أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - علي بنساعود - فراعنة ورزازات














المزيد.....

فراعنة ورزازات


علي بنساعود

الحوار المتمدن-العدد: 1133 - 2005 / 3 / 10 - 10:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


نهاية الأسبوع الماضي، شاركت في القافلة التضامنية مع معتقلي مناجم إيميني بورزازات، وخلال عبور حافلتنا للشارع الرئيسي لهذه المدينة في اتجاه المناجم التي كنا متوجهين إليها من الرشيدية، لفتت انتباهي تماثيل فرعونية رصت على واجهة أحد الأستديوهات السينمائية، يبدو أن أصحابها فرغوا من استغلالها...، فتساءلت في سري عما إن لم يكن من الأفضل نقل هذه التماثيل وتوزيعها على ساحات هذه المدينة السياحية لتأثيثها وبث نوع من الجمال فيها؟...

وفي طريق العودة ليلا، بعد يوم حافل بالحتجاج، وكي أهرب من ضوضاء الحافلة، و"انفجارات بعض الركاب!!!"، رحت أستعيد صورا انْوَشَمت في ذاكرتي عن هذه القافلة وواقع البؤس والفقر والشقاء والمرض الذي عاينته على وجوه منجميي إيميني وأسرهم ومساكنهم، كما رحت ألملم التفاصيل الدقيقة لقضية المناضل المعتقل محمد خويا التي تمكنت من استجماعها من لدن عائلته وزملائه ورفاقه...، وخيوط السيناريو الذي تم بواسطته الزج به وبخيرة مناضلي هذه المناجم في السجن، والذي تورطت في حبك خيوطه إدارة الشركة المستغلة للمناجم بتواطؤ مع عدة أطراف في السلطة المحلية والصحة والقضاء...، والتي وضعت المنطقة على كف عفريت مهددة بمأساة استقطبت، منذ البدء، تضامنا وطنيا ودوليا...

في خضم استرجاعاتي تلك، عادت صور التماثيل الفرعونية، التي سبقت لي رؤيتها صباحا، إلى الارتسام أمام عيني. وبينما أنا أتأمل ملامحها، تقاسيمها، وما يرمز إليه أصحابها، في متخيلنا الجمعي، من قوة وجبروت واستعباد وبطش وطغيان وتسلط، خطرت ببالي فكرة مفادها الدعوة إلى نقل هذه التماثيل من موقعها الحالي وتوزيعها على مقرات إدارة الشركة المستغلة للمناجم والسلطة المحلية وإدارة المستشفى و...، لتقريبها من مسؤولي هذه الإدارات ليسهل عليهم التقرب منها والتبرك بها، سيما أنه ظهر لي أن هؤلاء "اللامسؤولين" "المفرعنين" يتخذون من حكام مصر القدامى مثلا أعلى لهم، يقتدون بهم، بطغيانهم وتجبرهم وسعيهم إلى استعباد العمال وكسر شوكتهم، معاكسين إرادة أعلى سلطة في البلاد وتيارا مجتمعيا عارما يتوق إلى طي صفحة الماضي بدمائه ورصاصه وانتهاكاته... متوهمين أن موقع المنطقة، وبعدها، وحصار الطبيعة لها، سيمكنهم من الانفراد بها، والبطش بأهلها، جاهلين أن هناك مجتمعا مدنيا يتبلور، قادرا على التوحد حول قضية عادلة كهذه، وعلى المبادرة، وتشكيل لجان محلية ولجنة وطنية، قادرة على خوض مختلف الأشكال النضالية، وتنظيم قوافل، ضمت صفوف أولاها المئات من مناضلي هذا الوطن وشرفائه، يكفي أن نشير أن من بينهم اثنين من قادة تجمع اليسار الديمقراطي من حجم محمد مجاهد وعبد الله الحريف، إضافة إلي محمد العوني والشناوي ولهوير...، هبوا جميعا، من مختلف مناطق المغرب، لدعم الضحايا ومؤازرتهم والتضامن معهم وفضح مختلف الانتهاكات التي مورست في حقهم والتنديد بالأحكام الجائرة التي صدرت في حقهم واستنكار منع السلطة للمسيرة التضامنية معهم والتي لم تزدهم وعائلاتهم ورفاقهم إلا تآزرا وتضامنا وإصرارا على الصمود والمقاومة...


علي بنساعود



#علي_بنساعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورزازات مسيرة رغم العسكرة والمنع
- نساء تافيلات أمية وفقر ومعاناة
- كلنا في الهم شرق
- بمناسبة - طي صفحة الماضي- بالمغرب


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - علي بنساعود - فراعنة ورزازات