أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - شماي ليبوبيتش - أنا أنكر اختصاصك يا حضرة الاحتلال !















المزيد.....

أنا أنكر اختصاصك يا حضرة الاحتلال !


شماي ليبوبيتش

الحوار المتمدن-العدد: 271 - 2002 / 10 / 9 - 03:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

يديعوت أحرونوت : 7/10/2002

 

أنا أنكر اختصاصك يا حضرة الاحتلال !

 

بقلم: شماي ليبوبيتش

محامي من أعضاء طاقم الدفاع عن مروان البرغوثي

 

       

 

        إن تقديم مروان البرغوثي من القادة البارزين للانتفاضة لمحكمة جنائية يثير الغضب والمعارضة في العالم كله لكنه يعبر في إسرائيل كأمر مرغوب بل وضروري. من الواضح للجميع أن الحديث لا يدور عن محاكمة جنائية عادية. حسب البرغوثي نفسه، فان مصطلحات اللغة الجنائية - لائحة اتهام، شهود، ادعاء، شهود دفاع وغير ذلك - غير واردة هنا. أحقا؟

        يجب عدم فصل محاكمة البرغوثي عن السياق السياسي - الثقافي له. منذ 35 سنه والشعب الفلسطيني يرزح تحت نير السلطة الإسرائيلية العنيفة. في مثل هذا الوضع، يدعي البرغوثي، وعندما تتحول حياة ملايين الناس الى جهنم على الأرض، فان من حقهم الطبيعي والأخلاقي القتال من اجل حريتهم واستقلالهم. النيابة تدعي أن الحديث يدور عن إنسان نفذ أو بادر الى حالات قتل في منطقة إسرائيل لذلك يجب محاكمته حسب القانون الجنائي الإسرائيلي، وحكمه، إذا أدين، كحكم إنسان تورط في عملية قتل بسبب نزاع على موقف سيارات.

        يجيب البرغوثي على ذلك انه ينطبق على "قضية محاكمته" الإعلان العالمي بشأن حقوق الإنسان الذي صادقت عليه الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1948 وتستخدم منذ ذلك الحين كحجر أساس للقانون الدولي. ينبثق من هنا انه يجب محاكمة تحديدا أعضاء حكومة إسرائيل الذين بحكم مسئوليتهم عن السلطة المستبدة على الشعب الفلسطيني في المناطق ينتهكون  القانون الدولي.

        يكافح البرغوثي ضد سلطة الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف السكان المدنيين بالطائرات والمدفعية الثقيلة وتعدم مئات المشتبه بهم وأفراد عائلاتهم من خلال تصفيات موضعية، وتعتقل الآلاف بدون محاكمة، وتدمير بصورة مكثفة مباني وممتلكات بدون تعويضات وفي الآونة الأخيرة تجوع وتذل السكان المدنيين. لذلك، فان الحق الى جانبه عندما يقول لكل قاض إسرائيلي: أنا أقاتل من أجل الحرية والوطن القومي للشعب الفلسطيني. وأنا أنكر اختصاصك، كقاض للشعب المحتل، بمحاكمتي.

        كإسرائيلي ورجل قانون لا أستطيع أن امنع نفسي وأمنع البرغوثي نفسه من السؤال: رغم كل ممارسات حكومة إسرائيل هل ثمة عدالة في قتل أبرياء يهود كل ذنبهم هو انتمائهم للشعب المحتل، بالنسبة لي ليس ثمة أي عدالة في العالم لقتل مدنيين. قلبي يتقطع على كل قتلى الإرهاب وعلى العائلات التي فقدت أعزائها. من فقد أب، أم، ابن، ابنة، يعيش مأساة لا يوجد ما هو أقسى منها. الموت هو كارثة شخصية لا عزاء لها ولا دواء. حتى ولا بصورة محكمة مثل هذه التي تجريها حكومة إسرائيل للبرغوثي.

        رأي البرغوثي بهذا الصدد لا يختلف عن رأي معظم الإسرائيليين أو الفلسطينيين. بكلمات واضحة انه يكرر الإعراب عن معارضته لقتل المدنيين. انه يقول أن القتل في أحد الطرفين، يؤدي فقط الى القتل في الطرف الآخر، وهكذا دواليك. ودائرة الدم الزائدة، التي تقطف حياة إسرائيليين وفلسطينيين لن تتوقف إلا عندما يحظى الشعب الفلسطيني بالحرية في دولته. مثلما أوقف مناحيم بيغن واسحق شامير الإرهاب ضد البريطانيين عندما أقيمت لهم دولة هكذا سيحدث مع الفلسطينيين أيضا.

        "الحقيقة والسلام أحبوا" يقول النبي زكريا، ويذكرنا بأنه قبل السلام يجب أن تكون حقيقة بمعنى العدالة والنزاهة. الشرط المسبق والضروري للسلام ليس محاكمة جنائية لمسؤول فلسطيني كبير كهذا أو ذاك  بل إقامة العدل والنزاهة. دولتان (ليس اتفاقيات مرحلية ولا كنتونات) للشعبين.

* شملاي  ليبوبيتش " محامي متدين  وهو ابن الفيلسوف اليهودي الراحل المعادي للصهيونية والمدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني  يشعياهو ليبوبيتش .

  



#شماي_ليبوبيتش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -لاس فيغاس آسيا-..كيف يبدو العيش في ماكاو؟
- شاهد ضباط شرطة لوس أنجلوس يزيلون مخيمًا مؤيدًا للفلسطينيين ف ...
- -خطوة مركزية في بناء دولة الاتحاد وتحصينها-.. أنور قرقاش يشي ...
- قيادي في -حماس-: سنُهدي -النصر المبي-ن للسيسي وكل الزعماء ال ...
- ثاني توهج قوي يحدث على الشمس في يوم واحد!
- الخارجية الروسية: الغرب نسي دروس الماضي ويمضي نحو سباق التسل ...
- بوتين يوجه ببدء الاستعدادات لإجراء تدريبات على استخدام الأسل ...
- سياسي بريطاني يحذر من تصريحات كاميرون -غير المنتخب- عن حق أو ...
- هل فقدت فرنسا صوابها؟
- أردوغان يلعب ورقةَ مناهضةِ إسرائيل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - شماي ليبوبيتش - أنا أنكر اختصاصك يا حضرة الاحتلال !