أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مروان رفيق صباغ - حزب العمل الشيوعي وفلسفة الغلو















المزيد.....

حزب العمل الشيوعي وفلسفة الغلو


مروان رفيق صباغ

الحوار المتمدن-العدد: 270 - 2002 / 10 / 8 - 01:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

أخبار الشرق - 6 تشرين الأول 2002

رغم أن قراراً بتجميد نشاطات حزب العمل الشيوعي اتخذ عام 1992، فإن الحزب لم يعلن حل نفسه فبقي قائماً كاسم دون أي نشاط يذكر. الدفعة الكبرى من كوادر الحزب وأصدقائه خرجت من المعتقل عام 1992 وبقيت القيادات رهينة المحبس حتى أواسط التسعينات ومطالع الألفية الثالثة، حيث لم يبق من قيادات وكوادر هذا الحزب داخل السجن سوى القيادي عبد العزيز الخير.

نشأ حزب العمل أواسط السبعينات من شتات منظمات يسارية وقومية ذات منابت شتى، وظهرت في الجامعة "حلقات الماركسية" التي أفضت فيما بعد إلى تأسيس عدة منظمات ماركسية راديكالية لعل أبرزها رابطة العمل الشيوعي، التي أصبح اسمها حزب العمل الشيوعي.

نصبت رابطة العمل الشيوعي من نفسها الناطق الرسمي باسم اليسار الماركسي النقي المتحرر من أوضاع الحزب الشيوعي الرسمي المتحالف مع السلطة والدائر في فلك السوفيات، فاكتسبت بذلك سمة الغلواء في كل شيء، ولعل مرد ذلك صغر سن قياداتها وكوادرها التي كانت تتراوح بين العشرينات والثلاثينات.

منذ البداية اتخذت الرابطة ثم الحزب موقفاً متناقضاً مع السلطة داعية إلى إسقاطها، وفي فترة الصراع الدموي بين السلطة والحركة الإسلامية اتخذ الحزب موقفاً "جذرياً" في عدائه لهذه الحركة وانتهج ما أطلق عليه تسمية "الطريق الثالث" الذي طرح نفسه بديلاً للسلطة وللمعارضة الإسلامية، على اعتبار أن هذا الخيار هو الحل "الإنقاذي" للوضع الأمني والسياسي المتدهور في سورية.

في هذه الفترة كانت قيادات الحزب وكوادره إما ملاحقة أو داخل المعتقل. أتت تجربة الاعتقال قاسية على حزب العمل فبدأ الكثيرون بمراجعة مواقفهم داخل السجن وخرج القسم الأكبر عام 1992 من السجن والحزب في آن معاً، مفضلاً الانخراط في معمان الحياة العادية أو أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وبقيت القيادات والكوادر الأساسية ضمن دائرة الحزب دون أي نشاط يذكر.

أيقظت الحركة الديمقراطية بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد حزب العمل من سباته، ووجد نفسه طرفاً في الجدال الدائر حول مستقبل البلاد، فأسس بعض كوادره ما سُمي منتدى اليسار للحوار، وهو اللافتة العلنية للحزب على شاكلة المنتديات الأخرى التي شكلت فيما شكلته واجهات لحركات سياسية في طور التبلور.

منذ بداية الحوار بدا أن هناك اتجاهين يحكمان وعي قيادات حزب العمل إن لم يكن أكثر:

- اتجاه اعتبر حركة "ربيع دمشق" حركة مغامرة طائشة من شأنها أن تفتح باب حرب أهلية لا يمكن إغلاقه إلا بمجازر جماعية، نظراً لأن الشعب السوري بوضعه الحالي غير مؤهل للديمقراطية، لذا اعتبر أصحاب هذا الاتجاه وبشكل واضح أن مشروع الرئيس "الإصلاحي والتحديثي" هو المشروع العقلاني الممكن نظراً لما يتمتع به الرئيس من "نظافة الكف واللسان" وعدم تورطه في أخطاء والده وطاقم الحكم السابق، من هنا فدعم مشروع الرئيس ضد قوى الإعاقة والتعطيل داخل أجهزة السلطة من جهة، وضد نمو الحركة الإسلامية التي تشهد عوامل نهوض في الشارع من جهة ثانية، هو الحل الذي يجب أن يتخذه الحزب. وقد اعتبر أصحاب هذا الاتجاه أن حركة المجتمع المدني سوف تصب في نهاية المطاف لصالح التيار الإسلامي الذي يجب قمعه ومنعه من استغلال الحالة الديمقراطية للقفز على السلطة والحياة العامة والاستحواذ عليهما في نهاية المطاف! لذا كان تعامل أصحاب هذا الاتجاه مع مشروع ميثاق العمل الوطني الذي اقترحته جماعة الإخوان المسلمين في لندن بسلبية مطلقة معتبرين أنه مناورة سياسية ليس اكثر.

- الاتجاه الثاني اعتبر حركة المجتمع المدني هي المدخل للانتقال من حالة الاستبداد والدولة الشمولية إلى حالة الديمقراطية بشكل تدرجي وسلمي وعلني. وأصحاب هذا الاتجاه انخرطوا فعلاً في هذه الحركة، وتعامل بعضهم بإيجابية مع مشروع الإخوان المسلمين على اعتبار أن الأولوية الوطنية الآن تشكيل تيار وطني عريض من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار يتفق على السياسية ويترك الخلافات الأيديولوجية لما بعد تحقيق نظام ديمقراطي تعددي يحتمل وجود الجميع.

ولا نبالغ إذا قلنا إن هذه النقطة المفصلية قد قسمت الحزب إلى قسمين وأدت إلى خروج أصحاب الاتجاه الثاني كلياً من الحزب، بينما بقي أصحاب الاتجاه الأول يقدمون أنفسهم بوصفهم "حزب العمل الشيوعي".

__________ 

* باحث سوري متعاون مع معهد الشرق العربي في لندن

 



#مروان_رفيق_صباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مروان رفيق صباغ - حزب العمل الشيوعي وفلسفة الغلو