المعلم الكهل المترهل والمتكرش من الهموم ومن كثرة شرب الشاي الرقاوي المليء بالسكر، أعرف أنكما تلميذان مشاغبان ، نعم أنتما مشاغبان عنيدان ، كم مرة عذبتم المعلمة في الابتدائي ، وكم مرة شاغبتم برمي الطبشور على الاستاذ في الاعدادي ، ها ها ألا تذكرون ، وكم مرة كتبتم عبارات مضحكة بحق المدير والموجه في المرحلة الثانوية ، حتى في الحارة أنتم مشاغبون ، وربما في المنزل عذبتم ( الماما ) بغياب البابا !
اسمع الان أصوات الصحون التي كسرتموها، والبيت الذي نكشتموه (فوقاني تحتاني ) ، وكم مرة صفرتم للحمام المار من فوق بيت الجارة ، صحيح أنا مختير ومخرف بس العصفورة حكت لي عن قصص الشغب الكثيرة التي قمتم بها .
حتى رفاقكم في الجامعة حدثوني عن ( الفصول ) اللي كنتم تعملوها في المدينة الجامعية .. أما الصبيايا الحلوات قالوا لي : لا تظلمهم عمو محمد غانم ...( والله كانوا حلوين ومهضومين .. وكانوا مضيافين وكرماء ..والله كانوا ظرفاء ، ودمهم خفيف ) .
شاهدت طالبتين حلوتين ، يملكان وجهين ملائكين ، رغم ( الاشاربات الجميلة التي تخفي جدائلهم ، وبعضا من كحلة العين ). عيونهما كانت دامعة .. سألتهما عنكما ، ضحكتا بألم واضح ، كانت الابتسامة واضحة الالم والوجع ، لم يرغبا بالتحدث لي ، او لغيري ، كانتا تسبحان في بحر من الحياء والخجل ..كلمتان سمعتهما منهما عنكما : ( مظلومان .. الله يفك اسرهم ).
أما رفاقكم اللطفاء جدا والذين يحبونكم جدا قالا لي بنميمة حب طبعا : ( الله وكيلك كانوا بخلاء ، أكثر من بخلاء الجاحظ ! كرمهم كان بس على الصبايا .. وخاصة الحلوات منهم ) .
اخوتي مهند ومحمد السجينان الان :
طبعا النميمة ملح العروبة ، وخبز الايدلوجيا عند الجميع في السلطة والمعارضة ، ولا تزعل أحد ، خاصة من المحبين .
في طريقيمن حلب الى دمشق ركب معنا في البولمان صدفة واحد ثقيل دم اسمه ( عمار قربي ) و محامي اسمه على ما أذكر ( عبد المجيد منجونة ) ، ابن قربي سأل ابن المنجونة : ( ليش حكموا محمد ومهند ثلاث سنوات ، شو هي حثيات الحكم ومستنداته القانونية )
المحامي منجونة رد على ابن القربي وقال له : ( الحيثيات صعبة وقوية ، وهيئة المحكمة مسكت عليهم مماسك كبيرة وخطيرة )
قال ابن القربي ( متل شو استاذ منجونة ؟) أجاب الاستاذ المحامي عبد المجيد منجونة : ( ثبتت عليهم التهم التالية )
1- تعذيب الماما ورفض شرب الحليب وهم صغار
2- ثلاث سنوات وهما يعملوا تحتم وخاصة الصغيرة ( البيشة )
3- ست سنوات في الابتدائي ولم يحفظوا النشيد الطلائعي ( للبعث يا طلائع )
4- في الاعدادي لم يحضروا الاجتماعات الشبيبية ، ورسبوا في فحص شبيبة شبيبة لبعث العروبة !
5- في الثانوي رفضوا حضور معسكر صاعقة ، ولم يشاركوا في اجتماعات ( مرحلة النصير ).
6- في الجامعة تبت أنهم شككوا في انتخابات منظمة اتحاد الطلبة
7- الضحك والحلم بصوت عال
هذا ما سمعته صدفة من حوار ثقيل الدم ابن القربي مع الاستاذ منجونة ( وكان الحديث بالعامية الحلبية ..يعني دخيل شنق وجهك خيو )
لذلك ياأخوتي الصغيران محمد ومهند ارجوا منكما أن لا تعذبا سجانكما ، وان تشربا الحليب صباح كل يوم بعد الخروج بالسلامة، ,ان تحفظا نشيد للبعث يا طلائع ، والقسم الطليعي الذي نردده كل يوم ( كن مستعدا لبناء السجون من المحيط الى خليج ..رددوا مستعد دائما ) .
اخوتي محمد ومهند السجينان بحكم محكمة أمن الدولة العربية من المحيط الى الخليج
في ختام رسالتي أتوجه الى الله سبحانه وتعالى أن يحفظكم ، وإلى سيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد ر ئيس الجمهورية العربية السورية الموقر بأن يصدر عفوا خاصا عن اخوتي الصغار ليخرجوا من السجن الى جامعاتهم ، ولنشارك كلنا وسوية معك ياسيادة الرئيس بنقل سورية بأمان الى شاطىء العدل والرخاء والحرية والتطور ، ولنقف سوية ضد أسرلة وأمركة الجغرافيا والبشر .
اخوتي محمد عرب ومهند الدبس اترككما الان لتذهبا الى النوم لان الساعة تأخرت ولا اريد أن اسبب لكما أي ازعاج مع ادارة السجن .
اترككما لتناموا حالمين بحرية قريبة ، وابتسامة الحبيبة ، وحفظ نشيد طلائع البعث العصي على الهضم ، أما أناسأذهب الى قلقي وخوفي عليكما وعلى وطني السوري الرائع الجميل ..
وتصبحون على حرية .



#محمد_غانم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب البعث السوري والشحرورة اللبنانية صباح في الذكرى الثانية ...
- اليوم خسرنا سالار داود حسن ، وغدا نهر الجغجغ والخابور والفرا ...
- دعوة للحرب ضد الكرد في الرقة
- مصرف ( الكرنك ) الحكومي ؟! واعدام حمار الحكومة السورية
- الموت الزؤام في قانون العاملين السوري الجديد رقم خمسين
- مؤتمر تنمية قبائل بني فساد الايدلوجية
- رسالة الى صاحب السمو الملكي الامير الشيخ وليم بن تشارلز وديا ...
- القيادة القطرية للبعث السوري تقرر اجتثاث الشعب
- لقد تنمردت كثيرا يا نمرود...! ... وآن الأوان للرد........
- الجبهة الوطنية التقدمية تدخل المدرسة الابتدائية
- عشائر البو ايدو لوجيا الرعوية
- كلمات من ملح الصمت ..الى الكاتب والمفكر نبيل فياض في سجنه
- حزب الفلطة يحتج على حل حزب الكلكة
- بنت الابوجي .. وابونا ادم ..وتسعة اربعة
- اختطاف جهاد نصرة
- سيمور هيرش ونيو يوركر يكشاف عمالة الاكرادعبر التاريخ
- قليلا من التوازن يا رفيقة بثينة شعبان
- القيادة القومية للعشائر العربية , ستة مليون جبوري ؟
- ماتريكس الايدلوجية الرعوية
- تم الإفراج عن الكاتب العربي السوري محمد غانم


المزيد.....




- أسد جبل يفاجىء مصورًا بحركات غريبة أمام كاميرا سرية في الغاب ...
- الحملة العسكرية البرية -عربات جدعون-... هل ستنجح إسرائيل في ...
- مصر: هبوط الدولار إلى أدنى مستوى منذ 6 أشهر.. خبراء يكشفون ا ...
- روبيو: الولايات المتحدة لم تتوقف عن إمدادات الأسلحة إلى أوكر ...
- تصعيد دبلوماسي بين لندن وتل أبيب: بريطانيا تعلق مفاوضات التج ...
- وزير الخارجية الأمريكي: لا حدود لخبث النظام الكوبي وجبنه
- نوال الدجوي.. سرقة بقيمة 6 ملايين دولار من منزل سيدة الأعمال ...
- -منطقة ممنوعة على المسلمين-.. مضامين عنصرية في ملصقات علقت ب ...
- إعلان -اتصالات- لنادي الأهلي المصري يغضب جماهير الزمالك
- روبرت فورد: -طُلب مني إخراج أحمد الشرع من عالم الإرهاب لعالم ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد غانم - رسالة الى الطالبين محمد عرب ومهند الدبس في سجنهما